تيموثاوس الأولى ٥: ٢١ إلى ٦: ٢٢
تيموثاوس الأولى ٥
٢١ أُناشِدُكَ أمامَ اللهِ والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ والمَلائكَةِ المُختارينَ، أنْ تحفَظَ هذا بدونِ غَرَضٍ، ولا تعمَلَ شَيئًا بمُحاباةٍ.
٢٢ لا تضَعْ يَدًا علَى أحَدٍ بالعَجَلَةِ، ولا تشتَرِكْ في خطايا الآخَرينَ. اِحفَظْ نَفسَكَ طاهِرًا.
٢٣ لا تكُنْ في ما بَعدُ شَرّابَ ماءٍ، بل استَعمِلْ خمرًا قَليلًا مِنْ أجلِ مَعِدَتِكَ وأسقامِكَ الكَثيرَةِ.
٢٤ خطايا بَعضِ النّاسِ واضِحَةٌ تتَقَدَّمُ إلَى القَضاءِ، وأمّا البَعضُ فتتبَعُهُمْ.
٢٥ كذلكَ أيضًا الأعمالُ الصّالِحَةُ واضِحَةٌ، والّتي هي خِلافُ ذلكَ لا يُمكِنُ أنْ تُخفَى.
تيموثاوس الأولى ٦
١ جميعُ الّذينَ هُم عَبيدٌ تحتَ نيرٍ فليَحسِبوا سادَتَهُمْ مُستَحِقّينَ كُلَّ إكرامٍ، لئَلّا يُفتَرَى علَى اسمِ اللهِ وتَعليمِهِ.
٢ والّذينَ لهُمْ سادَةٌ مؤمِنونَ، لا يَستَهينوا بهِمْ لأنَّهُمْ إخوَةٌ، بل ليَخدِموهُم أكثَرَ، لأنَّ الّذينَ يتَشارَكونَ في الفائدَةِ، هُم مؤمِنونَ ومَحبوبونَ. عَلِّمْ وعِظْ بهذا.
محبة المال
٣ إنْ كانَ أحَدٌ يُعَلِّمُ تعليمًا آخَرَ، ولا يوافِقُ كلِماتِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ الصَّحيحَةَ، والتَّعليمَ الّذي هو حَسَبَ التَّقوَى،
٤ فقد تصَلَّفَ، وهو لا يَفهَمُ شَيئًا، بل هو مُتَعَلِّلٌ بمُباحَثاتٍ ومُماحَكاتِ الكلامِ، الّتي مِنها يَحصُلُ الحَسَدُ والخِصامُ والِافتِراءُ والظُّنونُ الرَّديَّةُ،
٥ ومُنازَعاتُ أُناسٍ فاسِدي الذِّهنِ وعادِمي الحَقِّ، يَظُنّونَ أنَّ التَّقوَى تِجارَةٌ. تجَنَّبْ مِثلَ هؤُلاءِ.
٦ وأمّا التَّقوَى مع القَناعَةِ فهي تِجارَةٌ عظيمَةٌ.
٧ لأنَّنا لم نَدخُلِ العالَمَ بشَيءٍ، وواضِحٌ أنَّنا لا نَقدِرُ أنْ نَخرُجَ مِنهُ بشَيءٍ.
٨ فإنْ كانَ لنا قوتٌ وكِسوَةٌ، فلنَكتَفِ بهِما.
٩ وأمّا الّذينَ يُريدونَ أنْ يكونوا أغنياءَ، فيَسقُطونَ في تجرِبَةٍ وفَخٍّ وشَهَواتٍ كثيرَةٍ غَبيَّةٍ ومُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النّاسَ في العَطَبِ والهَلاكِ.
١٠ لأنَّ مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُلِّ الشُّرورِ، الّذي إذ ابتَغاهُ قَوْمٌ ضَلّوا عن الإيمانِ، وطَعَنوا أنفُسَهُمْ بأوجاعٍ كثيرَةٍ.
الجهاد الحسن
١١ وأمّا أنتَ يا إنسانَ اللهِ فاهرُبْ مِنْ هذا، واتبَعِ البِرَّ والتَّقوَى والإيمانَ والمَحَبَّةَ والصَّبرَ والوَداعَةَ.
١٢ جاهِدْ جِهادَ الإيمانِ الحَسَنَ، وأمسِكْ بالحياةِ الأبديَّةِ الّتي إليها دُعيتَ أيضًا، واعتَرَفتَ الِاعتِرافَ الحَسَنَ أمامَ شُهودٍ كثيرينَ.
١٣ أوصيكَ أمامَ اللهِ الّذي يُحيي الكُلَّ، والمَسيحِ يَسوعَ الّذي شَهِدَ لَدَى بيلاطُسَ البُنطيِّ بالِاعتِرافِ الحَسَنِ:
١٤ أنْ تحفَظَ الوَصيَّةَ بلا دَنَسٍ ولا لومٍ إلَى ظُهورِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ،
١٥ الّذي سيُبَيِّنُهُ في أوقاتِهِ المُبارَكُ العَزيزُ الوَحيدُ: مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأربابِ،
١٦ الّذي وحدَهُ لهُ عَدَمُ الموتِ، ساكِنًا في نورٍ لا يُدنَى مِنهُ، الّذي لم يَرَهُ أحَدٌ مِنَ النّاسِ ولا يَقدِرُ أنْ يَراهُ، الّذي لهُ الكَرامَةُ والقُدرَةُ الأبديَّةُ. آمينَ.
١٧ أوصِ الأغنياءَ في الدَّهرِ الحاضِرِ أنْ لا يَستَكبِروا، ولا يُلقوا رَجاءَهُمْ علَى غَيرِ يَقينيَّةِ الغِنَى، بل علَى اللهِ الحَيِّ الّذي يَمنَحُنا كُلَّ شَيءٍ بغِنًى للتَّمَتُّعِ.
١٨ وأنْ يَصنَعوا صَلاحًا، وأنْ يكونوا أغنياءَ في أعمالٍ صالِحَةٍ، وأنْ يكونوا أسخياءَ في العَطاءِ، كُرَماءَ في التَّوْزيعِ،
١٩ مُدَّخِرينَ لأنفُسِهِمْ أساسًا حَسَنًا للمُستَقبِلِ، لكَيْ يُمسِكوا بالحياةِ الأبديَّةِ.
٢٠ يا تيموثاوُسُ، احفَظِ الوَديعَةَ، مُعرِضًا عن الكلامِ الباطِلِ الدَّنِسِ، ومُخالَفاتِ العِلمِ الكاذِبِ الِاسمِ،
٢١ الّذي إذ تظاهَرَ بهِ قَوْمٌ زاغوا مِنْ جِهَةِ الإيمانِ.
٢٢ النِّعمَةُ معكَ. آمينَ.
تأمل: تِجارَةٌ عظيمَةٌ
١ تيموثاوس ٢١:٥-٢٢:٦
لو تأملنا في الدعاية المكثفة في مختلف الوسائل في عالمنا اليوم، سنجد أنها في أغلب الأحوال تتحدث عن الرفاهية والراحة والسعادة التي سيحظى بها كل من يمتلك السلعة المُعلن عنها، مثل: شقة، سيارة، ملابس، أجهزة، ...إلخ. حتى أصبح كل منا تحت ضغط رهيب لكي يحظى بهذا الشعور من السعادة!
لنقرأ ما يقول الروح القدس لنا اليوم: "وأمّا الّذينَ يُريدونَ أنْ يكونوا أغنياءَ، فيَسقُطونَ في تجرِبَةٍ وفَخٍّ وشَهَواتٍ كثيرَةٍ غَبيَّةٍ ومُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النّاسَ في العَطَبِ والهَلاكِ. لأنَّ مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُلِّ الشُّرورِ، الّذي إذ ابتَغاهُ قَوْمٌ ضَلّوا عن الإيمانِ، وطَعَنوا أنفُسَهُمْ بأوجاعٍ كثيرَةٍ." (١٠،٩:٦). ويعطي لنا حكمة عظيمة لابد أن تكون في أذهاننا كل الوقت إذ يقول: "وأمّا التَّقوَى مع القَناعَةِ فهي تِجارَةٌ عظيمَةٌ. لأنَّنا لَمْ نَدخُلِ العالَمَ بشَيءٍ، وواضِحٌ أنَّنا لا نَقدِرُ أنْ نَخرُجَ مِنهُ بشَيءٍ. فإنْ كانَ لنا قوتٌ وكِسوَةٌ، فلنَكتَفِ بهِما. (١:٦-٨). تحدٍّ كبير لكل واحد منا اليوم هو: كيف نختبر حياة التقوى مع القناعة؟ كيف نكتفي بما أعطاه الله لنا ولا نلهث وراء مغريات العالم؟ يعطينا الرسول بولس الخطوات التي تساعدنا على تحقيق ذلك:
- وأمّا أنتَ يا إنسانَ اللهِ فاهرُبْ مِنْ هذا (١١:٦)
- اتبَعِ البِرَّ والتَّقوَى والإيمانَ والمَحَبَّةَ والصَّبرَ والوَداعَةَ. (١١:٦)
- جاهِدْ جِهادَ الإيمانِ الحَسَنَ (١٢:٦)
- أمسِكْ بالحياةِ الأبديَّةِ الّتي إليها دُعيتَ أيضًا. (١٢:٦)
- أنْ تحفَظَ الوَصيَّةَ بلا دَنَسٍ ولا لومٍ إلَى ظُهورِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ (١٤:٦)
يا إلهي احفظني من محبة المال ولتكن محبتي لك وحدك يا مخلصي.
"لا يَقدِرُ خادِمٌ أنْ يَخدِمَ سيِّدَينِ، لأنَّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يُلازِمَ الواحِدَ ويَحتَقِرَ الآخَرَ. لا تقدِرونَ أنْ تخدِموا اللهَ والمالَ." (لوقا ١٣:١٦).