تأمل: إنْ لَمْ يَبنِ الرَّبُّ البَيتَ

مزمور ١٢٧

كاتب هذا المزمور هو الملك سليمان الذي اتصف بالحكمة، حتى أن الوحي يقول عنه: "وفاقَتْ حِكمَةُ سُلَيمانَ حِكمَةَ جميعِ بَني المَشرِقِ وكُلَّ حِكمَةِ مِصرَ" (١ ملوك ٣٠:٤). ومن المؤكد أن خبرة الملك سليمان كانت عظيمة بكل المقاييس، فقد امتلك الحكمة والسلطة والجاه، حتى أنه قال عن نفسه: "ومَهما اشتَهَتهُ عَينايَ لَمْ أُمسِكهُ عنهُما. لَمْ أمنَعْ قَلبي مِنْ كُلِّ فرَحٍ، لأنَّ قَلبي فرِحَ بكُلِّ تعَبي. وهذا كانَ نَصيبي مِنْ كُلِّ تعَبي." (الجامعة ١٠:٢). لذا فما يصرح به الملك سليمان في هذا المزمور نابع من تلك الخبرة، فيقول: "إنْ لَمْ يَبنِ الرَّبُّ البَيتَ، فباطِلًا يتعَبُ البَنّاؤونَ. إنْ لَمْ يَحفَظِ الرَّبُّ المدينةَ، فباطِلًا يَسهَرُ الحارِسُ." (ع ١)؛ أي أن كل تعب وجهد أو عمل وإنجاز لا ولن يكون كافيًا أو مشبعًا إن لم يكن الله هو أساس هذا العمل. كما أنه هو الضامن الوحيد له.

يارب علمني أن أتكل عليك وأن أسلم بين يديك كل أمور حياتي، واثقٌ أنك تصنع الأفضل لي دائمًا بحكمتك وصلاحك. آمين.

شارك الرسالة