تأمل: عيد الفوريم
أستير ٩، ١٠
كلمة "الفوريم" ليست كلمة عربية أو عبرية، ربما تكون أكدية، ويفسرها الكتاب في أكثر من موضع بمعنى "قُرعة" (أس٧:٣؛ ٢٤:٩). وقد أًطلق هذا الاسم على يومي ١٤، ١٥ أذار ليكونا عيدًا لليهود في كل مملكة فارس، تذكارًا لخلاصهم من الإبادة التي خطط لها هامان الشرير لتتم يوم ١٣ أذار (راجع أس٣). لكن ما الذي يجعلهم يطلقون كلمة "الفوريم" على ذلك العيد؟
يأتي سبب تسمية العيد بهذا الاسم من القرعة التي كان هامان يلقيها ليعرف ما هو أنسب يوم لإبادة كل اليهود عن بكرة أبيهم في كل مملكة فارس. لكن تحول هذا اليوم وما تلاه إلى انتصار ساحق لليهود على كل أعدائهم.
لقد ألقى هامان الفور (القرعة)، واختار اليوم، وكان هدفه هو إبادة اليهود؛ فـأصبح "الفوريم" هو اسم عيدهم، وما تلى هذا اليوم الذي اختاره أصبح ميعاد عيدهم، وما حدث في تلك الأيام هو ما وصفه الكتاب بقوله: "فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ .... لَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ." (أس١:٩-٢). وأصبح اليهود يعيدون هذا العيد في كل سنة ليتذكروا ما فعله الرب معهم، وكيف أنه رد تدبير هامان الرديء على رأسه، وأما شعبه فباركه جدًا.
إن الرب لم يتغير، ومازال يقوم بنفس الشيء اليوم: يحمينا من مختلف المخاطر بطرقه العجيبة، ويحول الأمور الصعبة التي نجتاز فيها لتكون لخيرنا أكثر مما كنا بدونها.