تأمل: القبر الفارغ

يوحنا ١:٢٠-١٨

‏‏‏‏‏ينقبض القلب عند سماع بعض الكلمات ومنها كلمة "قبر"، فمن منا لم يذرف الدمع في وداع حبيب أو قريب أو صديق؟ ومن منا لم يروعه مشهد باب القبر وهو يُغلق على هذا الفقيد؟ من المؤكد أن هذه كانت مشاعر تلاميذ وأحباء الرب يسوع المسيح وهم يشاهدون هذا الحجر العظيم يغلق باب القبر على حبيبهم ومعلمهم. لكن ها هي المجدلية تأتي وتنظر وإذ الحجر مرفوع والقبر فارغ (ع ١). مع ذلك يقول البشير: "أمّا مَريَمُ فكانتْ واقِفَةً عِندَ القَبرِ خارِجًا تبكي" (ع ١١)، فمشاعر الحزن والضيق والحيرة غمرت مريم، لكن عندما ناداها السيد المسيح باسمها "يا مريم" تحول هذا الحزن العميق إلى دهشة وفرح غامر.

إن القبر الفارغ هو أساس إيماننا، فنحن نعلن في إيماننا أن السيد المسيح "تألم وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب". كما أن هذا هو سر رجائنا، يقول الرسول بولس: "وإنْ لَمْ يَكُنِ المَسيحُ قد قامَ، فباطِلٌ إيمانُكُمْ. أنتُمْ بَعدُ في خطاياكُمْ! إذًا الّذينَ رَقَدوا في المَسيحِ أيضًا هَلكوا! إنْ كانَ لنا في هذِهِ الحياةِ فقط رَجاءٌ في المَسيحِ، فإنَّنا أشقَى جميعِ النّاسِ. ولكن الآنَ قد قامَ المَسيحُ مِنَ الأمواتِ وصارَ باكورَةَ الرّاقِدينَ. فإنَّهُ إذ الموتُ بإنسانٍ، بإنسانٍ أيضًا قيامَةُ الأمواتِ. لأنَّهُ كما في آدَمَ يَموتُ الجميعُ، هكذا في المَسيحِ سيُحيا الجميعُ." (١كورنثوس ١٧:١٥-٢٢). لذلك، وإن كنا نتألم لفراق الأحباء، فالوحي المقدس يوصينا: "... لا تحزَنوا كالباقينَ الّذينَ لا رَجاءَ لهُمْ. لأنَّهُ إنْ كُنّا نؤمِنُ أنَّ يَسوعَ ماتَ وقامَ، فكذلكَ الرّاقِدونَ بيَسوعَ، سيُحضِرُهُمُ اللهُ أيضًا معهُ."(١تسالونيكي ١٣:٤-١٤).

يارب نشكرك لأنه بقيامتك صار لنا رجاء حي، إذ تقول كلمتك: "ابتُلِعَ الموتُ إلَى غَلَبَةٍ. أين شَوْكَتُكَ يا موتُ؟ أين غَلَبَتُكِ يا هاويَةُ؟" (١كورنثوس ٥٤:١٥-٥٥).

شارك الرسالة