تأمل: لا تكُنْ غَيرَ مؤمِنٍ

يوحنا ١٩:٢٠-٣١

‏‏‏‏‏يقول الوحي المقدس: " وأمّا الإيمانُ فهو الثِّقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى" (عبرانيين ١:١١). وهذا المفهوم لا يتوافق مع مفاهيم ومقاييس العالم الذي يعتقد فقط فيما هو حسي وملموس، ويصدق ما يراه منطقي للعقل البشري وما له تجارب مثيلة سابقة. وهنا نرى توما يريد دليلًا قاطعًا ملموسًا ليتأكد بنفسه من رواية التلاميذ (ع ٢٥). ولنا أن نتخيل كيف قضى توما ثمانية أيام (ع ٢٦) وهو يرى التلاميذ في حالة من البهجة والسلام بينما يشعر هو بالحيرة وربما بالضيق لأنه لا يستطيع أن يشاركهم هذا الفرح، وذلك لعدم يقينه بما يتحدثون عنه وبما رأوه. لكن نرى السيد المسيح يظهر للتلاميذ مرة أخرى وكأنه في زيارة خاصة لتوما لكي يختبر التلميذ الحائر والمتشكك بُعدًا جديدًا من الإيمان.

أحيانًا نمر بأوقات فيها يزرع عدو الخير في أذهاننا شكوكًا في محبة الله أو في أمانته، وربما يتشكك البعض منا في وجود الله ذاته أو في سلطانه وحكمته. لكن لنستمع إلى صوت السيد المسيح وهو يقول: "لا تكُنْ غَيرَ مؤمِنٍ بل مؤمِنًا ... طوبَى للّذينَ آمَنوا ولَمْ يَرَوْا" (ع ٢٩،٢٧).

يا رب أشكرك لأنك في رحمتك تقبل أسئلتنا، وفي نعمتك تصبر على شكوكنا. نأتي إليك اليوم متضرعين: " زِدْ إيمانَنا!" (لوقا ٥:١٧).

شارك الرسالة