الرسائل اليومية
تأمل: في جثسيماني
مرقس ١٤: ٣٢-٧٢
ذهب الرب يسوع إلى جثسيماني ليصلي. وفي هذا المشهد نلاحظ عدة أمور:
- توجه قبل أن يُقبض عليه ويُصلب إلى مكان يستطيع فيه أن يصلي في هدوء. وقد شجِّع تلاميذه أيضًا على ذلك، فقال لهم: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ." (ع٣٨).
- كان تحت ضغط نفسي رهيب، فيقول الكتاب: "وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ" (ع٣٣)؛ وأيضًا يقول الرب يسوع "نَفْسي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ." (ع٣٤).
- كان يريد أن يكون أحبائه بجانبه في هذا الوقت العصيب. لذلك، أخذ الرب يسوع معه تلاميذه المقربين: بطرس ويعقوب ويوحنا. لكنهم للأسف لم يستطيعوا أن يسهروا معه في ضيقه، بل كانوا نيامًا.
- كان محور صلاته للآب هو أن يرفع الله هذه الكأس المؤلمة عنه. لكننا نراه رغمًا عن ذلك يسلم لله طريقه، ويطلب "لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ." (ع٣٦).
لقد اجتاز مسيحنا القدوس البار مختلف أنواع الآلام مثلنا، لكنه لم يخطئ أبدًا، بل صارت حياته مثالًا لنا في كل شيء. يقول الرسول بطرس: "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ." (١بط٢١:٢).
تأمل: العطر الغالي
مرقس١:١٤-٣١
في الوقت الذي يستعد فيه المسيح للصلب والموت ليخلِّص الإنسان الذي أحبه محبة غير محدودة، نرى رؤساء الكهنة والكتبة يتآمرون ليقتلوه، وتلميذه يهوذا يخونه، وتلميذه بطرس سينكره، والكل سيتركه ويهرب لحظة القبض عليه. هذا ما حدث مع ابن الله وهو ذاهب للصليب: خيانة الأصدقاء، وهجر الأحباء، وكراهية رجال الدين، والتآمر لقتله، ومحاكمته ظلمًا.
كل هذه الأمور الصعبة، لابد وأنها قد كسرت قلب المسيح المحب.
ووسط هذه المشاهد المظلمة، يسرد لنا الروح القدس ما حدث في بيت عنيا. كيف كسرت المرأة زجاجة العطر باهظ الثمن لتعبِّر عن محبتها الشديدة للمسيح. كان ثمن هذا الطيب يساوي أكثر من أجر عشرة شهور عمل. وعندما اغتاظ الحضور بسبب إتلاف هذا العطر، أمرهم المسيح ألا يزعجوها، وابتدأ يدافع عنها. نعم، لقد سُرَ قلب المسيح بمحبتها.
يا ترى، ما الذي ضحينا به بسبب محبتنا للسيد المسيح؟ هل نحن على استعداد أن نقدم له أغلى مانملك لنعبر عن محبتنا له؟ هل نكسر قلبه أم نكسر قوارير طيبنا ونسكبها على رأسه؟
ساعدني يا رب حتى أُنعش قلبك بمحبتي، وأن أقدم كل غالي لك.
تأمل: عادل ورحيم
عاموس ١
يبدأ عاموس رسالته التي تتمحور حول إسرائيل (المملكة الشمالية) بإعلان دينونة الرب على الشعوب المحيطة بإسرائيل، وينتهي بالمملكة الشمالية نفسها (الأصحاح الأول والثاني). ويعلن في الأصحاح الأول الدينونة على هذه البلاد: دمشق (ع٣) – غزة (ع٦) – صور (ع٩) – أدوم (ع١١) – بني عمون (ع١٣). ويخبرنا مع كل دينونة ما ارتكبته هذه البلاد من شر يستحق عقاب الله لهم. هذه الشرور هي العنف والقتل والقسوة والنهب والظلم والخيانة والطمع.
نستطيع أن نرى في هذا الأصحاح عدل الله. لذلك يقول الرسول بولس: "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ َواسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ." (رو٣:٢-٦). لكن قد أوجد الله حلًا، يقول الرسول بطرس: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (أع٣٨:٢)، وأيضًا يقول: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أع٤٣:١٠).
تأمل: الأمانة في الخدمة
١مل٣٣:١٥-٣٤:١٦
الملوك المذكورين في هذا المقطع كلهم من المملكة الشمالية، وهي إسرائيل. كل ملوكها عملوا الشر في عيني الرب، ولم تكن لهم علاقة مع الله، بل تحولوا إلى الوثنية وكل أشكال النجاسة والفساد. لكن الله لم يترك نفسه بلا شاهد وسط هذه الظلمة، فأقام أنبياء أعلنوا كلامه بكل أمانة وشجاعة. فنرى ياهو بن حناني النبي يبلَّغ رسالة خطيرة من الرب للملك بعشا (ع٢-٤). وهذا هو دور كل خادم أمين لله، مهما كان الشر المحيط به. فيقول الرب يسوع: "فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ." (لو٤٢:١٢-٤٤)
يا رب.. قويني بروحك القدوس لكي أكون عبدًا أمينًا وشجاعًا في كل خدمة أعطيتني إياها.