تأمل: صَبرِكُمْ وإيمانِكُمْ

٢ تسالونيكي ١

منذ نشأة المسيحية في القرن الأول الميلادي ويتعرض تابعيها للضيق والاضطهاد على مر العصور، وهو ما صرح به السيد المسيح لتلاميذه عندما قال: "قد كلَّمتُكُمْ بهذا لكَيْ لا تعثُروا. سيُخرِجونَكُمْ مِنَ المجامعِ، بل تأتي ساعَةٌ فيها يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقتُلُكُمْ أنَّهُ يُقَدِّمُ خِدمَةً للهِ. وسَيَفعَلونَ هذا بكُمْ لأنَّهُمْ لَمْ يَعرِفوا الآبَ ولا عَرَفوني." (يوحنا ١:١٦-٣). لم يعِد الرب يسوع تابعيه بحياة الرفاهية، لكنه وعدهم بأنه سيكون معهم في كل حين حتى في أصعب الظروف قائلًا: "في العالَمِ سيكونُ لكُمْ ضيقٌ، ولكن ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ.". لذا يفتخر الرسول بولس بأهل كنيسة تسالونيكي بسبب صبرهم وإيمانهم في جميع اضطهاداتهم والضيقات التي تحملوها (ع ٤). ويتعجب الكثيرون من ردود أفعال المُضطهَدين من أجل إيمانهم تجاه مضايقيهم، فإنهم لا ينتقمون لأنفسهم بل في أحيانًا كثيرة يفرحون ويشكرون الله لأجل ضيقاتهم، إذ مكتوب عن التلاميذ بعدما تعرضوا للجلد: "وأمّا هُم فذَهَبوا فرِحينَ مِنْ أمامِ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ حُسِبوا مُستأهِلينَ أنْ يُهانوا مِنْ أجلِ اسمِهِ" (أعمال ٤١:٥).

لتكن صلاتنا مثلما صلى الرسول بولس لأجل كنيسة تسالونيكي: "أنْ يؤَهِّلكُمْ إلهنا للدَّعوَةِ، ويُكَمِّلَ كُلَّ مَسَرَّةِ الصَّلاحِ وعَمَلَ الإيمانِ بقوَّةٍ، لكَيْ يتَمَجَّدَ اسمُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ فيكُم، وأنتُمْ فيهِ، بنِعمَةِ إلهِنا والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ." (ع ١٢،١١).

شارك الرسالة