تأمل: ضد التيار

٢ أخبار الأيام ١٨

‏‏‏‏‏إن السباحة مع اتجاه الأمواج أسهل بكثير من السباحة ضد التيار، فالسباحة ضد التيار تحتاج إلى مجهود مضاعف، ولابد من توافر الإصرار والعزيمة لأن الاستسلام يعني الإنجراف مع التيار وخسارة كل الجهد المبذول سابقًا.

في هذا الأصحاح نقرأ عن النبي ميخا الذي وقف وحده أمام ٤٠٠ نبي من أنبياء إسرائيل (ع ٥) ليعلن رسالة الله أمام الملك، حتى أن الرسول الذي أبلغه بدعوة الملك طلب منه أن يساير بقية الأنبياء ويسير مع التيار السائد حتى يتجنب عقاب الملك (ع ١٢).

لكن نرى ميخا بكل ثبات وإصرار يقول له: "حَيٌّ هو الرَّبُّ، إنَّ ما يقولُهُ إلهي فبهِ أتَكلَّمُ" (ع ١٣). ونرى لاحقًا التكلفة التي دفعها النبي ميخا ثمنًا لأمانته وإصراره على قول الحق، إذ يأمر الملك الشرير آخاب بإلقائه في السجن.  

إن الحياة مع السيد المسيح ليست سهلة، لأننا نسير ضد تيار العالم ومبادئه. لذا ينبغي أن نكون على استعداد دائم لدفع تكلفة تبعية الرب يسوع الذي أوصى تلاميذه قائلًا: "اُدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّقِ، لأنَّهُ واسِعٌ البابُ ورَحبٌ الطَّريقُ الّذي يؤَدّي إلَى الهَلاكِ، وكثيرونَ هُمُ الّذينَ يَدخُلونَ مِنهُ! ما أضيَقَ البابَ وأكرَبَ الطريقَ الّذي يؤَدّي إلَى الحياةِ، وقَليلونَ هُمُ الّذينَ يَجِدونَهُ!" (متى ١٣:٧-١٤).

شارك الرسالة