متى ١٤: ٢٢ - ٣٦
متى ١٤
معجزة المشي على الماء
٢٢ ولِلوقتِ ألزَمَ يَسوعُ تلاميذَهُ أنْ يَدخُلوا السَّفينَةَ ويَسبِقوهُ إلَى العَبرِ حتَّى يَصرِفَ الجُموعَ.
٢٣ وبَعدَما صَرَفَ الجُموعَ صَعِدَ إلَى الجَبَلِ مُنفَرِدًا ليُصَلّيَ. ولَمّا صارَ المساءُ كانَ هناكَ وحدَهُ.
٢٤ وأمّا السَّفينَةُ فكانتْ قد صارَتْ في وسطِ البحرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأمواجِ. لأنَّ الرّيحَ كانتْ مُضادَّةً.
٢٥ وفي الهَزيعِ الرّابِعِ مِنَ اللَّيلِ مَضَى إليهِمْ يَسوعُ ماشيًا علَى البحرِ.
٢٦ فلَمّا أبصَرَهُ التلاميذُ ماشيًا علَى البحرِ اضطَرَبوا قائلينَ: «إنَّهُ خَيالٌ». ومِنَ الخَوْفِ صَرَخوا!
٢٧ فللوقتِ كلَّمَهُمْ يَسوعُ قائلًا: «تشَجَّعوا! أنا هو. لا تخافوا».
٢٨ فأجابَهُ بُطرُسُ وقالَ: «يا سيِّدُ، إنْ كُنتَ أنتَ هو، فمُرني أنْ آتيَ إلَيكَ علَى الماءِ».
٢٩ فقالَ: «تعالَ». فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ السَّفينَةِ ومَشَى علَى الماءِ ليأتيَ إلَى يَسوعَ.
٣٠ ولكن لَمّا رأى الرّيحَ شَديدَةً خافَ. وإذ ابتَدأ يَغرَقُ، صَرَخَ قائلًا: «يا رَبُّ، نَجِّني!».
٣١ ففي الحالِ مَدَّ يَسوعُ يَدَهُ وأمسَكَ بهِ وقالَ لهُ: «يا قَليلَ الإيمانِ، لماذا شَكَكتَ؟».
٣٢ ولَمّا دَخَلا السَّفينَةَ سكَنَتِ الرّيحُ.
٣٣ والّذينَ في السَّفينَةِ جاءوا وسَجَدوا لهُ قائلينَ: «بالحَقيقَةِ أنتَ ابنُ اللهِ!».
٣٤ فلَمّا عَبَروا جاءوا إلَى أرضِ جَنّيسارَتَ،
٣٥ فعَرَفَهُ رِجالُ ذلكَ المَكانِ. فأرسَلوا إلَى جميعِ تِلكَ الكورَةِ المُحيطَةِ وأحضَروا إليهِ جميعَ المَرضَى،
٣٦ وطَلَبوا إليهِ أنْ يَلمِسوا هُدبَ ثَوْبِهِ فقط. فجميعُ الّذينَ لَمَسوهُ نالوا الشِّفاءَ.
تأمل: الدروس الإلزامية
متى ١٤: ٢٢-٣٦
لم يفهم التلاميذ من خلال معجزة الخبز والسمك من هو الرب، رغم أن حادثة إشباع الجموع الأولى توضح قدرة الرب كالخالق. لكن يبدو أن القلب لا يتجاوب من خلال الظروف المواتية مع المعاملات الإلهية. وربما راود التلاميذ شعور العظمة والأهمية، فكلٍ منهم تخيل أنه سيكون له شأن لو مَلَك المسيح، لأنهم عرفوا أنه بعد معجزة إشباع الخمسة آلاف نفس أراد الجمع أن يختطفوه ويجعلوه ملكًا (يوحنا ٦: ١٤-١٥). وهنا كان يجب أن يدخلوا في اختبار إيمان جديد بالإبحار إلى وسط البحر، حيث تُبتلع أمامهم كل حكمتهم، ويكنس الرب من قلوبهم بالأمواج والمخاطر محبتهم للعالم.
لكن الرب لم يكن ليتركهم وحدهم كما كانوا يظنون، بل كان يصلي لأجلهم، وكان يراهم. وجاء إليهم في الهزيع الرابع، أي في المرحلة النهائية قبل انقطاع الأمل والرجاء، ويبعث الطمأنينة في قلوبهم بالقول: أنا هو لا تخافوا؛ أنا هو صاحب السلطان على البر والبحر.
وبطلب بطرس الغريب وتحقيقه، نرى أن الرب من الممكن أن يُمشِّينا على المرتفعات والصعاب. فقبل أن يُهدِّئ العواصف، يجعلنا ننتصر عليها، فقط إذا كنا قريبين منه مثبتين أعيننا عليه. صحيح، لا نكون كذلك دائمًا، لكن حتى في الأوقات التي نحوّل نظرنا عنه وننظر إلى الأمواج والصعاب ونشعر بالضياع، نطلبه فيستجيب سريعًا، ولا يعاتبنا قبل أن يصحِّح أوضاعنا ويثبِّتنا.
العدد ١٥: ١ إلى ١٦: ٥٠
العدد ١٥
تقدمات طوعية
١ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٢ «كلِّمْ بَني إسرائيلَ وقُلْ لهُمْ: مَتَى جِئتُمْ إلَى أرضِ مَسكَنِكُمُ الّتي أنا أُعطيكُمْ،
٣ وعَمِلتُمْ وقودًا للرَّبِّ، مُحرَقَةً أو ذَبيحَةً، وفاءً لنَذرٍ أو نافِلَةً أو في أعيادِكُمْ، لعَمَلِ رائحَةِ سرورٍ للرَّبِّ مِنَ البَقَرِ أو مِنَ الغَنَمِ،
٤ يُقَرِّبُ الّذي قَرَّبَ قُربانَهُ للرَّبِّ تقدِمَةً مِنْ دَقيقٍ، عُشرًا مَلتوتًا برُبعِ الهينِ مِنَ الزَّيتِ،
٥ وخمرًا للسَّكيبِ رُبعَ الهينِ. تعمَلُ علَى المُحرَقَةِ أو الذَّبيحَةِ للخَروفِ الواحِدِ.
٦ لكن للكَبشِ تعمَلُ تقدِمَةً مِنْ دَقيقٍ عُشرَينِ مَلتوتينِ بثُلثِ الهينِ مِنَ الزَّيتِ،
٧ وخمرًا للسَّكيبِ ثُلثَ الهينِ تُقَرِّبُ لرائحَةِ سرورٍ للرَّبِّ.
٨ وإذا عَمِلتَ ابنَ بَقَرٍ مُحرَقَةً أو ذَبيحَةً وفاءً لنَذرٍ أو ذَبيحَةَ سلامَةٍ للرَّبِّ،
٩ تُقَرِّبُ علَى ابنِ البَقَرِ تقدِمَةً مِنْ دَقيقٍ ثَلاثَةَ أعشارٍ مَلتوتةً بنِصفِ الهينِ مِنَ الزَّيتِ،
١٠ وخمرًا تُقَرِّبُ للسَّكيبِ نِصفَ الهينِ وقودَ رائحَةِ سرورٍ للرَّبِّ.
١١ هكذا يُعمَلُ للثَّوْرِ الواحِدِ أو للكَبشِ الواحِدِ أو للشّاةِ مِنَ الضّأنِ أو مِنَ المَعزِ.
١٢ كالعَدَدِ الّذي تعمَلونَ هكذا تعمَلونَ لكُلِّ واحِدٍ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ.
١٣ كُلُّ وطَنيٍّ يَعمَلُ هذِهِ هكذا، لتَقريبِ وقودِ رائحَةِ سرورٍ للرَّبِّ.
١٤ وإذا نَزَلَ عِندَكُمْ غَريبٌ، أو كانَ أحَدٌ في وسَطِكُمْ في أجيالِكُمْ وعَمِلَ وقودَ رائحَةِ سُرورٍ للرَّبِّ، فكما تفعَلونَ كذلكَ يَفعَلُ.
١٥ أيَّتُها الجَماعَةُ، لكُمْ ولِلغَريبِ النّازِلِ عِندَكُمْ فريضَةٌ واحِدَةٌ دَهريَّةٌ في أجيالِكُمْ. مَثَلُكُمْ يكونُ مَثَلَ الغَريبِ أمامَ الرَّبِّ.
١٦ شَريعَةٌ واحِدَةٌ وحُكمٌ واحِدٌ يكونُ لكُمْ ولِلغَريبِ النّازِلِ عِندَكُمْ».
١٧ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
١٨ «كلِّمْ بَني إسرائيلَ وقُلْ لهُمْ: مَتَى دَخَلتُمُ الأرضَ الّتي أنا آتٍ بكُمْ إليها،
١٩ فعندما تأكُلونَ مِنْ خُبزِ الأرضِ ترفَعونَ رَفيعَةً للرَّبِّ.
٢٠ أوَّلَ عَجينِكُمْ ترفَعونَ قُرصًا رَفيعَةً، كرَفيعَةِ البَيدَرِ هكذا ترفَعونَهُ.
٢١ مِنْ أوَّلِ عَجينِكُمْ تُعطونَ للرَّبِّ رَفيعَةً في أجيالِكُمْ.
تقدمات عن خطايا السهو
٢٢ «وإذا سهَوْتُمْ ولَمْ تعمَلوا جميعَ هذِهِ الوَصايا الّتي كلَّمَ بها الرَّبُّ موسى،
٢٣ جميعَ ما أمَرَكُمْ بهِ الرَّبُّ عن يَدِ موسى، مِنَ اليومِ الّذي أمَرَ فيهِ الرَّبُّ فصاعِدًا في أجيالِكُمْ،
٢٤ فإنْ عُمِلَ خُفيَةً عن أعيُنِ الجَماعَةِ سهوًا، يَعمَلُ كُلُّ الجَماعَةِ ثَوْرًا واحِدًا ابنَ بَقَرٍ مُحرَقَةً لرائحَةِ سرورٍ للرَّبِّ، مع تقدِمَتِهِ وسَكيبِهِ كالعادَةِ، وتَيسًا واحِدًا مِنَ المَعزِ ذَبيحَةَ خَطيَّةٍ.
٢٥ فيُكَفِّرُ الكاهِنُ عن كُلِّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ، فيُصفَحُ عنهُمْ لأنَّهُ كانَ سهوًا. فإذا أتَوْا بقُربانِهِمْ وقودًا للرَّبِّ، وبذَبيحَةِ خَطيَّتِهِمْ أمامَ الرَّبِّ لأجلِ سهوِهِمْ،
٢٦ يُصفَحُ عن كُلِّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ والغَريبِ النّازِلِ بَينَهُمْ، لأنَّهُ حَدَثَ لجميعِ الشَّعبِ بسَهوٍ.
٢٧ «وإنْ أخطأتْ نَفسٌ واحِدَةٌ سهوًا، تُقَرِّبْ عنزًا حَوْليَّةً ذَبيحَةَ خَطيَّةٍ،
٢٨ فيُكَفِّرُ الكاهِنُ عن النَّفسِ الّتي سهَتْ عندما أخطأتْ بسَهوٍ أمامَ الرَّبِّ للتَّكفيرِ عنها، فيُصفَحُ عنها.
٢٩ للوَطَنيِّ في بَني إسرائيلَ ولِلغَريبِ النّازِلِ بَينَهُمْ تكونُ شَريعَةٌ واحِدَةٌ للعامِلِ بسَهوٍ.
٣٠ وأمّا النَّفسُ الّتي تعمَلُ بيَدٍ رَفيعَةٍ مِنَ الوَطَنيّينَ أو مِنَ الغُرَباءِ فهي تزدَري بالرَّبِّ. فتُقطَعُ تِلكَ النَّفسُ مِنْ بَينِ شَعبِها،
٣١ لأنَّها احتَقَرَتْ كلامَ الرَّبِّ ونَقَضَتْ وصيَّتَهُ. قَطعًا تُقطَعُ تِلكَ النَّفسُ. ذَنبُها علَيها».
الموت لمن يكسر السبت
٣٢ ولَمّا كانَ بَنو إسرائيلَ في البَرّيَّةِ وجَدوا رَجُلًا يَحتَطِبُ حَطَبًا في يومِ السَّبتِ.
٣٣ فقَدَّمَهُ الّذينَ وجَدوهُ يَحتَطِبُ حَطَبًا إلَى موسى وهارونَ وكُلِّ الجَماعَةِ.
٣٤ فوَضَعوهُ في المَحرَسِ لأنَّهُ لم يُعلَنْ ماذا يُفعَلُ بهِ.
٣٥ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «قَتلًا يُقتَلُ الرَّجُلُ. يَرجُمُهُ بحِجارَةٍ كُلُّ الجَماعَةِ خارِجَ المَحَلَّةِ».
٣٦ فأخرَجَهُ كُلُّ الجَماعَةِ إلَى خارِجِ المَحَلَّةِ ورَجَموهُ بحِجارَةٍ، فماتَ كما أمَرَ الرَّبُّ موسى.
أهداب للثياب
٣٧ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٣٨ «كلِّمْ بَني إسرائيلَ وقُلْ لهُمْ: أنْ يَصنَعوا لهُمْ أهدابًا في أذيالِ ثيابِهِمْ في أجيالِهِمْ، ويَجعَلوا علَى هُدبِ الذَّيلِ عِصابَةً مِنْ أسمانجونيٍّ.
٣٩ فتكونُ لكُمْ هُدبًا، فترَوْنَها وتَذكُرونَ كُلَّ وصايا الرَّبِّ وتَعمَلونَها، ولا تطوفونَ وراءَ قُلوبكُمْ وأعيُنِكُمُ الّتي أنتُمْ فاسِقونَ وراءَها،
٤٠ لكَيْ تذكُروا وتَعمَلوا كُلَّ وصايايَ، وتَكونوا مُقَدَّسينَ لإلهِكُمْ.
٤١ أنا الرَّبُّ إلهُكُمُ الّذي أخرَجَكُمْ مِنْ أرضِ مِصرَ ليكونَ لكُمْ إلهًا. أنا الرَّبُّ إلهُكُمْ».
العدد ١٦
قورح وداثان وأبيرام
١ وأخَذَ قورَحُ بنُ يِصهارَ بنِ قَهاتَ بنِ لاوي، وداثانُ وأبيرامُ ابنا أليآبَ، وأونُ بنُ فالَتَ، بَنو رأوبَينَ،
٢ يُقاوِمونَ موسى مع أُناسٍ مِنْ بَني إسرائيلَ، مِئَتَينِ وخَمسينَ رؤَساءِ الجَماعَةِ مَدعوّينَ للِاجتِماعِ ذَوي اسمٍ.
٣ فاجتَمَعوا علَى موسى وهارونَ وقالوا لهُما: «كفاكُما! إنَّ كُلَّ الجَماعَةِ بأسرِها مُقَدَّسَةٌ وفي وسَطِها الرَّبُّ. فما بالُكُما ترتَفِعانِ علَى جَماعَةِ الرَّبِّ؟».
٤ فلَمّا سمِعَ موسى سقَطَ علَى وجهِهِ.
٥ ثُمَّ كلَّمَ قورَحَ وجميعَ قَوْمِهِ قائلًا: «غَدًا يُعلِنُ الرَّبُّ مَنْ هو لهُ، ومَنِ المُقَدَّسُ حتَّى يُقَرِّبَهُ إليهِ. فالّذي يَختارُهُ يُقَرِّبُهُ إليهِ.
٦ اِفعَلوا هذا: خُذوا لكُمْ مَجامِرَ. قورَحُ وكُلُّ جَماعَتِهِ.
٧ واجعَلوا فيها نارًا، وضَعوا علَيها بَخورًا أمامَ الرَّبِّ غَدًا. فالرَّجُلُ الّذي يَختارُهُ الرَّبُّ هو المُقَدَّسُ. كفاكُمْ يا بَني لاوي!».
٨ وقالَ موسى لقورَحَ: «اسمَعوا يا بَني لاوي.
٩ أقَليلٌ علَيكُمْ أنَّ إلهَ إسرائيلَ أفرَزَكُمْ مِنْ جَماعَةِ إسرائيلَ ليُقَرِّبَكُمْ إليهِ لكَيْ تعمَلوا خِدمَةَ مَسكَنِ الرَّبِّ، وتَقِفوا قُدّامَ الجَماعَةِ لخِدمَتِها؟
١٠ فقَرَّبَكَ وجميعَ إخوَتِكَ بَني لاوي معكَ، وتَطلُبونَ أيضًا كهَنوتًا!
١١ إذَنْ أنتَ وكُلُّ جَماعَتِكَ مُتَّفِقونَ علَى الرَّبِّ. وأمّا هارونُ فما هو حتَّى تتَذَمَّروا علَيهِ؟»
١٢ فأرسَلَ موسى ليَدعوَ داثانَ وأبيرامَ ابنَيْ أليآبَ. فقالا: «لا نَصعَدُ!
١٣ أقَليلٌ أنَّكَ أصعَدتَنا مِنْ أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلًا لتُميتَنا في البَرّيَّةِ حتَّى تتَرأسَ علَينا ترَؤُّسًا؟
١٤ كذلكَ لم تأتِ بنا إلَى أرضٍ تفيضُ لَبَنًا وعَسَلًا، ولا أعطَيتَنا نَصيبَ حُقولٍ وكُرومٍ. هل تقلَعُ أعيُنَ هؤُلاءِ القَوْمِ؟ لا نَصعَدُ!».
١٥ فاغتاظَ موسى جِدًّا وقالَ للرَّبِّ: «لا تلتَفِتْ إلَى تقدِمَتِهِما. حِمارًا واحِدًا لم آخُذْ مِنهُمْ، ولا أسأتُ إلَى أحَدٍ مِنهُمْ».
١٦ وقالَ موسى لقورَحَ: «كُنْ أنتَ وكُلُّ جَماعَتِكَ أمامَ الرَّبِّ، أنتَ وهُم وهارونُ غَدًا،
١٧ وخُذوا كُلُّ واحِدٍ مِجمَرَتَهُ، واجعَلوا فيها بَخورًا، وقَدِّموا أمامَ الرَّبِّ كُلُّ واحِدٍ مِجمَرَتَهُ. مِئَتَينِ وخَمسينَ مِجمَرَةً. وأنتَ وهارونُ كُلُّ واحِدٍ مِجمَرَتَهُ».
١٨ فأخَذوا كُلُّ واحِدٍ مِجمَرَتَهُ وجَعَلوا فيها نارًا ووضَعوا علَيها بَخورًا، ووقَفوا لَدَى بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ مع موسى وهارونَ.
١٩ وجَمَعَ علَيهِما قورَحُ كُلَّ الجَماعَةِ إلَى بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ، فتراءَى مَجدُ الرَّبِّ لكُلِّ الجَماعَةِ.
٢٠ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى وهارونَ قائلًا:
٢١ «افتَرِزا مِنْ بَينِ هذِهِ الجَماعَةِ فإنّي أُفنيهِمْ في لَحظَةٍ».
٢٢ فخَرّا علَى وجهَيهِما وقالا: «اللَّهُمَّ، إلهَ أرواحِ جميعِ البَشَرِ، هل يُخطِئُ رَجُلٌ واحِدٌ فتسخَطَ علَى كُلِّ الجَماعَةِ؟»
٢٣ فكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٢٤ «كلِّمِ الجَماعَةَ قائلًا: اطلَعوا مِنْ حَوالَيْ مَسكَنِ قورَحَ وداثانَ وأبيرامَ».
٢٥ فقامَ موسى وذَهَبَ إلَى داثانَ وأبيرامَ، وذَهَبَ وراءَهُ شُيوخُ إسرائيلَ.
٢٦ فكلَّمَ الجَماعَةَ قائلًا: «اعتَزِلوا عن خيامِ هؤُلاءِ القَوْمِ البُغاةِ، ولا تمَسّوا شَيئًا مِمّا لهُمْ لئَلّا تهلكوا بجميعِ خطاياهُمْ».
٢٧ فطَلَعوا مِنْ حَوالَيْ مَسكَنِ قورَحَ وداثانَ وأبيرامَ، وخرجَ داثانُ وأبيرامُ ووقَفا في بابِ خَيمَتَيهِما مع نِسائهِما وبَنيهِما وأطفالِهِما.
٢٨ فقالَ موسى: «بهذا تعلَمونَ أنَّ الرَّبَّ قد أرسَلَني لأعمَلَ كُلَّ هذِهِ الأعمالِ، وأنَّها لَيسَتْ مِنْ نَفسي.
٢٩ إنْ ماتَ هؤُلاءِ كموتِ كُلِّ إنسانٍ، وأصابَتهُمْ مَصيبَةُ كُلِّ إنسانٍ، فليس الرَّبُّ قد أرسَلَني.
٣٠ ولكن إنِ ابتَدَعَ الرَّبُّ بدعَةً وفَتَحَتِ الأرضُ فاها وابتَلَعَتهُمْ وكُلَّ ما لهُمْ، فهَبَطوا أحياءً إلَى الهاويَةِ، تعلَمونَ أنَّ هؤُلاءِ القَوْمَ قد ازدَرَوْا بالرَّبِّ».
٣١ فلَمّا فرَغَ مِنَ التَّكلُّمِ بكُلِّ هذا الكلامِ، انشَقَّتِ الأرضُ الّتي تحتَهُمْ،
٣٢ وفَتَحَتِ الأرضُ فاها وابتَلَعَتهُمْ وبُيوتهُمْ وكُلَّ مَنْ كانَ لقورَحَ مع كُلِّ الأموالِ،
٣٣ فنَزَلوا هُم وكُلُّ ما كانَ لهُمْ أحياءً إلَى الهاويَةِ، وانطَبَقَتْ علَيهِمِ الأرضُ، فبادوا مِنْ بَينِ الجَماعَةِ.
٣٤ وكُلُّ إسرائيلَ الّذينَ حَوْلهُمْ هَرَبوا مِنْ صوتِهِمْ، لأنَّهُمْ قالوا: «لَعَلَّ الأرضَ تبتَلِعُنا».
٣٥ وخرجَتْ نارٌ مِنْ عِندِ الرَّبِّ وأكلَتِ المِئَتَينِ والخَمسينَ رَجُلًا الّذينَ قَرَّبوا البَخورَ.
٣٦ ثُمَّ كلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٣٧ «قُلْ لألِعازارَ بنِ هارونَ الكاهِنِ أنْ يَرفَعَ المَجامِرَ مِنَ الحَريقِ، واذرِ النّارَ هناكَ فإنَّهُنَّ قد تقَدَّسنَ.
٣٨ مَجامِرَ هؤُلاءِ المُخطِئينَ ضِدَّ نُفوسِهِمْ، فليَعمَلوها صَفائحَ مَطروقَةً غِشاءً للمَذبَحِ، لأنَّهُمْ قد قَدَّموها أمامَ الرَّبِّ فتقَدَّسَتْ. فتكونُ عَلامَةً لبَني إسرائيلَ».
٣٩ فأخَذَ ألِعازارُ الكاهِنُ مَجامِرَ النُّحاسِ الّتي قَدَّمَها المُحتَرِقونَ، وطَرَقوها غِشاءً للمَذبَحِ،
٤٠ تذكارًا لبَني إسرائيلَ، لكَيْ لا يَقتَرِبَ رَجُلٌ أجنَبيٌّ ليس مِنْ نَسلِ هارونَ ليُبَخِّرَ بَخورًا أمامَ الرَّبِّ، فيكونَ مِثلَ قورَحَ وجَماعَتِهِ، كما كلَّمَهُ الرَّبُّ عن يَدِ موسى.
٤١ فتذَمَّرَ كُلُّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ في الغَدِ علَى موسى وهارونَ قائلينَ: «أنتُما قد قَتَلتُما شَعبَ الرَّبِّ».
٤٢ ولَمّا اجتَمَعَتِ الجَماعَةُ علَى موسى وهارونَ انصَرَفا إلَى خَيمَةِ الِاجتِماعِ وإذا هي قد غَطَّتها السَّحابَةُ وتَراءَى مَجدُ الرَّبِّ.
٤٣ فجاءَ موسى وهارونُ إلَى قُدّامِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ.
٤٤ فكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٤٥ «اِطلَعا مِنْ وسَطِ هذِهِ الجَماعَةِ، فإنّي أُفنيهِمْ بلَحظَةٍ». فخَرّا علَى وجهَيهِما.
٤٦ ثُمَّ قالَ موسى لهارونَ: «خُذِ المِجمَرَةَ واجعَلْ فيها نارًا مِنْ علَى المَذبَحِ، وضَعْ بَخورًا، واذهَبْ بها مُسرِعًا إلَى الجَماعَةِ وكفِّرْ عنهُمْ، لأنَّ السَّخَطَ قد خرجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قد ابتَدأ الوَبأُ».
٤٧ فأخَذَ هارونُ كما قالَ موسى، ورَكَضَ إلَى وسَطِ الجَماعَةِ، وإذا الوَبأُ قد ابتَدأ في الشَّعبِ. فوَضَعَ البَخورَ وكفَّرَ عن الشَّعبِ.
٤٨ ووقَفَ بَينَ الموتَى والأحياءِ فامتَنَعَ الوَبأُ.
٤٩ فكانَ الّذينَ ماتوا بالوَبإ أربَعَةَ عشَرَ ألفًا وسَبعَ مِئَةٍ، عَدا الّذينَ ماتوا بسَبَبِ قورَحَ.
٥٠ ثُمَّ رَجَعَ هارونُ إلَى موسى إلَى بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ والوَبأُ قد امتَنَعَ.
الجامعة ٩: ١٣ إلى ١٠: ٢٠
الجامعة ٩
الحكمة أفضل من الحماقة
١٣ هذِهِ الحِكمَةُ رأيتُها أيضًا تحتَ الشَّمسِ، وهي عظيمَةٌ عِندي:
١٤ مدينةٌ صَغيرَةٌ فيها أُناسٌ قَليلونَ، فجاءَ علَيها مَلِكٌ عظيمٌ وحاصَرَها وبَنَى علَيها أبراجًا عظيمَةً.
١٥ ووُجِدَ فيها رَجُلٌ مِسكينٌ حَكيمٌ، فنَجَّى هو المدينةَ بحِكمَتِهِ. وما أحَدٌ ذَكَرَ ذلكَ الرَّجُلَ المِسكينَ!
١٦ فقُلتُ: «الحِكمَةُ خَيرٌ مِنَ القوَّةِ». أمّا حِكمَةُ المِسكينِ فمُحتَقَرَةٌ، وكلامُهُ لا يُسمَعُ.
١٧ كلِماتُ الحُكَماءِ تُسمَعُ في الهُدوءِ، أكثَرَ مِنْ صُراخِ المُتَسَلِّطِ بَينَ الجُهّالِ.
١٨ الحِكمَةُ خَيرٌ مِنْ أدَواتِ الحَربِ. أمّا خاطِئٌ واحِدٌ فيُفسِدُ خَيرًا جَزيلًا.
الجامعة ١٠
١ الذُّبابُ المَيِّتُ يُنَتِّنُ ويُخَمِّرُ طيبَ العَطّارِ. جَهالَةٌ قَليلَةٌ أثقَلُ مِنَ الحِكمَةِ ومِنَ الكَرامَةِ.
٢ قَلبُ الحَكيمِ عن يَمينِهِ، وقَلبُ الجاهِلِ عن يَسارِهِ.
٣ أيضًا إذا مَشَى الجاهِلُ في الطريقِ يَنقُصُ فهمُهُ، ويقولُ لكُلِّ واحِدٍ: إنَّهُ جاهِلٌ.
٤ إنْ صَعِدَتْ علَيكَ روحُ المُتَسَلِّطِ، فلا تترُكْ مَكانَكَ، لأنَّ الهُدوءَ يُسَكِّنُ خطايا عظيمَةً.
٥ يوجَدُ شَرٌّ رأيتُهُ تحتَ الشَّمسِ، كسَهوٍ صادِرٍ مِنْ قِبَلِ المُتَسَلِّطِ:
٦ الجَهالَةُ جُعِلَتْ في مَعاليَ كثيرَةٍ، والأغنياءُ يَجلِسونَ في السّافِلِ.
٧ قد رأيتُ عَبيدًا علَى الخَيلِ، ورؤَساءَ ماشينَ علَى الأرضِ كالعَبيدِ.
٨ مَنْ يَحفُرْ هوَّةً يَقَعْ فيها، ومَنْ يَنقُضْ جِدارًا تلدَغهُ حَيَّةٌ.
٩ مَنْ يَقلَعْ حِجارَةً يوجَعْ بها. مَنْ يُشَقِّقُ حَطَبًا يكونُ في خَطَرٍ مِنهُ.
١٠ إنْ كلَّ الحَديدُ ولَمْ يُسَنِّنْ هو حَدَّهُ، فليَزِدِ القوَّةَ. أمّا الحِكمَةُ فنافِعَةٌ للإنجاحِ.
١١ إنْ لَدَغَتِ الحَيَّةُ بلا رُقيَةٍ، فلا مَنفَعَةَ للرّاقي.
١٢ كلِماتُ فمِ الحَكيمِ نِعمَةٌ، وشَفَتا الجاهِلِ تبتَلِعانِهِ.
١٣ اِبتِداءُ كلامِ فمِهِ جَهالَةٌ، وآخِرُ فمِهِ جُنونٌ رَديءٌ.
١٤ والجاهِلُ يُكَثِّرُ الكلامَ. لا يَعلَمُ إنسانٌ ما يكونُ. وماذا يَصيرُ بَعدَهُ مَنْ يُخبِرُهُ؟
١٥ تعَبُ الجُهَلاءِ يُعييهِمْ، لأنَّهُ لا يَعلَمُ كيفَ يَذهَبُ إلَى المدينةِ.
١٦ ويلٌ لكِ أيَّتُها الأرضُ إذا كانَ مَلِكُكِ ولَدًا، ورؤَساؤُكِ يأكُلونَ في الصّباحِ.
١٧ طوبَى لكِ أيَّتُها الأرضُ إذا كانَ مَلِكُكِ ابنَ شُرَفاءَ، ورؤَساؤُكِ يأكُلونَ في الوقتِ للقوَّةِ لا للسُّكرِ.
١٨ بالكَسَلِ الكَثيرِ يَهبِطُ السَّقفُ، وبتَدَلّي اليَدَينِ يَكِفُ البَيتُ.
١٩ للضَّحِكِ يَعمَلونَ وليمَةً، والخمرُ تُفَرِّحُ العَيشَ. أمّا الفِضَّةُ فتُحَصِّلُ الكُلَّ.
٢٠ لا تسُبَّ المَلِكَ ولا في فِكرِكَ، ولا تسُبَّ الغَنيَّ في مَضجَعِكَ، لأنَّ طَيرَ السماءِ يَنقُلُ الصَّوْتَ، وذو الجَناحِ يُخبِرُ بالأمرِ.