تسالونيكي الأولى ١: ١ - ١٠
تسالونيكي الأولى ١
١ بولُسُ وسِلوانُسُ وتيموثاوُسُ، إلَى كنيسَةِ التَّسالونيكيّينَ، في اللهِ الآبِ والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ: نِعمَةٌ لكُمْ وسَلامٌ مِنَ اللهِ أبينا والرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ.
شكر من أجل مؤمني تسالونيكي
٢ نَشكُرُ اللهَ كُلَّ حينٍ مِنْ جِهَةِ جميعِكُمْ، ذاكِرينَ إيّاكُمْ في صَلَواتِنا،
٣ مُتَذَكِّرينَ بلا انقِطاعٍ عَمَلَ إيمانِكُمْ، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وصَبرَ رَجائكُمْ، رَبَّنا يَسوعَ المَسيحَ، أمامَ اللهِ وأبينا.
٤ عالِمينَ أيُّها الإخوَةُ المَحبوبونَ مِنَ اللهِ اختيارَكُمْ،
٥ أنَّ إنجيلَنا لم يَصِرْ لكُمْ بالكلامِ فقط، بل بالقوَّةِ أيضًا، وبالرّوحِ القُدُسِ، وبيَقينٍ شَديدٍ، كما تعرِفونَ أيَّ رِجالٍ كُنّا بَينَكُمْ مِنْ أجلِكُمْ.
٦ وأنتُمْ صِرتُمْ مُتَمَثِّلينَ بنا وبالرَّبِّ، إذ قَبِلتُمُ الكلِمَةَ في ضيقٍ كثيرٍ، بفَرَحِ الرّوحِ القُدُسِ،
٧ حتَّى صِرتُمْ قُدوَةً لجميعِ الّذينَ يؤمِنونَ في مَكِدونيَّةَ وفي أخائيَةَ.
٨ لأنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قد أُذيعَتْ كلِمَةُ الرَّبِّ، ليس في مَكِدونيَّةَ وأخائيَةَ فقط، بل في كُلِّ مَكانٍ أيضًا قد ذاعَ إيمانُكُمْ باللهِ، حتَّى ليس لنا حاجَةٌ أنْ نَتَكلَّمَ شَيئًا.
٩ لأنَّهُمْ هُم يُخبِرونَ عَنّا، أيُّ دُخولٍ كانَ لنا إلَيكُمْ، وكيفَ رَجَعتُمْ إلَى اللهِ مِنَ الأوثانِ، لتَعبُدوا اللهَ الحَيَّ الحَقيقيَّ،
١٠ وتَنتَظِروا ابنَهُ مِنَ السماءِ، الّذي أقامَهُ مِنَ الأمواتِ، يَسوعَ، الّذي يُنقِذُنا مِنَ الغَضَبِ الآتي.
تأمل: سمات متميزة
١ تسالونيكي ١
في بداية الرسالة، يشكر الرسول بولس الله من أجل كنيسة تسالونيكي (ع ٢)، ويذكر لهم سبب ذلك في ٣ نقاط أساسية قائلًا: "مُتَذَكِّرينَ بلا انقِطاعٍ عَمَلَ إيمانِكُمْ، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وصَبرَ رَجائكُمْ، رَبَّنا يَسوعَ المَسيحَ، أمامَ اللهِ وأبينا." (ع ٣). لنتأمل سويًا في تلك السمات المتميزة لهذه الكنيسة.
- عَمَلَ إيمانِكُمْ: أهم ما يميز الإيمان الحقيقي هو أن له عملًا، يُنتج ثمرًا جيدًا يُعبر عن عمق هذا الإيمان وأصالته. وهو ما يؤكده الوحي المقدس إذ يقول: "هكذا الإيمانُ أيضًا، إنْ لَمْ يَكُنْ لهُ أعمالٌ، مَيِّتٌ في ذاتِهِ." (يعقوب ١٧:٢).
- تَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ: المحبة الحقيقة محبة باذلة ومعطاءة، مستعدة دائمًا لتحمل التكلفة ودفع الثمن، فهي "تَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيءٍ، وتَرجو كُلَّ شَيءٍ، وتَصبِرُ علَى كُلِّ شَيءٍ." (١كورنثوس ٧:١٣).
- صَبرَ رَجائكُمْ: استطاعت كنيسة تسالونيكي أن تصبح قدوة لكنائس أخرى (ع ٧) إذ قبلوا الكلمة بفرح الروح القدس بالرغم من الضيق الكثير (ع ٦). وأيضًا يقول عنهم: "وتَنتَظِروا ابنَهُ مِنَ السماءِ، الّذي أقامَهُ مِنَ الأمواتِ، يَسوعَ، الّذي يُنقِذُنا مِنَ الغَضَبِ الآتي." (ع ١٠).
يا رب هبنا أن نتمثل بأهل كنيسة تسالونيكي فيكون لإيماننا عمل تام، ولتكن محبتنا لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، ولنصبر في كل شيء واضعين رجاءنا في ربنا يسوع المسيح. آمين.
إشعياء ٣٦: ١ إلى ٣٧: ٣٨
إشعياء ٣٦
سنحاريب يهدد أورشليم
١ وكانَ في السَّنَةِ الرّابِعَةِ عشَرَةَ للمَلِكِ حَزَقيّا أنَّ سنحاريبَ مَلِكَ أشّورَ صَعِدَ علَى كُلِّ مُدُنِ يَهوذا الحَصينَةِ وأخَذَها.
٢ وأرسَلَ مَلِكُ أشّورَ رَبشاقَى مِنْ لَخيشَ إلَى أورُشَليمَ، إلَى المَلِكِ حَزَقيّا بجَيشٍ عظيمٍ، فوَقَفَ عِندَ قَناةِ البِركَةِ العُليا في طريقِ حَقلِ القَصّارِ.
٣ فخرجَ إليهِ ألياقيمُ بنُ حِلقيّا الّذي علَى البَيتِ، وشَبنَةُ الكاتِبُ، ويوآخُ بنُ آسافَ المُسَجِّلُ.
٤ فقالَ لهُمْ رَبشاقَى: «قولوا لحَزَقيّا: هكذا يقولُ المَلِكُ العظيمُ مَلِكُ أشّورَ: ما هو هذا الِاتِّكالُ الّذي اتَّكلتَهُ؟
٥ أقولُ إنَّما كلامُ الشَّفَتَينِ هو مَشورَةٌ وبأسٌ للحَربِ. والآنَ علَى مَنِ اتَّكلتَ حتَّى عَصَيتَ علَيَّ؟
٦ إنَّكَ قد اتَّكلتَ علَى عُكّازِ هذِهِ القَصَبَةِ المَرضوضَةِ، علَى مِصرَ، الّتي إذا توَكّأ أحَدٌ علَيها دَخَلَتْ في كفِّهِ وثَقَبَتها. هكذا فِرعَوْنُ مَلِكُ مِصرَ لجميعِ المُتَوَكِّلينَ علَيهِ.
٧ وإذا قُلتَ لي: علَى الرَّبِّ إلهِنا اتَّكلنا، أفَليس هو الّذي أزالَ حَزَقيّا مُرتَفَعاتِهِ ومَذابِحَهُ، وقالَ ليَهوذا ولأورُشَليمَ: أمامَ هذا المَذبَحِ تسجُدونَ.
٨ فالآنَ راهِنْ سيِّدي مَلِكَ أشّورَ، فأُعطيكَ ألفَيْ فرَسٍ إنِ استَطَعتَ أنْ تجعَلَ علَيها راكِبينَ!
٩ فكيفَ ترُدُّ وجهَ والٍ واحِدٍ مِنْ عَبيدِ سيِّدي الصِّغارِ، وتَتَّكِلُ علَى مِصرَ لأجلِ مَركَباتٍ وفُرسانٍ؟
١٠ والآنَ هل بدونِ الرَّبِّ صَعِدتُ علَى هذِهِ الأرضِ لأُخرِبَها؟ الرَّبُّ قالَ لي: اصعَدْ إلَى هذِهِ الأرضِ واخرِبها».
١١ فقالَ ألياقيمُ وشَبنَةُ ويوآخُ لرَبشاقَى: «كلِّمْ عَبيدَكَ بالأراميِّ لأنَّنا نَفهَمُهُ، ولا تُكلِّمنا باليَهوديِّ في مَسامِعِ الشَّعبِ الّذينَ علَى السّورِ».
١٢ فقالَ رَبشاقَى: «هل إلَى سيِّدِكَ وإلَيكَ أرسَلَني سيِّدي لكَيْ أتَكلَّمَ بهذا الكلامِ؟ أليس إلَى الرِّجالِ الجالِسينَ علَى السّورِ، ليأكُلوا عَذِرَتَهُمْ ويَشرَبوا بَوْلهُمْ معكُم؟».
١٣ ثُمَّ وقَفَ رَبشاقَى ونادَى بصوتٍ عظيمٍ باليَهوديِّ وقالَ: «اسمَعوا كلامَ المَلِكِ العظيمِ مَلِكِ أشّورَ.
١٤ هكذا يقولُ المَلِكُ: لا يَخدَعكُمْ حَزَقيّا لأنَّهُ لا يَقدِرُ أنْ يُنقِذَكُمْ،
١٥ ولا يَجعَلكُمْ حَزَقيّا تتَّكِلونَ علَى الرَّبِّ قائلًا: إنقاذًا يُنقِذُنا الرَّبُّ. لا تُدفَعُ هذِهِ المدينةُ إلَى يَدِ مَلِكِ أشّورَ.
١٦ لا تسمَعوا لحَزَقيّا. لأنَّهُ هكذا يقولُ مَلِكُ أشّورَ: اعقِدوا مَعي صُلحًا، واخرُجوا إلَيَّ وكُلوا كُلُّ واحِدٍ مِنْ جَفنَتِهِ، وكُلُّ واحِدٍ مِنْ تينَتِهِ، واشرَبوا كُلُّ واحِدٍ ماءَ بئرِهِ
١٧ حتَّى آتيَ وآخُذَكُمْ إلَى أرضٍ مِثلِ أرضِكُمْ، أرضِ حِنطَةٍ وخمرٍ، أرضِ خُبزٍ وكُرومٍ.
١٨ لا يَغُرَّكُمْ حَزَقيّا قائلًا: الرَّبُّ يُنقِذُنا. هل أنقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ واحِدٍ أرضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أشّورَ؟
١٩ أين آلِهَةُ حَماةَ وأرفادَ؟ أين آلِهَةُ سفَروايِمَ؟ هل أنقَذوا السّامِرَةَ مِنْ يَدي؟
٢٠ مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هذِهِ الأراضي أنقَذَ أرضَهُمْ مِنْ يَدي، حتَّى يُنقِذَ الرَّبُّ أورُشَليمَ مِنْ يَدي؟».
٢١ فسكَتوا ولَمْ يُجيبوا بكلِمَةٍ لأنَّ أمرَ المَلِكِ كانَ قائلًا: «لا تُجيبوهُ».
٢٢ فجاءَ ألياقيمُ بنُ حِلقيّا الّذي علَى البَيتِ وشَبنَةُ الكاتِبُ ويوآخُ بنُ آسافَ المُسَجِّلُ إلَى حَزَقيّا وثيابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ، فأخبَروهُ بكلامِ رَبشاقَى.
إشعياء ٣٧
إشعياء يتنبأ بخلاص أورشليم
١ فلَمّا سمِعَ المَلِكُ حَزَقيّا ذلكَ مَزَّقَ ثيابَهُ وتَغَطَّى بمِسحٍ ودَخَلَ بَيتَ الرَّبِّ.
٢ وأرسَلَ ألياقيمَ الّذي علَى البَيتِ وشَبنَةَ الكاتِبَ وشُيوخَ الكهنةِ مُتَغَطّينَ بمُسوحٍ إلَى إشَعياءَ بنِ آموصَ النَّبيِّ.
٣ فقالوا لهُ: «هكذا يقولُ حَزَقيّا: هذا اليومُ يومُ شِدَّةٍ وتأديبٍ وإهانَةٍ، لأنَّ الأجِنَّةَ دَنَتْ إلَى المَوْلِدِ ولا قوَّةَ علَى الوِلادَةِ.
٤ لَعَلَّ الرَّبَّ إلهَكَ يَسمَعُ كلامَ رَبشاقَى الّذي أرسَلهُ مَلِكُ أشّورَ سيِّدُهُ ليُعَيِّرَ الإلهَ الحَيَّ، فيوَبِّخَ علَى الكلامِ الّذي سمِعَهُ الرَّبُّ إلهُكَ. فارفَعْ صَلاةً لأجلِ البَقيَّةِ المَوْجودَةِ».
٥ فجاءَ عَبيدُ المَلِكِ حَزَقيّا إلَى إشَعياءَ.
٦ فقالَ لهُمْ إشَعياءُ: «هكذا تقولونَ لسَيِّدِكُمْ: هكذا يقولُ الرَّبُّ: لا تخَفْ بسَبَبِ الكلامِ الّذي سمِعتَهُ، الّذي جَدَّفَ علَيَّ بهِ غِلمانُ مَلِكِ أشّورَ.
٧ هأنَذا أجعَلُ فيهِ روحًا فيَسمَعُ خَبَرًا ويَرجِعُ إلَى أرضِهِ، وأُسقِطُهُ بالسَّيفِ في أرضِهِ».
٨ فرَجَعَ رَبشاقَى ووجَدَ مَلِكَ أشّورَ يُحارِبُ لبنَةَ، لأنَّهُ سمِعَ أنَّهُ ارتَحَلَ عن لَخيشَ.
٩ وسَمِعَ عن تِرهاقَةَ مَلِكِ كوشَ قَوْلًا: «قد خرجَ ليُحارِبَكَ». فلَمّا سمِعَ أرسَلَ رُسُلًا إلَى حَزَقيّا قائلًا:
١٠ «هكذا تُكلِّمونَ حَزَقيّا مَلِكَ يَهوذا قائلينَ: لا يَخدَعكَ إلهُكَ الّذي أنتَ مُتَوَكِّلٌ علَيهِ، قائلًا: لا تُدفَعُ أورُشَليمُ إلَى يَدِ مَلِكِ أشّورَ.
١١ إنَّكَ قد سمِعتَ ما فعَلَ مُلوكُ أشّورَ بجميعِ الأراضي لتَحريمِها. وهل تنجو أنتَ؟
١٢ هل أنقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ هؤُلاءِ الّذينَ أهلكَهُمْ آبائي، جوزانَ وحارانَ ورَصَفَ وبَني عَدَنَ، الّذينَ في تلَسّارَ؟
١٣ أين مَلِكُ حَماةَ ومَلِكُ أرفادَ ومَلِكُ مدينةِ سفَروايِمَ وهَينَعَ وعِوّا؟».
صلاة حزقيا
١٤ فأخَذَ حَزَقيّا الرَّسائلَ مِنْ يَدِ الرُّسُلِ وقَرأها، ثُمَّ صَعِدَ إلَى بَيتِ الرَّبِّ، ونَشَرَها حَزَقيّا أمامَ الرَّبِّ،
١٥ وصَلَّى حَزَقيّا إلَى الرَّبِّ قائلًا:
١٦ «يا رَبَّ الجُنودِ، إلهَ إسرائيلَ الجالِسَ فوقَ الكَروبيمِ، أنتَ هو الإلهُ وحدَكَ لكُلِّ مَمالِكِ الأرضِ. أنتَ صَنَعتَ السماواتِ والأرضَ.
١٧ أمِلْ يا رَبُّ أُذُنَكَ واسمَعِ. افتَحْ يا رَبُّ عَينَيكَ وانظُرْ، واسمَعْ كُلَّ كلامِ سنحاريبَ الّذي أرسَلهُ ليُعَيِّرَ اللهَ الحَيَّ.
١٨ حَقًّا يا رَبُّ إنَّ مُلوكَ أشّورَ قد خَرَّبوا كُلَّ الأُمَمِ وأرضَهُمْ،
١٩ ودَفَعوا آلِهَتَهُمْ إلَى النّارِ، لأنَّهُمْ لَيسوا آلِهَةً بل صَنعَةُ أيدي النّاسِ، خَشَبٌ وحَجَرٌ، فأبادوهُم.
٢٠ والآنَ أيُّها الرَّبُّ إلهنا خَلِّصنا مِنْ يَدِهِ، فتعلَمَ مَمالِكُ الأرضِ كُلِّها أنَّكَ أنتَ الرَّبُّ وحدَكَ».
نهاية سنحاريب
٢١ فأرسَلَ إشَعياءُ بنُ آموصَ إلَى حَزَقيّا قائلًا: «هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ الّذي صَلَّيتَ إليهِ مِنْ جِهَةِ سنحاريبَ مَلِكِ أشّورَ:
٢٢ هذا هو الكلامُ الّذي تكلَّمَ بهِ الرَّبُّ علَيهِ: اِحتَقَرَتكَ. استَهزأتْ بكَ العَذراءُ ابنَةُ صِهيَوْنَ. نَحوك أنغَضَتِ ابنَةُ أورُشَليمَ رأسَها.
٢٣ مَنْ عَيَّرتَ وجَدَّفتَ، وعلَى مَنْ عَلَّيتَ صوتًا، وقَدْ رَفَعتَ إلَى العَلاءِ عَينَيكَ؟ علَى قُدّوسِ إسرائيلَ!
٢٤ عن يَدِ عَبيدِكَ عَيَّرتَ السَّيِّدَ، وقُلتَ: بكَثرَةِ مَركَباتي قد صَعِدتُ إلَى عُلوِّ الجِبالِ، عِقابِ لُبنانَ، فأقطَعُ أرزَهُ الطَّويلَ وأفضَلَ سروِهِ، وأدخُلُ أقصَى عُلوِّهِ، وعرَ كرمَلِهِ.
٢٥ أنا قد حَفَرتُ وشَرِبتُ مياهًا، وأُنَشِّفُ ببَطنِ قَدَمي جميعَ خُلجانِ مِصرَ.
٢٦ ألَمْ تسمَع؟ منذُ البَعيدِ صَنَعتُهُ. منذُ الأيّامِ القَديمَةِ صَوَّرتُهُ. الآنَ أتَيتُ بهِ. فتكونُ لتَخريبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حتَّى تصيرَ رَوابيَ خَرِبَةً.
٢٧ فسُكّانُها قِصارُ الأيدي قد ارتاعوا وخَجِلوا. صاروا كعُشبِ الحَقلِ وكالنَّباتِ الأخضَرِ، كحَشيشِ السُّطوحِ، وكالمَلفوحِ قَبلَ نُموِّهِ.
٢٨ ولكنني عالِمٌ بجُلوسِكَ وخُروجِكَ ودُخولكَ وهَيَجانِكَ علَيَّ.
٢٩ لأنَّ هَيَجانَكَ علَيَّ وعَجرَفَتَكَ قد صَعِدا إلَى أُذُنَيَّ، أضَعُ خِزامَتي في أنفِكَ وشَكيمَتي في شَفَتَيكَ، وأرُدُّكَ في الطريقِ الّذي جِئتَ فيهِ.
٣٠ «وهذِهِ لكَ العَلامَةُ: تأكُلونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرّيعًا، وفي السَّنَةِ الثّانيَةِ خِلفَةً، وأمّا السَّنَةُ الثّالِثَةُ ففيها تزرَعونَ وتَحصِدونَ، وتَغرِسونَ كُرومًا وتأكُلونَ أثمارَها.
٣١ ويَعودُ النّاجونَ مِنْ بَيتِ يَهوذا الباقونَ يتأصَّلونَ إلَى أسفَلَ، ويَصنَعونَ ثَمَرًا إلَى ما فوقُ.
٣٢ لأنَّهُ مِنْ أورُشَليمَ تخرُجُ بَقيَّةٌ، وناجونَ مِنْ جَبَلِ صِهيَوْنَ. غَيرَةُ رَبِّ الجُنودِ تصنَعُ هذا.
٣٣ «لذلكَ هكذا يقولُ الرَّبُّ عن مَلِكِ أشّورَ: لا يَدخُلُ هذِهِ المدينةَ، ولا يَرمي هناكَ سهمًا، ولا يتَقَدَّمُ علَيها بتُرسٍ، ولا يُقيمُ علَيها مِترَسَةً.
٣٤ في الطريقِ الّذي جاءَ فيهِ يَرجِعُ، وإلَى هذِهِ المدينةِ لا يَدخُلُ، يقولُ الرَّبُّ.
٣٥ وأُحامي عن هذِهِ المدينةِ لأُخَلِّصَها مِنْ أجلِ نَفسي، ومِنْ أجلِ داوُدَ عَبدي».
٣٦ فخرجَ مَلاكُ الرَّبِّ وضَرَبَ مِنْ جَيشِ أشّورَ مِئَةً وخَمسَةً وثَمانينَ ألفًا. فلَمّا بَكَّروا صباحًا إذا هُم جميعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ.
٣٧ فانصَرَفَ سنحاريبُ مَلِكُ أشّورَ وذَهَبَ راجِعًا وأقامَ في نينَوَى.
٣٨ وفيما هو ساجِدٌ في بَيتِ نِسروخَ إلهِهِ ضَرَبَهُ أدرَمَّلكُ وشَرآصَرُ ابناهُ بالسَّيفِ، ونَجَوا إلَى أرضِ أراراطَ. ومَلكَ أسَرحَدّونَ ابنُهُ عِوَضًا عنهُ.
المزامير ١١٩: ٩٧ - ١٢٠
المزامير ١١٩
م
٩٧ كمْ أحبَبتُ شَريعَتَكَ! اليومَ كُلَّهُ هي لهَجي.
٩٨ وصيَّتُكَ جَعَلَتني أحكَمَ مِنْ أعدائي، لأنَّها إلَى الدَّهرِ هي لي.
٩٩ أكثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّميَّ تعَقَّلتُ، لأنَّ شَهاداتِكَ هي لهَجي.
١٠٠ أكثَرَ مِنَ الشُّيوخِ فطِنتُ، لأنّي حَفِظتُ وصاياكَ.
١٠١ مِنْ كُلِّ طريقِ شَرٍّ مَنَعتُ رِجلَيَّ، لكَيْ أحفَظَ كلامَكَ.
١٠٢ عن أحكامِكَ لم أمِلْ، لأنَّكَ أنتَ عَلَّمتَني.
١٠٣ ما أحلَى قَوْلكَ لحَنَكي! أحلَى مِنَ العَسَلِ لفَمي.
١٠٤ مِنْ وصاياكَ أتَفَطَّنُ، لذلكَ أبغَضتُ كُلَّ طريقِ كذِبٍ.
ن
١٠٥ سِراجٌ لرِجلي كلامُكَ ونورٌ لسَبيلي.
١٠٦ حَلَفتُ فأبِرُّهُ، أنْ أحفَظَ أحكامَ برِّكَ.
١٠٧ تذَلَّلتُ إلَى الغايَةِ. يا رَبُّ، أحيِني حَسَبَ كلامِكَ.
١٠٨ ارتَضِ بمَندوباتِ فمي يا رَبُّ، وأحكامَكَ عَلِّمني.
١٠٩ نَفسي دائمًا في كفّي، أمّا شَريعَتُكَ فلم أنسَها.
١١٠ الأشرارُ وضَعوا لي فخًّا، أمّا وصاياكَ فلم أضِلَّ عنها.
١١١ ورِثتُ شَهاداتِكَ إلَى الدَّهرِ، لأنَّها هي بَهجَةُ قَلبي.
١١٢ عَطَفتُ قَلبي لأصنَعَ فرائضَكَ إلَى الدَّهرِ إلَى النِّهايَةِ.
س
١١٣ المُتَقَلِّبينَ أبغَضتُ، وشَريعَتَكَ أحبَبتُ.
١١٤ سِتري ومِجَنّي أنتَ. كلامَكَ انتَظَرتُ.
١١٥ انصَرِفوا عَنّي أيُّها الأشرارُ، فأحفَظَ وصايا إلهي.
١١٦ اعضُدني حَسَبَ قَوْلِكَ فأحيا، ولا تُخزِني مِنْ رَجائي.
١١٧ أسنِدني فأخلُصَ، وأُراعيَ فرائضَكَ دائمًا.
١١٨ احتَقَرتَ كُلَّ الضّالّينَ عن فرائضِكَ، لأنَّ مَكرَهُمْ باطِلٌ.
١١٩ كزَغَلٍ عَزَلتَ كُلَّ أشرارِ الأرضِ، لذلكَ أحبَبتُ شَهاداتِكَ.
١٢٠ قد اقشَعَرَّ لَحمي مِنْ رُعبِكَ، ومِنْ أحكامِكَ جَزِعتُ.