لوقا ١٠: ٢١ - ٤٢

لوقا ١٠


٢١ وفي تِلكَ السّاعَةِ تهَلَّلَ يَسوعُ بالرّوحِ وقالَ: «أحمَدُكَ أيُّها الآبُ، رَبُّ السماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفَيتَ هذِهِ عن الحُكَماءِ والفُهَماءِ وأعلَنتَها للأطفالِ. نَعَمْ أيُّها الآبُ، لأنْ هكذا صارَتِ المَسَرَّةُ أمامَكَ».

٢٢ والتَفَتَ إلَى تلاميذِهِ وقالَ: «كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي. وليس أحَدٌ يَعرِفُ مَنْ هو الِابنُ إلّا الآبُ، ولا مَنْ هو الآبُ إلّا الِابنُ، ومَنْ أرادَ الِابنُ أنْ يُعلِنَ لهُ».

٢٣ والتَفَتَ إلَى تلاميذِهِ علَى انفِرادٍ وقالَ: «طوبَى للعُيونِ الّتي تنظُرُ ما تنظُرونَهُ!

٢٤ لأنّي أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ كثيرينَ ومُلوكًا أرادوا أنْ يَنظُروا ما أنتُمْ تنظُرونَ ولَمْ يَنظُروا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولَمْ يَسمَعوا».

مَثَل السامري الصالح

٢٥ وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرِّبُهُ قائلًا: «يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟».

٢٦ فقالَ لهُ: «ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟».

٢٧ فأجابَ وقالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ».

٢٨ فقالَ لهُ: «بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا».

٢٩ وأمّا هو فإذْ أرادَ أنْ يُبَرِّرَ نَفسَهُ، قالَ ليَسوعَ: «ومَنْ هو قريبي؟».

٣٠ فأجابَ يَسوعُ وقالَ: «إنسانٌ كانَ نازِلًا مِنْ أورُشَليمَ إلَى أريحا، فوَقَعَ بَينَ لُصوصٍ، فعَرَّوْهُ وجَرَّحوهُ، ومَضَوْا وتَرَكوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيتٍ.

٣١ فعَرَضَ أنَّ كاهِنًا نَزَلَ في تِلكَ الطريقِ، فرآهُ وجازَ مُقابِلهُ.

٣٢ وكذلكَ لاويٌّ أيضًا، إذ صارَ عِندَ المَكانِ جاءَ ونَظَرَ وجازَ مُقابِلهُ.

٣٣ ولكن سامِريًّا مُسافِرًا جاءَ إليهِ، ولَمّا رآهُ تحَنَّنَ،

٣٤ فتقَدَّمَ وضَمَدَ جِراحاتِهِ، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخمرًا، وأركَبَهُ علَى دابَّتِهِ، وأتَى بهِ إلَى فُندُقٍ واعتَنَى بهِ.

٣٥ وفي الغَدِ لَمّا مَضَى أخرَجَ دينارَينِ وأعطاهُما لصاحِبِ الفُندُقِ، وقالَ لهُ: اعتَنِ بهِ، ومَهما أنفَقتَ أكثَرَ فعِندَ رُجوعي أوفيكَ.

٣٦ فأيَّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ ترَى صارَ قريبًا للّذي وقَعَ بَينَ اللُّصوصِ؟».

٣٧ فقالَ: «الّذي صَنَعَ معهُ الرَّحمَةَ». فقالَ لهُ يَسوعُ: «اذهَبْ أنتَ أيضًا واصنَعْ هكذا».

في بيت مرثا ومريم

٣٨ وفيما هُم سائرونَ دَخَلَ قريةً، فقَبِلَتهُ امرأةٌ اسمُها مَرثا في بَيتِها.

٣٩ وكانتْ لهذِهِ أُختٌ تُدعَى مَريَمَ، الّتي جَلَسَتْ عِندَ قَدَمَيْ يَسوعَ وكانتْ تسمَعُ كلامَهُ.

٤٠ وأمّا مَرثا فكانتْ مُرتَبِكَةً في خِدمَةٍ كثيرَةٍ. فوَقَفَتْ وقالَتْ: «يا رَبُّ، أما تُبالي بأنَّ أُختي قد ترَكَتني أخدُمُ وحدي؟ فقُلْ لها أنْ تُعينَني!».

٤١ فأجابَ يَسوعُ وقالَ لها: «مَرثا، مَرثا، أنتِ تهتَمّينَ وتَضطَرِبينَ لأجلِ أُمورٍ كثيرَةٍ،

٤٢ ولكن الحاجَةَ إلَى واحِدٍ. فاختارَتْ مَريَمُ النَّصيبَ الصّالِحَ الّذي لن يُنزَعَ مِنها».

التكوين ٢٧: ٤٦ إلى ٢٨: ٢٢

التكوين ٢٧


٤٦ وقالَتْ رِفقَةُ لإسحاقَ: «مَلِلتُ حَياتي مِنْ أجلِ بَناتِ حِثَّ. إنْ كانَ يعقوبُ يأخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَناتِ حِثَّ مِثلَ هؤُلاءِ مِنْ بَناتِ الأرضِ، فلماذا لي حياةٌ؟».


التكوين ٢٨


١ فدَعا إسحاقُ يعقوبَ وبارَكَهُ، وأوصاهُ وقالَ لهُ: «لا تأخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَناتِ كنعانَ.

٢ قُمِ اذهَبْ إلَى فدّانِ أرامَ، إلَى بَيتِ بَتوئيلَ أبي أُمِّكَ، وخُذْ لنَفسِكَ زَوْجَةً مِنْ هناكَ، مِنْ بَناتِ لابانَ أخي أُمِّكَ.

٣ واللهُ القديرُ يُبارِكُكَ، ويَجعَلُكَ مُثمِرًا، ويُكَثِّرُكَ فتكونُ جُمهورًا مِنَ الشُّعوبِ.

٤ ويُعطيكَ بَرَكَةَ إبراهيمَ لكَ ولِنَسلِكَ معكَ، لتَرِثَ أرضَ غُربَتِكَ الّتي أعطاها اللهُ لإبراهيمَ».

٥ فصَرَفَ إسحاقُ يعقوبَ فذَهَبَ إلَى فدّانِ أرامَ، إلَى لابانَ بنِ بَتوئيلَ الأراميِّ، أخي رِفقَةَ أُمِّ يعقوبَ وعيسوَ.


٦ فلَمّا رأى عيسو أنَّ إسحاقَ بارَكَ يعقوبَ وأرسَلهُ إلَى فدّانِ أرامَ ليأخُذَ لنَفسِهِ مِنْ هناكَ زَوْجَةً، إذ بارَكَهُ وأوصاهُ قائلًا: «لا تأخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَناتِ كنعانَ».

٧ وأنَّ يعقوبَ سمِعَ لأبيهِ وأُمِّهِ وذَهَبَ إلَى فدّانِ أرامَ،

٨ رأى عيسو أنَّ بَناتِ كنعانَ شِرّيراتٌ في عَينَيْ إسحاقَ أبيهِ،

٩ فذَهَبَ عيسو إلَى إسماعيلَ وأخَذَ مَحلَةَ بنتَ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ، أُختَ نَبايوتَ، زَوْجَةً لهُ علَى نِسائهِ.

حلم يعقوب في بيت إيل

١٠ فخرجَ يعقوبُ مِنْ بئرِ سبعٍ وذَهَبَ نَحوَ حارانَ.

١١ وصادَفَ مَكانًا وباتَ هناكَ لأنَّ الشَّمسَ كانتْ قد غابَتْ، وأخَذَ مِنْ حِجارَةِ المَكانِ ووضَعَهُ تحتَ رأسِهِ، فاضطَجَعَ في ذلكَ المَكانِ.

١٢ ورأى حُلمًا، وإذا سُلَّمٌ مَنصوبَةٌ علَى الأرضِ ورأسُها يَمَسُّ السماءَ، وهوذا مَلائكَةُ اللهِ صاعِدَةٌ ونازِلَةٌ علَيها.

١٣ وهوذا الرَّبُّ واقِفٌ علَيها، فقالَ: «أنا الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ أبيكَ وإلهُ إسحاقَ. الأرضُ الّتي أنتَ مُضطَجِعٌ علَيها أُعطيها لكَ ولِنَسلِكَ.

١٤ ويكونُ نَسلُكَ كتُرابِ الأرضِ، وتَمتَدُّ غَربًا وشَرقًا وشَمالًا وجَنوبًا، ويَتَبارَكُ فيكَ وفي نَسلِكَ جميعُ قَبائلِ الأرضِ.

١٥ وها أنا معكَ، وأحفَظُكَ حَيثُما تذهَبُ، وأرُدُّكَ إلَى هذِهِ الأرضِ، لأنّي لا أترُكُكَ حتَّى أفعَلَ ما كلَّمتُكَ بهِ».


١٦ فاستَيقَظَ يعقوبُ مِنْ نَوْمِهِ وقالَ: «حَقًّا إنَّ الرَّبَّ في هذا المَكانِ وأنا لم أعلَمْ!».

١٧ وخافَ وقالَ: «ما أرهَبَ هذا المَكانَ! ما هذا إلا بَيتُ اللهِ، وهذا بابُ السماءِ».

١٨ وبَكَّرَ يعقوبُ في الصّباحِ وأخَذَ الحَجَرَ الّذي وضَعَهُ تحتَ رأسِهِ وأقامَهُ عَمودًا، وصَبَّ زَيتًا علَى رأسِهِ.

١٩ ودَعا اسمَ ذلكَ المَكانِ «بَيتَ إيلَ»، ولكن اسمُ المدينةِ أوَّلًا كانَ لوزَ.

٢٠ ونَذَرَ يعقوبُ نَذرًا قائلًا: «إنْ كانَ اللهُ مَعي، وحَفِظَني في هذا الطريقِ الّذي أنا سائرٌ فيهِ، وأعطاني خُبزًا لآكُلَ وثيابًا لألبَسَ،

٢١ ورَجَعتُ بسَلامٍ إلَى بَيتِ أبي، يكونُ الرَّبُّ لي إلهًا،

٢٢ وهذا الحَجَرُ الّذي أقَمتُهُ عَمودًا يكونُ بَيتَ اللهِ، وكُلُّ ما تُعطيني فإنّي أُعَشِّرُهُ لكَ».

المزامير ٢١: ١ - ١٣

المزامير ٢١

لإمامِ المُغَنّينَ. مَزمورٌ لداوُدَ

١ يا رَبُّ، بقوَّتِكَ يَفرَحُ المَلِكُ، وبخَلاصِكَ كيفَ لا يَبتَهِجُ جِدًّا!

٢ شَهوَةَ قَلبِهِ أعطَيتَهُ، ومُلتَمَسَ شَفَتَيهِ لم تمنَعهُ. سِلاهْ.

٣ لأنَّكَ تتَقَدَّمُهُ ببَرَكاتِ خَيرٍ. وضَعتَ علَى رأسِهِ تاجًا مِنْ إبريزٍ.

٤ حياةً سألكَ فأعطَيتَهُ. طولَ الأيّامِ إلَى الدَّهرِ والأبدِ.

٥ عظيمٌ مَجدُهُ بخَلاصِكَ، جَلالًا وبَهاءً تضَعُ علَيهِ.

٦ لأنَّكَ جَعَلتَهُ بَرَكاتٍ إلَى الأبدِ. تُفَرِّحُهُ ابتِهاجًا أمامَكَ.

٧ لأنَّ المَلِكَ يتَوَكَّلُ علَى الرَّبِّ، وبنِعمَةِ العَليِّ لا يتَزَعزَعُ.


٨ تُصيبُ يَدُكَ جميعَ أعدائكَ. يَمينُكَ تُصيبُ كُلَّ مُبغِضيكَ.

٩ تجعَلُهُمْ مِثلَ تنّورِ نارٍ في زَمانِ حُضورِكَ. الرَّبُّ بسَخَطِهِ يَبتَلِعُهُمْ وتأكُلُهُمُ النّارُ.

١٠ تُبيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأرضِ وذُرّيَّتَهُمْ مِنْ بَينِ بَني آدَمَ.

١١ لأنَّهُمْ نَصَبوا علَيكَ شَرًّا. تفَكَّروا بمَكيدَةٍ. لم يستطيعوها.

١٢ لأنَّكَ تجعَلُهُمْ يتَوَلَّوْنَ. تُفَوِّقُ السِّهامَ علَى أوتارِكَ تِلقاءَ وُجوهِهِمْ.

١٣ ارتَفِعْ يا رَبُّ بقوَّتِكَ. نُرَنِّمْ ونُنَغِّمْ بجَبَروتِكَ.

تأمل: قوة الله

 

مزمور ٢١

 

يسبح كاتب المزمور الرب لأنه أعطى الملك النصرة على أعدائه في الحرب، وثبّت عرشه. ومن الأفكار الرئيسية البارزة في هذا المزمور هي "قوة الله" (ع ١) التي ظهرت في إنقاذه للملك. وتأتي هذه الفكرة بتعبيرات عدة، منها: "خلاصك" (ع ١)، "بركات خير" (ع ٣)، "حياة" (ع ٤)، "جلالًا وبهاءً" (ع ٥)، "نعمة العلي" (ع ٧)، "يدك" (ع ٨)، "يمينك" (ع ٨)، "نار" (ع ٩)، "السهام" (ع ١٣)، "جبروتك" (ع ١٣).

 

يسأل كاتب المزمور في العدد الأول سؤالًا بلاغيًا: "يَا رَبُّ، بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَبِخَلاَصِكَ كَيْفَ لاَ يَبْتَهِجُ جِدًّا!" فكيف لمن تكون قوة الله في صفه أن يخاف؟ ينبغي عليه أن يَفْرَحُ، بل ويَبْتَهِجُ جِدًّا. وبّخ السيد المسيح الصدوقين لأنهم لا يعرفون قوة الله (مرقس ١٢: ٢٤). لكننا رأينا ذروتها في صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يقول الرسول بولس: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله" (كورنثوس الأولى ١: ١٨)؛ و"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ االله لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ (رومية ١: ١٦).

 

أسبحك من كل قلبي يا قوتي. أعطني أن أفرح وأبتهج جدًا بخلاصك الذي صنعته لأجلي في المسيح يسوع. وأعطني أن أتكل عليك في كل ظروفي، واثقًا أنك تملأ حياتي بالخير والرحمة.

 

 

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 21
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة