الرسائل اليومية

تأمل: عَرِّفني مِقدار أيّامي 

مزمور ٣٩ 

‏ثلاث أفكار رئيسية يتحدث هذا المزمور عنها. أولًا، الصمت تجاه الآلام ومضايقات الأشرار. فقد اختار كاتب المزمور أن يصمت، بالرغم من أن الكلام سيريحيه (ع ٢)، حتى لا يخطئ (ع ١)، ولأنه يعلم أن تلك المتاعب إنما هي تأديبات من الرب بسبب ما اقترفه من آثام (ع ٩، ١١).   

ثانيًا، زوال الإنسان السريع. فبدلًا من أن يخطئ كاتب المزمور في شكواه من الآلام التي يجتازها، اختار أن يطلب من الرب إلهه أن يجعله يدرك كيف أنه زائل. فالعمر كالأشبار قصير جدًا، وكالخيال سريع جدًا (ع ٦)، وكنفخة من الفم تنتهي بسرعة (ع ١١). فعندما يدرك المرء أن وجوده أمر مؤقت وسريعًا ينتهي، يهتم كيف يرضي الله ويتجنب الشرور التي يبغضها. 

ثالثًا، المعاناة من الخطية. فقد جلبت الخطايا على كاتب المزمور متاعب كثيرة، لذلك يطلب من الله أن ينجيه مما يعاني منه. لكنه يدرك أيضًا أن معاناته تلك هي تأديبات من الله، فيصمت عن الشكوى (ع ٩). لكنه يترجى الله وينتظره (ع ٧، ١٢). 

يا رب، سامحني إن نسبت إليك ظلمًا في ضيقاتي. أتضع أمامك، وأقبل تأديباتك، وأتوب عن خطاياي. اجعلني أدرك أن العمر قصير، فأحيا مقدسًا ومُكرسًا لشخصك كل أيام حياتي. آمين. 

 

شارك الرسالة

تامل: يا إلهي لا تبعد عني

مزمور ٣٨

ما أجمل أن يقف الإنسان أمام الله ويقدم له توبة حقيقية نابعة من القلب (عدد ١). كثيرًا ما نشعر بتلك المشاعر التي يخبرنا بها داود النبي في هذا المزمور، حتى أنه يشعر بألم جسدي من شدة شعورة بالندم والحزن على خطاياه وإحساسه أنها ثقيلة جدًا عليه (أعدد ٣- ١٠). لكن داود  يعلم أن ليس له خلاص إلا الله ( عدد ٢١، ٢٢)، حيث لا تنفع الإنسان صحة ولا قوة (أعدد ٨- ١٠)، لا ينفع أصحاب أو أحباء (عدد ١١). بل المعونة والنجاة والخلاص من الله الغافر الخطايا مهما ثقلت (عدد ٢٢)، لهذا يجب أن نفتح قلوبنا لنقدم توبة حقيقية إلى الله، فالتوبة هي التي تُفرح قلب الله.
"يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." (لوقا ١٥: ١٠)

شارك الرسالة

تامل: الله عادل

مزمور ٣٧


كثيرًا ما نعثر عندما ننظر إلى نجاح البعض من حولنا، لأننا نعلم أن هذا النجاح عن طريق غير شريف! أو دون وجه حق! أيًا كان الموقف والطريقة، وأيًا كان المجال أو المكان، لكن معظمنا قد يتعرّض لمثل هذا الموقف. مما يجعلنا نغار، أو نغتاظ من هؤلاء الأشخاص (عدد ١)، فلماذا يعيش الأشرار في نجاح وسعادة؟! ولماذا نتعب نحن جدًا حتى نصل لبداية النجاح؟! 
الإجابة واضحة في هذا المزمور، فهو يخبرنا أن نجاح الأشرار السريع هذا لن يدوم (عدد ٢). بينما الإنسان الذي يعمل الخير، والمُتكل على الرب، سينعم بعطايا الله وإحساناته وسلامه وعدله ( أعداد ٣- ٦، ١١، ٢٨، ٢٩).
لذلك أعمل الخير واصبر، انتظر عدل الله وخلاصه، ولا تنظر لنجاح الأشرار ( عدد ٧، ٨).
"أمّا خَلاصُ الصِّدّيقينَ فمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، حِصنِهمْ في زَمانِ الضّيقِ. ويُعينُهُمُ الرَّبُّ ويُنَجّيهِمْ.  يُنقِذُهُمْ مِنَ الأشرارِ ويُخَلِّصُهُمْ، لأنَّهُمُ احتَمَوْا بهِ " ( عدد ٣٩، ٤٠)

شارك الرسالة

تامل: إلى أين تنظر عينيك؟

تكوين ٤٥: ٤- ٨

في الوقت الذي أراد فيه يوسف أن يكشف عن شخصيته لإخوته، قال لهم كلمات يصعب على من يعرف ما حدث له استيعاب كيف صدر هذا الكلام منه، وأيضًا لمن قال هذه الكلمات!

عندما قال لهم: «أنا يوسُفُ أخوكُمُ الّذي بعتُموهُ إلَى مِصرَ. والآنَ لا تتأسَّفوا ولا تغتاظوا لأنَّكُمْ بعتُموني إلَى هنا، لأنَّهُ لاستِبقاءِ حياةٍ أرسَلَنيَ اللهُ قُدّامَكُمْ...  فالآنَ ليس أنتُمْ أرسَلتُموني إلَى هنا بل اللهُ».

أي قلب هذا الذي لا يحتمل أن يتسبب في إثارة الغيظ والخجل أو أن يوجه اللوم لمن ظلموه وأساءوا إليه؟! يوسف لم يتحمل أن يعتذر له إخوته على ظلمهم له وكرههم إياه. ليس هذا فقط بل نجده يحاول أن يبرر لهم القصد من وراء ما حدث، حتى يرفع عنهم الحرج! فأي قدر من المحبة والغفران هذا؟! هذا هو القلب الذي يعيش بحسب وصايا الله لإرضائه

إذا نظرنا لما فعله إخوة يوسف معه، وما عاشه يوسف من حياة قاسية ظالمة، ربما لن نستطيع أن نغفر، مثلما غفر يوسف بكل محبة.

لكن يوسف لا ينظر لشيء ولا لأحد غير الله، الذي يقبل من يده كل شيء، فها هو يترك حياته لله واثقًا أنه سيقضي له بالخير دائمًا.

شارك الرسالة