الرسائل اليومية

تأمل: خُبزًا مِنَ السماءِ

خروج ١٦و١٧

نستطيع بسهولة أن ندرك طبيعة الصحراء لأنها تشكل أكثر من ٩٥% من مساحة مصر، فهي كما تعلمنا منذ الصغر توصف بأنها "صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء". في هذه الطبيعة الصحراوية الصعبة يرتحل شعب بأكمله، عدد المشاة فيه (فوق ٢٠ سنة) يزيد عن ٦٠٠ ألف (٣٧:١٢).
فكيف يستطيع موسى أن يوفر طعام وشراب لهذا الشعب؟ نرى هنا التدخل الإلهي العظيم لإشباع جوعهم وإرواء عطشهم بطرق معجزيه تفوق الوصف.
لكننا نجد أيضًا كيف يطلب الله من الشعب أن يقوم بدوره بكل طاعة وخضوع، فبينما يوفر الله المن والسلوى بغزارة ليكفي جميع الشعب، فإنه يطلب من الشعب أن يجمع قدر حاجاته فلا يقلل أو يكثر فلا مجال للكسل أو الطمع، كذلك بينما يعطي الله النصرة لشعبه في حربه مع عماليق من خلال رفع موسى ليديه، لكنه يطلب من الشعب أن يجاهد ويحارب بكل قوته. نتعلم من خلال كلمة الله أننا لابد أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، واثقين أن الله يتدخل بنعمته، ويفعل بقدرته ما لا نستطيع أن نفعله. "إنَّ إلهَ السماءِ يُعطينا النَّجاحَ، ونَحنُ عَبيدُهُ نَقومُ ونَبني" (نحميا ٢٠:٢)

شارك الرسالة

تأمل: رنموا له

خروج ١٥

يتفق المفسرون على أن الأعداد من ١-١٩ هي أول ترنيمة في الكتاب المقدس. رنم موسى والشعب هذه الترنيمة، بعدما رأوا قدرة الله وعظمة قوته في شق البحر، وإنقاذهم من فرعون وجيشه العظيم فتغنوا بقدرته وخلاصه (ع ٢-١٠)، وأنشدوا بقداسته ورأفته (ع ١١،١٢)، بمهابته وعظمته (ع ١٤-١٦).

يقول المرنم: "سبِّحوا الرَّبَّ، لأنَّ التَّرَنُّمَ لإلهِنا صالِحٌ. لأنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسبيحُ لائقٌ" (مزمور ١:١٤٧). فعندما تغمرنا محبة الله ونختبر نعمته ورحمته علينا ونشهد رعايته وامانته في حياتنا، تنطلق أفواهنا بالتسبيح وتشدو قلوبنا مترنمة بعجائبه وسلطانه.

ما هي الترنيمة التي تريد أن ترفعها اليوم للرب؟ ما هي التسبحة التي تملأ فمك وقلبك لإلهنا؟

اِهتِفي للرَّبِّ يا كُلَّ الأرضِ. اعبُدوا الرَّبَّ بفَرَحٍ. ادخُلوا إلَى حَضرَتِهِ بترَنُّمٍ. اعلَموا أنَّ الرَّبَّ هو اللهُ. هو صَنَعَنا، ولهُ نَحنُ شَعبُهُ وغَنَمُ مَرعاهُ. ادخُلوا أبوابَهُ بحَمدٍ، ديارَهُ بالتَّسبيحِ. احمَدوهُ، بارِكوا اسمَهُ. لأنَّ الرَّبَّ صالِحٌ، إلَى الأبدِ رَحمَتُهُ، وإلَى دَوْرٍ فدَوْرٍ أمانَتُهُ.
(مزمور ١٠٠)

 

شارك الرسالة

تأمل: الإعلان الأخير

عبرانيين ١

من خلال قراءتنا للعهد القديم، نرى كيف كان الله يُكلم البشر بواسطة الأنبياء، من خلال أشكال وطرق متعددة، في حلم أو في رؤية أو بواسطة ملاك من السماء.

تحدث إليهم بدءًا من سفر التكوين من خلال الخليقة وعظمتها، السقوط والطوفان، ثم من خلال الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، ثم قصة موسى والخروج والشريعة، ثم بأشعار داود وأمثال سليمان، ورسائل الأنبياء المتتالية، لنرى كيف كانت هذه الرسائل محددة ومتدرجة، لتُهيئ الفكر البشري لاستقبال ذروة الإعلان الإلهي واكتماله من خلال الكلمة المتجسد (ع ٢)، الخالق لكل العالمين (ع ١٠،٢)، جوهر الله ومجده (ع ٣)، مخلص العالم (ع ٣)، ليكتمل في الرب يسوع المسيح الإعلان الإلهي للبشر. يا له من امتياز عظيم أن نحيا في معرفة السيد المسيح، من خلال كلمته المقدسة التي تشهد له (يوحنا ٣٩:٥).

يا مخلصي أشكرك لأنك أعلنت لنا بتجسدك عن جوهر الله وبهاءه. ضع في قلبي اشتياق دائم لكلمتك المقدسة، فأعرفك وأتمسك بتعليمك. آمين

شارك الرسالة

تأمل: حكمة الله
أمثال ٤


يتحدث الأصحاح الرابع من سفر الأمثال عن نصائح ووصايا من الأب إلى ابنه، وينقسم الأصحاح إلى ثلاثة أقسام. أولًا، الأعداد ١-٩، وتتحدث عن مكافآت اتَباع الحكمة. وثانيًا، الأعداد ١٠-١٩، وتتحدث عن تحذيرات من طريق الأشرار، المحتقرين الحكمة والأدب. ثالثًا، الأعداد ٢٠-٢٧، وفيه يعود الأب ليؤكد على أهمية اتباع الحكمة والفهم، والنتائج الطيبة التي يجنيها الابن من وراء ذلك.
لكن ما هي الحكمة؟ يشرح سفر الأمثال معنى الحكمة بأنها: مخافة الرب (أمثال ١: ٧)، ومعرفة الله القدوس (أمثال ٣٠: ٣)، ومعرفة طريق الرب (أمثال ٢: ١٠؛ ٥: ١)، وهي الاستقامة والحيدان عن الشر (أمثال ٤: ١١)، وتنفيذ كلام الرب ووصاياه (أمثال ٤: ٥). كما أن العهد الجديد يعلن لنا أن المسيح هو حكمة الله. وقد أعطى لنا الله حكمته يسوع المسيح ليصير لنا برًا وقداسة وفداء (كورنثوس الأولى ١: ٢٤، ٣٠). فكما أن الحكمة في سفر الأمثال هي أهم من كل المقتنيات (ع٧)، وتهب الحياة والسلام والمجد (ع ٤، ٨-٩، ٢٢)؛ كذلك المسيح أيضًا، الذي هو حكمة الله المتجسدة، الذي وهب لنا بدمه الثمين الحياة الأبدية والهناء والسلام والسعادة. له المجد لأبد الآبدين.

شارك الرسالة