تأمل: ها العَذراءُ تحبَلُ وتَلِدُ ابنًا

إشعياء ٧، ٨

يعتقد الكثيرون أن المعجزات كفيلة بأن تقنع الإنسان بقوة وسلطان صانع المعجزة، فتيسر عليه الإيمان والاقتناع برسالته. لكن الكتاب المقدس يوضح لنا أن اليهود الذين رأوا الكثير من المعجزات تُجرى بسلطان السيد المسيح، لم يؤمنوا به أو برسالته بل قاوموه مقاومة شديدة ورفضوا بشارته إلى حد الحكم عليه بالموت!

وها هو آحاز الملك يقع في خوف شديد عند سماعه باقتراب الأعداء من مملكة يهوذا (٢:٧). ومع أن رسالة الرب له كانت واضحة قائلًا: "اِحتَرِزْ واهدأْ. لاتخَفْ ولا يَضعُفْ قَلبُكَ" (٤:٧)، إلا أنه ظل متخوفًا مرتابًا، فقال له الرب: "اُطلُبْ لنَفسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أو رَفِّعهُ إلَى فوقٍ." (١١:٧). وعندما رفض آحاز أن يطلب آية من الرب، صرح الوحي المقدس بأمر عجيب قائلًا: "ولكن يُعطيكُمُ السَّيِّدُ نَفسُهُ آيَةً: ها العَذراءُ تحبَلُ وتَلِدُ ابنًا وتَدعو اسمَهُ «عِمّانوئيلَ»."

وبالرغم من تحقيق هذه النبوة من خلال أعظم معجزة في تاريخ البشرية وهي ميلاد السيد المسيح، ما زال هناك متشككين وناكرين لطبيعة ورسالة الرب يسوع المسيح الإله المتجسد لخلاص الإنسان. "عمانوئيل" الله معنا، عاش بيننا ليُجسد طبيعة ومحبة الله لنا، إذ أن "اللهُ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الِابنُ الوَحيدُ الّذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ" (يوحنا ١٨:١).

يا رب أحمدك "لأنَّ ابنَ الإنسانِ قد جاءَ لكَيْ يُخَلِّصَ ما قد هَلكَ". (متى ١١:١٨)

شارك الرسالة