كورنثوس الثانية ٢: ٥ إلى ٣: ١٨

كورنثوس الثانية ٢

مسامحة المذنب التائب

٥ ولكن إنْ كانَ أحَدٌ قد أحزَنَ، فإنَّهُ لم يُحزِنّي، بل أحزَنَ جميعَكُمْ بَعضَ الحُزنِ لكَيْ لا أُثَقِّلَ.

٦ مِثلُ هذا يَكفيهِ هذا القِصاصُ الّذي مِنَ الأكثَرينَ،

٧ حتَّى تكونوا -بِالعَكسِ- تُسامِحونَهُ بالحَريِّ وتُعَزّونَهُ، لئَلّا يُبتَلَعَ مِثلُ هذا مِنَ الحُزنِ المُفرِطِ.

٨ لذلكَ أطلُبُ أنْ تُمَكِّنوا لهُ المَحَبَّةَ.

٩ لأنّي لهذا كتَبتُ لكَيْ أعرِفَ تزكيَتَكُمْ: هل أنتُمْ طائعونَ في كُلِّ شَيءٍ؟

١٠ والّذي تُسامِحونَهُ بشَيءٍ فأنا أيضًا. لأنّي أنا ما سامَحتُ بهِ -إنْ كُنتُ قد سامَحتُ بشَيءٍ- فمِنْ أجلِكُمْ بحَضرَةِ المَسيحِ،

١١ لئَلّا يَطمَعَ فينا الشَّيطانُ، لأنَّنا لا نَجهَلُ أفكارَهُ.

النصرة في المسيح

١٢ ولكن لَمّا جِئتُ إلَى ترواسَ، لأجلِ إنجيلِ المَسيحِ، وانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبِّ،

١٣ لم تكُنْ لي راحَةٌ في روحي، لأنّي لم أجِدْ تيطُسَ أخي. لكن ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إلَى مَكِدونيَّةَ.


١٤ ولكن شُكرًا للهِ الّذي يَقودُنا في مَوْكِبِ نُصرَتِهِ في المَسيحِ كُلَّ حينٍ، ويُظهِرُ بنا رائحَةَ مَعرِفَتِهِ في كُلِّ مَكانٍ.

١٥ لأنَّنا رائحَةُ المَسيحِ الذَّكيَّةُ للهِ، في الّذينَ يَخلُصونَ وفي الّذينَ يَهلِكونَ.

١٦ لهؤُلاءِ رائحَةُ موتٍ لموتٍ، ولأولئكَ رائحَةُ حياةٍ لحياةٍ. ومَنْ هو كُفوءٌ لهذِهِ الأُمورِ؟

١٧ لأنَّنا لَسنا كالكَثيرينَ غاشّينَ كلِمَةَ اللهِ، لكن كما مِنْ إخلاصٍ، بل كما مِنَ اللهِ نَتَكلَّمُ أمامَ اللهِ في المَسيحِ.


كورنثوس الثانية ٣

خدام العهد الجديد

١ أفَنَبتَدِئُ نَمدَحُ أنفُسَنا؟ أم لَعَلَّنا نَحتاجُ كقَوْمٍ رَسائلَ توصيَةٍ إلَيكُمْ، أو رَسائلَ توصيَةٍ مِنكُم؟

٢ أنتُمْ رِسالَتُنا، مَكتوبَةً في قُلوبنا، مَعروفةً ومَقروءَةً مِنْ جميعِ النّاسِ.

٣ ظاهِرينَ أنَّكُمْ رِسالَةُ المَسيحِ، مَخدومَةً مِنّا، مَكتوبَةً لا بحِبرٍ بل بروحِ اللهِ الحَيِّ، لا في ألواحٍ حَجَريَّةٍ بل في ألواحِ قَلبٍ لَحميَّةٍ.


٤ ولكن لنا ثِقَةٌ مِثلُ هذِهِ بالمَسيحِ لَدَى اللهِ.

٥ ليس أنَّنا كُفاةٌ مِنْ أنفُسِنا أنْ نَفتَكِرَ شَيئًا كأنَّهُ مِنْ أنفُسِنا، بل كِفايَتُنا مِنَ اللهِ،

٦ الّذي جَعَلَنا كُفاةً لأنْ نَكونَ خُدّامَ عَهدٍ جديدٍ. لا الحَرفِ بل الرّوحِ. لأنَّ الحَرفَ يَقتُلُ ولكن الرّوحَ يُحيي.

مجد العهد الجديد

٧ ثُمَّ إنْ كانتْ خِدمَةُ الموتِ، المَنقوشَةُ بأحرُفٍ في حِجارَةٍ، قد حَصَلَتْ في مَجدٍ، حتَّى لم يَقدِرْ بَنو إسرائيلَ أنْ يَنظُروا إلَى وجهِ موسى لسَبَبِ مَجدِ وجهِهِ الزّائلِ،

٨ فكيفَ لا تكونُ بالأولَى خِدمَةُ الرّوحِ في مَجدٍ؟

٩ لأنَّهُ إنْ كانتْ خِدمَةُ الدَّينونَةِ مَجدًا، فبالأولَى كثيرًا تزيدُ خِدمَةُ البِرِّ في مَجدٍ!

١٠ فإنَّ المُمَجَّدَ أيضًا لم يُمَجَّدْ مِنْ هذا القَبيلِ لسَبَبِ المَجدِ الفائقِ.

١١ لأنَّهُ إنْ كانَ الزّائلُ في مَجدٍ، فبالأولَى كثيرًا يكونُ الدّائمُ في مَجدٍ!


١٢ فإذْ لنا رَجاءٌ مِثلُ هذا نَستَعمِلُ مُجاهَرَةً كثيرَةً.

١٣ وليس كما كانَ موسى يَضَعُ بُرقُعًا علَى وجهِهِ لكَيْ لا يَنظُرَ بَنو إسرائيلَ إلَى نِهايَةِ الزّائلِ.

١٤ بل أُغلِظَتْ أذهانُهُمْ، لأنَّهُ حتَّى اليومِ ذلكَ البُرقُعُ نَفسُهُ عِندَ قِراءَةِ العَهدِ العتِيقِ باقٍ غَيرُ مُنكَشِفٍ، الّذي يُبطَلُ في المَسيحِ.

١٥ لكن حتَّى اليومِ، حينَ يُقرأُ موسى، البُرقُعُ مَوْضوعٌ علَى قَلبِهِمْ.

١٦ ولكن عندما يَرجِعُ إلَى الرَّبِّ يُرفَعُ البُرقُعُ.

١٧ وأمّا الرَّبُّ فهو الرّوحُ، وحَيثُ روحُ الرَّبِّ هناكَ حُرّيَّةٌ.

١٨ ونَحنُ جميعًا ناظِرينَ مَجدَ الرَّبِّ بوَجهٍ مَكشوفٍ، كما في مِرآةٍ، نَتَغَيَّرُ إلَى تِلكَ الصّورَةِ عَينِها، مِنْ مَجدٍ إلَى مَجدٍ، كما مِنَ الرَّبِّ الرّوحِ.

تأمل: رفع البرقع

٢كو٥:٢-١٨:٣

البرقع هو تشبيه استخدمه الرسول بولس بالروح القدس ليوضح به كيف لا يستطيع اليهود فهم الحقائق المسيحية ورؤية المسيح وهم يقرأون العهد القديم، فقال أنه ثمة برقع موضوع على قلوبهم (٢كو١٤:٣-١٥). والرب وحده هو من يستطيع إزالة هذا البرقع بالروح القدس عندما نتحد به بالإيمان بالمسيح. وهكذا يتحرر الإنسان (٢كو١٧:٣)، وينظر مجد الرب بوجه مكشوف دون حواجز، ويتغير إلى صورته من مجد إلى مجد (٢كو١٨:٣). فيستطيع الناس أن يروا في كل مؤمن بالمسيح انعكاسًا لصورة الله المجيدة، وأن يشتموا رائحة المسيح الزكية (٢كو١٥:٢).

    أيها الرب يسوع المسيح من فضلك ساعدني لكي أشبع بك، وأُفسح المجال للروح القدس لكي يعكس صورة مجدك على من حولي.

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 225
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة