رسائل تأمل اليوم
تأمل: بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ
مزمور ١٠٣
في هذا المزمور يُذكِّر داود نفسه بضرورة الحمد والشكر لله على كل أعماله وحسناته "بارِكي يا نَفسي الرَّبَّ". في وسط زحمة الحياة ومتطلباتها ننسى إحسانات الله في حياتنا، ونعتبر أن كل البركات والنعم التي وهبها الله لنا هي أمور مستحقة وطبيعية ولا نعرف أهميتها إلا عندما تؤخذ منا. اليوم نتعلم مع داود أهمية أن نشكر الله بصفة دائمة على كل حسناته، فهو الذي: يغفر الذنوب، يشفي كل الأمراض، يفدي الحياة، يرحم ويتراءف، يجدد قوتنا.
ثم يذكر داود صفات الله، فهو عادل، لكنه أيضًا "رحيمٌ ورَؤوفٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ. لا يُحاكِمُ إلَى الأبدِ، ولا يَحقِدُ إلَى الدَّهرِ. لَمْ يَصنَعْ معنا حَسَبَ خطايانا، ولَمْ يُجازِنا حَسَبَ آثامِنا." (ع ٨-١٠). ثم يعود داود ليذكرنا برحمة الرب ورأفته علينا، واحتياجنا إلى ذلك بسبب محدوديتنا وضعفنا وأننا تراب، كعشب وزهر يظهر ثم يختفي لأن أيامه قصيرة (ع ١٦،١٥).
وفي نهاية المزمور يطلب داود من الجميع أن يبارك الرب، ويطلب ذلك من الملائكة (ع ٢١،٢٠)، ومن الخليقة (ع ٢٢)، ومن نفسه (ع ٢٢).
ما أجمل أن نشكر الله باستمرار لأجل جميع حسناته، ونتذكر كم هو رحيم ورؤوف. لنتأمل في فدائه وخلاصه لنا وفي كل بركاته لحياتنا، وحتى في وقت الضيق، لأنه إله صالح وإلى الأبد رحمته.
"أُبارِكُ الرَّبَّ في كُلِّ حينٍ. دائمًا تسبيحُهُ في فمي." (مزمور ١:٣٤). آمين.
تأمل: ونَحنُ في الحَقِّ
١يوحنا ٥
قام الرسول يوحنا في رسالته بالرد على بعض الهرطقات التي تعرض لها الإيمان المسيحي (١٨:٢). ومن هذه الهرطقات إنكار ناسوت السيد المسيح، وأخرى تدعو إلى أن إعمال العقل فقط هو كافٍ للخلاص دون الحاجة إلى الإيمان بالصليب، وهرطقة أخرى تنكر ألوهية الرب يسوع. لذا نجد في الرسالة تعليمًا واضحًا يُفنِّد هذه الادعاءات ويؤكد على أساسيات الإيمان المسيحي، مثل:
- حقيقة التجسد: "الّذي كانَ مِنَ البَدءِ، الّذي سمِعناهُ، الّذي رأيناهُ بعُيونِنا، الّذي شاهَدناهُ، ولَمَسَتهُ أيدينا، مِنْ جِهَةِ كلِمَةِ الحياةِ." (١:١)
- حقيقة الفداء والخلاص: "... ودَمُ يَسوعَ المَسيحِ ابنِهِ يُطَهِّرُنا مِنْ كُلِّ خَطيَّةٍ." (٧:١)، "وتَعلَمونَ أنَّ ذاكَ أُظهِرَ لكَيْ يَرفَعَ خطايانا، وليس فيهِ خَطيَّةٌ." (٥:٣)
- لاهوت الابن: "مَنْ هو الكَذّابُ، إلّا الّذي يُنكِرُ أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ؟ هذا هو ضِدُّ المَسيحِ، الّذي يُنكِرُ الآبَ والِابنَ. كُلُّ مَنْ يُنكِرُ الِابنَ ليس لهُ الآبُ أيضًا، ومَنْ يَعتَرِفُ بالِابنِ فلهُ الآبُ أيضًا." (٢٢:٢-٢٣)، "كُلُّ مَنْ يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ فقد وُلِدَ مِنَ اللهِ." (١:٥)
نحتاج أن نقترب من كلمة الله فاحصين الكلمة المقدسة باهتمام لكي تتعمق فينا حقائق الإيمان، فنستطيع أن نقف بثبات أمام أي هرطقات.
يا رب ساعدنا لكي نميز بين روح الحق وروح الضلال. آمين.
تأمل: اللهَ مَحَبَّةٌ
١يوحنا ٤
إن أكثر الصفات المقربة والمحبوبة لدينا عن الله تتلخص في هذا الوصف الذي أعلنه لنا الله في الوحي المقدس، وهو: " اللهَ مَحَبَّةٌ". يظل هذا الإعلان الواضح في الكلمة المقدسة هو السبب في خطة الخلاص العجيبة وبرهانها الصليب، إذ يقول الرسول يوحنا موضحًا:" في هذا هي المَحَبَّةُ: ليس أنَّنا نَحنُ أحبَبنا اللهَ، بل أنَّهُ هو أحَبَّنا، وأرسَلَ ابنَهُ كفّارَةً لخطايانا." (ع ١٠)
كذلك يؤكد الرسول يوحنا أن هناك بعض السمات التي يجب توافرها في كل من ولد من الله ويعرف الله، ومنها أن نحب بعضنا البعض (ع ٢١،٧). وعندما تفيض المحبة داخلنا، نختبر الآتي:
- اللهُ يَثبُتُ فينا (ع ١٢).
- مَحَبَّتُهُ تكون قد تكمَّلَتْ فينا (ع ١٢).
- يكونَ لنا ثِقَةٌ في يومِ الدّينِ (ع١٧).
- المحبة تطرَحُ الخَوْفَ إلَى خارِجٍ (ع ١٨).
يا رب ما أعظم محبتك لنا، نحن نحبك لأنك أنت أحببتنا أولًا. ساعدنا أن يملأ حبك قلوبنا فنستطيع أن نحب الآخرين كما أحببتنا. آمين.
تأمل: اعبُدوا الرَّبَّ بفَرَحٍ
مزمور ١٠٠
عندما ندرك صفات الله وحينما نتأمل في أعماله ونختبر رحمته ومحبته نستطيع أن نهتف مع كاتب المزمور ومع كل الخليقة.
في هذه الآيات نجد الأسباب التي من أجلها هتف كاتب المزمور وترنم بحمد لله، وذلك لأن:
- الرب هو الله: هو الإله الحقيقي والوحيد وليس إله غيره (٢صموئيل ٢٢:٧)
- هو صنعنا: هو الخالق المبدع والذي له سلطان على كل الخليقة (إشعياء ١٨:٤٥)
- له نحن شعبه: صرنا ملكًا له ودعي اسمه علينا (أفسس ٥:١)
- غنم مرعاه: هو الراعي الصالح الذي بذل نفسه عنا (يوحنا ١١:١٠)
- لأن الرب صالح: كل أفكار وأعمال الله صالحة (مزمور ٩:١٤٥)
- إلى الأبد رحمته: هو نبع المحبة والرحمة، غافر الإثم وصافح عن الذنب (مزمور ١٠:١٠٣)
- إلى دور فدور أمانته: يبقى أمينًا إلى الأبد (٢تيموثاوس ١٣:٢)
أحمدك يا رب بفرح، أدخل إلى حضرتك بترنم، إلى أبوابك بحمد وإلى ديارك بالتسبيح، أبارك اسمك لأنك صالح وإلى الأبد رحمتك. آمين.