تأمل: القاضي العَدل

إرميا ١٢،١١

تعرض إرميا لما يتعرض له الكثيرين منا من شعور بالظلم، إذ وجد أن هناك مؤامرات تُحاك ضده (١١: ١٨ -٢١). وكان يعيش في تهديد مستمر وخوف بينما يتنعم الأشرار وينجحون (٢،١:١٢)، حتى أنه عبَّر عن شكواه للرب وطلب انتقام الرب من أعدائه (ع ٤،٣). ربما نتساءل مثل النبي إرميا عن سبب طول أناة الله على الأشرار وصبره على آثامهم وشرهم! بينما يجب علينا أن نتذكر أمرين:

  • "إنَّهُ مِنْ إحساناتِ الرَّبِّ أنَّنا لَمْ نَفنَ، لأنَّ مَراحِمَهُ لا تزولُ" (مراثي إرميا ٢٢:٣)، إذ نحن أيضًا قد اختبرنا وما زلنا نختبر رأفة الله علينا لأننا "كُلُّنا كغَنَمٍ ضَلَلنا. مِلنا كُلُّ واحِدٍ إلَى طريقِهِ، والرَّبُّ وضَعَ علَيهِ إثمَ جميعِنا" (إشعياء ٦:٥٣). أي أننا أيضًا لا نستحق رحمته لكن كما يقول الرسول بولس: "ولكنني رُحِمتُ، لأنّي فعَلتُ بجَهلٍ في عَدَمِ إيمانٍ. و تَفاضَلَتْ نِعمَةُ رَبِّنا جِدًّا مع الإيمانِ والمَحَبَّةِ الّتي في المَسيحِ يَسوعَ."
  • إن الرب هو " القاضيَ العَدلَ، فاحِصَ الكُلَى والقَلبِ (٢٠:١١)، للرب وحده أن يدين وأن يحاكم، "لا تنتَقِموا لأنفُسِكُمْ أيُّها الأحِبّاءُ، بل أعطوا مَكانًا للغَضَبِ، لأنَّهُ مَكتوبٌ: «ليَ النَّقمَةُ أنا أُجازي، يقولُ الرَّبُّ" (رومية ١٩:١٢).

يا الله إني أثق في حكمتك وعدلك وأفرح بنعمتك ورحمتك لأن جميعَ سُبُلك عَدلٌ، إلهُ أمانَةٍ لا جَوْرَ فيك.

شارك الرسالة