تأمل: العطر الغالي

مرقس١:١٤-٣١

في الوقت الذي يستعد فيه المسيح للصلب والموت ليخلِّص الإنسان الذي أحبه محبة غير محدودة، نرى رؤساء الكهنة والكتبة يتآمرون ليقتلوه، وتلميذه يهوذا يخونه، وتلميذه بطرس سينكره، والكل سيتركه ويهرب لحظة القبض عليه. هذا ما حدث مع ابن الله وهو ذاهب للصليب: خيانة الأصدقاء، وهجر الأحباء، وكراهية رجال الدين، والتآمر لقتله، ومحاكمته ظلمًا.

كل هذه الأمور الصعبة، لابد وأنها قد كسرت قلب المسيح المحب.

ووسط هذه المشاهد المظلمة، يسرد لنا الروح القدس ما حدث في بيت عنيا. كيف كسرت المرأة زجاجة العطر باهظ الثمن لتعبِّر عن محبتها الشديدة للمسيح. كان ثمن هذا الطيب يساوي أكثر من أجر عشرة شهور عمل. وعندما اغتاظ الحضور بسبب إتلاف هذا العطر، أمرهم المسيح ألا يزعجوها، وابتدأ يدافع عنها. نعم، لقد سُرَ قلب المسيح بمحبتها.

يا ترى، ما الذي ضحينا به بسبب محبتنا للسيد المسيح؟ هل نحن على استعداد أن نقدم له أغلى مانملك لنعبر عن محبتنا له؟ هل نكسر قلبه أم نكسر قوارير طيبنا ونسكبها على رأسه؟

    ساعدني يا رب حتى أُنعش قلبك بمحبتي، وأن أقدم كل غالي لك.

شارك الرسالة