العبرانيين ١١: ١ - ٢١
العبرانيين ١١
الإيمان
١ وأمّا الإيمانُ فهو الثِّقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى.
٢ فإنَّهُ في هذا شُهِدَ للقُدَماءِ.
٣ بالإيمانِ نَفهَمُ أنَّ العالَمينَ أُتقِنَتْ بكلِمَةِ اللهِ، حتَّى لم يتَكَوَّنْ ما يُرَى مِمّا هو ظاهِرٌ.
٤ بالإيمانِ قَدَّمَ هابيلُ للهِ ذَبيحَةً أفضَلَ مِنْ قايينَ. فبهِ شُهِدَ لهُ أنَّهُ بارٌّ، إذ شَهِدَ اللهُ لقَرابينِهِ. وبهِ، وإنْ ماتَ، يتَكلَّمْ بَعدُ!
٥ بالإيمانِ نُقِلَ أخنوخُ لكَيْ لا يَرَى الموتَ، ولَمْ يوجَدْ لأنَّ اللهَ نَقَلهُ. إذ قَبلَ نَقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّهُ قد أرضَى اللهَ.
٦ ولكن بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤُهُ، لأنَّهُ يَجِبُ أنَّ الّذي يأتي إلَى اللهِ يؤمِنُ بأنَّهُ مَوْجودٌ، وأنَّهُ يُجازي الّذينَ يَطلُبونَهُ.
٧ بالإيمانِ نوحٌ لَمّا أوحيَ إليهِ عن أُمورٍ لم تُرَ بَعدُ خافَ، فبَنَى فُلكًا لخَلاصِ بَيتِهِ، فبهِ دانَ العالَمَ، وصارَ وارِثًا للبِرِّ الّذي حَسَبَ الإيمانِ.
٨ بالإيمانِ إبراهيمُ لَمّا دُعيَ أطاعَ أنْ يَخرُجَ إلَى المَكانِ الّذي كانَ عَتيدًا أنْ يأخُذَهُ ميراثًا، فخرجَ وهو لا يَعلَمُ إلَى أين يأتي.
٩ بالإيمانِ تغَرَّبَ في أرضِ المَوْعِدِ كأنَّها غَريبَةٌ، ساكِنًا في خيامٍ مع إسحاقَ ويعقوبَ الوارِثَينِ معهُ لهذا المَوْعِدِ عَينِهِ.
١٠ لأنَّهُ كانَ يَنتَظِرُ المدينةَ الّتي لها الأساساتُ، الّتي صانِعُها وبارِئُها اللهُ.
١١ بالإيمانِ سارَةُ نَفسُها أيضًا أخَذَتْ قُدرَةً علَى إنشاءِ نَسلٍ، وبَعدَ وقتِ السِّنِّ ولَدَتْ، إذ حَسِبَتِ الّذي وعَدَ صادِقًا.
١٢ لذلكَ وُلِدَ أيضًا مِنْ واحِدٍ، وذلكَ مِنْ مُماتٍ، مِثلُ نُجومِ السماءِ في الكَثرَةِ، وكالرَّملِ الّذي علَى شاطِئ البحرِ الّذي لا يُعَدُّ.
١٣ في الإيمانِ ماتَ هؤُلاءِ أجمَعونَ، وهُم لم يَنالوا المَواعيدَ، بل مِنْ بَعيدٍ نَظَروها وصَدَّقوها وحَيَّوْها، وأقَرّوا بأنَّهُمْ غُرَباءُ ونُزَلاءُ علَى الأرضِ.
١٤ فإنَّ الّذينَ يقولونَ مِثلَ هذا يُظهِرونَ أنهُم يَطلُبونَ وطَنًا.
١٥ فلو ذَكَروا ذلكَ الّذي خرجوا مِنهُ، لكانَ لهُمْ فُرصَةٌ للرُّجوعِ.
١٦ ولكن الآنَ يَبتَغونَ وطَنًا أفضَلَ، أيْ سماويًّا. لذلكَ لا يَستَحي بهِمِ اللهُ أنْ يُدعَى إلهَهُمْ، لأنَّهُ أعَدَّ لهُمْ مدينةً.
١٧ بالإيمانِ قَدَّمَ إبراهيمُ إسحاقَ وهو مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الّذي قَبِلَ المَواعيدَ، وحيدَهُ
١٨ الّذي قيلَ لهُ: «إنَّهُ بإسحاقَ يُدعَى لكَ نَسلٌ».
١٩ إذ حَسِبَ أنَّ اللهَ قادِرٌ علَى الإقامَةِ مِنَ الأمواتِ أيضًا، الّذينَ مِنهُمْ أخَذَهُ أيضًا في مِثالٍ.
٢٠ بالإيمانِ إسحاقُ بارَكَ يعقوبَ وعيسو مِنْ جِهَةِ أُمورٍ عَتيدَةٍ.
٢١ بالإيمانِ يعقوبُ عِندَ موتِهِ بارَكَ كُلَّ واحِدٍ مِنِ ابنَيْ يوسُفَ، وسَجَدَ علَى رأسِ عَصاهُ.
تأمل: لوحة شرف
(عبرانيين ١١: ١-٢١)
أطلق البعض على (عبرانيين ١١) "درج تكريم الله". فهو بمثابة لوحة جميلة لانتصارات الإيمان لأربعة عشر رجلاً واثنين من النساء الذين أكرموا الله، وتمسكوا بإيمانهم رغم المستحيل والعار والألم. فمنهم هابيل مَن قدّم ذبيحة فشُهد له أنه بار، وأخنوخ الذي سار مع الله وشُهد له أنه أرضى الله، ونوح الذي لما أُوحي إليه بأمور لم تُرى بعد فخاف، وبنى فُلكًا لخلاص بيته، وإبراهيم الذي أطاع وخرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب. كما أنه بالإيمان أطاع وقدم ابنه وهو مجرب.
أكرم الرب كل هؤلاء، ويذكر الرسول بولس: "لذلكَ لا يَستَحي بهِمِ اللهُ أنْ يُدعَى إلهَهُمْ" (عدد ١٦)، بالتأكيد كان لهم ضعفاتهم، ولكن الله لم يستحي بهم. ويصفهم الرسول بولس بعد ذلك في (عب ١٢: ١) بـ "سحابة من الشهود"
الخروج ٣٣: ١ إلى ٣٤: ٣٥
الخروج ٣٣
١ وقالَ الرَّبُّ لموسى: «اذهَبِ اصعَدْ مِنْ هنا أنتَ والشَّعبُ الّذي أصعَدتَهُ مِنْ أرضِ مِصرَ إلَى الأرضِ الّتي حَلَفتُ لإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ قائلًا: لنَسلِكَ أُعطيها.
٢ وأنا أُرسِلُ أمامَكَ مَلاكًا، وأطرُدُ الكَنعانيّينَ والأموريّينَ والحِثّيّينَ والفِرِزّيّينَ والحِوّيّينَ واليَبوسيّينَ.
٣ إلَى أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلًا. فإنّي لا أصعَدُ في وسَطِكَ لأنَّكَ شَعبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ، لئَلّا أُفنيَكَ في الطريقِ».
٤ فلَمّا سمِعَ الشَّعبُ هذا الكلامَ السّوءَ ناحوا ولَمْ يَضَعْ أحَدٌ زينَتَهُ علَيهِ.
٥ وكانَ الرَّبُّ قد قالَ لموسى: «قُلْ لبَني إسرائيلَ: أنتُمْ شَعبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ. إنْ صَعِدتُ لَحظَةً واحِدَةً في وسَطِكُمْ أفنَيتُكُمْ. ولكن الآنَ اخلَعْ زينَتَكَ عنكَ فأعلَمَ ماذا أصنَعُ بكَ».
٦ فنَزَعَ بَنو إسرائيلَ زينَتَهُمْ مِنْ جَبَلِ حوريبَ.
خيمة الاجتماع
٧ وأخَذَ موسى الخَيمَةَ ونَصَبَها لهُ خارِجَ المَحَلَّةِ، بَعيدًا عن المَحَلَّةِ، ودَعاها «خَيمَةَ الِاجتِماعِ». فكانَ كُلُّ مَنْ يَطلُبُ الرَّبَّ يَخرُجُ إلَى خَيمَةِ الِاجتِماعِ الّتي خارِجَ المَحَلَّةِ.
٨ وكانَ جميعُ الشَّعبِ إذا خرجَ موسى إلَى الخَيمَةِ يَقومونَ ويَقِفونَ كُلُّ واحِدٍ في بابِ خَيمَتِهِ ويَنظُرونَ وراءَ موسى حتَّى يَدخُلَ الخَيمَةَ.
٩ وكانَ عَمودُ السَّحابِ إذا دَخَلَ موسى الخَيمَةَ، يَنزِلُ ويَقِفُ عِندَ بابِ الخَيمَةِ. ويَتَكلَّمُ الرَّبُّ مع موسى.
١٠ فيَرَى جميعُ الشَّعبِ عَمودَ السَّحابِ، واقِفًا عِندَ بابِ الخَيمَةِ، ويَقومُ كُلُّ الشَّعبِ ويَسجُدونَ كُلُّ واحِدٍ في بابِ خَيمَتِهِ.
١١ ويُكلِّمُ الرَّبُّ موسى وجهًا لوَجهٍ، كما يُكلِّمُ الرَّجُلُ صاحِبَهُ. وإذا رَجَعَ موسى إلَى المَحَلَّةِ كانَ خادِمُهُ يَشوعُ بنُ نونَ الغُلامُ، لا يَبرَحُ مِنْ داخِلِ الخَيمَةِ.
موسى ومجد الرب
١٢ وقالَ موسى للرَّبِّ: «انظُرْ. أنتَ قائلٌ لي: أصعِدْ هذا الشَّعبَ، وأنتَ لم تُعَرِّفني مَنْ تُرسِلُ مَعي. وأنتَ قد قُلتَ: عَرَفتُكَ باسمِكَ، ووجَدتَ أيضًا نِعمَةً في عَينَيَّ.
١٣ فالآنَ إنْ كُنتُ قد وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ فعَلِّمني طريقَكَ حتَّى أعرِفَكَ لكَيْ أجِدَ نِعمَةً في عَينَيكَ. وانظُرْ أنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعبُكَ».
١٤ فقالَ: «وجهي يَسيرُ فأُريحُكَ».
١٥ فقالَ لهُ: «إنْ لم يَسِرْ وجهُكَ فلا تُصعِدنا مِنْ ههنا،
١٦ فإنَّهُ بماذا يُعلَمُ أنّي وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ أنا وشَعبُكَ؟ أليس بمَسيرِكَ معنا؟ فنَمتازَ أنا وشَعبُكَ عن جميعِ الشُّعوبِ الّذينَ علَى وجهِ الأرضِ».
١٧ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «هذا الأمرُ أيضًا الّذي تكلَّمتَ عنهُ أفعَلُهُ، لأنَّكَ وجَدتَ نِعمَةً في عَينَيَّ، وعَرَفتُكَ باسمِكَ».
١٩ فقالَ: «أُجيزُ كُلَّ جودَتي قُدّامَكَ. وأُنادي باسمِ الرَّبِّ قُدّامَكَ. وأتَراءَفُ علَى مَنْ أتَراءَفُ، وأرحَمُ مَنْ أرحَمُ».
٢٠ وقالَ: «لا تقدِرُ أنْ ترَى وجهي، لأنَّ الإنسانَ لا يَراني ويَعيشُ».
٢١ وقالَ الرَّبُّ: «هوذا عِندي مَكانٌ، فتقِفُ علَى الصَّخرَةِ.
٢٢ ويكونُ مَتَى اجتازَ مَجدي، أنّي أضَعُكَ في نُقرَةٍ مِنَ الصَّخرَةِ، وأستُرُكَ بيَدي حتَّى أجتازَ.
٢٣ ثُمَّ أرفَعُ يَدي فتنظُرُ ورائي، وأمّا وجهي فلا يُرَى».
الخروج ٣٤
ألواح حجرية جديدة
١ ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسى: «انحَتْ لكَ لوحَينِ مِنْ حَجَرٍ مِثلَ الأوَّلَينِ، فأكتُبَ أنا علَى اللَّوْحَينِ الكلِماتِ الّتي كانتْ علَى اللَّوْحَينِ الأوَّلَينِ اللَّذَينِ كسَرتَهُما.
٢ وكُنْ مُستَعِدًّا للصّباحِ. واصعَدْ في الصّباحِ إلَى جَبَلِ سيناءَ، وقِفْ عِندي هناكَ علَى رأسِ الجَبَلِ.
٣ ولا يَصعَدْ أحَدٌ معكَ، وأيضًا لا يُرَ أحَدٌ في كُلِّ الجَبَلِ. الغَنَمُ أيضًا والبَقَرُ لا ترعَ إلَى جِهَةِ ذلكَ الجَبَلِ».
٤ فنَحَتَ لوحَينِ مِنْ حَجَرٍ كالأوَّلَينِ. وبَكَّرَ موسى في الصّباحِ وصَعِدَ إلَى جَبَلِ سيناءَ كما أمَرَهُ الرَّبُّ، وأخَذَ في يَدِهِ لوحَيِ الحَجَرِ.
٥ فنَزَلَ الرَّبُّ في السَّحابِ، فوَقَفَ عِندَهُ هناكَ ونادَى باسمِ الرَّبِّ.
٦ فاجتازَ الرَّبُّ قُدّامَهُ، ونادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إلهٌ رحيمٌ ورَؤوفٌ، بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الإحسانِ والوَفاءِ.
٧ حافِظُ الإحسانِ إلَى أُلوفٍ. غافِرُ الإثمِ والمَعصيَةِ والخَطيَّةِ. ولكنهُ لن يُبرِئَ إبراءً. مُفتَقِدٌ إثمَ الآباءِ في الأبناءِ، وفي أبناءِ الأبناءِ، في الجيلِ الثّالِثِ والرّابِعِ».
٨ فأسرَعَ موسى وخَرَّ إلَى الأرضِ وسَجَدَ.
٩ وقالَ: «إنْ وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ أيُّها السَّيِّدُ فليَسِرِ السَّيِّدُ في وسَطِنا، فإنَّهُ شَعبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ. واغفِرْ إثمَنا وخَطيَّتَنا واتَّخِذنا مُلكًا».
١٠ فقالَ: «ها أنا قاطِعٌ عَهدًا. قُدّامَ جميعِ شَعبِكَ أفعَلُ عَجائبَ لم تُخلَقْ في كُلِّ الأرضِ وفي جميعِ الأُمَمِ، فيَرَى جميعُ الشَّعبِ الّذي أنتَ في وسَطِهِ فِعلَ الرَّبِّ. إنَّ الّذي أنا فاعِلُهُ معكَ رَهيبٌ.
١١ «اِحفَظْ ما أنا موصيكَ اليومَ. ها أنا طارِدٌ مِنْ قُدّامِكَ الأموريّينَ والكَنعانيّينَ والحِثّيّينَ والفِرِزّيّينَ والحِوّيّينَ واليَبوسيّينَ.
١٢ اِحتَرِزْ مِنْ أنْ تقطَعَ عَهدًا مع سُكّانِ الأرضِ الّتي أنتَ آتٍ إليها لئَلّا يَصيروا فخًّا في وسَطِكَ،
١٣ بل تهدِمونَ مَذابِحَهُمْ، وتُكَسِّرونَ أنصابَهُمْ، وتَقطَعونَ سواريَهُمْ.
١٤ فإنَّكَ لا تسجُدُ لإلهٍ آخَرَ، لأنَّ الرَّبَّ اسمُهُ غَيورٌ. إلهٌ غَيورٌ هو.
١٥ اِحتَرِزْ مِنْ أنْ تقطَعَ عَهدًا مع سُكّانِ الأرضِ، فيَزنونَ وراءَ آلِهَتِهِمْ ويَذبَحونَ لآلِهَتِهِمْ، فتُدعَى وتأكُلُ مِنْ ذَبيحَتِهِمْ،
١٦ وتأخُذُ مِنْ بَناتِهِمْ لبَنيكَ، فتزني بَناتُهُمْ وراءَ آلِهَتِهِنَّ، ويَجعَلنَ بَنيكَ يَزنونَ وراءَ آلِهَتِهِنَّ.
١٧ «لا تصنَعْ لنَفسِكَ آلِهَةً مَسبوكَةً.
١٨ تحفَظُ عيدَ الفَطيرِ. سبعَةَ أيّامٍ تأكُلُ فطيرًا كما أمَرتُكَ في وقتِ شَهرِ أبيبَ، لأنَّكَ في شَهرِ أبيبَ خرجتَ مِنْ مِصرَ.
١٩ لي كُلُّ فاتِحِ رَحِمٍ، وكُلُّ ما يولَدُ ذَكَرًا مِنْ مَواشيكَ بكرًا مِنْ ثَوْرٍ وشاةٍ.
٢٠ وأمّا بكرُ الحِمارِ فتفديهِ بشاةٍ، وإنْ لم تفدِهِ تكسِرُ عُنُقَهُ. كُلُّ بكرٍ مِنْ بَنيكَ تفديهِ، ولا يَظهَروا أمامي فارِغينَ.
٢١ سِتَّةَ أيّامٍ تعمَلُ، وأمّا اليومُ السّابِعُ فتستَريحُ فيهِ. في الفَلاحَةِ وفي الحَصادِ تستَريحُ.
٢٢ وتَصنَعُ لنَفسِكَ عيدَ الأسابيعِ أبكارِ حَصادِ الحِنطَةِ. وعيدَ الجَمعِ في آخِرِ السَّنَةِ.
٢٣ ثَلاثَ مَرّاتٍ في السَّنَةِ يَظهَرُ جميعُ ذُكورِكَ أمامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إلهِ إسرائيلَ.
٢٤ فإنّي أطرُدُ الأُمَمَ مِنْ قُدّامِكَ وأوَسِّعُ تُخومَكَ، ولا يَشتَهي أحَدٌ أرضَكَ حينَ تصعَدُ لتَظهَرَ أمامَ الرَّبِّ إلهِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ في السَّنَةِ.
٢٥ لا تذبَحْ علَى خَميرٍ دَمَ ذَبيحَتي، ولا تبِتْ إلَى الغَدِ ذَبيحَةُ عيدِ الفِصحِ.
٢٦ أوَّلُ أبكارِ أرضِكَ تُحضِرُهُ إلَى بَيتِ الرَّبِّ إلهِكَ. لا تطبُخْ جَديًا بلَبَنِ أُمِّهِ».
٢٧ وقالَ الرَّبُّ لموسى: «اكتُبْ لنَفسِكَ هذِهِ الكلِماتِ، لأنَّني بحَسَبِ هذِهِ الكلِماتِ قَطَعتُ عَهدًا معكَ ومَعَ إسرائيلَ».
٢٨ وكانَ هناكَ عِندَ الرَّبِّ أربَعينَ نهارًا وأربَعينَ ليلَةً، لم يأكُلْ خُبزًا ولَمْ يَشرَبْ ماءً. فكتَبَ علَى اللَّوْحَينِ كلِماتِ العَهدِ، الكلِماتِ العشَرَ.
وجه موسى يلمع
٢٩ وكانَ لَمّا نَزَلَ موسى مِنْ جَبَلِ سيناءَ ولَوْحا الشَّهادَةِ في يَدِ موسى، عِندَ نُزولهِ مِنَ الجَبَلِ، أنَّ موسى لم يَعلَمْ أنَّ جِلدَ وجهِهِ صارَ يَلمَعُ في كلامِهِ معهُ.
٣٠ فنَظَرَ هارونُ وجميعُ بَني إسرائيلَ موسى وإذا جِلدُ وجهِهِ يَلمَعُ، فخافوا أنْ يَقتَرِبوا إليهِ.
٣١ فدَعاهُمْ موسى. فرَجَعَ إليهِ هارونُ وجميعُ الرّؤَساءِ في الجَماعَةِ، فكلَّمَهُمْ موسى.
٣٢ وبَعدَ ذلكَ اقتَرَبَ جميعُ بَني إسرائيلَ، فأوصاهُمْ بكُلِّ ما تكلَّمَ بهِ الرَّبُّ معهُ في جَبَلِ سيناءَ.
٣٣ ولَمّا فرَغَ موسى مِنَ الكلامِ معهُمْ، جَعَلَ علَى وجهِهِ بُرقُعًا.
٣٤ وكانَ موسى عِندَ دُخولهِ أمامَ الرَّبِّ ليَتَكلَّمَ معهُ يَنزِعُ البُرقُعَ حتَّى يَخرُجَ، ثُمَّ يَخرُجُ ويُكلِّمُ بَني إسرائيلَ بما يوصَى.
٣٥ فإذا رأى بَنو إسرائيلَ وجهَ موسى أنَّ جِلدَهُ يَلمَعُ كانَ موسى يَرُدُّ البُرقُعَ علَى وجهِهِ حتَّى يَدخُلَ ليَتَكلَّمَ معهُ.
الأمثال ١٥: ١ - ٣٣
الأمثال ١٥
١ الجَوابُ اللَّيِّنُ يَصرِفُ الغَضَبَ، والكلامُ الموجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ.
٢ لسانُ الحُكَماءِ يُحَسِّنُ المَعرِفَةَ، وفَمُ الجُهّالِ يُنبِعُ حَماقَةً.
٣ في كُلِّ مَكانٍ عَينا الرَّبِّ مُراقِبَتانِ الطّالِحينَ والصّالِحينَ.
٤ هُدوءُ اللِّسانِ شَجَرَةُ حياةٍ، واعوِجاجُهُ سحقٌ في الرّوحِ.
٥ الأحمَقُ يَستَهينُ بتأديبِ أبيهِ، أمّا مُراعي التَّوْبيخِ فيَذكَى.
٦ في بَيتِ الصِّدّيقِ كنزٌ عظيمٌ، وفي دَخلِ الأشرارِ كدَرٌ.
٧ شِفاهُ الحُكَماءِ تذُرُّ مَعرِفَةً، أمّا قَلبُ الجُهّالِ فليس كذلكَ.
٨ ذَبيحَةُ الأشرارِ مَكرَهَةُ الرَّبِّ، وصَلاةُ المُستَقيمينَ مَرضاتُهُ.
٩ مَكرَهَةُ الرَّبِّ طَريقُ الشِّرّيرِ، وتابِعُ البِرِّ يُحِبُّهُ.
١٠ تأديبُ شَرٍّ لتارِكِ الطريقِ. مُبغِضُ التَّوْبيخِ يَموتُ.
١١ الهاويَةُ والهَلاكُ أمامَ الرَّبِّ. كمْ بالحَريِّ قُلوبُ بَني آدَمَ!
١٢ المُستَهزِئُ لا يُحِبُّ موَبِّخَهُ. إلَى الحُكَماءِ لا يَذهَبُ.
١٣ القَلبُ الفَرحانُ يَجعَلُ الوَجهَ طَلِقًا، وبحُزنِ القَلبِ تنسَحِقُ الرّوحُ.
١٤ قَلبُ الفَهيمِ يَطلُبُ مَعرِفَةً، وفَمُ الجُهّالِ يَرعَى حَماقَةً.
١٥ كُلُّ أيّامِ الحَزينِ شَقيَّةٌ، أمّا طَيِّبُ القَلبِ فوَليمَةٌ دائمَةٌ.
١٦ القَليلُ مع مَخافَةِ الرَّبِّ، خَيرٌ مِنْ كنزٍ عظيمٍ مع هَمٍّ.
١٧ أكلَةٌ مِنَ البُقول حَيثُ تكونُ المَحَبَّةُ، خَيرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعلوفٍ ومَعَهُ بُغضَةٌ.
١٨ الرَّجُلُ الغَضوبُ يُهَيِّجُ الخُصومَةَ، وبَطيءُ الغَضَبِ يُسَكِّنُ الخِصامَ.
١٩ طَريقُ الكَسلانِ كسياجٍ مِنْ شَوْكٍ، وطَريقُ المُستَقيمينَ مَنهَجٌ.
٢٠ الِابنُ الحَكيمُ يَسُرُّ أباهُ، والرَّجُلُ الجاهِلُ يَحتَقِرُ أُمَّهُ.
٢١ الحَماقَةُ فرَحٌ لناقِصِ الفَهمِ، أمّا ذو الفَهمِ فيُقَوِّمُ سُلوكَهُ.
٢٢ مَقاصِدُ بغَيرِ مَشورَةٍ تبطُلُ، وبكَثرَةِ المُشيرينَ تقومُ.
٢٣ للإنسانِ فرَحٌ بجَوابِ فمِهِ، والكلِمَةُ في وقتِها ما أحسَنَها!
٢٤ طَريقُ الحياةِ للفَطِنِ إلَى فوقُ، للحَيَدانِ عن الهاويَةِ مِنْ تحتُ.
٢٥ الرَّبُّ يَقلَعُ بَيتَ المُتَكَبِّرينَ، ويوَطِّدُ تُخمَ الأرمَلَةِ.
٢٦ مَكرَهَةُ الرَّبِّ أفكارُ الشِّرّيرِ، ولِلأطهارِ كلامٌ حَسَنٌ.
٢٧ المولَعُ بالكَسبِ يُكَدِّرُ بَيتَهُ، والكارِهُ الهَدايا يَعيشُ.
٢٨ قَلبُ الصِّدّيقِ يتَفَكَّرُ بالجَوابِ، وفَمُ الأشرارِ يُنبِعُ شُرورًا.
٢٩ الرَّبُّ بَعيدٌ عن الأشرارِ، ويَسمَعُ صَلاةَ الصِّدّيقينَ.
٣٠ نورُ العَينَينِ يُفَرِّحُ القَلبَ. الخَبَرُ الطَّيِّبُ يُسَمِّنُ العِظامَ.
٣١ الأُذُنُ السّامِعَةُ توبيخَ الحياةِ تستَقِرُّ بَينَ الحُكَماءِ.
٣٢ مَنْ يَرفُضُ التّأديبَ يُرذِلُ نَفسَهُ، ومَنْ يَسمَعُ للتَّوْبيخِ يَقتَني فهمًا.
٣٣ مَخافَةُ الرَّبِّ أدَبُ حِكمَةٍ، وقَبلَ الكَرامَةِ التَّواضُعُ.