تأمل: فأين كرامَتي؟

ملاخي ١

‏‏‏‏‏إلى أي حد يستطيع أب أن يتحمل قسوة وعناد ابنه المتمرد العاصي؟ إلي متى يقدر هذا الأب أن يقدم محبة وغفران إلى هذا الابن الناكر والجاحد؟

هذا ما يدور في أذهاننا عند قراءتنا لهذا الإصحاح، إذ يتضح لنا من كلام الله أن شعبه لم يدرك محبته (ع ٢)، لم يكرمه ولم يعطه هيبته.

عوضًا عن ذلك قدم الشعب عبادة زائفة إذ قربوا خبزًا نجسًا، ذبيحة معيوبة (ع ٧ و٨)، واعتقدوا أنهم يستطيعون خداع الله بما يقدموه. لكننا نسمع الله يقول: "ولا أقبَلُ تقدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ. لأنَّهُ مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ إلَى مَغرِبِها اسمي عظيمٌ بَينَ الأُمَمِ، وفي كُلِّ مَكانٍ يُقَرَّبُ لاسمي بَخورٌ وتَقدِمَةٌ طاهِرَةٌ، لأنَّ اسمي عظيمٌ بَينَ الأُمَمِ، قالَ رَبُّ الجُنودِ." (ع ١١)، أي أنه لا ينتظر عبادتهم أو ذبائحهم المعيوبة، فاسمه عظيم بين الأمم، وفي كل مكان يقربون إليه تقدماتهم وذبائحهم.

فلنراجع أنفسنا اليوم ولنتأمل في مدى صدق عبادتنا وقربنا من الله، فإن الله يدعونا قائلًا: "فإذا تواضَعَ شَعبي الّذينَ دُعيَ اسمي علَيهِمْ وصَلَّوْا وطَلَبوا وجهي، ورَجَعوا عن طُرُقِهِمِ الرَّديةِ فإنَّني أسمَعُ مِنَ السماءِ وأغفِرُ خَطيَّتَهُمْ وأُبرِئُ أرضَهُمْ." (٢ أخبار الأيام ١٤:٧)

شارك الرسالة