رسائل تأمل اليوم
تامل: للموت.. مخارج
تكوين ٤١
حتى عندما ضاع الأمل لمدة عامين (عدد ١)، لم يذكُر ساقي فرعون يوسف ووعده له بأن يذكره أمام فرعون! لكن الله لا يحتاج لأشخاص لكي يتمموا مشيئته. قد يتأخر الله، أو قد يتمهل، لكن حتى لو بعد عامين سيتمم الرب عمله مع يوسف، ويحوّل كل شر لحق به إلى خير. حتى إن يوسف المسجون أصبح ثاني أعظم رجل على كل أرض مصر بعد فرعون (الأعدد ٣٩- ٤٤).
"اَللهُ لَنا إلهُ خَلاصٍ، وعِنْدَ الرَّبِّ السَّيّدِ لِلمَوْتِ مَخارِجُ" (مزمور ٦٨: ٢٠).
تامل: الصلاة والصراخ
لوقا ١٨: ١- ٨
ضرب لنا الرب يسوع مثلًا يدعونا للاطمئنان، والتأكد من أن الله يسمع ويستجيب لصلاتنا (عدد ٧، ٨). فإذا كان الإنسان يسمع ويستجيب لطلب غيره من أجل الإلحاح! (عدد ٥)، أفلا يسمع الله ويستجيب من أجل مَن يصرخون إليه؟! (عدد ٧)
وهنا يوجد فرق بين الصلاة والصراخ، بالتأكيد ليس المقصود بالصراخ هنا هو الصوت العالي. إننا أحيانًا ما نصلي مرددين بعض الكلمات، لكن البعض منا حين يصلي يصرخ من داخله وهو رافع قلبه إلى الله، حتى دون أن يتكلم. أفلا يسمع الله إلى هذا الصراخ؟! لذلك: يَنْبَغي أَن يُصَلَّى كلَّ حينٍ وَلا يُمَلَّ. (عدد ١)
تأمل: لا شيء يدوم..
تكوين ٤٠
نرى في هذا الأصحاح اثنين من الشخصيات الهامة في قصر فرعون وهما الساقي والخباز (عدد ١)، لكن هذا لا يعني دوام الحال. فالله له خطة لحياة هذين الرجلين، بل وله خطة بهما لحياة شخص آخر، وهو يوسف وهذا ما سنعرفه لاحقًا. فبعد أن كان لهما منصبًا في القصر أصبحا سجينين (عدد ٣). وأحيانًا يعطينا الله إشارة أو علامة لما سيحدث في حياتنا (عدد ٥) لكننا ربما لا نفهم قصد الله من هذه الإشارة (عدد ١٣، ١٩). وهذا كان الفرق ما بين الساقي والخباز ويوسف. فقد كانت علاقة يوسف الوثيقة بالله هي السبب في ثقته أن لله الحكمة والمعرفة وهو المعطي القدرة على الفهم (عدد ٨). وفي النهاية تتضح هذه الحقيقة بقوة: أن كل شيء لن يثبت على نفس الوضع، لأن كل شيء خاضع لإرادة الله الصالحة وخطته وتدبيره لحياة كل واحدٍ منا. لذا ثق في قدرته وحكمته وصلاحه.
تامل: أعظمك يا رب
مزمور ٣٠
ما أجمل كلمات هذا المزمور للصلاة وشكر الله على عظمة صنيعه معنا. حتى إنه انتشل نفوسنا (عدد ١) كما انتشل الراعي الخروف من الضياع (لوقا ١٥: ٥) ولم يُشمت بنا أحد من الذين يكرهون لنا الخير (عدد ١)، مثلما فعل الأب مع ابنه الضائع واحتضنه (لوقا ١٥: ٢٠). فالله هو الذي يسمع إلى استغاثات قلوبنا، فيشفي نفوسنا من الضياع والسقوط في الهاوية (عدد ٢، ٣)، بل ويسمع إلى صراخنا (عدد ٨)، ويستطيع بحسب مشيئته الصالحة، أن يحوّل حزننا وقلقنا إلى فرح وترنم (عدد ١١، ١٢)، هكذا مثلما تحوّلت حالة المرأة التي كانت تبحث عن الدرهم الذي أضاعته (لوقا ١٥: ٨- ١٠).
فأنت يا رب تستحق كل التسبيح، إلى الأبد يا رب أحمدك(عدد ١٢).