تأمل: قُدّوسٌ رَبُّ الجُنودِ

إشعياء ٦،٥

من المؤكد أن المشهد المهيب الذي رآه النبي إشعياء في الهيكل قد غيَّر كثيرًا من فكره عن الله القدوس وعن محدوديته هو كإنسان، فعندما رأى إشعياء النبي سيد كل المسكونة في بهائه وسمع الملائكة تسبح وتقول: «قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، قُدّوسٌ رَبُّ الجُنودِ. مَجدُهُ مِلءُ كُلِّ الأرضِ». (٣:٦)، أدرك أنه نجس الشفتين وساكن بين شعب نجس الشفتين (٥:٦). وفي وسط حيرة وحزن إشعياء على حالته، يأتي الملاك بجمرة من على المذبح ليطهر شفتيه (٧،٦:٦).

نحن أيضًا حينما نتواجد في محضر الله القدوس، ندرك أننا خطاة وعاجزين عن تطهير ذواتنا وغير قادرين على خلاص أنفسنا، "ولكن لَمّا جاءَ مِلءُ الزَّمانِ، أرسَلَ اللهُ ابنَهُ مَوْلودًا مِنِ امرأةٍ، مَوْلودًا تحتَ النّاموسِ، ليَفتَديَ الّذينَ تحتَ النّاموسِ، لنَنالَ التَّبَنّيَ." (غلاطية ٤:٤-٥)، فلم نعد نحتاج إلى جمرة لتطهير شفاهنا بل كما قال الرسول يوحنا: " دَمُ يَسوعَ المَسيحِ ابنِهِ يُطَهِّرُنا مِنْ كُلِّ خَطيَّةٍ" (١يوحنا٧:١).

شارك الرسالة