الرسائل اليومية
تأمل: ملكي صادق
عبرانيين ٧
نتعرف على الكاهن ملكي صادق في تكوين ١٤، ولم يرد هذا الاسم في أي موضع آخر في كل العهد القديم إلا في نبوة عن الكاهن الأعظم الرب يسوع المسيح فيقول: "أقسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَندَمَ: «أنتَ كاهِنٌ إلَى الأبدِ علَى رُتبَةِ مَلكي صادَقَ" (مز٤:١١٠). وترجمة الاسم ملكي هو "بار" أو "ملك البر" (ع ٢)، وهو ملك ساليم: أي "ملك السلام" (ع ٢). ويظهر ملكي صادق ككاهن الله العلي قبل إنشاء الكهنوت اللاوي. وكما نلاحظ يأتي البر أولًا ثم السلام، وهذا الترتيب له دلالة فلابد لنا أن نتبرر أولاً بالإيمان حتى نحصل على السلام مع الله، كما يقول الرسول بولس: "فإذْ قد تبَرَّرنا بالإيمانِ لنا سلامٌ مع اللهِ برَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ." (رو ١:٥). فالسيد المسيح الأزلي الأبدى (ع ٣) هو رئيس كهنتنا الأعظم وهو مانح البر وهو مَن وهب لنا السلام مع الله"... الكُلَّ مِنَ اللهِ، الّذي صالَحَنا لنَفسِهِ بيَسوعَ المَسيحِ، وأعطانا خِدمَةَ المُصالَحَةِ"
(٢كو ١٨:٥). يا رئيس كهنتنا الأعظم أشكرك لأنك بررتني وغفرت خطاياي ووهبتني السلام والمصالحة مع الله. آمين.
تأمل: بَدءُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ
أمثال ٩
نجد في هذا الأصحاح تقسيم البشر إلى قسمين: الحكيم والمستهذئ. ويصف المستهزئ بأنه ذلك الشخص الذي إذا تم توبيخه يكون رد فعله مهينًا ومعيبًا (ع ٧) بل ويبغض موبخه (ع ٨)، أما الحكيم فيحب موبخه ويزداد حكمةً وعلمًا (ع ٩). ويؤكد الوحي المقدس أن مصدر وأصل الحكمة يكمُن في مخافة الرب ومعرفة القدوس (ع ١٠) فلا يمكننا أن ننال الحكمة إلا من خلال خضوعنا لله وبرهانها من خلال الأعمال الحسنة والوداعة كما يصفه لنا الرسول يعقوب "مَنْ هو حَكيمٌ وعالِمٌ بَينَكُمْ، فليُرِ أعمالهُ بالتَّصَرُّفِ الحَسَنِ في وداعَةِ الحِكمَةِ" (يع ١٣:٣).
"وإنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الّذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيِّرُ، فسيُعطَى لهُ." (يعقوب ٥:١)
يا رب يا إله كل نعمة امنحني حكمة سماوية لأقبل كل نصح وتوبيخ بمحبة ووداعة فأتغير وازداد حكمة وعلمًا. آمين
تأمل: عرش النعمة
عبرانيين ١٤:٤-١٢:٦
"عرش النعمة" (١٦:٤)، نجد في هذا التعبير غنى وعمق يلخصان طبيعة يسوع المسيح رئيس الكهنة الأعظم (١٤:٤).
فكلمة "عرش" تحدثنا عن السلطان والقوة، بينما "النعمة" تُعبر عن الرحمة والتحنن. وتتحد القوة بالرحمة في الرب يسوع المسيح الذي قال عن نفسه: "دُفِعَ إلَيَّ كُلُّ سُلطانٍ في السماءِ وعلَى الأرضِ" (متى ١٨:٢٨). فهو الإله القادر على كل شيء والذي له كل القوة والسلطان. لكنه أيضًا يحمل كل صفات الرحمة والحنان والنعمة لأنه اجتاز في أصعب التجارب وأقسى الآلام، فهو يدرك إحباطاتنا وقلقنا، ويتفهم ضغوط حياتنا، ويشعر بآلامنا وقلقنا ويرثي لضعفاتنا، لأنه مجرب في كل شيء مثلنا (١٥:٤).
فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ. (١٦:٤)
يا إلهي آتي إليك بكل أحمالي وآلامي، مدركًا أنك تشعر بأوجاعي ومخاوفي، وواثقًا أنك تمنح الرحمة ولديك وحدك العون والنعمة. آمين