تأمل: بَكَى يَسُوعُ

يوحنا١١: ٢٨-٥٧

    كانت مقابلة المسيح مع مريم أخت لعازر مختلفة عن مقابلته مع مرثا أختها، بالرغم من أن كلتيهما قالا له نفس الجملة بالضبط عند مقابلتهما إياه، وهي: "يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!" (يوحنا ١١: ٢١، ٣٢). فقد أعلن الرب لمرثا "سيقوم أخوكِ" (ع ٢٣)، وأخذ يقنعها أن القيامة ليست مجرد حدثًا سيحدث في اليوم الأخير، لكن القيامة والحياة هي شخص المسيح نفسه، وأن كل من يؤمن به سيحيا إلى الأبد. لكن مع مريم كان الوضع مختلفًا إذ لم يتكلم معها في شيء. ويوضح الكتاب أن السبب هو: "رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ" (ع ٣٣). فكان رد فعل المسيح هو أنه "انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ" (ع ٣٣)، و"بَكَى يَسُوعُ" (ع ٣٥).

   عزيزي القارئ، إن المسيح يشعر بكل ما نعانيه من آلام وضيقات. وهو لا يتضايق ويبكي معنا فقط، بل يعيننا أيضًا في كل ما نجتاز فيه. فقط، لنضع ثقتنا فيه، فهو قد قال لمرثا قبل أن يقيم لعازر أخاها من الموت: "إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ" (ع٤٠).

   إلهي الحبيب، أشكرك لأنك في كل ضيقي تتضايق، وتشعر بكل ما أعانيه. ساعدني أن أتمسك بإيماني بك أنك تعينني، وفي الوقت المناسب تخلصني وتريني مجدك. آمين.

شارك الرسالة