الرسائل اليومية

تأمل: حتَّى دَخَلتُ مَقادِسَ اللهِ

مزمور ٧٣

‏‏‏‏‏تعرض آساف لمشاعر متحيرة ومضطربة من نحو الله، مشاعر وأفكار سلبية اجتاحته لأنه رأى الأشرار يتمتعون بكل ملذات الحياة دون أي معاناة (ع ٣-٥)، يزدادون في غناهم وشهرتهم وسلطتهم ولا يصابون بأي أذى أو شر بالرغم من تكبرهم وأفعالهم الشريرة (ع ١٢). ربما تنتابنا مشاعر مماثلة عندما نرى الأخيار يتألمون بينما الأشرار يتنعمون، ونتساءل: «كيفَ يَعلَمُ اللهُ؟ وهل عِندَ العَليِّ مَعرِفَةٌ؟» (ع ١١) ويملأنا الحزن والإحساس بالظلم.

لكن تحول الأمر وتغير المشهد تمامًا عندما دخل آساف مقادس العلي (ع ١٧). فحينما نتواجد في محضر الله القدوس ونضع شكوانا أمامه في الصلاة يتحدث إلينا الله في كلمته المقدسة لينير أذهاننا وبصيرتنا فندرك الحقيقة التي أدركها آساف أن الله كلي الصلاح (ع١) وهو إله عادل يضع حدًا لشر الإنسان (ع ١٧-٢٠).

يا إلهي الحبيب أحمدك من كل قلبي لأنك أمسَكتَ بيَدي اليُمنَى. برأيِكَ تهديني، وبَعدُ إلَى مَجدٍ تأخُذُني. مَنْ لي في السماءِ؟ ومَعَكَ لا أُريدُ شَيئًا في الأرضِ. (ع٢٣-٢٥)

شارك الرسالة

تأمل: ابنُ الإنسانِ

يوحنا ١٩:٥-٤٧

‏‏‏‏‏مما لا شك فيه أن إعلان السيد المسيح عن ذاته لليهود قد سبب لبعضهم حيرة وربما صدمة إذ كان تصورهم للمسيا المنتظر مختلف تمامًا عن ما وجدوه في شخص الرب يسوع، فهم ينتظرون قائدًا أو ملكًا ذا سلطة وجاه يستطيع أن يخلصهم من قبضة الرومان ويرد مجد مملكة داود. وبالرغم من المعجزات العظيمة التي صنعها السيد المسيح أمام أعينهم والتعليم السماوي الذي سمعوه منه بآذانهم، إلا أنهم ظلوا على قناعتهم الرافضة لشخص السيد المسيح حتى أنهم كانوا يطلبون أن يقتلوه (ع ١٦). ونجد في هذه الآيات إعلانًا واضحًا يقدمه السيد المسيح عن ذاته، هو أن:

  • الابن مُرسل من الآب (ع ١٩و٢٠)
  • له سلطان أن يُحيي مَنْ يَشاءُ (ع ٢١)
  • له حياة في ذاته (ع ٢٦)
  • له حق الدينونة (ع ٢٧،٢٢)
  • من يسمع كلامه ويؤمن بالذي أرسله له الحياة الأبدية (ع ٢٤)

يا الله أشكرك لأجل الإعلان الإلهي عن ذاتك ومن أجل الروح القدس الساكن فينا، لأنه "ليس أحَدٌ يَقدِرُ أنْ يقولَ: «يَسوعُ رَبٌّ» إلّا بالرّوحِ القُدُسِ". (١كورنثوس ٣:١٢)

شارك الرسالة

تأمل: لتَكونَ عَيناكَ مَفتوحَتَينِ

٢ أخبار الأيام ٦

‏‏‏‏‏لا تخلو حياة أي واحد منا من الآلام والضيقات في أوقات متفرقة في حياته.

ومع اختلاف أنواع الآلام وأسبابها، ندرك بعض الحقائق، مثل:

  • سقوط الخليقة وأنينها تحت وطأة الآلام (رومية ٢٠:٨-٢٣)
  • ضعف الإنسان ومحدوديته (مزمور ١٤:١٠٣-١٦)
  • صلاح الله الكامل وسلطانه على كل شيء (ع ١٤)

وفي هذا الإصحاح نجد سليمان الملك يتضرع إلى الله قائلًا: "لتَكونَ عَيناكَ مَفتوحَتَينِ علَى هذا البَيتِ نهارًا وليلًا علَى المَوْضِعِ الّذي قُلتَ إنَّكَ تضَعُ اسمَكَ فيهِ، لتَسمَعَ الصَّلاةَ الّتي يُصَلّيها عَبدُكَ في هذا المَوْضِعِ." (ع ٢٠).

نعم ففي كل الأحوال ليس لنا ملجأ سوى إلهنا المحب والقدير لنلجأ إليه طالبين وجهه الكريم، فإنه يسمع لنا ويصغي إلى صلاتنا.

يا رب إني أحتاج إلى معونتك في وقت الضيق والرحب، انظر إلى اتضاع عبدك،

"اِرحَمني يا اللهُ ارحَمني، لأنَّهُ بكَ احتَمَتْ نَفسي، وبظِلِّ جَناحَيكَ أحتَمي إلَى أنْ تعبُرَ المَصائبُ. أصرُخُ إلَى اللهِ العَليِّ، إلَى اللهِ المُحامي عَنّي." (مزمور ١٢-٢). آمين.

شارك الرسالة

تأمل: فآمَنَ بالكلِمَةِ

يوحنا ٤٣:٤-٥٤

يذكر لنا البشير يوحنا في هذا الجزء معجزة ثانية صنعها الرب يسوع في منطقة الجليل، وربما يكون خادم الملك قد سمع عن معجزة عرس قانا الجليل فأتى إلي السيد المسيح ليسأله أن يأتي معه إلى بيته لكي يشفي ابنه قبل أن يموت.

لكن الرب يسوع يجيبه: «لا تؤمِنونَ إنْ لَمْ ترَوْا آياتٍ وعَجائبَ» (ع ٤٨). يبدو أن الرب يسوع لم يكن راضيًا (يوحنا ٢٣:٢-٢٥) ولم يكن سعيدًا بالإيمان الذي يُبنى على الحسيات والمعجزات فقط، مع ذلك أرسل الرجل إلى بيته مؤكدًا له أن ابنه قد شفي. وتأتي هنا الجملة المحورية في هذا المقطع: "فآمَنَ الرَّجُلُ بالكلِمَةِ الّتي قالها لهُ يَسوعُ" (ع ٥٠). وعندما عاد إلى بيته تيقن من سلطان السيد المسيح فآمَنَ هو وبَيتُهُ كُلُّهُ (ع ٥٣).

إلهنا العظيم، أعنا يا رب حتى نؤمن دون أن نرى لأنه طوبَى للّذينَ آمَنوا ولَمْ يَرَوْا (يوحنا ٢٩:٢٠).

شارك الرسالة