أعمال الرسل ٢٧: ١٣ - ٤٤
أعمال الرسل ٢٧
١٣ فلَمّا نَسَّمَتْ ريحٌ جَنوبٌ، ظَنّوا أنهُم قد مَلكوا مَقصَدَهُمْ، فرَفَعوا المِرساةَ وطَفِقوا يتَجاوَزونَ كِريتَ علَى أكثَرِ قُربٍ.
العاصفة
١٤ ولكن بَعدَ قَليلٍ هاجَتْ علَيها ريحٌ زَوْبَعيَّةٌ يُقالُ لها «أوروكليدونُ».
١٥ فلَمّا خُطِفَتِ السَّفينَةُ ولَمْ يُمكِنها أنْ تُقابِلَ الرّيحَ، سلَّمنا، فصِرنا نُحمَلُ.
١٦ فجَرَينا تحتَ جَزيرَةٍ يُقالُ لها «كلَوْدي» وبالجَهدِ قدرنا أنْ نَملِكَ القارِبَ.
١٧ ولَمّا رَفَعوهُ طَفِقوا يَستَعمِلونَ مَعوناتٍ، حازِمينَ السَّفينَةَ، وإذ كانوا خائفينَ أنْ يَقَعوا في السّيرتِسِ، أنزَلوا القُلوعَ، وهكذا كانوا يُحمَلونَ.
١٨ وإذ كُنّا في نَوْءٍ عَنيفٍ، جَعَلوا يُفَرِّغونَ في الغَدِ.
١٩ وفي اليومِ الثّالِثِ رَمَينا بأيدينا أثاثَ السَّفينَةِ.
٢٠ وإذ لم تكُنِ الشَّمسُ ولا النُّجومُ تظهَرُ أيّامًا كثيرَةً، واشتَدَّ علَينا نَوْءٌ ليس بقَليلٍ، انتُزِعَ أخيرًا كُلُّ رَجاءٍ في نَجاتِنا.
٢١ فلَمّا حَصَلَ صَوْمٌ كثيرٌ، حينَئذٍ وقَفَ بولُسُ في وسطِهِمْ وقالَ: «كانَ يَنبَغي أيُّها الرِّجالُ أنْ تُذعِنوا لي، ولا تُقلِعوا مِنْ كِريتَ، فتسلَموا مِنْ هذا الضَّرَرِ والخَسارَةِ.
٢٢ والآنَ أُنذِرُكُمْ أنْ تُسَرّوا، لأنَّهُ لا تكونُ خَسارَةُ نَفسٍ واحِدَةٍ مِنكُمْ، إلّا السَّفينَةَ.
٢٣ لأنَّهُ وقَفَ بي هذِهِ اللَّيلَةَ مَلاكُ الإلهِ الّذي أنا لهُ والّذي أعبُدُهُ،
٢٤ قائلًا: لا تخَفْ يا بولُسُ. يَنبَغي لكَ أنْ تقِفَ أمامَ قَيصَرَ. وهوذا قد وهَبَكَ اللهُ جميعَ المُسافِرينَ معكَ.
٢٥ لذلكَ سُرّوا أيُّها الرِّجالُ، لأنّي أومِنُ باللهِ أنَّهُ يكونُ هكذا كما قيلَ لي.
٢٦ ولكن لابُدَّ أنْ نَقَعَ علَى جَزيرَةٍ».
تحطم السفينة
٢٧ فلَمّا كانتِ اللَّيلَةُ الرّابِعَةَ عَشرَةَ، ونَحنُ نُحمَلُ تائهينَ في بحرِ أدريا، ظَنَّ النّوتيَّةُ، نَحوَ نِصفِ اللَّيلِ، أنَّهُمُ اقتَرَبوا إلَى بَرٍّ.
٢٨ فقاسوا ووجَدوا عِشرينَ قامَةً. ولَمّا مَضَوْا قَليلًا قاسوا أيضًا فوَجَدوا خَمسَ عَشرَةَ قامَةً.
٢٩ وإذ كانوا يَخافونَ أنْ يَقَعوا علَى مَواضِعَ صَعبَةٍ، رَمَوْا مِنَ المؤَخَّرِ أربَعَ مَراسٍ، وكانوا يَطلُبونَ أنْ يَصيرَ النَّهارُ.
٣٠ ولَمّا كانَ النّوتيَّةُ يَطلُبونَ أنْ يَهرُبوا مِنَ السَّفينَةِ، وأنزَلوا القارِبَ إلَى البحرِ بعِلَّةِ أنَّهُمْ مُزمِعونَ أنْ يَمُدّوا مَراسيَ مِنَ المُقَدَّمِ،
٣١ قالَ بولُسُ لقائدِ المِئَةِ والعَسكَرِ: «إنْ لم يَبقَ هؤُلاءِ في السَّفينَةِ فأنتُمْ لا تقدِرونَ أنْ تنجوا».
٣٢ حينَئذٍ قَطَعَ العَسكَرُ حِبالَ القارِبِ وتَرَكوهُ يَسقُطُ.
٣٣ وحتَّى قارَبَ أنْ يَصيرَ النَّهارُ كانَ بولُسُ يَطلُبُ إلَى الجميعِ أنْ يتَناوَلوا طَعامًا، قائلًا: «هذا هو اليومُ الرّابِعَ عشَرَ، وأنتُمْ مُنتَظِرونَ لا تزالونَ صائمينَ، ولَمْ تأخُذوا شَيئًا.
٣٤ لذلكَ ألتَمِسُ مِنكُمْ أنْ تتَناوَلوا طَعامًا، لأنَّ هذا يكونُ مُفيدًا لنَجاتِكُمْ، لأنَّهُ لا تسقُطُ شَعرَةٌ مِنْ رأسِ واحِدٍ مِنكُمْ».
٣٥ ولَمّا قالَ هذا أخَذَ خُبزًا وشَكَرَ اللهَ أمامَ الجميعِ، وكسَّرَ، وابتَدأ يأكُلُ.
٣٦ فصارَ الجميعُ مَسرورينَ وأخَذوا هُم أيضًا طَعامًا.
٣٧ وكُنّا في السَّفينَةِ جميعُ الأنفُسِ مِئَتَينِ وسِتَّةً وسَبعينَ.
٣٨ ولَمّا شَبِعوا مِنَ الطَّعامِ طَفِقوا يُخَفِّفونَ السَّفينَةَ طارِحينَ الحِنطَةَ في البحرِ.
٣٩ ولَمّا صارَ النَّهارُ لم يكونوا يَعرِفونَ الأرضَ، ولكنهُمْ أبصَروا خَليجًا لهُ شاطِئٌ، فأجمَعوا أنْ يَدفَعوا إليهِ السَّفينَةَ إنْ أمكَنَهُمْ.
٤٠ فلَمّا نَزَعوا المَراسيَ تارِكينَ إيّاها في البحرِ، وحَلّوا رُبُطَ الدَّفَّةِ أيضًا، رَفَعوا قِلعًا للرّيحِ الهابَّةِ، وأقبَلوا إلَى الشّاطِئ.
٤١ وإذ وقَعوا علَى مَوْضِعٍ بَينَ بحرَينِ، شَطَّطوا السَّفينَةَ، فارتَكَزَ المُقَدَّمُ ولَبِثَ لا يتَحَرَّكُ. وأمّا المؤَخَّرُ فكانَ يَنحَلُّ مِنْ عُنفِ الأمواجِ.
٤٢ فكانَ رأيُ العَسكَرِ أنْ يَقتُلوا الأسرَى لئَلّا يَسبَحَ أحَدٌ مِنهُمْ فيَهرُبَ.
٤٣ ولكن قائدَ المِئَةِ، إذ كانَ يُريدُ أنْ يُخَلِّصَ بولُسَ، مَنَعَهُمْ مِنْ هذا الرّأيِ، وأمَرَ أنَّ القادِرينَ علَى السِّباحَةِ يَرمونَ أنفُسَهُمْ أوَّلًا فيَخرُجونَ إلَى البَرِّ،
٤٤ والباقينَ بَعضُهُمْ علَى ألواحٍ وبَعضُهُمْ علَى قِطَعٍ مِنَ السَّفينَةِ. فهكذا حَدَثَ أنَّ الجميعَ نَجَوْا إلَى البَرِّ.
صموئيل الأول ١٦: ١ - ٢٣
صموئيل الأول ١٦
صموئيل يمسح داود ملكًا
١ فقالَ الرَّبُّ لصَموئيلَ: «حتَّى مَتَى تنوحُ علَى شاوُلَ، وأنا قد رَفَضتُهُ عن أنْ يَملِكَ علَى إسرائيلَ؟ اِملأْ قَرنَكَ دُهنًا وتَعالَ أُرسِلكَ إلَى يَسَّى البَيتَلَحميِّ، لأنّي قد رأيتُ لي في بَنيهِ مَلِكًا».
٢ فقالَ صَموئيلُ: «كيفَ أذهَبُ؟ إنْ سمِعَ شاوُلُ يَقتُلني». فقالَ الرَّبُّ: «خُذْ بيَدِكَ عِجلَةً مِنَ البَقَرِ وقُلْ: قد جِئتُ لأذبَحَ للرَّبِّ.
٣ وادعُ يَسَّى إلَى الذَّبيحَةِ، وأنا أُعَلِّمُكَ ماذا تصنَعُ. وامسَحْ ليَ الّذي أقولُ لكَ عنهُ».
٤ ففَعَلَ صَموئيلُ كما تكلَّمَ الرَّبُّ وجاءَ إلَى بَيتِ لَحمٍ. فارتَعَدَ شُيوخُ المدينةِ عِندَ استِقبالِهِ وقالوا: «أسَلامٌ مَجيئُكَ؟»
٥ فقالَ: «سلامٌ. قد جِئتُ لأذبَحَ للرَّبِّ. تقَدَّسوا وتَعالَوْا مَعي إلَى الذَّبيحَةِ». وقَدَّسَ يَسَّى وبَنيهِ ودَعاهُمْ إلَى الذَّبيحَةِ.
٦ وكانَ لَمّا جاءوا أنَّهُ رأى أليآبَ، فقالَ: «إنَّ أمامَ الرَّبِّ مَسيحَهُ».
٧ فقالَ الرَّبُّ لصَموئيلَ: «لا تنظُرْ إلَى مَنظَرِهِ وطول قامَتِهِ لأنّي قد رَفَضتُهُ. لأنَّهُ ليس كما يَنظُرُ الإنسانُ. لأنَّ الإنسانَ يَنظُرُ إلَى العَينَينِ، وأمّا الرَّبُّ فإنَّهُ يَنظُرُ إلَى القَلبِ».
٨ فدَعا يَسَّى أبينادابَ وعَبَّرَهُ أمامَ صَموئيلَ، فقالَ: «وهذا أيضًا لم يَختَرهُ الرَّبُّ».
٩ وعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ، فقالَ: «وهذا أيضًا لم يَختَرهُ الرَّبُّ».
١٠ وعَبَّرَ يَسَّى بَنيهِ السَّبعَةَ أمامَ صَموئيلَ، فقالَ صَموئيلُ ليَسَّى: «الرَّبُّ لم يَختَرْ هؤُلاءِ».
١١ وقالَ صَموئيلُ ليَسَّى: «هل كمُلوا الغِلمانُ؟» فقالَ: «بَقيَ بَعدُ الصَّغيرُ وهوذا يَرعَى الغَنَمَ». فقالَ صَموئيلُ ليَسَّى: «أرسِلْ وأتِ بهِ، لأنَّنا لا نَجلِسُ حتَّى يأتيَ إلَى ههنا».
١٢ فأرسَلَ وأتَى بهِ. وكانَ أشقَرَ مع حَلاوَةِ العَينَينِ وحَسَنَ المَنظَرِ. فقالَ الرَّبُّ: «قُمِ امسَحهُ، لأنَّ هذا هو».
١٣ فأخَذَ صَموئيلُ قَرنَ الدُّهنِ ومَسَحَهُ في وسَطِ إخوَتِهِ. وحَلَّ روحُ الرَّبِّ علَى داوُدَ مِنْ ذلكَ اليومِ فصاعِدًا. ثُمَّ قامَ صَموئيلُ وذَهَبَ إلَى الرّامَةِ.
داود في خدمة شاول
١٤ وذَهَبَ روحُ الرَّبِّ مِنْ عِندِ شاوُلَ، وبَغَتَهُ روحٌ رَديءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ.
١٥ فقالَ عَبيدُ شاوُلَ لهُ: «هوذا روحٌ رَديءٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ يَبغَتُكَ.
١٦ فليأمُرْ سيِّدُنا عَبيدَهُ قُدّامَهُ أنْ يُفَتِّشوا علَى رَجُلٍ يُحسِنُ الضَّربَ بالعودِ. ويكونُ إذا كانَ علَيكَ الرّوحُ الرَّديءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، أنَّهُ يَضرِبُ بيَدِهِ فتطيبُ».
١٧ فقالَ شاوُلُ لعَبيدِهِ: «انظُروا لي رَجُلًا يُحسِنُ الضَّربَ وأتوا بهِ إلَيَّ».
١٨ فأجابَ واحِدٌ مِنَ الغِلمانِ وقالَ: «هوذا قد رأيتُ ابنًا ليَسَّى البَيتَلَحميِّ يُحسِنُ الضَّربَ، وهو جَبّارُ بأسٍ ورَجُلُ حَربٍ، وفَصيحٌ ورَجُلٌ جَميلٌ، والرَّبُّ معهُ».
١٩ فأرسَلَ شاوُلُ رُسُلًا إلَى يَسَّى يقولُ: «أرسِلْ إلَيَّ داوُدَ ابنَكَ الّذي مع الغَنَمِ».
٢٠ فأخَذَ يَسَّى حِمارًا حامِلًا خُبزًا وزِقَّ خمرٍ وجَديَ مِعزًى، وأرسَلها بيَدِ داوُدَ ابنِهِ إلَى شاوُلَ.
٢١ فجاءَ داوُدُ إلَى شاوُلَ ووقَفَ أمامَهُ، فأحَبَّهُ جِدًّا وكانَ لهُ حامِلَ سِلاحٍ.
٢٢ فأرسَلَ شاوُلُ إلَى يَسَّى يقولُ: «ليَقِفْ داوُدُ أمامي لأنَّهُ وجَدَ نِعمَةً في عَينَيَّ».
٢٣ وكانَ عندما جاءَ الرّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ علَى شاوُلَ أنَّ داوُدَ أخَذَ العودَ وضَرَبَ بيَدِهِ، فكانَ يَرتاحُ شاوُلُ ويَطيبُ ويَذهَبُ عنهُ الرّوحُ الرَّديءُ.
تأمل: نظرة الله
صموئيل الأول ١٦
تختلف نظرة الله عن كل توقعات البشر، فالعالم يفضل الأقوى والأقدر على السيطرة والإقناع، ولكن فكر الله مختلف. عندما ذهب صموئيل النبي ليمسح ملكًا من بيت يسى، قال له الرب: "لا تنظر إلى منظره وطول قامته" (ع ٧). إن الله له طرقه الخاصة لتنفيذ مشيئته الإلهية.
كان داود في نظر أبيه، الابن الصغير الذي يرعى الغنم (ع ١١). وفي نظر غلمان شاول، جبار بأس ورجل حرب وفصيح (ع ١٨) ولكن الله ينظر لأبعاد أخرى لا يراها الناس "وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (ع ٧).
لا يهم كيف تبدو في نظر الناس لأن الأهم نظرة الله إلى قلبك.
"قلبًا نَقيًا اخلُقْ فيَّ يا اللهُ، وروحًا مُستقيمًا جَدّد في داخلي." (مز ٥١: ١٠)
المزامير ٦١: ١ - ٨
المزامير ٦١
لإمامِ المُغَنّينَ علَى «ذَواتِ الأوتارِ». لداوُدَ
١ اِسمَعْ يا اللهُ صُراخي، واصغَ إلَى صَلاتي.
٢ مِنْ أقصَى الأرضِ أدعوكَ إذا غُشيَ علَى قَلبي. إلَى صَخرَةٍ أرفَعَ مِنّي تهديني.
٣ لأنَّكَ كُنتَ مَلجأً لي، بُرجَ قوَّةٍ مِنْ وجهِ العَدوِّ.
٤ لأسكُنَنَّ في مَسكَنِكَ إلَى الدُّهورِ. أحتَمي بسِترِ جَناحَيكَ. سِلاهْ.
٥ لأنَّكَ أنتَ يا اللهُ استَمَعتَ نُذوري. أعطَيتَ ميراثَ خائفي اسمِكَ.
٦ إلَى أيّامِ المَلِكِ تُضيفُ أيّامًا. سِنينُهُ كدَوْرٍ فدَوْرٍ.
٧ يَجلِسُ قُدّامَ اللهِ إلَى الدَّهرِ. اجعَلْ رَحمَةً وحَقًّا يَحفَظانِهِ.
٨ هكذا أُرَنِّمُ لاسمِكَ إلَى الأبدِ، لوَفاءِ نُذوري يومًا فيومًا.