الرسائل اليومية

تأمل:  قُومُوا وَصَلُّوا 

لوقا ٢٢: ٣٩-٧١ 

‏يهتم إنجيل لوقا بموضوع الصلاة. فيسرد لنا كيف أن الرب يسوع بعدما أوصى تلاميذه أن يصلوا (ع ٤٠)، أعطاهم مثالًا حيًا بانفصاله عنهم، وركوعه على الأرض، والصلاة إلى الآب بجهاد ولجاجة (ع ٤١، ٤٤). ونتيجة للصلاة، ظهر له ملاك من السماء ليقويه (ع ٤٣). ولأن الرب يسوع  يعلم احتياج التلاميذ أيضًا للصلاة، وبخهم لأنهم ناموا بدلًا من أن يصلوا (ع ٤٦). 

وعلى عكس السيد، فإن عدم صلاة بطرس كان لها أثر سيء للغاية. فقد تبع الرب من بعيد، وهو الذي سبق ووعده بأنه سيمضي معه حتى إلى السجن وإلى الموت (لوقا ٢٢: ٣٣). وأنكر أنه يعرف الرب يسوع ثلاثة مرات، كما قال له الرب سابقًا (لوقا ٢٢: ٣٤، ٦١). 

إن احتياجنا للصلاة أمر حتمي ولا شك فيه، وذلك لكي لا نخطئ عندما تواجهنا التجارب المتنوعة، ولكي نحقق مشيئة الله في حياتنا. فإن صلى المسيح بلجاجة وجهاد حتى أن عرقه نزل كقطرات دم على الأرض (ع ٤٤)، فكم نحتاج نحن الضعفاء للصلاة واللجاجة حتى نتقوى بالروح القدس، فلا نخطئ، ونسير قدمًا بثبات لنحقق مشيئة الله. 

شارك الرسالة

تأمل: حسبما أذلوهم نموا

خروج ١-٢

بينما كان شعب الله فى مصر، لاشك أنهم كانوا يتساءلون: ماذا أنت فاعل بنا يا الله؟ كثيراً ما يكون هذا هو شعورنا في أوقات الضياع وانعدام الأمن والأمان من حياتنا. إننا نتطلع إلى الأمام قائلين: ماعسى أن يكون المستقبل بالنسبة لنا؟

الذي يتأمل فى حياة شعب إسرائيل تحت عبودية فرعون مصر، يظن لأول وهلة أن فرعون هو سيد الموقف، وبالتالي فحياة الإسرائيليين عرضة للإذلال والضياع. ولكن الذى يتتبع القصة إلى نهايتها سيتحقق بنفسه كيف انقلب الموقف بقوة رب الجنود. فقد أذلّ فرعون شعب بني إسرائيل، لكنهم نموا وامتدوا أكثر، وأخافوا المصريين (خروج ١: ١٢). كما أن محاولات فرعون لإماتة ذكور العبرانيين عندما يولدون قد باءت بالفشل (خروج ١: ١٥-٢٢). وبعد أن قرر فرعون إغراق مواليد بني إسرائيل الذكور في النهر،

ها الرب يهيئ في قلب قصر فرعون عبده موسى، ليقود الشعب في خروجه من أرض العبودية نهائيًا (خروج ٢).

يا رب، أثق أن مستقبلي في يديك، وأنك تستخدم حتى الشر والأشرار لخيري. املأ قلبى بالطمأنينة مهما كانت الظروف والمتاعب التي تواجهني. آمين.

شارك الرسالة

تأمل: عَرِّفني مِقدار أيّامي 

مزمور ٣٩ 

‏ثلاث أفكار رئيسية يتحدث هذا المزمور عنها. أولًا، الصمت تجاه الآلام ومضايقات الأشرار. فقد اختار كاتب المزمور أن يصمت، بالرغم من أن الكلام سيريحيه (ع ٢)، حتى لا يخطئ (ع ١)، ولأنه يعلم أن تلك المتاعب إنما هي تأديبات من الرب بسبب ما اقترفه من آثام (ع ٩، ١١).   

ثانيًا، زوال الإنسان السريع. فبدلًا من أن يخطئ كاتب المزمور في شكواه من الآلام التي يجتازها، اختار أن يطلب من الرب إلهه أن يجعله يدرك كيف أنه زائل. فالعمر كالأشبار قصير جدًا، وكالخيال سريع جدًا (ع ٦)، وكنفخة من الفم تنتهي بسرعة (ع ١١). فعندما يدرك المرء أن وجوده أمر مؤقت وسريعًا ينتهي، يهتم كيف يرضي الله ويتجنب الشرور التي يبغضها. 

ثالثًا، المعاناة من الخطية. فقد جلبت الخطايا على كاتب المزمور متاعب كثيرة، لذلك يطلب من الله أن ينجيه مما يعاني منه. لكنه يدرك أيضًا أن معاناته تلك هي تأديبات من الله، فيصمت عن الشكوى (ع ٩). لكنه يترجى الله وينتظره (ع ٧، ١٢). 

يا رب، سامحني إن نسبت إليك ظلمًا في ضيقاتي. أتضع أمامك، وأقبل تأديباتك، وأتوب عن خطاياي. اجعلني أدرك أن العمر قصير، فأحيا مقدسًا ومُكرسًا لشخصك كل أيام حياتي. آمين. 

 

شارك الرسالة

تامل: يا إلهي لا تبعد عني

مزمور ٣٨

ما أجمل أن يقف الإنسان أمام الله ويقدم له توبة حقيقية نابعة من القلب (عدد ١). كثيرًا ما نشعر بتلك المشاعر التي يخبرنا بها داود النبي في هذا المزمور، حتى أنه يشعر بألم جسدي من شدة شعورة بالندم والحزن على خطاياه وإحساسه أنها ثقيلة جدًا عليه (أعدد ٣- ١٠). لكن داود  يعلم أن ليس له خلاص إلا الله ( عدد ٢١، ٢٢)، حيث لا تنفع الإنسان صحة ولا قوة (أعدد ٨- ١٠)، لا ينفع أصحاب أو أحباء (عدد ١١). بل المعونة والنجاة والخلاص من الله الغافر الخطايا مهما ثقلت (عدد ٢٢)، لهذا يجب أن نفتح قلوبنا لنقدم توبة حقيقية إلى الله، فالتوبة هي التي تُفرح قلب الله.
"يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." (لوقا ١٥: ١٠)

شارك الرسالة