تأمل: اعمَلوا إحسانًا ورَحمَةً

زكريا ٧

يتسم العالم هذه الأيام بـــ "الفردية" أي تشجيع الإنسان على البحث عن سعادته، وراحته، ورفاهيته الشخصية من خلال اقتناء الممتلكات أو البحث عن الملذات. وهذا ما يجعل الإنسان ينحصر في احتياجاته ويتمركز حول ذاته دون الاهتمام بالآخرين أو الاكتراث بظروفهم واحتياجاتهم، بل وربما يضطر في أحيان أخرى أن يجور عليهم حتى يحصل على ما يريده.

تنبهنا رسالة هذا اليوم عن ما يطلبه الله من أبنائه من نحو الآخرين، إذ يؤكد على أهمية طاعة وصيته في أن نقضي بالحق، ونقدم إحسانًا ورحمة للآخرين (ع ٩)، ولا نظلم أحدًا، ولا نطلب الشر لأحد سواء في السر أو العلن (ع ١٠).

وتتكرر هذه الرسالة منذ أعطى الله الوصايا التي أمر بها شعبه من خلال موسى النبي، فيقول "لا تُبغِضْ أخاكَ في قَلبِكَ. إنذارًا تُنذِرُ صاحِبَكَ، ولا تحمِلْ لأجلِهِ خَطيَّةً. لا تنتَقِمْ ولا تحقِدْ علَى أبناءِ شَعبِكَ، بل تُحِبُّ قريبَكَ كنَفسِكَ. أنا الرَّبُّ." (لاويين ١٧:١٩-١٨). ويقول الرسول بولس: "لأنَّ كُلَّ النّاموسِ في كلِمَةٍ واحِدَةٍ يُكمَلُ: «تُحِبُّ قريبَكَ كنَفسِكَ" (غلاطية ١٤:٥).

يا الله املأ قلبي بالحب للآخرين من حولي حتى أترفق بهم، فأكون لهم سببًا للبركة لا العثرة. آمين.

شارك الرسالة