الرسائل اليومية
تأمل: أفَلا أشفَقُ أنا؟
يونان ٤
نتعجب في هذا الأصحاح لموقف يونان من توبة أهل نينوى، فنراه في غم شديد وغيظ! (ع١) بل نراه أيضًا يعاتب الله لأنه "رَؤوفٌ ورحيمٌ بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الرَّحمَةِ ونادِمٌ علَى الشَّرّ"ِ (ع٢). ومن شدة غيظه وغضبه، نراه يطلب من الله أن يأخذ نفسه منه متمنيًا الموت! (ع٣)
هل تعجبت مثلي من موقف يونان الغريب؟ هل استغربت موقفه شديد التطرف، ليس فقط من نحو أهل نينوى، لكن أيضًا من نحو الله؟
الحقيقة كثيرًا ما نُفكر مثل يونان، وكثيرًا ما نتمنى أن يبيد الله الأشرار. نتمنى أن يُنزل عليهم عقابًا شديدًا، لأنهم صنعوا بنا شرًا، بل وربما نطلب منه أن يمحوهم من على وجه الأرض. هكذا فكر يعقوب ويوحنا تلميذا الرب يسوع عندما رفض أهل السامرة أن يستقبلوا السيد المسيح، فقالا له: «يا رَبُّ، أتُريدُ أنْ نَقولَ أنْ تنزِلَ نارٌ مِنَ السماءِ فتُفنيَهُمْ، كما فعَلَ إيليّا أيضًا؟».فالتَفَتَ وانتَهَرَهُما وقالَ: «لَستُما تعلَمانِ مِنْ أيِّ روحٍ أنتُما! لأنَّ ابنَ الإنسانِ لَمْ يأتِ ليُهلِكَ أنفُسَ النّاسِ، بل ليُخَلِّصَ». (لوقا٥٤:٩-٥٦).
يا رب علمني أن أحب أعدائي، أن أُحسن لمبغضيَّ، وأن أصلي لأجل المسيئين إليَّ. فأتشبه بك في محبتك وشفقتك على الجميع (ع١١). آمين
تأمل: التقاضي بين المؤمنين
١ كورنثوس ٦
للأسف أصبح من الأمور العادية اليوم أن يقاضي الأخ أخاه من أجل الميراث، أن تتخاصم الأخت مع أخيها بسبب المال، أن يقاضي الابن أباه من أجل الممتلكات. عندما كتب الرسول بولس رسالته كان يخاطب اليونانيين الذين اعتادوا مقاضاة بعضهم البعض في المحاكم رغم أن النظام القضائي لم يكن منصفًا في كثير من الأحيان. وما يحير الرسول بولس هو فتور محبة الكثيرين. كيف أنهم يقاضون بعضهم بعضًا أمام المحاكم! كيف استطاعوا أن يظلموا بعضهم البعض وهم إخوة في جسد الرب (ع٨)؟ كيف برروا لأنفسهم السرقة والزنا والطمع والخطف (ع١٠)؟ هل مازلنا نعاني من تلك الأمور في عائلاتنا أو كنيستنا؟
يا رب احفظني من الطمع والشهوة، علمني أن أتصرف بالحكمة، أن أسلك بالمحبة، وأن أواجه المشاكل باللطف وأن أعيش في طاعتك وخوفك. آمين.
تأمل: اليوم يوم بشارة
٢ ملوك ٧
قصة الأربعة البرص ترينا نعمة الله المتجهة لأشقى الناس وأكثرهم تعاسة، لتنقذهم وتخلصهم.
كان البرص مطرودين ومنبوذين من شعبهم داخليًا، ومهددين من الأعداء خارجيًا. لم يكن أمامهم سوى الموت جوعًا والهلاك. وهم يمثلون حالة جميع البشر الخطاة النجسين إزاء قداسة الله، والمذنبين إزاء عدالة الله. "لأنَّنا كُنّا نَحنُ أيضًا قَبلًا أغبياءَ، غَيرَ طائعينَ، ضالّينَ، مُستَعبَدينَ لشَهَواتٍ ولَذّاتٍ مُختَلِفَةٍ، عائشينَ في الخُبثِ والحَسَدِ، مَمقوتينَ، مُبغِضينَ بَعضُنا بَعضًا. ولكن حينَ ظَهَرَ لُطفُ مُخَلِّصِنا اللهِ وإحسانُهُ -لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ- خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتَجديدِ الرّوحِ القُدُسِ الّذي سكَبَهُ بغِنًى علَينا بيَسوعَ المَسيحِ مُخَلِّصِنا." (تيطس ٣:٣-٦).
أدرك الأربعة البرص تقصيرهم في حمل البشارة لذويهم (ع٩)، لذلك دخلوا المدينة حاملين البشارة. واليوم كيف لنا أن نكتفي بنعمة الله لنا وننسى الهالكين حولنا؟ كيف بعد أن عرفنا الحق،نصمت عن إخبار الآخرين؟ "لأنَّنا نَحنُ لا يُمكِنُنا أنْ لا نَتَكلَّمَ بما رأينا وسَمِعنا." (أعمال ٢٠:٤)