لوقا ٧: ١٨ - ٥٠
لوقا ٧
يسوع ويوحنا المعمدان
١٨ فأخبَرَ يوحَنا تلاميذُهُ بهذا كُلِّهِ.
١٩ فدَعا يوحَنا اثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، وأرسَلَ إلَى يَسوعَ قائلًا: «أنتَ هو الآتي أم نَنتَظِرُ آخَرَ؟».
٢٠ فلَمّا جاءَ إليهِ الرَّجُلانِ قالا: «يوحَنا المَعمَدانُ قد أرسَلَنا إلَيكَ قائلًا: أنتَ هو الآتي أم نَنتَظِرُ آخَرَ؟».
٢١ وفي تِلكَ السّاعَةِ شَفَى كثيرينَ مِنْ أمراضٍ وأدواءٍ وأرواحٍ شِرّيرَةٍ، ووهَبَ البَصَرَ لعُميانٍ كثيرينَ.
٢٢ فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُما: «اذهَبا وأخبِرا يوحَنا بما رأيتُما وسَمِعتُما: إنَّ العُميَ يُبصِرونَ، والعُرجَ يَمشونَ، والبُرصَ يُطَهَّرونَ، والصُّمَّ يَسمَعونَ، والموتَى يَقومونَ، والمَساكينَ يُبَشَّرونَ.
٢٣ وطوبَى لمَنْ لا يَعثُرُ فيَّ».
٢٤ فلَمّا مَضَى رَسولا يوحَنا، ابتَدأ يقولُ للجُموعِ عن يوحَنا: «ماذا خرجتُمْ إلَى البَرّيَّةِ لتَنظُروا؟ أقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرّيحُ؟
٢٥ بل ماذا خرجتُمْ لتَنظُروا؟ أإنسانًا لابِسًا ثيابًا ناعِمَةً؟ هوذا الّذينَ في اللِّباسِ الفاخِرِ والتَّنَعُّمِ هُم في قُصورِ المُلوكِ.
٢٦ بل ماذا خرجتُمْ لتَنظُروا؟ أنَبيًّا؟ نَعَمْ، أقولُ لكُمْ: وأفضَلَ مِنْ نَبيٍّ!
٢٧ هذا هو الّذي كُتِبَ عنهُ: ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي الّذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ!
٢٨ لأنّي أقولُ لكُمْ: إنَّهُ بَينَ المَوْلودينَ مِنَ النِّساءِ ليس نَبيٌّ أعظَمَ مِنْ يوحَنا المَعمَدانِ، ولكن الأصغَرَ في ملكوتِ اللهِ أعظَمُ مِنهُ».
٢٩ وجميعُ الشَّعبِ إذ سمِعوا والعَشّارونَ بَرَّروا اللهَ مُعتَمِدينَ بمَعموديَّةِ يوحَنا.
٣٠ وأمّا الفَرّيسيّونَ والنّاموسيّونَ فرَفَضوا مَشورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أنفُسِهِمْ، غَيرَ مُعتَمِدينَ مِنهُ.
٣١ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ: «فبمَنْ أُشَبِّهُ أُناسَ هذا الجيلِ؟ وماذا يُشبِهونَ؟
٣٢ يُشبِهونَ أولادًا جالِسينَ في السّوقِ يُنادونَ بَعضُهُمْ بَعضًا ويقولونَ: زَمَّرنا لكُمْ فلم ترقُصوا. نُحنا لكُمْ فلم تبكوا.
٣٣ لأنَّهُ جاءَ يوحَنا المَعمَدانُ لا يأكُلُ خُبزًا ولا يَشرَبُ خمرًا، فتقولونَ: بهِ شَيطانٌ.
٣٤ جاءَ ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ، فتقولونَ: هوذا إنسانٌ أكولٌ وشِرّيبُ خمرٍ، مُحِبٌّ للعَشّارينَ والخُطاةِ.
٣٥ والحِكمَةُ تبَرَّرَتْ مِنْ جميعِ بَنيها».
يسوع يغفر لامرأة خاطئة
٣٦ وسألهُ واحِدٌ مِنَ الفَرّيسيّينَ أنْ يأكُلَ معهُ، فدَخَلَ بَيتَ الفَرّيسيِّ واتَّكأ.
٣٧ وإذا امرأةٌ في المدينةِ كانتْ خاطِئَةً، إذ عَلِمَتْ أنَّهُ مُتَّكِئٌ في بَيتِ الفَرّيسيِّ، جاءَتْ بقارورَةِ طيبٍ،
٣٨ ووقَفَتْ عِندَ قَدَمَيهِ مِنْ ورائهِ باكيَةً، وابتَدأتْ تبُلُّ قَدَمَيهِ بالدُّموعِ، وكانتْ تمسَحُهُما بشَعرِ رأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيهِ وتَدهَنُهُما بالطّيبِ.
٣٩ فلَمّا رأى الفَرّيسيُّ الّذي دَعاهُ ذلكَ، تكلَّمَ في نَفسِهِ قائلًا: «لو كانَ هذا نَبيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الِامرأةُ الّتي تلمِسُهُ وما هي! إنَّها خاطِئَةٌ».
٤٠ فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: «يا سِمعانُ، عِندي شَيءٌ أقولُهُ لكَ». فقالَ: «قُلْ، يا مُعَلِّمُ».
٤١ «كانَ لمُدايِنٍ مَديونانِ. علَى الواحِدِ خَمسُمِئَةِ دينارٍ وعلَى الآخَرِ خَمسونَ.
٤٢ وإذ لم يَكُنْ لهُما ما يوفيانِ سامَحَهُما جميعًا. فقُلْ: أيُّهُما يكونُ أكثَرَ حُبًّا لهُ؟».
٤٣ فأجابَ سِمعانُ وقالَ: «أظُنُّ الّذي سامَحَهُ بالأكثَرِ». فقالَ لهُ: «بالصَّوابِ حَكَمتَ».
٤٤ ثُمَّ التَفَتَ إلَى المَرأةِ وقالَ لسِمعانَ: «أتَنظُرُ هذِهِ المَرأةَ؟ إنّي دَخَلتُ بَيتَكَ، وماءً لأجلِ رِجلَيَّ لم تُعطِ. وأمّا هي فقد غَسَلَتْ رِجلَيَّ بالدُّموعِ ومَسَحَتهُما بشَعرِ رأسِها.
٤٥ قُبلَةً لم تُقَبِّلني، وأمّا هي فمنذُ دَخَلتُ لم تكُفَّ عن تقبيلِ رِجلَيَّ.
٤٦ بزَيتٍ لم تدهُنْ رأسي، وأمّا هي فقد دَهَنَتْ بالطّيبِ رِجلَيَّ.
٤٧ مِنْ أجلِ ذلكَ أقولُ لكَ: قد غُفِرَتْ خطاياها الكَثيرَةُ، لأنَّها أحَبَّتْ كثيرًا. والّذي يُغفَرُ لهُ قَليلٌ يُحِبُّ قَليلًا».
٤٨ ثُمَّ قالَ لها: «مَغفورَةٌ لكِ خطاياكِ».
٤٩ فابتَدأ المُتَّكِئونَ معهُ يقولونَ في أنفُسِهِمْ: «مَنْ هذا الّذي يَغفِرُ خطايا أيضًا؟».
٥٠ فقالَ للمَرأةِ: «إيمانُكِ قد خَلَّصَكِ، اِذهَبي بسَلامٍ».
التكوين ٢٢: ١ - ٢٤
التكوين ٢٢
امتحان إبراهيم
١ وحَدَثَ بَعدَ هذِهِ الأُمورِ أنَّ اللهَ امتَحَنَ إبراهيمَ، فقالَ لهُ: «يا إبراهيمُ!». فقالَ: «هأنَذا».
٢ فقالَ: «خُذِ ابنَكَ وحيدَكَ، الّذي تُحِبُّهُ، إسحاقَ، واذهَبْ إلَى أرضِ المُريّا، وأصعِدهُ هناكَ مُحرَقَةً علَى أحَدِ الجِبالِ الّذي أقولُ لكَ».
٣ فبَكَّرَ إبراهيمُ صباحًا وشَدَّ علَى حِمارِهِ، وأخَذَ اثنَينِ مِنْ غِلمانِهِ معهُ، وإسحاقَ ابنَهُ، وشَقَّقَ حَطَبًا لمُحرَقَةٍ، وقامَ وذَهَبَ إلَى المَوْضِعِ الّذي قالَ لهُ اللهُ.
٤ وفي اليومِ الثّالِثِ رَفَعَ إبراهيمُ عَينَيهِ وأبصَرَ المَوْضِعَ مِنْ بَعيدٍ،
٥ فقالَ إبراهيمُ لغُلامَيهِ: «اجلِسا أنتُما ههنا مع الحِمارِ، وأمّا أنا والغُلامُ فنَذهَبُ إلَى هناكَ ونَسجُدُ، ثُمَّ نَرجِعُ إلَيكُما».
٦ فأخَذَ إبراهيمُ حَطَبَ المُحرَقَةِ ووضَعَهُ علَى إسحاقَ ابنِهِ، وأخَذَ بيَدِهِ النّارَ والسِّكّينَ. فذَهَبا كِلاهُما مَعًا.
٧ وكلَّمَ إسحاقُ إبراهيمَ أباهُ وقالَ: «يا أبي!». فقالَ: «هأنَذا يا ابني». فقالَ: «هوذا النّارُ والحَطَبُ، ولكن أين الخَروفُ للمُحرَقَةِ؟».
٨ فقالَ إبراهيمُ: «اللهُ يَرَى لهُ الخَروفَ للمُحرَقَةِ يا ابني». فذَهَبا كِلاهُما مَعًا.
٩ فلَمّا أتَيا إلَى المَوْضِعِ الّذي قالَ لهُ اللهُ، بَنَى هناكَ إبراهيمُ المَذبَحَ ورَتَّبَ الحَطَبَ ورَبَطَ إسحاقَ ابنَهُ ووضَعَهُ علَى المَذبَحِ فوقَ الحَطَبِ.
١٠ ثُمَّ مَدَّ إبراهيمُ يَدَهُ وأخَذَ السِّكّينَ ليَذبَحَ ابنَهُ.
١١ فناداهُ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ السماءِ وقالَ: «إبراهيمُ! إبراهيمُ!». فقالَ: «هأنَذا».
١٢ فقالَ: «لا تمُدَّ يَدَكَ إلَى الغُلامِ ولا تفعَلْ بهِ شَيئًا، لأنّي الآنَ عَلِمتُ أنَّكَ خائفٌ اللهَ، فلم تُمسِكِ ابنَكَ وحيدَكَ عَنّي».
١٣ فرَفَعَ إبراهيمُ عَينَيهِ ونَظَرَ وإذا كبشٌ وراءَهُ مُمسَكًا في الغابَةِ بقَرنَيهِ، فذَهَبَ إبراهيمُ وأخَذَ الكَبشَ وأصعَدَهُ مُحرَقَةً عِوَضًا عن ابنِهِ.
١٤ فدَعا إبراهيمُ اسمَ ذلكَ المَوْضِعِ «يَهوَهْ يِرأهْ». حتَّى إنَّهُ يُقالُ اليومَ: «في جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
١٥ ونادَى مَلاكُ الرَّبِّ إبراهيمَ ثانيَةً مِنَ السماءِ
١٦ وقالَ: «بذاتي أقسَمتُ، يقولُ الرَّبُّ، أنّي مِنْ أجلِ أنَّكَ فعَلتَ هذا الأمرَ، ولَمْ تُمسِكِ ابنَكَ وحيدَكَ،
١٧ أُبارِكُكَ مُبارَكَةً، وأُكَثِّرُ نَسلكَ تكثيرًا كنُجومِ السماءِ وكالرَّملِ الّذي علَى شاطِئ البحرِ، ويَرِثُ نَسلُكَ بابَ أعدائهِ،
١٨ ويَتَبارَكُ في نَسلِكَ جميعُ أُمَمِ الأرضِ، مِنْ أجلِ أنَّكَ سمِعتَ لقَوْلي».
١٩ ثُمَّ رَجَعَ إبراهيمُ إلَى غُلامَيهِ، فقاموا وذَهَبوا مَعًا إلَى بئرِ سبعٍ. وسَكَنَ إبراهيمُ في بئرِ سبعٍ.
أبناء ناحور
٢٠ وحَدَثَ بَعدَ هذِهِ الأُمورِ أنَّ إبراهيمَ أُخبِرَ وقيلَ لهُ: «هوذا مِلكَةُ قد ولَدَتْ هي أيضًا بَنينَ لناحورَ أخيكَ:
٢١ عوصًا بكرَهُ، وبوزًا أخاهُ، وقَموئيلَ أبا أرامَ،
٢٢ وكاسَدَ وحَزوًا وفِلداشَ ويِدلافَ وبَتوئيلَ».
٢٣ وولَدَ بَتوئيلُ رِفقَةَ. هؤُلاءِ الثَّمانيَةُ ولَدَتهُمْ مِلكَةُ لناحورَ أخي إبراهيمَ.
٢٤ وأمّا سُرّيَّتُهُ، واسمُها رَؤومَةُ، فوَلَدَتْ هي أيضًا: طابَحَ وجاحَمَ وتاحَشَ ومَعكَةَ.
تأمل: الطاعة والإيمان
تكوين ٢٢
هذا الإصحاح مليء بالطعام لكل أولاد الله. فنرى فيه طاعة إبراهيم لله التي لا توصف. كيف أنه أخذ ابنه وحيده على الفور بعدما طلب منه الله أن يحرقه على المذبح كذبيحة له؛ وسار ثلاثة أيام حتى وصل إلى المكان المحدد؛ وبنى المذبح؛ ورتب الحطب عليه؛ ووضع ابنه على الحطب؛ ومد السكين ليذبح ابنه!
نرى أيضًا إيمان إبراهيم. فقد كشف لنا الروح القدس أنه كان يؤمن أن الله قادر أن يقيمه من الأموات، إذ يقول: "بالإيمانِ قَدَّمَ إبراهيمُ إسحاقَ وهو مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الّذي قَبِلَ المَواعيدَ، وحيدَهُ الّذي قيلَ لهُ: «إنَّهُ بإسحاقَ يُدعَى لكَ نَسلٌ». إذ حَسِبَ أنَّ اللهَ قادِرٌ علَى الإقامَةِ مِنَ الأمواتِ أيضًا، الّذينَ مِنهُمْ أخَذَهُ أيضًا في مِثالٍ" (عبرانيين ١١: ١٧-١٩).
نرى أيضًا لوحة فنية رائعة، صورة حية عن عمل الرب يسوع المسيح الكفاري على الصليب. فقد قدّم الآب ابنه يسوع ذبيحة محرقة فوق خشبة الصليب. ولم يُعفَ الرب يسوع من السكين مثل إسحاق، بل نَفَذ فيه العقاب كاملًا. لكن مثلما قام إسحاق من بين الأموات في مثال، قام المسيح أيضًا في اليوم الثالث من بين الأموات، قاهرًا الموت.
المزامير ١٥: ١ - ٥
المزامير ١٥
مَزمورٌ لداوُدَ
١ يا رَبُّ، مَنْ يَنزِلُ في مَسكَنِكَ؟ مَنْ يَسكُنُ في جَبَلِ قُدسِكَ؟
٢ السّالِكُ بالكَمالِ، والعامِلُ الحَقَّ، والمُتَكلِّمُ بالصِّدقِ في قَلبِهِ.
٣ الّذي لا يَشي بلِسانِهِ، ولا يَصنَعُ شَرًّا بصاحِبِهِ، ولا يَحمِلُ تعييرًا علَى قريبِهِ.
٤ والرَّذيلُ مُحتَقَرٌ في عَينَيهِ، ويُكرِمُ خائفي الرَّبِّ. يَحلِفُ للضَّرَرِ ولا يُغَيِّرُ.
٥ فِضَّتُهُ لا يُعطيها بالرِّبا، ولا يأخُذُ الرِّشوَةَ علَى البَريءِ. الّذي يَصنَعُ هذا لا يتَزَعزَعُ إلَى الدَّهرِ.