تأمل: أُريكَ بأعمالي إيماني

يعقوب ٢

يهتم مجتمعنا جدًا بالمظاهر، حتى المجتمع الكنسي يعاني أيضًا من تلك الظاهرة، فنحن نضع اعتبارًا كبيرًا لما سيقوله الناس عنا، وكيف ينظرون إلينا، وما هو تقييمهم لمظهرنا وشكلنا. وغالبًا ما تؤدي تلك الأحكام والمقاييس الدنيوية إلى مجتمع طبقي من الدرجة الأولى ينافق أصحاب السلطة والمال ولا يعطي أي كرامة أو اهتمام للبسطاء أو للفقراء. يبدو أن الرسول يعقوب لاحظ هو أيضًا هذا الوضع المؤسف في تصرفات بعض المؤمنين، لذا نبه إليه بشدة، وقد دعاه "إيمان في المحاباة" (ع ١) ووضح أن المحاباة "خطية" فقال: "ولكن إنْ كنتُم تُحابونَ، تفعَلونَ خَطيَّةً، موَبَّخينَ مِنَ النّاموسِ كمُتَعَدّينَ." (ع ٩).

ولم يكتف بالتحذير من احتقار الفقراء لكنه اشار أيضًا لأهمية العطاء والمشاركة موضحًا أن حياة العطاء هي الثمر الطبيعي والضروري لكل من يقول أن له إيمان، فيقول: "هكذا الإيمانُ أيضًا، إنْ لَمْ يَكُنْ لهُ أعمالٌ، مَيِّتٌ في ذاتِهِ." (ع ١٧). رسالة الرسول يعقوب لنا اليوم واضحة ومهمة وتتلخص في:

  • الحذر من خطية المحاباة
  • العطاء برهان للإيمان الحي والفعال
  • الأعمال الصالحة هي ثمر ونتاج الإيمان الحقيقي

أصلي يا الله ألا أتأثر بمقاييس العالم في الحكم على الأشخاص بمظاهرهم أو مستواهم المادي، لكن بإيمان حقيقي فعال أقدم محبة واحترام لكل الناس، وأن أعطي بسخاء وفرح لكل محتاج. آمين.

شارك الرسالة