تأمل: كُلُّها إيّاكَ تتَرَجَّى

مزمور ١٠٤

يترنم كاتب المزمور ويتغنى بعظمة الله وسلطانه، فهو خالق السموات (ع ٢)، صانع الملائكة وخدامه (ع ٤)، مؤسس الأرض وكل ما عليها (٥-١٠)، واهب الحياة والقوت والماء لكل كائن حي (١١-١٥)، صانع الملجأ والمسكن لأصغر الكائنات وأضعفها (ع ١٧ و١٨). واضع المواقيت والأزمنة (ع ١٩ و٢٠).

يهتف المرنم قائلًا: " ما أعظَمَ أعمالكَ يا رَبُّ! كُلَّها بحِكمَةٍ صَنَعتَ. مَلآنةٌ الأرضُ مِنْ غِناكَ." (ع ٢٤)، بالفعل ما أعظم أعمال الله، إن كل الخليقة حولنا تشهد على عظمة الخالق وعلى سلطانه الغير محدود وحكمته الفائقة وعنايته المُحبة لكل الخليقة إذ يقول المرنم: " كُلُّها إيّاكَ تتَرَجَّى لتَرزُقَها قوتها في حينِهِ. تُعطيها فتلتَقِطُ. تفتَحُ يَدَكَ فتشبَعُ خَيرًا." (ع ٢٨،٢٧).

إن هذا الإله الخالق العظيم يعتني بي وبك، يقول السيد المسيح: " أليستْ خَمسَةُ عَصافيرَ تُباعُ بفَلسَينِ، وواحِدٌ مِنها ليس مَنسيًّا أمامَ اللهِ؟ بل شُعورُ رؤوسِكُمْ أيضًا جميعُها مُحصاةٌ. فلا تخافوا! أنتُمْ أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرَةٍ!" (لوقا ٦:١٢و٧).

"أُغَنّي للرَّبِّ في حَياتي. أُرَنِّمُ لإلهي ما دُمتُ مَوْجودًا. فيَلَذُّ لهُ نَشيدي، وأنا أفرَحُ بالرَّبِّ. لتُبَدِ الخُطاةُ مِنَ الأرضِ والأشرارُ لا يكونوا بَعدُ. بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ. هَلِّلويا." (مزمور ٣٣:١٠٤-٣٥)

شارك الرسالة