لوقا ٢٤: ١ - ١٢
لوقا ٢٤
القيامة
١ ثُمَّ في أوَّلِ الأُسبوعِ، أوَّلَ الفَجرِ، أتَينَ إلَى القَبرِ حامِلاتٍ الحَنوطَ الّذي أعدَدنَهُ، ومَعَهُنَّ أُناسٌ.
٢ فوَجَدنَ الحَجَرَ مُدَحرَجًا عن القَبرِ،
٣ فدَخَلنَ ولَمْ يَجِدنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ.
٤ وفيما هُنَّ مُحتاراتٌ في ذلكَ، إذا رَجُلانِ وقَفا بهِنَّ بثيابٍ بَرّاقَةٍ.
٥ وإذ كُنَّ خائفاتٍ ومُنَكِّساتٍ وُجوهَهُنَّ إلَى الأرضِ، قالا لهُنَّ: «لماذا تطلُبنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟
٦ ليس هو ههنا، لكنهُ قامَ! اُذكُرنَ كيفَ كلَّمَكُنَّ وهو بَعدُ في الجَليلِ
٧ قائلًا: إنَّهُ يَنبَغي أنْ يُسَلَّمَ ابنُ الإنسانِ في أيدي أُناسٍ خُطاةٍ، ويُصلَبَ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ».
٩ ورَجَعنَ مِنَ القَبرِ، وأخبَرنَ الأحَدَ عشَرَ وجميعَ الباقينَ بهذا كُلِّهِ.
١٠ وكانتْ مَريَمُ المَجدَليَّةُ ويوَنّا ومَريَمُ أُمُّ يعقوبَ والباقياتُ معهُنَّ، اللَّواتي قُلنَ هذا للرُّسُلِ.
١١ فتراءَى كلامُهُنَّ لهُمْ كالهَذَيانِ ولَمْ يُصَدِّقوهُنَّ.
١٢ فقامَ بُطرُسُ ورَكَضَ إلَى القَبرِ، فانحَنَى ونَظَرَ الأكفانَ مَوْضوعَةً وحدَها، فمَضَى مُتَعَجِّبًا في نَفسِهِ مِمّا كانَ.
تأمل: ليس الحي بين الأموات
لوقا ٢٤: ١-١٢
هذا الجزء من كلمة الله يسجّل لنا أعظم حدث في التاريخ، وهو قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. الذي بقيامته أعلن أن الآب قد قَبِل ذبيحته البديلة عنا، وغلب الموت، وأنهى سلطانه على المؤمنين به؛ فأصبح لنا رجاء حي بقيامة المسيح من بين الأموات.
نرى في هذا المشهد حب شديد للسيد المسيح، تمثل في لهفة هؤلاء النساء لأن يكرمن جسده، في الصباح الباكر، بالحنوط والأطياب. لكن هيهات أن يعمل الفساد في جسد ربنا يسوع، فالكتاب يقول: "أنَّكَ لن تترُكَ نَفسي في الهاويَةِ. لن تدَعَ تقيَّكَ يَرَى فسادًا" (مزمور ١٦: ١٠).
نرى أيضًا في هذا المشهد الحيرة والتعجب. أولًا مع النساء، عندما دخلن القبر ولم يجدن جسد الرب يسوع (ع ٣-٤). ثانيًا مع بطرس، عندما دخل القبر ووجد الأكفان موضوعة دون جسد المسيح (ع ١٢). وفي كلتا الحالتين، يرجع سبب الحيرة والدهشة إلى عدم تذكر كلام الرب يسوع الذي قاله عدة مرات (ع ٦-٧). وذلك ربما لأنهم لم يصدقوا هذا الكلام من البداية، أو لم يفهموه، أو لم يقبلوه لشدة تعلقهم بالسيد. بحثوا عنه بين الأموات، ولم يعلموا أنه قام ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يستطع الموت أن يحكم قبضته على رب الحياة (أعمال الرسل ٢: ٢٤). فالمسيح قام، بالحقيقة قام!
الخروج ٩: ١ إلى ١٠: ٢٩
الخروج ٩
ضربة إهلاك الماشية
١ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «ادخُلْ إلَى فِرعَوْنَ وقُلْ لهُ: هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
٢ فإنَّهُ إنْ كُنتَ تأبَى أنْ تُطلِقَهُمْ وكُنتَ تُمسِكُهُمْ بَعدُ،
٣ فها يَدُ الرَّبِّ تكونُ علَى مَواشيكَ الّتي في الحَقلِ، علَى الخَيلِ والحَميرِ والجِمالِ والبَقَرِ والغَنَمِ، وبأً ثَقيلًا جِدًّا.
٤ ويُمَيِّزُ الرَّبُّ بَينَ مَواشي إسرائيلَ ومَواشي المِصريّينَ. فلا يَموتُ مِنْ كُلِّ ما لبَني إسرائيلَ شَيءٌ».
٥ وعَيَّنَ الرَّبُّ وقتًا قائلًا: «غَدًا يَفعَلُ الرَّبُّ هذا الأمرَ في الأرضِ».
٦ ففَعَلَ الرَّبُّ هذا الأمرَ في الغَدِ. فماتَتْ جميعُ مَواشي المِصريّينَ. وأمّا مَواشي بَني إسرائيلَ فلم يَمُتْ مِنها واحِدٌ.
٧ وأرسَلَ فِرعَوْنُ وإذا مَواشي إسرائيلَ لم يَمُتْ مِنها ولا واحِدٌ. ولكن غَلُظَ قَلبُ فِرعَوْنَ فلم يُطلِقِ الشَّعبَ.
ضربة الدمامل
٨ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى وهارونَ: «خُذا مِلءَ أيديكُما مِنْ رَمادِ الأتونِ، وليُذَرِّهِ موسى نَحوَ السماءِ أمامَ عَينَيْ فِرعَوْنَ،
٩ ليَصيرَ غُبارًا علَى كُلِّ أرضِ مِصرَ. فيَصيرَ علَى النّاسِ وعلَى البَهائمِ دَمامِلَ طالِعَةً ببُثورٍ في كُلِّ أرضِ مِصرَ».
١٠ فأخَذا رَمادَ الأتونِ ووقَفا أمامَ فِرعَوْنَ، وذَرّاهُ موسى نَحوَ السماءِ، فصارَ دَمامِلَ بُثورٍ طالِعَةً في النّاسِ وفي البَهائمِ.
١١ ولَمْ يَستَطِعِ العَرّافونَ أنْ يَقِفوا أمامَ موسى مِنْ أجلِ الدَّمامِلِ، لأنَّ الدَّمامِلَ كانتْ في العَرّافينَ وفي كُلِّ المِصريّينَ.
١٢ ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلم يَسمَعْ لهُما، كما كلَّمَ الرَّبُّ موسى.
ضربة البرد
١٣ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «بَكِّرْ في الصّباحِ وقِفْ أمامَ فِرعَوْنَ وقُلْ لهُ: هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
١٤ لأنّي هذِهِ المَرَّةَ أُرسِلُ جميعَ ضَرَباتي إلَى قَلبِكَ وعلَى عَبيدِكَ وشَعبِكَ، لكَيْ تعرِفَ أنْ ليس مِثلي في كُلِّ الأرضِ.
١٥ فإنَّهُ الآنَ لو كُنتُ أمُدُّ يَدي وأضرِبُكَ وشَعبَكَ بالوَبإ، لكُنتَ تُبادُ مِنَ الأرضِ.
١٦ ولكن لأجلِ هذا أقَمتُكَ، لكَيْ أُريَكَ قوَّتي، ولكي يُخبَرَ باسمي في كُلِّ الأرضِ.
١٧ أنتَ مُعانِدٌ بَعدُ لشَعبي حتَّى لا تُطلِقَهُ.
١٨ ها أنا غَدًا مِثلَ الآنَ أُمطِرُ بَرَدًا عظيمًا جِدًّا لم يَكُنْ مِثلُهُ في مِصرَ منذُ يومِ تأسيسِها إلَى الآنَ.
١٩ فالآنَ أرسِلِ احمِ مَواشيَكَ وكُلَّ ما لكَ في الحَقلِ. جميعُ النّاسِ والبَهائمِ الّذينَ يوجَدونَ في الحَقلِ ولا يُجمَعونَ إلَى البُيوتِ، يَنزِلُ علَيهِمِ البَرَدُ فيَموتونَ».
٢٠ فالّذي خافَ كلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ عَبيدِ فِرعَوْنَ هَرَبَ بعَبيدِهِ ومَواشيهِ إلَى البُيوتِ.
٢١ وأمّا الّذي لم يوَجِّهْ قَلبَهُ إلَى كلِمَةِ الرَّبِّ فترَكَ عَبيدَهُ ومَواشيَهُ في الحَقلِ.
٢٢ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «مُدَّ يَدَكَ نَحوَ السماءِ ليكونَ بَرَدٌ في كُلِّ أرضِ مِصرَ: علَى النّاسِ وعلَى البَهائمِ وعلَى كُلِّ عُشبِ الحَقلِ في أرضِ مِصرَ».
٢٣ فمَدَّ موسى عَصاهُ نَحوَ السماءِ، فأعطَى الرَّبُّ رُعودًا وبَرَدًا، وجَرَتْ نارٌ علَى الأرضِ، وأمطَرَ الرَّبُّ بَرَدًا علَى أرضِ مِصرَ.
٢٤ فكانَ بَرَدٌ، ونارٌ مُتَواصِلَةٌ في وسَطِ البَرَدِ. شَيءٌ عظيمٌ جِدًّا لم يَكُنْ مِثلُهُ في كُلِّ أرضِ مِصرَ منذُ صارَتْ أُمَّةً.
٢٥ فضَرَبَ البَرَدُ في كُلِّ أرضِ مِصرَ جميعَ ما في الحَقلِ مِنَ النّاسِ والبَهائمِ. وضَرَبَ البَرَدُ جميعَ عُشبِ الحَقلِ وكسَّرَ جميعَ شَجَرِ الحَقلِ.
٢٦ إلّا أرضَ جاسانَ حَيثُ كانَ بَنو إسرائيلَ، فلم يَكُنْ فيها بَرَدٌ.
٢٧ فأرسَلَ فِرعَوْنُ ودَعا موسى وهارونَ وقالَ لهُما: «أخطأتُ هذِهِ المَرَّةَ. الرَّبُّ هو البارُّ وأنا وشَعبي الأشرارُ.
٢٨ صَلّيا إلَى الرَّبِّ، وكفَى حُدوثُ رُعودِ اللهِ والبَرَدُ، فأُطلِقَكُمْ ولا تعودوا تلبَثونَ».
٢٩ فقالَ لهُ موسى: «عِندَ خُروجي مِنَ المدينةِ أبسِطُ يَدَيَّ إلَى الرَّبِّ، فتنقَطِعُ الرُّعودُ ولا يكونُ البَرَدُ أيضًا، لكَيْ تعرِفَ أنَّ للرَّبِّ الأرضَ.
٣٠ وأمّا أنتَ وعَبيدُكَ فأنا أعلَمُ أنَّكُمْ لم تخشَوْا بَعدُ مِنَ الرَّبِّ الإلهِ».
٣١ فالكَتّانُ والشَّعيرُ ضُرِبا. لأنَّ الشَّعيرَ كانَ مُسبِلًا والكَتّانُ مُبزِرًا.
٣٢ وأمّا الحِنطَةُ والقَطانيُّ فلم تُضرَبْ لأنَّها كانتْ مُتأخِّرَةً.
٣٣ فخرجَ موسى مِنَ المدينةِ مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ وبَسَطَ يَدَيهِ إلَى الرَّبِّ، فانقَطَعَتِ الرُّعودُ والبَرَدُ ولَمْ يَنصَبَّ المَطَرُ علَى الأرضِ.
٣٤ ولكن فِرعَوْنُ لَمّا رأى أنَّ المَطَرَ والبَرَدَ والرُّعودَ انقَطَعَتْ، عادَ يُخطِئُ وأغلَظَ قَلبَهُ هو وعَبيدُهُ.
٣٥ فاشتَدَّ قَلبُ فِرعَوْنَ فلم يُطلِقْ بَني إسرائيلَ، كما تكلَّمَ الرَّبُّ عن يَدِ موسى.
الخروج ١٠
ضربة الجراد
١ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «ادخُلْ إلَى فِرعَوْنَ، فإنّي أغلَظتُ قَلبَهُ وقُلوبَ عَبيدِهِ لكَيْ أصنَعَ آياتي هذِهِ بَينَهُمْ.
٢ ولكي تُخبِرَ في مَسامِعِ ابنِكَ وابنِ ابنِكَ بما فعَلتُهُ في مِصرَ، وبآياتي الّتي صَنَعتُها بَينَهُمْ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ».
٣ فدَخَلَ موسى وهارونُ إلَى فِرعَوْنَ وقالا لهُ: «هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: إلَى مَتَى تأبَى أنْ تخضَعَ لي؟ أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
٤ فإنَّهُ إنْ كُنتَ تأبَى أنْ تُطلِقَ شَعبي ها أنا أجيءُ غَدًا بجَرادٍ علَى تُخومِكَ،
٥ فيُغَطّي وجهَ الأرضِ حتَّى لا يُستَطاعَ نَظَرُ الأرضِ. ويأكُلُ الفَضلَةَ السّالِمَةَ الباقيَةَ لكُمْ مِنَ البَرَدِ. ويأكُلُ جميعَ الشَّجَرِ النّابِتِ لكُمْ مِنَ الحَقلِ.
٦ ويَملأُ بُيوتك وبُيوتَ جميعِ عَبيدِكَ وبُيوتَ جميعِ المِصريّينَ، الأمرُ الّذي لم يَرَهُ آباؤُكَ ولا آباءُ آبائكَ منذُ يومَ وُجِدوا علَى الأرضِ إلَى هذا اليومِ». ثُمَّ تحَوَّلَ وخرجَ مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ.
٧ فقالَ عَبيدُ فِرعَوْنَ لهُ: «إلَى مَتَى يكونُ هذا لنا فخًّا؟ أطلِقِ الرِّجالَ ليَعبُدوا الرَّبَّ إلهَهُمْ. ألَمْ تعلَمْ بَعدُ أنَّ مِصرَ قد خَرِبَت؟».
٨ فرُدَّ موسى وهارونُ إلَى فِرعَوْنَ، فقالَ لهُما: «اذهَبوا اعبُدوا الرَّبَّ إلهَكُمْ. ولكن مَنْ ومَنْ هُمُ الّذينَ يَذهَبونَ؟»
٩ فقالَ موسى: «نَذهَبُ بفِتيانِنا وشُيوخِنا. نَذهَبُ ببَنينا وبَناتِنا، بغَنَمِنا وبَقَرِنا، لأنَّ لنا عيدًا للرَّبِّ».
١٠ فقالَ لهُما: «يكونُ الرَّبُّ معكُمْ هكذا كما أُطلِقُكُمْ وأولادَكُمُ. انظُروا، إنَّ قُدّامَ وُجوهِكُمْ شَرًّا.
١١ ليس هكذا. اِذهَبوا أنتُمُ الرِّجالَ واعبُدوا الرَّبَّ. لأنَّكُمْ لهذا طالِبونَ». فطُرِدا مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ.
١٢ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «مُدَّ يَدَكَ علَى أرضِ مِصرَ لأجلِ الجَرادِ، ليَصعَدَ علَى أرضِ مِصرَ ويأكُلَ كُلَّ عُشبِ الأرضِ، كُلَّ ما ترَكَهُ البَرَدُ».
١٣ فمَدَّ موسى عَصاهُ علَى أرضِ مِصرَ، فجَلَبَ الرَّبُّ علَى الأرضِ ريحًا شَرقيَّةً كُلَّ ذلكَ النَّهارِ وكُلَّ اللَّيلِ. ولَمّا كانَ الصّباحُ، حَمَلَتِ الرّيحُ الشَّرقيَّةُ الجَرادَ،
١٤ فصَعِدَ الجَرادُ علَى كُلِّ أرضِ مِصرَ، وحَلَّ في جميعِ تُخومِ مِصرَ. شَيءٌ ثَقيلٌ جِدًّا لم يَكُنْ قَبلهُ جَرادٌ هكذا مِثلهُ، ولا يكونُ بَعدَهُ كذلكَ،
١٥ وغَطَّى وجهَ كُلِّ الأرضِ حتَّى أظلَمَتِ الأرضُ. وأكلَ جميعَ عُشبِ الأرضِ وجميعَ ثَمَرِ الشَّجَرِ الّذي ترَكَهُ البَرَدُ، حتَّى لم يَبقَ شَيءٌ أخضَرُ في الشَّجَرِ ولا في عُشبِ الحَقلِ في كُلِّ أرضِ مِصرَ».
١٦ فدَعا فِرعَوْنُ موسى وهارونَ مُسرِعًا وقالَ: «أخطأتُ إلَى الرَّبِّ إلهِكُما وإلَيكُما.
١٧ والآنَ اصفَحا عن خَطيَّتي هذِهِ المَرَّةَ فقط، وصَلّيا إلَى الرَّبِّ إلهِكُما ليَرفَعَ عَنّي هذا الموتَ فقط».
١٨ فخرجَ موسى مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ وصَلَّى إلَى الرَّبِّ.
١٩ فرَدَّ الرَّبُّ ريحًا غَربيَّةً شَديدَةً جِدًّا، فحَمَلَتِ الجَرادَ وطَرَحَتهُ إلَى بحرِ سوفَ. لم تبقَ جَرادَةٌ واحِدَةٌ في كُلِّ تُخومِ مِصرَ.
٢٠ ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلم يُطلِقْ بَني إسرائيلَ.
ضربة الظلام
٢١ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «مُدَّ يَدَكَ نَحوَ السماءِ ليكونَ ظَلامٌ علَى أرضِ مِصرَ، حتَّى يُلمَسُ الظَّلامُ».
٢٢ فمَدَّ موسى يَدَهُ نَحوَ السماءِ فكانَ ظَلامٌ دامِسٌ في كُلِّ أرضِ مِصرَ ثَلاثَةَ أيّامٍ.
٢٣ لم يُبصِرْ أحَدٌ أخاهُ، ولا قامَ أحَدٌ مِنْ مَكانِهِ ثَلاثَةَ أيّامٍ. ولكن جميعُ بَني إسرائيلَ كانَ لهُمْ نورٌ في مَساكِنِهِمْ.
٢٤ فدَعا فِرعَوْنُ موسى وقالَ: «اذهَبوا اعبُدوا الرَّبَّ. غَيرَ أنَّ غَنَمَكُمْ وبَقَرَكُمْ تبقَى. أولادُكُمْ أيضًا تذهَبُ معكُمْ».
٢٥ فقالَ موسى: «أنتَ تُعطي أيضًا في أيدينا ذَبائحَ ومُحرَقاتٍ لنَصنَعَها للرَّبِّ إلهِنا،
٢٦ فتذهَبُ مَواشينا أيضًا معنا. لا يَبقَى ظِلفٌ. لأنَّنا مِنها نأخُذُ لعِبادَةِ الرَّبِّ إلهِنا. ونَحنُ لا نَعرِفُ بماذا نَعبُدُ الرَّبَّ حتَّى نأتيَ إلَى هناكَ».
٢٧ ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلم يَشأْ أنْ يُطلِقَهُمْ.
٢٨ وقالَ لهُ فِرعَوْنُ: «اذهَبْ عَنّي. اِحتَرِزْ. لا ترَ وجهي أيضًا. إنَّكَ يومَ ترَى وجهي تموتُ».
٢٩ فقالَ موسى: «نِعِمّا قُلتَ. أنا لا أعودُ أرَى وجهَكَ أيضًا».
الأمثال ٣: ١ - ٣٥
الأمثال ٣
بركات الحكمة
١ يا ابني، لا تنسَ شَريعَتي، بل ليَحفَظْ قَلبُكَ وصايايَ.
٢ فإنَّها تزيدُكَ طولَ أيّامٍ، وسِني حياةٍ وسَلامَةً.
٣ لا تدَعِ الرَّحمَةَ والحَقَّ يترُكانِكَ. تقَلَّدهُما علَى عُنُقِكَ. اُكتُبهُما علَى لوحِ قَلبِكَ،
٤ فتجِدَ نِعمَةً وفِطنَةً صالِحَةً في أعيُنِ اللهِ والنّاسِ.
٥ توَكَّلْ علَى الرَّبِّ بكُلِّ قَلبِكَ، وعلَى فهمِكَ لا تعتَمِدْ.
٦ في كُلِّ طُرُقِكَ اعرِفهُ، وهو يُقَوِّمُ سُبُلكَ.
٧ لا تكُنْ حَكيمًا في عَينَيْ نَفسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وابعُدْ عن الشَّرِّ،
٨ فيكونَ شِفاءً لسُرَّتِكَ، وسَقاءً لعِظامِكَ.
٩ أكرِمِ الرَّبَّ مِنْ مالِكَ ومِنْ كُلِّ باكوراتِ غَلَّتِكَ،
١٠ فتمتَلِئَ خَزائنُكَ شِبعًا، وتَفيضَ مَعاصِرُكَ مِسطارًا.
١١ يا ابني، لا تحتَقِرْ تأديبَ الرَّبِّ ولا تكرَهْ توبيخَهُ،
١٢ لأنَّ الّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يؤَدِّبُهُ، وكأبٍ بابنٍ يُسَرُّ بهِ.
١٣ طوبَى للإنسانِ الّذي يَجِدُ الحِكمَةَ، ولِلرَّجُلِ الّذي يَنالُ الفَهمَ،
١٤ لأنَّ تِجارَتَها خَيرٌ مِنْ تِجارَةِ الفِضَّةِ، ورِبحَها خَيرٌ مِنَ الذَّهَبِ الخالِصِ.
١٥ هي أثمَنُ مِنَ الَّلآلِئ، وكُلُّ جَواهِرِكَ لا تُساويها.
١٦ في يَمينِها طولُ أيّامٍ، وفي يَسارِها الغِنَى والمَجدُ.
١٧ طُرُقُها طُرُقُ نِعَمٍ، وكُلُّ مَسالِكِها سلامٌ.
١٨ هي شَجَرَةُ حياةٍ لمُمسِكيها، والمُتَمَسِّكُ بها مَغبوطٌ.
١٩ الرَّبُّ بالحِكمَةِ أسَّسَ الأرضَ. أثبَتَ السماواتِ بالفَهمِ.
٢٠ بعِلمِهِ انشَقَّتِ اللُّجَجُ، وتَقطُرُ السَّحابُ نَدًى.
٢١ يا ابني، لا تبرَحْ هذِهِ مِنْ عَينَيكَ. احفَظِ الرّأيَ والتَّدبيرَ،
٢٢ فيكونا حياةً لنَفسِكَ، ونِعمَةً لعُنُقِكَ.
٢٣ حينَئذٍ تسلُكُ في طريقِكَ آمِنًا، ولا تعثُرُ رِجلُكَ.
٢٤ إذا اضطَجَعتَ فلا تخافُ، بل تضطَجِعُ ويَلُذُّ نَوْمُكَ.
٢٥ لا تخشَى مِنْ خَوْفٍ باغِتٍ، ولا مِنْ خَرابِ الأشرارِ إذا جاءَ.
٢٦ لأنَّ الرَّبَّ يكونُ مُعتَمَدَكَ، ويَصونُ رِجلكَ مِنْ أنْ تؤخَذَ.
٢٧ لا تمنَعِ الخَيرَ عن أهلِهِ، حينَ يكونُ في طاقَةِ يَدِكَ أنْ تفعَلهُ.
٢٨ لا تقُلْ لصاحِبِكَ: «اذهَبْ وعُدْ فأُعطيَكَ غَدًا» ومَوْجودٌ عِندَكَ.
٢٩ لا تختَرِعْ شَرًّا علَى صاحِبِكَ، وهو ساكِنٌ لَدَيكَ آمِنًا.
٣٠ لا تُخاصِمْ إنسانًا بدونِ سبَبٍ، إنْ لم يَكُنْ قد صَنَعَ معكَ شَرًّا.
٣١ لا تحسِدِ الظّالِمَ ولا تختَرْ شَيئًا مِنْ طُرُقِهِ،
٣٢ لأنَّ المُلتَويَ رَجسٌ عِندَ الرَّبِّ، أمّا سِرُّهُ فعِندَ المُستَقيمينَ.
٣٣ لَعنَةُ الرَّبِّ في بَيتِ الشِّرّيرِ، لكنهُ يُبارِكُ مَسكَنَ الصِّدّيقينَ.
٣٤ كما أنَّهُ يَستَهزِئُ بالمُستَهزِئينَ، هكذا يُعطي نِعمَةً للمُتَواضِعينَ.
٣٥ الحُكَماءُ يَرِثونَ مَجدًا والحَمقَى يَحمِلونَ هَوانًا.