تأمل: انتَظَرناهُ فخَلَّصَنا

إشعياء ٢٦،٢٥

تحت عنوان "تمجيد للرب" (ص ٢٥) و"أنشودة حمد" (ص ٢٦) يقدم النبي إشعياء كلمات حمد وتمجيد للإله المخلص الذي صنع عجبًا (١:٢٥)، ويذكر لنا كيف أن الله أنصف المسكين وأنقذه من يد عدوه فيقول: "لأنَّكَ كُنتَ حِصنًا للمِسكينِ، حِصنًا للبائسِ في ضيقِهِ، مَلجأً مِنَ السَّيلِ، ظِلًّا مِنَ الحَرِّ..." (٤:٢٥)، ويشرح لنا كيف جاء الخلاص فيقول: "هوذا هذا إلهنا. انتَظَرناهُ فخَلَّصَنا. هذا هو الرَّبُّ انتَظَرناهُ. نَبتَهِجُ ونَفرَحُ بخَلاصِهِ." (٩:٢٥)

إن فكرة الانتظار في عصرنا هذا لم تعد مقبولة، ففي سرعة إيقاع الحياة التي نعيشها وكثرة المتطلبات الضاغطة علينا بشكل مستمر، لم نعد نستطيع أن نتحلى بالصبر وأن ننتظر تدخل الله في حياتنا. يقول الرسول بولس: "...عالِمينَ أنَّ الضّيقَ يُنشِئُ صَبرًا، والصَّبرُ تزكيَةً، والتَّزكيَةُ رَجاءً..." (رومية ٣:٥،٤) أي أن في وقت الأزمات نتعلم كيف نصبر ومن خلال الصبر نتنقى ونتطهر من ضعفاتنا ليتولد فينا الرجاء الحي.

علمني أن انتظرك يا رب، دربني لكي أصبر في كل حين لخلاصك لأنك أنت ملجأي وحصني فأتكل عليك. "إنَّما للهِ انتَظِري يا نَفسي، لأنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجائي" (مزمور٥:٦٢).

شارك الرسالة