متى ٢٠: ١ - ١٦
متى ٢٠
مَثَل الفعلة في الكرم
١ «فإنَّ ملكوتَ السماواتِ يُشبِهُ رَجُلًا رَبَّ بَيتٍ خرجَ مع الصُّبحِ ليَستأجِرَ فعَلَةً لكَرمِهِ،
٢ فاتَّفَقَ مع الفَعَلَةِ علَى دينارٍ في اليومِ، وأرسَلهُمْ إلَى كرمِهِ.
٣ ثُمَّ خرجَ نَحوَ السّاعَةِ الثّالِثَةِ ورأى آخَرينَ قيامًا في السّوقِ بَطّالينَ،
٤ فقالَ لهُمُ: اذهَبوا أنتُمْ أيضًا إلَى الكَرمِ فأُعطيَكُمْ ما يَحِقُّ لكُمْ. فمَضَوْا.
٥ وخرجَ أيضًا نَحوَ السّاعَةِ السّادِسَةِ والتّاسِعَةِ وفَعَلَ كذلكَ.
٦ ثُمَّ نَحوَ السّاعَةِ الحاديَةَ عَشرَةَ خرجَ ووجَدَ آخَرينَ قيامًا بَطّالينَ، فقالَ لهُمْ: لماذا وقَفتُمْ ههنا كُلَّ النَّهارِ بَطّالينَ؟
٧ قالوا لهُ: لأنَّهُ لم يَستأجِرنا أحَدٌ. قالَ لهُمُ: اذهَبوا أنتُمْ أيضًا إلَى الكَرمِ فتأخُذوا ما يَحِقُّ لكُمْ.
٨ فلَمّا كانَ المساءُ قالَ صاحِبُ الكَرمِ لوَكيلِهِ: ادعُ الفَعَلَةَ وأعطِهِمُ الأُجرَةَ مُبتَدِئًا مِنَ الآخِرينَ إلَى الأوَّلينَ.
٩ فجاءَ أصحابُ السّاعَةِ الحاديَةَ عَشرَةَ وأخَذوا دينارًا دينارًا.
١٠ فلَمّا جاءَ الأوَّلونَ ظَنّوا أنهُم يأخُذونَ أكثَرَ. فأخَذوا هُم أيضًا دينارًا دينارًا.
١١ وفيما هُم يأخُذونَ تذَمَّروا علَى رَبِّ البَيتِ
١٢ قائلينَ: هؤُلاءِ الآخِرونَ عَمِلوا ساعَةً واحِدَةً، وقَدْ ساوَيتَهُمْ بنا نَحنُ الّذينَ احتَمَلنا ثِقَلَ النَّهارِ والحَرَّ!
١٣ فأجابَ وقالَ لواحِدٍ مِنهُمْ: يا صاحِبُ، ما ظَلَمتُكَ! أما اتَّفَقتَ مَعي علَى دينارٍ؟
١٤ فخُذِ الّذي لكَ واذهَبْ، فإنّي أُريدُ أنْ أُعطيَ هذا الأخيرَ مِثلكَ.
١٥ أوَ ما يَحِلُّ لي أنْ أفعَلَ ما أُريدُ بما لي؟ أم عَينُكَ شِرّيرَةٌ لأنّي أنا صالِحٌ؟
١٦ هكذا يكونُ الآخِرونَ أوَّلينَ والأوَّلونَ آخِرينَ، لأنَّ كثيرينَ يُدعَوْنَ وقَليلينَ يُنتَخَبونَ».
العدد ٣٠: ١ إلى ٣١: ٥٤
العدد ٣٠
النذور
١ وكلَّمَ موسى رؤوسَ أسباطِ بَني إسرائيلَ قائلًا: «هذا ما أمَرَ بهِ الرَّبُّ:
٢ إذا نَذَرَ رَجُلٌ نَذرًا للرَّبِّ، أو أقسَمَ قَسَمًا أنْ يُلزِمَ نَفسَهُ بلازِمٍ، فلا يَنقُضْ كلامَهُ. حَسَبَ كُلِّ ما خرجَ مِنْ فمِهِ يَفعَلُ.
٣ وأمّا المَرأةُ فإذا نَذَرَتْ نَذرًا للرَّبِّ والتَزَمَتْ بلازِمٍ في بَيتِ أبيها في صِباها،
٤ وسَمِعَ أبوها نَذرَها واللّازِمَ الّذي ألزَمَتْ نَفسَها بهِ، فإنْ سكَتَ أبوها لها، ثَبَتَتْ كُلُّ نُذورِها. وكُلُّ لَوازِمِها الّتي ألزَمَتْ نَفسَها بها تثبُتُ.
٥ وإنْ نَهاها أبوها يومَ سمعِهِ، فكُلُّ نُذورِها ولَوازِمِها الّتي ألزَمَتْ نَفسَها بها لا تثبُتُ، والرَّبُّ يَصفَحُ عنها لأنَّ أباها قد نَهاها.
٦ وإنْ كانتْ لزَوْجٍ ونُذورُها علَيها أو نُطقُ شَفَتَيها الّذي ألزَمَتْ نَفسَها بهِ،
٧ وسَمِعَ زَوْجُها، فإنْ سكَتَ في يومِ سمعِهِ ثَبَتَتْ نُذورُها. ولَوازِمُها الّتي ألزَمَتْ نَفسَها بها تثبُتُ.
٨ وإنْ نَهاها رَجُلُها في يومِ سمعِهِ، فسخَ نَذرَها الّذي علَيها ونُطقَ شَفَتَيها الّذي ألزَمَتْ نَفسَها بهِ، والرَّبُّ يَصفَحُ عنها.
٩ وأمّا نَذرُ أرمَلَةٍ أو مُطَلَّقَةٍ، فكُلُّ ما ألزَمَتْ نَفسَها بهِ يَثبُتُ علَيها.
١٠ ولكن إنْ نَذَرَتْ في بَيتِ زَوْجِها أو ألزَمَتْ نَفسَها بلازِمٍ بقَسَمٍ،
١١ وسَمِعَ زَوْجُها، فإنْ سكَتَ لها ولَمْ يَنهَها ثَبَتَتْ كُلُّ نُذورِها. وكُلُّ لازِمٍ ألزَمَتْ نَفسَها بهِ يَثبُتُ.
١٢ وإنْ فسخَها زَوْجُها في يومِ سمعِهِ، فكُلُّ ما خرجَ مِنْ شَفَتَيها مِنْ نُذورِها أو لَوازِمِ نَفسِها لا يَثبُتُ. قد فسخَها زَوْجُها. والرَّبُّ يَصفَحُ عنها.
١٣ كُلُّ نَذرٍ وكُلُّ قَسَمِ التِزامٍ لإذلالِ النَّفسِ، زَوْجُها يُثبِتُهُ وزَوْجُها يَفسَخُهُ.
١٤ وإنْ سكَتَ لها زَوْجُها مِنْ يومٍ إلَى يومٍ فقد أثبَتَ كُلَّ نُذورِها أو كُلَّ لَوازِمِها الّتي علَيها. أثبَتَها لأنَّهُ سكَتَ لها في يومِ سمعِهِ.
١٥ فإنْ فسخَها بَعدَ سمعِهِ فقد حَمَلَ ذَنبَها».
١٦ هذِهِ هي الفَرائضُ الّتي أمَرَ بها الرَّبُّ موسى، بَينَ الزَّوْجِ وزَوْجَتِهِ، وبَينَ الأبِ وابنَتِهِ في صِباها في بَيتِ أبيها.
العدد ٣١
الانتقام من المديانيين
١ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٢ «اِنتَقِمْ نَقمَةً لبَني إسرائيلَ مِنَ المِديانيّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إلَى قَوْمِكَ».
٣ فكلَّمَ موسى الشَّعبَ قائلًا: «جَرِّدوا مِنكُمْ رِجالًا للجُندِ، فيكونوا علَى مِديانَ ليَجعَلوا نَقمَةَ الرَّبِّ علَى مِديانَ.
٤ ألفًا واحِدًا مِنْ كُلِّ سِبطٍ مِنْ جميعِ أسباطِ إسرائيلَ تُرسِلونَ للحَربِ».
٥ فاختيرَ مِنْ أُلوفِ إسرائيلَ ألفٌ مِنْ كُلِّ سِبطٍ. اثنا عشَرَ ألفًا مُجَرَّدونَ للحَربِ.
٦ فأرسَلهُمْ موسى ألفًا مِنْ كُلِّ سِبطٍ إلَى الحَربِ، هُم وفينحاسَ بنَ ألِعازارَ الكاهِنِ إلَى الحَربِ، وأمتِعَةُ القُدسِ وأبواقُ الهُتافِ في يَدِهِ.
٧ فتجَنَّدوا علَى مِديانَ كما أمَرَ الرَّبُّ وقَتَلوا كُلَّ ذَكَرٍ.
٨ ومُلوكُ مِديانَ قَتَلوهُم فوقَ قَتلاهُمْ: أويَ وراقِمَ وصورَ وحورَ ورابِعَ. خَمسَةَ مُلوكِ مِديانَ. وبَلعامَ بنَ بَعورَ قَتَلوهُ بالسَّيفِ.
٩ وسَبَى بَنو إسرائيلَ نِساءَ مِديانَ وأطفالهُمْ، ونَهَبوا جميعَ بَهائمِهِمْ، وجميعَ مَواشيهِمْ وكُلَّ أملاكِهِمْ.
١٠ وأحرَقوا جميعَ مُدُنِهِمْ بمَساكِنِهِمْ، وجميعَ حُصونِهِمْ بالنّارِ.
١١ وأخَذوا كُلَّ الغَنيمَةِ وكُلَّ النَّهبِ مِنَ النّاسِ والبَهائمِ،
١٢ وأتَوْا إلَى موسى وألِعازارَ الكاهِنِ وإلَى جَماعَةِ بَني إسرائيلَ بالسَّبيِ والنَّهبِ والغَنيمَةِ إلَى المَحَلَّةِ إلَى عَرَباتِ موآبَ الّتي علَى أُردُنِّ أريحا.
١٣ فخرجَ موسى وألِعازارُ الكاهِنُ وكُلُّ رؤَساءِ الجَماعَةِ لاستِقبالِهِمْ إلَى خارِجِ المَحَلَّةِ.
١٤ فسخَطَ موسى علَى وُكلاءِ الجَيشِ، رؤَساءِ الأُلوفِ ورؤَساءِ المِئاتِ القادِمينَ مِنْ جُندِ الحَربِ.
١٥ وقالَ لهُمْ موسى: «هل أبقَيتُمْ كُلَّ أُنثَى حَيَّةً؟
١٦ إنَّ هؤُلاءِ كُنَّ لبَني إسرائيلَ، حَسَبَ كلامِ بلعامَ، سبَبَ خيانَةٍ للرَّبِّ في أمرِ فغورَ، فكانَ الوَبأُ في جَماعَةِ الرَّبِّ.
١٧ فالآنَ اقتُلوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأطفالِ. وكُلَّ امرأةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بمُضاجَعَةِ ذَكَرٍ اقتُلوها.
١٨ لكن جميعُ الأطفالِ مِنَ النِّساءِ اللَّواتي لم يَعرِفنَ مُضاجَعَةَ ذَكَرٍ أبقوهُنَّ لكُمْ حَيّاتٍ.
١٩ وأمّا أنتُمْ فانزِلوا خارِجَ المَحَلَّةِ سبعَةَ أيّامٍ، وتَطَهَّروا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفسًا، وكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتيلًا، في اليومِ الثّالِثِ وفي السّابِعِ، أنتُمْ وسَبيُكُمْ.
٢٠ وكُلُّ ثَوْبٍ، وكُلُّ مَتاعٍ مِنْ جِلدٍ، وكُلُّ مَصنوعٍ مِنْ شَعرِ مَعزٍ، وكُلُّ مَتاعٍ مِنْ خَشَبٍ، تُطَهِّرونَهُ».
٢١ وقالَ ألِعازارُ الكاهِنُ لرِجالِ الجُندِ الّذينَ ذَهَبوا للحَربِ: «هذِهِ فريضَةُ الشَّريعَةِ الّتي أمَرَ بها الرَّبُّ موسى:
٢٢ الذَّهَبُ والفِضَّةُ والنُّحاسُ والحَديدُ والقَصديرُ والرَّصاصُ،
٢٣ كُلُّ ما يَدخُلُ النّارَ، تُجيزونَهُ في النّارِ فيكونُ طاهِرًا، غَيرَ أنَّهُ يتَطَهَّرُ بماءِ النَّجاسَةِ. وأمّا كُلُّ ما لا يَدخُلُ النّارَ فتُجيزونَهُ في الماءِ.
٢٤ وتَغسِلونَ ثيابَكُمْ في اليومِ السّابِعِ فتكونونَ طاهِرينَ، وبَعدَ ذلكَ تدخُلونَ المَحَلَّةَ».
تقسيم الغنائم
٢٥ وكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
٢٦ «أحصِ النَّهبَ المَسبيَّ مِنَ النّاسِ والبَهائمِ، أنتَ وألِعازارُ الكاهِنُ ورؤوسُ آباءِ الجَماعَةِ.
٢٧ ونَصِّفِ النَّهبَ بَينَ الّذينَ باشَروا القِتالَ الخارِجينَ إلَى الحَربِ، وبَينَ كُلِّ الجَماعَةِ.
٢٨ وارفَعْ زَكاةً للرَّبِّ. مِنْ رِجالِ الحَربِ الخارِجينَ إلَى القِتالِ واحِدَةً. نَفسًا مِنْ كُلِّ خَمسِ مِئَةٍ مِنَ النّاسِ والبَقَرِ والحَميرِ والغَنَمِ.
٢٩ مِنْ نِصفِهِمْ تأخُذونَها وتُعطونَها لألِعازارَ الكاهِنِ رَفيعَةً للرَّبِّ.
٣٠ ومِنْ نِصفِ بَني إسرائيلَ تأخُذُ واحِدَةً مأخوذَةً مِنْ كُلِّ خَمسينَ مِنَ النّاسِ والبَقَرِ والحَميرِ والغَنَمِ مِنْ جميعِ البَهائمِ، وتُعطيها للاويّينَ الحافِظينَ شَعائرَ مَسكَنِ الرَّبِّ».
٣١ ففَعَلَ موسى وألِعازارُ الكاهِنُ كما أمَرَ الرَّبُّ موسى.
٣٢ وكانَ النَّهبُ فضلَةُ الغَنيمَةِ الّتي اغتَنَمَها رِجالُ الجُندِ: مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وخَمسَةً وسَبعينَ ألفًا،
٣٣ ومِنَ البَقَرِ اثنَينِ وسَبعينَ ألفًا،
٣٤ ومِنَ الحَميرِ واحِدًا وسِتّينَ ألفًا،
٣٥ ومِنْ نُفوسِ النّاسِ مِنَ النِّساءِ اللَّواتي لم يَعرِفنَ مُضاجَعَةَ ذَكَرٍ، جميعِ النُّفوسِ اثنَينِ وثَلاثينَ ألفًا.
٣٦ وكانَ النِّصفُ نَصيبُ الخارِجينَ إلَى الحَربِ: عَدَدُ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وسَبعَةً وثَلاثينَ ألفًا وخَمسَ مِئَةٍ.
٣٧ وكانتِ الزَّكاةُ للرَّبِّ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وخَمسَةً وسَبعينَ،
٣٨ والبَقَرُ سِتَّةً وثَلاثينَ ألفًا، وزَكاتُها للرَّبِّ اثنَينِ وسَبعينَ،
٣٩ والحَميرُ ثَلاثينَ ألفًا وخَمسَ مِئَةٍ، وزَكاتُها للرَّبِّ واحِدًا وسِتّينَ،
٤٠ ونُفوسُ النّاسِ سِتَّةَ عشَرَ ألفًا، وزَكاتُها للرَّبِّ اثنَينِ وثَلاثينَ نَفسًا.
٤١ فأعطَى موسى الزَّكاةَ رَفيعَةَ الرَّبِّ لألِعازارَ الكاهِنِ كما أمَرَ الرَّبُّ موسى.
٤٢ وأمّا نِصفُ إسرائيلَ الّذي قَسَمَهُ موسى مِنَ الرِّجالِ المُتَجَنِّدينَ:
٤٣ فكانَ نِصفُ الجَماعَةِ مِنَ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وسَبعَةً وثَلاثينَ ألفًا وخَمسَ مِئَةٍ،
٤٤ ومِنَ البَقَرِ سِتَّةً وثَلاثينَ ألفًا،
٤٥ ومِنَ الحَميرِ ثَلاثينَ ألفًا وخَمسَ مِئَةٍ،
٤٦ ومِنْ نُفوسِ النّاسِ سِتَّةَ عشَرَ ألفًا.
٤٧ فأخَذَ موسى مِنْ نِصفِ بَني إسرائيلَ المأخوذِ واحِدًا مِنْ كُلِّ خَمسينَ مِنَ النّاسِ ومِنَ البَهائمِ، وأعطاها للاويّينَ الحافِظينَ شَعائرَ مَسكَنِ الرَّبِّ، كما أمَرَ الرَّبُّ موسى.
٤٨ ثُمَّ تقَدَّمَ إلَى موسى الوُكلاءُ الّذينَ علَى أُلوفِ الجُندِ، رؤَساءُ الأُلوفِ ورؤَساءُ المِئاتِ،
٤٩ وقالوا لموسى: «عَبيدُكَ قد أخَذوا عَدَدَ رِجالِ الحَربِ الّذينَ في أيدينا فلم يُفقَدْ مِنّا إنسانٌ.
٥٠ فقد قَدَّمنا قُربانَ الرَّبِّ، كُلُّ واحِدٍ ما وجَدَهُ، أمتِعَةَ ذَهَبٍ: حُجولًا وأساوِرَ وخَواتِمَ وأقراطًا وقَلائدَ، للتَّكفيرِ عن أنفُسِنا أمامَ الرَّبِّ».
٥١ فأخَذَ موسى وألِعازارُ الكاهِنُ الذَّهَبَ مِنهُمْ، كُلَّ أمتِعَةٍ مَصنوعَةٍ.
٥٢ وكانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفيعَةِ الّتي رَفَعوها للرَّبِّ سِتَّةَ عشَرَ ألفًا وسَبعَ مِئَةٍ وخَمسينَ شاقِلًا مِنْ عِندِ رؤَساءِ الأُلوفِ ورؤَساءِ المِئاتِ.
٥٣ أمّا رِجالُ الجُندِ فاغتَنَموا كُلُّ واحِدٍ لنَفسِهِ.
٥٤ فأخَذَ موسى وألِعازارُ الكاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رؤَساءِ الأُلوفِ والمِئاتِ وأتَيا بهِ إلَى خَيمَةِ الِاجتِماعِ تذكارًا لبَني إسرائيلَ أمامَ الرَّبِّ.
أيوب ١: ١ - ٢٢
أيوب ١
مقدمة
١ كانَ رَجُلٌ في أرضِ عَوْصَ اسمُهُ أيّوبُ. وكانَ هذا الرَّجُلُ كامِلًا ومُستَقيمًا، يتَّقي اللهَ ويَحيدُ عن الشَّرِّ.
٢ ووُلِدَ لهُ سبعَةُ بَنينَ وثَلاثُ بَناتٍ.
٣ وكانتْ مَواشيهِ سبعَةَ آلافٍ مِنَ الغَنَمِ، وثَلاثَةَ آلافِ جَمَلٍ، وخَمسَ مِئَةِ فدّانِ بَقَرٍ، وخَمسَ مِئَةِ أتانٍ، وخَدَمُهُ كثيرينَ جِدًّا. فكانَ هذا الرَّجُلُ أعظَمَ كُلِّ بَني المَشرِقِ.
٤ وكانَ بَنوهُ يَذهَبونَ ويَعمَلونَ وليمَةً في بَيتِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُمْ في يومِهِ، ويُرسِلونَ ويَستَدعونَ أخَواتِهِمِ الثَّلاثَ ليأكُلنَ ويَشرَبنَ معهُمْ.
٥ وكانَ لَمّا دارَتْ أيّامُ الوَليمَةِ، أنَّ أيّوبَ أرسَلَ فقَدَّسَهُمْ، وبَكَّرَ في الغَدِ وأصعَدَ مُحرَقاتٍ علَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأنَّ أيّوبَ قالَ: «رُبَّما أخطأ بَنيَّ وجَدَّفوا علَى اللهِ في قُلوبهِمْ». هكذا كانَ أيّوب يَفعَلُ كُلَّ الأيّامِ.
الامتحان الأول لأيوب
٦ وكانَ ذاتَ يومٍ أنَّهُ جاءَ بَنو اللهِ ليَمثُلوا أمامَ الرَّبِّ، وجاءَ الشَّيطانُ أيضًا في وسطِهِمْ.
٧ فقالَ الرَّبُّ للشَّيطانِ: «مِنْ أين جِئتَ؟». فأجابَ الشَّيطانُ الرَّبَّ وقالَ: «مِنَ الجَوَلانِ في الأرضِ، ومِنَ التَّمَشّي فيها».
٨ فقالَ الرَّبُّ للشَّيطانِ: «هل جَعَلتَ قَلبَكَ علَى عَبدي أيّوبَ؟ لأنَّهُ ليس مِثلُهُ في الأرضِ. رَجُلٌ كامِلٌ ومُستَقيمٌ، يتَّقي اللهَ ويَحيدُ عن الشَّرِّ».
٩ فأجابَ الشَّيطانُ الرَّبَّ وقالَ: «هل مَجّانًا يتَّقي أيّوبُ اللهَ؟
١٠ أليس أنَّكَ سيَّجتَ حَوْلهُ وحَوْلَ بَيتِهِ وحَوْلَ كُلِّ ما لهُ مِنْ كُلِّ ناحيَةٍ؟ بارَكتَ أعمالَ يَدَيهِ فانتَشَرَتْ مَواشيهِ في الأرضِ.
١١ ولكن ابسِطْ يَدَكَ الآنَ ومِسَّ كُلَّ ما لهُ، فإنَّهُ في وجهِكَ يُجَدِّفُ علَيكَ».
١٢ فقالَ الرَّبُّ للشَّيطانِ: «هوذا كُلُّ ما لهُ في يَدِكَ، وإنَّما إلَيهِ لا تمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خرجَ الشَّيطانُ مِنْ أمامِ وجهِ الرَّبِّ.
١٣ وكانَ ذاتَ يومٍ وأبناؤُهُ وبَناتُهُ يأكُلونَ ويَشرَبونَ خمرًا في بَيتِ أخيهِمِ الأكبَرِ،
١٤ أنَّ رَسولًا جاءَ إلَى أيّوبَ وقالَ: «البَقَرُ كانتْ تحرُثُ، والأُتُنُ ترعَى بجانِبِها،
١٥ فسقَطَ علَيها السَّبَئيّونَ وأخَذوها، وضَرَبوا الغِلمانَ بحَدِّ السَّيفِ، ونَجَوْتُ أنا وحدي لأُخبِرَكَ».
١٦ وبَينَما هو يتَكلَّمُ إذ جاءَ آخَرُ وقالَ: «نارُ اللهِ سقَطَتْ مِنَ السماءِ فأحرَقَتِ الغَنَمَ والغِلمانَ وأكلَتهُمْ، ونَجَوْتُ أنا وحدي لأُخبِرَكَ».
١٧ وبَينَما هو يتَكلَّمُ إذ جاءَ آخَرُ وقالَ: «الكلدانيّونَ عَيَّنوا ثَلاثَ فِرَقٍ، فهَجَموا علَى الجِمالِ وأخَذوها، وضَرَبوا الغِلمانَ بحَدِّ السَّيفِ، ونَجَوْتُ أنا وحدي لأُخبِرَكَ».
١٨ وبَينَما هو يتَكلَّمُ إذ جاءَ آخَرُ وقالَ: «بَنوكَ وبَناتُكَ كانوا يأكُلونَ ويَشرَبونَ خمرًا في بَيتِ أخيهِمِ الأكبَرِ،
١٩ وإذا ريحٌ شَديدَةٌ جاءَتْ مِنْ عَبرِ القَفرِ وصَدَمَتْ زَوايا البَيتِ الأربَعَ، فسقَطَ علَى الغِلمانِ فماتوا، ونَجَوْتُ أنا وحدي لأُخبِرَكَ».
٢٠ فقامَ أيّوبُ ومَزَّقَ جُبَّتَهُ، وجَزَّ شَعرَ رأسِهِ، وخَرَّ علَى الأرضِ وسَجَدَ،
٢١ وقالَ: «عُريانًا خرجتُ مِنْ بَطنِ أُمّي، وعُريانًا أعودُ إلَى هناكَ. الرَّبُّ أعطَى والرَّبُّ أخَذَ، فليَكُنِ اسمُ الرَّبِّ مُبارَكًا».
٢٢ في كُلِّ هذا لم يُخطِئْ أيّوبُ ولَمْ يَنسِبْ للهِ جَهالَةً.
تأمل: مخافة الله
أيوب ١
"كان هذا الرجل كاملًا ومستقيمًا، يتقي الله ويحيد عن الشر" (ع ١). بهذه الكلمات وصف الكتاب المقدس أيوب، فهو يحب الله ويتمسك بوصاياه ويبتعد عن الشر، فعلى الرغم من غناه وكثرة ممتلكاته وخدامه، فهو " أعظم كل بني المشرق" (ع ٣).
لكن نرى اهتمام أيوب بتربية أبنائه على المحبة والترابط فيما بينهم (ع ٤). فكان لكل واحد من أولاده يومًا، يقوم فيه بعمل وليمة، ويدعو كل إخوته للحضور، فيجتمعون ليأكلوا ويشربوا سويًا.
كما نرى اهتمام أيوب أن يكون الله راضيًا على أبنائه، حيث كان يُبكر بعد انتهاء الوليمة، ليذهب ويقدم ذبيحة عن كل واحد من أبنائه أمام الله، ربما يكون أحدهم تكلم على الرب باطلًا حتى في قلبه (ع ٥).
بهذا نجد أيوب يضعنا أمام تحدي من أمرين.
محبته وتقواه لله، وحُسن تربيته لأبنائه في محبة بعضهم البعض، وفي مخافة الله.