تأمل: لا تستسلم للضغوط

يوحنا ٣٨:١٨-١٨:١٩

يخبرنا الكتاب المقدس عن الحيرة الشديدة التي وقع فيها بيلاطس عند محاكمة الرب يسوع، فبيلاطس يدرك أن السيد المسيح بريء تمامًا من كل التهم الكيدية التي ذكرها رؤساء اليهود "لأنَّهُ عَرَفَ أنَّ رؤَساءَ الكهنةِ كانوا قد أسلَموهُ حَسَدًا" (مرقس ١٠:١٥)، وكان يريد أن يطلق السيد المسيح (ع ١٢) لكنه في ذاك الوقت خاف من الاضطرابات التي يمكن أن يُحدثها الشعب إذا رفض مطلبهم، كما أنه يخشى على منصبه ومركزه سواء أمام الشعب الذي يحكمه أو أمام الإمبراطورية الرومانية التي يمثلها إذ هدده الشعب قائلًا: " إنْ أطلَقتَ هذا فلَستَ مُحِبًّا لقَيصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجعَلُ نَفسَهُ مَلِكًا يُقاوِمُ قَيصَرَ!" فاختار أن يرضخ للضغوط ويستسلم لمطلب الجموع.

ما أكثر الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها كل من قرر أن يتبع السيد المسيح، قد تأتي الضغوط من المجتمع الذي نعيش فيه أو من الخطية المحيطة بنا بسهولة (عبرانيين ١:١٢) أو من محبة العالم (٢ تيموثاوس ١٠:٤) أو من مصاعب الحياة وضيقاتها. لكن شكرًا لإلهنا العظيم لأنه " مَنْ سيَفصِلُنا عن مَحَبَّةِ المَسيحِ؟ أشِدَّةٌ أم ضيقٌ أمِ اضطِهادٌ أم جوعٌ أم عُريٌ أم خَطَرٌ أم سيفٌ؟ .... ولكننا في هذِهِ جميعِها يَعظُمُ انتِصارُنا بالّذي أحَبَّنا. فإنّي مُتَيَقِّنٌ أنَّهُ لا موتَ ولا حياةَ، ولا مَلائكَةَ ولا رؤَساءَ ولا قوّاتِ، ولا أُمورَ حاضِرَةً ولا مُستَقبَلَةً، ولا عُلوَ ولا عُمقَ، ولا خَليقَةَ أُخرَى، تقدِرُ أنْ تفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللهِ الّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا." (رومية ٣٥:٨-٣٩)

شارك الرسالة