كورنثوس الثانية ١: ١ إلى ٢: ٤
كورنثوس الثانية ١
١ بولُسُ، رَسولُ يَسوعَ المَسيحِ بمَشيئَةِ اللهِ، وتيموثاوُسُ الأخُ، إلَى كنيسَةِ اللهِ الّتي في كورِنثوسَ، مع القِدّيسينَ أجمَعينَ الّذينَ في جميعِ أخائيَةَ:
٢ نِعمَةٌ لكُمْ وسَلامٌ مِنَ اللهِ أبينا والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ.
إله كل تعزية
٣ مُبارَكٌ اللهُ أبو رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، أبو الرّأفَةِ وإلهُ كُلِّ تعزيَةٍ،
٤ الّذي يُعَزّينا في كُلِّ ضيقَتِنا، حتَّى نَستَطيعَ أنْ نُعَزّيَ الّذينَ هُم في كُلِّ ضيقَةٍ بالتَّعزيَةِ الّتي نَتَعَزَّى نَحنُ بها مِنَ اللهِ.
٥ لأنَّهُ كما تكثُرُ آلامُ المَسيحِ فينا، كذلكَ بالمَسيحِ تكثُرُ تعزيَتُنا أيضًا.
٦ فإنْ كُنّا نَتَضايَقُ فلأجلِ تعزيَتِكُمْ وخَلاصِكُمُ، العامِلِ في احتِمالِ نَفسِ الآلامِ الّتي نَتألَّمُ بها نَحنُ أيضًا. أو نَتَعَزَّى فلأجلِ تعزيَتِكُمْ وخَلاصِكُمْ.
٧ فرَجاؤُنا مِنْ أجلِكُمْ ثابِتٌ. عالِمينَ أنَّكُمْ كما أنتُمْ شُرَكاءُ في الآلامِ، كذلكَ في التَّعزيَةِ أيضًا.
٨ فإنَّنا لا نُريدُ أنْ تجهَلوا أيُّها الإخوَةُ مِنْ جِهَةِ ضيقَتِنا الّتي أصابَتنا في أسيّا، أنَّنا تثَقَّلنا جِدًّا فوقَ الطّاقَةِ، حتَّى أيِسنا مِنَ الحياةِ أيضًا،
٩ لكن كانَ لنا في أنفُسِنا حُكمُ الموتِ، لكَيْ لا نَكونَ مُتَّكِلينَ علَى أنفُسِنا بل علَى اللهِ الّذي يُقيمُ الأمواتَ،
١٠ الّذي نَجّانا مِنْ موتٍ مِثلِ هذا، وهو يُنَجّي. الّذي لنا رَجاءٌ فيهِ أنَّهُ سيُنَجّي أيضًا فيما بَعدُ.
١١ وأنتُمْ أيضًا مُساعِدونَ بالصَّلاةِ لأجلِنا، لكَيْ يؤَدَّى شُكرٌ لأجلِنا مِنْ أشخاصٍ كثيرينَ، علَى ما وُهِبَ لنا بواسِطَةِ كثيرينَ.
تغيير بولس لخططه
١٢ لأنَّ فخرَنا هو هذا: شَهادَةُ ضَميرِنا أنَّنا في بَساطَةٍ وإخلاصِ اللهِ، لا في حِكمَةٍ جَسَديَّةٍ بل في نِعمَةِ اللهِ، تصَرَّفنا في العالَمِ، ولا سيَّما مِنْ نَحوِكُمْ.
١٣ فإنَّنا لا نَكتُبُ إلَيكُمْ بشَيءٍ آخَرَ سِوَى ما تقرأونَ أو تعرِفونَ. وأنا أرجو أنَّكُمْ ستَعرِفونَ إلَى النِّهايَةِ أيضًا،
١٤ كما عَرَفتُمونا أيضًا بَعضَ المَعرِفَةِ، أنَّنا فخرُكُمْ، كما أنَّكُمْ أيضًا فخرُنا في يومِ الرَّبِّ يَسوعَ.
١٥ وبهذِهِ الثِّقَةِ كُنتُ أشاءُ أنْ آتيَ إلَيكُمْ أوَّلًا، لتَكونَ لكُمْ نِعمَةٌ ثانيَةٌ.
١٦ وأنْ أمُرَّ بكُمْ إلَى مَكِدونيَّةَ، وآتيَ أيضًا مِنْ مَكِدونيَّةَ إلَيكُمْ، وأُشَيَّعَ مِنكُمْ إلَى اليَهوديَّةِ.
١٧ فإذْ أنا عازِمٌ علَى هذا، ألَعَلّي استَعمَلتُ الخِفَّةَ؟ أم أعزِمُ علَى ما أعزِمُ بحَسَبِ الجَسَدِ، كيْ يكونَ عِندي نَعَمْ نَعَمْ ولا لا؟
١٨ لكن أمينٌ هو اللهُ إنَّ كلامَنا لكُمْ لم يَكُنْ نَعَمْ ولا.
١٩ لأنَّ ابنَ اللهِ يَسوعَ المَسيحَ، الّذي كُرِزَ بهِ بَينَكُمْ بواسِطَتِنا، أنا وسِلوانُسَ وتيموثاوُسَ، لم يَكُنْ نَعَمْ ولا، بل قد كانَ فيهِ نَعَمْ.
٢٠ لأنْ مَهما كانتْ مَواعيدُ اللهِ فهو فيهِ «النَّعَمْ» وفيهِ «الآمينُ»، لمَجدِ اللهِ، بواسِطَتِنا.
٢١ ولكن الّذي يُثَبِّتُنا معكُمْ في المَسيحِ، وقَدْ مَسَحَنا، هو اللهُ
٢٢ الّذي خَتَمَنا أيضًا، وأعطَى عَربونَ الرّوحِ في قُلوبنا.
٢٣ ولكني أستَشهِدُ اللهَ علَى نَفسي، أنّي إشفاقًا علَيكُمْ لم آتِ إلَى كورِنثوسَ.
٢٤ ليس أنَّنا نَسودُ علَى إيمانِكُمْ، بل نَحنُ موازِرونَ لسُرورِكُمْ. لأنَّكُمْ بالإيمانِ تثبُتونَ.
كورنثوس الثانية ٢
١ ولكني جَزَمتُ بهذا في نَفسي أنْ لا آتيَ إلَيكُمْ أيضًا في حُزنٍ.
٢ لأنَّهُ إنْ كُنتُ أُحزِنُكُمْ أنا، فمَنْ هو الّذي يُفَرِّحُني إلّا الّذي أحزَنتُهُ؟
٣ وكتَبتُ لكُمْ هذا عَينَهُ حتَّى إذا جِئتُ لا يكونُ لي حُزنٌ مِنَ الّذينَ كانَ يَجِبُ أنْ أفرَحَ بهِمْ، واثِقًا بجميعِكُمْ أنَّ فرَحي هو فرَحُ جميعِكُمْ.
٤ لأنّي مِنْ حُزنٍ كثيرٍ وكآبَةِ قَلبٍ كتَبتُ إلَيكُمْ بدُموعٍ كثيرَةٍ، لا لكَيْ تحزَنوا، بل لكَيْ تعرِفوا المَحَبَّةَ الّتي عِندي ولا سيَّما مِنْ نَحوِكُمْ.
تأمل: إله كل تعزية
٢كو١:١-٤:٢
لقد اجتاز الرسول بولس ورفقاؤه في مصاعب عظيمة وآلام كثيرة في أسيا الصغرى، إلى الدرجة التي فيها يأسوا من الحياة (٢كو٨:٢). لكن خلال كل هذه المتاعب، وضعوا ثقتهم في الله الذي ينجي من الموت، بل ويقيم الأموات أيضًا (٢كو٩:١-١٠). ورأوا خلال كل هذه الضيقات تعزيات الله، فهو "أبو الرأفة وإله كل تعزية" (٢كو٣:١). وعندما نختبر تعزية الله في أوقات معاناتنا، نكون أكثر قدرة على تعزية الآخرين الذين يمرون هم أيضًا بضيقات متنوعة (٢كو٤:١).
لذلك، فلنثق في الله ونتكل عليه، لأنه إن سمح بالضيقات فهو إله كل تعزية، هو الذي يعزينا في كل ضيقاتنا. ومهما زادت الضيقات فهو الذي ينجي من الموت. كما أنه يستخدم كل ما مررنا ونمر به لتعزية آخرين أيضًا. وحتى أمام آخر عدو لنا، وهو الموت، الله هو من يقيم من الموت لأنه القادر على كل شيء.
يا رب أشكرك من كل قلبي لأنك أبو الرأفة وإله كل تعزية. أشكرك لأنك تعزينا في كل ضيقاتنا.