مرقس ٧: ١٤ - ٣٧

مرقس ٧


١٤ ثُمَّ دَعا كُلَّ الجَمعِ وقالَ لهُمُ: «اسمَعوا مِنّي كُلُّكُمْ وافهَموا.

١٥ ليس شَيءٌ مِنْ خارِجِ الإنسانِ إذا دَخَلَ فيهِ يَقدِرُ أنْ يُنَجِّسَهُ، لكن الأشياءَ الّتي تخرُجُ مِنهُ هي الّتي تُنَجِّسُ الإنسانَ.

١٦ إنْ كانَ لأحَدٍ أُذنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ».

١٧ ولَمّا دَخَلَ مِنْ عِندِ الجَمعِ إلَى البَيتِ، سألهُ تلاميذُهُ عن المَثَلِ.

١٨ فقالَ لهُمْ: «أفأنتُمْ أيضًا هكذا غَيرُ فاهِمينَ؟ أما تفهَمونَ أنَّ كُلَّ ما يَدخُلُ الإنسانَ مِنْ خارِجٍ لا يَقدِرُ أنْ يُنَجِّسَهُ،

١٩ لأنَّهُ لا يَدخُلُ إلَى قَلبِهِ بل إلَى الجَوْفِ، ثُمَّ يَخرُجُ إلَى الخَلاءِ، وذلكَ يُطَهِّرُ كُلَّ الأطعِمَةِ».

٢٠ ثُمَّ قالَ: «إنَّ الّذي يَخرُجُ مِنَ الإنسانِ ذلكَ يُنَجِّسُ الإنسانَ.

٢١ لأنَّهُ مِنَ الدّاخِلِ، مِنْ قُلوبِ النّاسِ، تخرُجُ الأفكارُ الشِّرّيرَةُ: زِنًى، فِسقٌ، قَتلٌ،

٢٢ سِرقَةٌ، طَمَعٌ، خُبثٌ، مَكرٌ، عَهارَةٌ، عَينٌ شِرّيرَةٌ، تجديفٌ، كِبرياءُ، جَهلٌ.

٢٣ جميعُ هذِهِ الشُّرورِ تخرُجُ مِنَ الدّاخِلِ وتُنَجِّسُ الإنسانَ».

إيمان المرأة الكنعانية

٢٤ ثُمَّ قامَ مِنْ هناكَ ومَضَى إلَى تُخومِ صورَ وصَيداءَ، ودَخَلَ بَيتًا وهو يُريدُ أنْ لا يَعلَمَ أحَدٌ، فلم يَقدِرْ أنْ يَختَفيَ،

٢٥ لأنَّ امرأةً كانَ بابنَتِها روحٌ نَجِسٌ سمِعَتْ بهِ، فأتَتْ وخَرَّتْ عِندَ قَدَمَيهِ.

٢٦ وكانتْ الامرأةُ أُمَميَّةً، وفي جِنسِها فينيقيَّةً سوريَّةً. فسألَتهُ أنْ يُخرِجَ الشَّيطانَ مِنِ ابنَتِها.

٢٧ وأمّا يَسوعُ فقالَ لها: «دَعي البَنينَ أوَّلًا يَشبَعونَ، لأنَّهُ ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ».

٢٨ فأجابَتْ وقالَتْ لهُ: «نَعَمْ، يا سيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تحتَ المائدَةِ تأكُلُ مِنْ فُتاتِ البَنينَ!».

٢٩ فقالَ لها: «لأجلِ هذِهِ الكلِمَةِ، اذهَبي. قد خرجَ الشَّيطانُ مِنِ ابنَتِكِ».

٣٠ فذَهَبَتْ إلَى بَيتِها ووجَدَتِ الشَّيطانَ قد خرجَ، والِابنَةَ مَطروحَةً علَى الفِراشِ.

شفاء أصم أعقد

٣١ ثُمَّ خرجَ أيضًا مِنْ تُخومِ صورَ وصَيداءَ، وجاءَ إلَى بحرِ الجَليلِ في وسطِ حُدودِ المُدُنِ العَشرِ.

٣٢ وجاءوا إليهِ بأصَمَّ أعقَدَ، وطَلَبوا إليهِ أنْ يَضَعَ يَدَهُ علَيهِ.

٣٣ فأخَذَهُ مِنْ بَينِ الجَمعِ علَى ناحيَةٍ، ووضَعَ أصابِعَهُ في أُذُنَيهِ وتَفَلَ ولَمَسَ لسانَهُ،

٣٤ ورَفَعَ نَظَرَهُ نَحوَ السماءِ، وأنَّ وقالَ لهُ: «إفَّثا». أيِ انفَتِحْ.

٣٥ ولِلوقتِ انفَتَحَتْ أُذناهُ، وانحَلَّ رِباطُ لسانِهِ، وتَكلَّمَ مُستَقيمًا.

٣٦ فأوصاهُمْ أنْ لا يقولوا لأحَدٍ. ولكن علَى قدرِ ما أوصاهُمْ كانوا يُنادونَ أكثَرَ كثيرًا.

٣٧ وبُهِتوا إلَى الغايَةِ قائلينَ: «إنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسمَعونَ والخُرسَ يتَكلَّمونَ».

تأمل: الخلاص للجميع

مرقس ٧: ١٤-٣٧

في هذا الجزء نرى مشهدًا لم نعتاد عليه من السيد المسيح، نراه يقول للمرأة الفينيقة كلمات تبدو قاسية: «دَعي البَنينَ أوَّلًا يَشبَعونَ، لأنَّهُ ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ». (ع٢٧).

وهنا نجد كثير من الأسئلة تدور في أذهاننا:

  1. هل قال ذلك ليؤكد أنه جاء أولاً لخاصته «لَمْ أُرسَلْ إلّا إلَى خِرافِ بَيتِ إسرائيلَ الضّالَّةِ» (متى ١٥: ٢٤)؟
  2. هل ليختبر إيمانها؟
  3. هل ليوضح للجموع أنه أتى ليخلص كل العالم من يهود وأمم؟

يبدو لنا من الحوار أن نبرة الرب يسوع لم تكن فيها علامات القسوة أو الغضب إذ نجد أن المرأة تجيب: «نَعَمْ، يا سيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!» (ع٢٧).

لقد أراد الرب يسوع بهذا الحوار أن يعلن للجميع حقيقة هامة: أنه لم يأتي لليهود فقط بل لأجل جميع البشر، وامتدح المرأة من أجل إيمانها (ع٢٨).

نشكرك يا الله لأنك أتيت من أجل خلاص جميع البشر. يا رب اجعل البشارة المفرحة تصل إلى الجميع ليعرفوا أنك المخلص الوحيد.

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 186
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة