رسائل تأمل اليوم
تأمل: لا تخشَى
مزمور ٩١
يتحدث كاتب هذا المزمور عن العناية الإلهية، فهو بدون شك قد اختبر رعاية ومعية الله معه في شتى الظروف من خوفٍ وسهامٍ و وبإٍ وهلاكٍ ..إلخ؛
لكنه في كل هذه الأهوال كان الرب حصنه وملجأه، إلهه الذي اتكل عليه.
وربما نختبر في بعض الأوقات الإنقاذ الإلهي الذي عبر عنه كاتب المزمور (ع ١٠-١٣) "لا يُلاقيكَ شَرٌّ، ولا تدنو ضَربَةٌ مِنْ خَيمَتِكَ. لأنَّهُ يوصي مَلائكَتَهُ بكَ لكَيْ يَحفَظوكَ في كُلِّ طُرُقِكَ. علَى الأيدي يَحمِلونَكَ لئَلّا تصدِمَ بحَجَرٍ رِجلكَ. علَى الأسَدِ والصِّلِّ تطأُ. الشِّبلَ والثُّعبانَ تدوسُ." مثلما اختبره الفتية الثلاثة في آتون النار واختبره دانيال في جب الأسود. لكننا في أوقات أخرى سنجتاز في الألم والضيق، فهناك خوف الليل وسهام في النهار وأوبئة، وهو ما اختبره رجال الله في ضيقات حتى الموت مثل يوحنا المعمدان ويعقوب وبولس وآخرون أيضًا، فالقضية هنا ليست في الإنقاذ أو عدمه لكن في وصية الله لنا " لا تخشَى" (ع ٥).
كيف لا نخشى وسط كل هذه الأهوال؟ لأن:
- السّاكِنُ في سِترِ العَليِّ، في ظِلِّ القديرِ يَبيتُ. (ع ١)
- أنتَ يا رَبُّ مَلجإي. (ع ٩)
- يوصي مَلائكَتَهُ بكَ لكَيْ يَحفَظوكَ في كُلِّ طُرُقِكَ. (ع ١١)
ويختم بوعده الصادق، " لأنَّهُ تعَلَّقَ بي أُنَجّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأنَّهُ عَرَفَ اسمي. يَدعوني فأستَجيبُ لهُ، معهُ أنا في الضّيقِ، أُنقِذُهُ وأُمَجِّدُهُ. مِنْ طول الأيّامِ أُشبِعُهُ، وأُريهِ خَلاصي". آمين.
تأمل: مِنْ أجلِهِمْ أنا أسألُ
يوحنا ١٧
لا يكفي أن تقرأ قراءة عابرة لكلمات الصلاة التي رفعها السيد المسيح في هذا الأصحاح، لكن لابد أن تقضي وقتًا لتتأمل في كل كلمة نطق بها الرب يسوع في صلاته. ولكي تدرك أكثر معنى الكلمات وقوتها لا بد أن تدرك أنها الكلمات الأخيرة التي قالها قبل ذهابه للموت على الصليب، فهي تحتوي على عصارة فكره ومشاعره من نحو تلاميذه وأيضًا من نحو كل من يؤمن بكلامه (ع ٢٠). وها هي بعض الطلبات الأساسية التي قدمها في صلاته:
١. احفَظهُمْ في اسمِكَ الّذينَ أعطَيتَني، ليكونوا واحِدًا كما نَحنُ. (ع ١١)
٢. أنْ تحفَظَهُمْ مِنَ الشِّرّيرِ. (ع ١٥)
٣. قَدِّسهُمْ في حَقِّكَ. كلامُكَ هو حَقٌّ. (ع ١٧)
٤. ليكونَ الجميعُ واحِدًا، كما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ فيَّ وأنا فيكَ، ليكونوا هُم أيضًا واحِدًا فينا. (ع ٢١)
٥. أُريدُ أنَّ هؤُلاءِ الّذينَ أعطَيتَني يكونونَ مَعي حَيثُ أكونُ أنا، ليَنظُروا مَجدي الّذي أعطَيتَني. (ع ٢٤)
يا رب لا أجد الكلمات المناسبة التي توفي شكري وامتناني لما فعلته من أجلي، أصلي أن يتحقق كل يوم في حياتي ما صليته وطلبته من الآب لأجلنا. آمين.
تأمل: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
يوحنا ٥:١٦-٣٣
يختتم الرب يسوع المسيح محادثته الطويلة مع تلاميذه، التي بدأها من الأصحاح الثالث عشر، بآية (٣٣) من هذا الأصحاح: "فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ". لكن ماذا نستفيد من ثقتنا في أن المسيح قد غلب العالم، ونحن نواجه ضيقات متنوعة فيه؟
الحقيقة، إن العالم كنظام وضع في يد إبليس الشرير هو عدو لنا، ولا نستطيع أن نغلبه إلا بإيماننا بالسيد المسيح. يقول الرسول يوحنا: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا." (١يو٤:٥). وما هو العالم؟ "كُل مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ" (١يو١٦:٢). لذلك، "مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ" (يع٤:٤). وهكذا لا ينبغي أن نتعجب من أننا سنواجه ضيقات طالما نحن في العالم، فيقول الرسول يوحنا: "لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ" (١يو١٣:٣). نعم سنواجه ضيقات كثير في هذا العالم الذي وضع في الشرير، لكن "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ... فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو٣٥:٨، ٣٧).
إلهنا الحبيب، أعطنا أن ننظر إليك أنت المسيح المقام، يا من غلبت العالم ورئيس هذا العالم، فنتشجع في مختلف الضيقات، واثقين أن لنا فيك الغلبة. آمين.
تأمل: اُثبُتوا فيَّ
يوحنا ١:١٥-٤:١٦
إن الفعل "يثبت" يتكرر كثيرًا في الأعداد (١-١١) من الأصحاح الخامس عشر، حيث يتحدث عن:
- الثبات في الكرمة؛ والكرمة هي الرب يسوع المسيح. وكما أن الأغصان لا تستطيع أن تثمر من تلقاء نفسها، بل لابد أن تكون ثابتة في الكرمة لتستمد منها غذائها فتثمر، هكذا نحن أيضًا لا نستطيع أن نثمر أو نفعل أي شيء إن لم نثبت في المسيح. (ع ٤، ٥)
- ثبات كلمة الله فينا؛ فإن ثبتت كلمة الله فينا نطلب ما نريد فيكون لنا، لأننا وقتها سنفهم ما هي مشيئة الله ونطلبها. ومشيئة الله التي تمجده هي أن نأتي بثمر كثير. (ع ٧، ٨)
- الثبات في محبة المسيح؛ وهذا يتم بحفظنا وصاياه. (ع ٩، ١٠)
- ثبات فرح المسيح فينا؛ وهذا يتم عندما نحقق كل ما سبق أن قاله السيد المسيح (ع ١١)، وهو ما يلخصه الرب في كلامه في الأعداد (١٢-١٧).
إلهي الحبيب، بعيدًا عنك وعن كلمتك المقدسة وعن وصاياك، ليس هناك فرح. هبني أن أتحد بك مثل الغصن في الكرمة، فآتي بثمار كثيرة تمجدك. آمين.