الرسائل اليومية
تأمل: لا بتحزب بل بتواضع
١ كونثوس ١:١-١٧
كانت الكنيسة في كورنثوس تتميز بالمعرفة والعلم (ع٥)، غنية بالمواهب المتنوعة (ع٧)، لكنها كانت تعاني من الانقسامات والانشقاقات (ع١٠).
إن اختلاف الرأي في تدبير أمور الخدمة بالكنيسة من الأمور الطبيعية شأنها شأن اختلاف الآراء والشخصيات في الأسرة الواحدة، وهذا التنوع يثري الكنيسة، لأن تنوع الطاقات والخدمات يعطي مساحة أكبر للمشاركة والتأثير. لكن لو كان الاختلاف يؤدي بنا إلى التناحر والنفور، فهذا يمثل مشكلة المشاكل، ينهار العمل الجماعي ونخطئ في حق الله.
تبدأ المشاكل حينما تأخذ هذه الاختلافات موقف التحزب، والأغراض الشخصية والتحيز. وهذا ما حدث في كنيسة كورنثوس (ع١٢). فسرعان ما يدب الخلاف وينقسم أعضاء الجسد الواحد ما بين معارض ومنحاز بدلاً من أن يكونوا جميعًا إخوة وأخوات في المسيح يسوع ربنا.
يارب أعني على محبة الآخرين وتقدير فكرهم وآرائهم لكي يكون لنا الفكر الواحد والمحبة الواحدة لا بتحزب بل بتواضع، حاسبين بعضنا البعض أفضل من أنفسنا.(فيلبي ٣:٢)
تأمل: أمور يصعب تصديقها
مرقس ١٦
برغم أن الرب يسوع أخبر تلاميذه من قبل بقيامته، لكن يبدو أن الفكرة كانت أصعب من أن يصدقوها، فعندما ذهبت النساء إلى القبر في ذلك الصباح لم يخطر ببالهن احتمال أن يكون السيد المسيح حيًا. فأخفين حزنهن خلف تفاصيل عملية تحنيط جسد الرب يسوع (ع١) ومناقشة كيف يدحرجن الحجر عن القبر. وقد أرعبهن القبر المفتوح ووجود الملاك والرسالة التي أبلغهن بها "قد قامَ! ليس هو ههنا."(ع٦). فهربن من القبر(ع٧)، فلم يكن هذا الخبر بالنسبة لهن أبعد فقط من أن يكون حقيقيًا لكنه كان أيضًا أجمل من أن يقدرن على استيعابه.
ربما يجد البعض أيضًا صعوبة في إدراك حقيقة القيامة، ولكن كلما أدركنا صلاح الله وقوة عمله فينا، زاد يقيننا أن الرب يسوع المسيح حي.
أسبحك يا ربي يسوع من أجل انتصارك على الموت ومن أجل قوتك، أعني لأحيا كل أيام حياتي مدركًا وواعيًا لحقيقة وجودك معي، ومصليًا مع الرسول بولس "لأعرِفَهُ، وقوَّةَ قيامَتِهِ، وشَرِكَةَ آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بموتِهِ" (فيلبي١٠:٣)
تأمل: شهوة الامتلاك
١ ملوك ٢١
يرينا الملك أخاب صورة للإنسان الذي لا يشبع ولا يكتفي، بل يشتهي دائمًا برغم كثرة ما عنده. فكل إنسان بعيد عن الله لن يملأ قلبه شئ من هذا العالم.
أما نابوت اليزرعيلي، فهو شخص تقي متمسك بشريعة إلهه. لقد رفض أن يبيع كرمه لأخاب طاعة للشريعة. (لاويين٢٣:٢٥)، محافظًا على ميراث آبائه.
وافق أخاب على خطة زوجته الشريرة، ورضي أن تستغل سلطانه الملكي لتحقيق أطماعه (ع٨). لجأت إيزابل لحيلة دينية استخدمت فيها اسم الله للتخلص من نابوت الخائف الله! لكن أين يذهب أخاب من الله؟.. لقد امتلك ما قد اشتهاه، لكنه بينما هو ذاهب للتمتع بما امتلكه، إذ به يفاجأ بإيليا يعلن له القصاص الإلهي الرهيب. أظهر أخاب دلائل توبة وإنكسار، لكن هل كانت هذه توبة حقيقية ورجوعًا عن الشر؟.. كلا فبقية تاريخه تُظهر عكس ذلك.
يا رب سامحني عن كل مرة أشتهيت فيها ما لغيري، احفظني من خطية الشهوة وحب الامتلاك، وعلمني أن لا أشتهي إلا الحياة معك وطاعة كلمتك. "هأنَذا قد اشتَهَيتُ وصاياكَ. بعَدلِكَ أحيِني." (المَزاميرُ ٤٠:١١٩)
تأمل: الاختيار
مرقس ١٥: ١-٢٠
كان بيلاطس الوالي - الذي يمثل الإمبراطورية الرومانية - مهتمًا بحفظ النظام في أورشليم خلال أعياد الفصح.
وفي الساعات المبكرة من الصباح جاء رؤساء اليهود بالرب يسوع وأوقفوه أمام بيلاطس متعجلين أن يحكم عليه بالموت. وهنا نرى بيلاطس يعاني من الصراع والتمزق بين اختيارين: استيائه من إدانة رجل برئ، ورغبته في إرضاء الجموع (ع١٥،١٠).
وإذ يقوم بيلاطس باستجواب يسوع، يتعجب من صمته أمام اتهامات المشتكين عليه، وعدم دفاعه عن نفسه. سعى بيلاطس بمختلف الطرق إلى إقناع الجموع بإطلاق يسوع (ع١٤). لكن فشلت محاولاته. فكان أمامه أن يتخذ قرارًا، فهو كوالٍ روماني له الحق في إعلان براءة الرب يسوع وإطلاق سراحه، لكننا نقرأ الآية "فبيلاطُسُ إذ كانَ يُريدُ أنْ يَعمَلَ للجَمعِ ما يُرضيهِمْ، أطلَقَ لهُمْ باراباسَ، وأسلَمَ يَسوعَ، بَعدَما جَلَدَهُ، ليُصلَبَ." (ع١٥).
ربما كان ذلك بسبب خوفه مما قد تفعله به الغوغاء الغاضبة، أو بسبب خوفه على سمعته أو مركزه. مهما كان السبب، فإن بيلاطس الذي عرف الحق والصواب في الأمر قد استسلم وخضع عمدًا لضغوط الجمع، وأدان الرب يسوع.
والسؤال لنا اليوم هو: ماذا نفعل عند مواجهة ضغوطًا لإرضاء الناس؟ هل نهتم بإرضائهم، أم نهتم بإرضاء الله أولاً مهما كانت النتائج؟