الرسائل اليومية
تأمل: لوحة شرف
(عبرانيين ١١: ١-٢١)
أطلق البعض على (عبرانيين ١١) "درج تكريم الله". فهو بمثابة لوحة جميلة لانتصارات الإيمان لأربعة عشر رجلاً واثنين من النساء الذين أكرموا الله، وتمسكوا بإيمانهم رغم المستحيل والعار والألم. فمنهم هابيل مَن قدّم ذبيحة فشُهد له أنه بار، وأخنوخ الذي سار مع الله وشُهد له أنه أرضى الله، ونوح الذي لما أُوحي إليه بأمور لم تُرى بعد فخاف، وبنى فُلكًا لخلاص بيته، وإبراهيم الذي أطاع وخرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب. كما أنه بالإيمان أطاع وقدم ابنه وهو مجرب.
أكرم الرب كل هؤلاء، ويذكر الرسول بولس: "لذلكَ لا يَستَحي بهِمِ اللهُ أنْ يُدعَى إلهَهُمْ" (عدد ١٦)، بالتأكيد كان لهم ضعفاتهم، ولكن الله لم يستحي بهم. ويصفهم الرسول بولس بعد ذلك في (عب ١٢: ١) بـ "سحابة من الشهود"
تأمل: ثياب رئيس الكهنة
خروج ٢٨
نرى في خروج ٢٨ وصف لثياب رئيس الكهنة. ونرى أنه كان يضع على كتفيه "حَجَرَي جَزعٍ وَتُنَقّشُ علَيهِما أسماءَ بَني إسرائيلَ، سِتَّةً من أسمائهِمْ عَلَى الحَجَرِ الواحِدِ، وَأسماءَ السّتَّةِ الباقينَ عَلَى الحَجَرِ الثّاني". كما كان يضع على صدره "صدرة القضاء" مُرصع فيها أيضًا ١٢ حجرًا كريمًا منقوشًا على كل حجر اسم من أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر.
وهذا يذكرنا بالرب، رئيس الكهنة العظيم، الذي بعد ما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة، قوة ذراعه تحملنا كل الطريق على كتفه، ومحبته تضعنا على صدره كحجارة كريمة بكل حب. فالرب العظيم المكتوب عنه: "يُحصي عَدَدَ الكَواكِبِ. يدعو كُلَّها بِأسماءٍ. عَظيمٌ هوَ رَبُّنا، وَعَظيمُ القوَّةِ. لِفَهمِهِ لا إحصاءَ" (مزمور ١٤٧: ٤، ٥) هو الذي يحملنا مهما كان ضعفنا.
تأمل: النَّفسُ السَّخيَّةُ تُسَمَّنُ
أمثال ١١
الدعاية الصاخبة المنتشرة في كل مكان وفي كل وسائل التواصل اليوم تقدم لنا أكبر أكذوبة، إذ تحاول أن تقنعنا أن السعادة تكمن في الممتلكات كالسكن أو السيارة والأمان في الرصيد البنكي وأن الشراء متعة والثراء هدف ينبغي أن نسعى له وأن نحيا لأجله!
لكن الكلمة المقدسة تعلمنا مفهوم آخر مغاير تماماً عما يصدره لنا العالم فيقول: " مَنْ يتَّكِلْ علَى غِناهُ يَسقُطْ" (ع ٢٨) و" النَّفسُ السَّخيَّةُ تُسَمَّنُ، والمُروي هو أيضًا يُروَى" (ع ٢٥). فالسعادة الحقيقية في مفهوم العطاء "لأنَّ المُعطيَ المَسرورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (٢كو ٧:٩)، والرضا الحقيقي في مساعدة الآخرين لأن "الدّيانَةُ الطّاهِرَةُ النَّقيَّةُ عِندَ اللهِ الآبِ هي هذِهِ: افتِقادُ اليَتامَى والأرامِلِ في ضيقَتِهِمْ" (يع ٧:١)، "لأنَّ كُلَّ مَنْ لهُ يُعطَى فيَزدادُ، ومَنْ ليس لهُ فالّذي عِندَهُ يؤخَذُ مِنهُ" (متى ٢٩:٢٥). يقول السيد المسيح: " أعطوا تُعطَوْا، كيلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهزوزًا فائضًا يُعطونَ في أحضانِكُمْ. لأنَّهُ بنَفسِ الكَيلِ الّذي بهِ تكيلونَ يُكالُ لكُمْ" (لوقا ٣٨:٦).
يا رب علمني حياة العطاء، فأعطي بسرور من مالي ووقتي وطاقتي لمَن حولي، لأدرك أن فرحي الحقيقي هو في محبتي لك من كل قلبي ونفسي وفكري، وضمان سعادتي في أن أحب قريبي كنفسي. آمين.
تأمل: بدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ
عبرانيين ١:٩-٢٢
يعلمنا الكتاب المقدس أن "نَفسَ الجَسَدِ هي في الدَّمِ" (لاويين ١١:١٧) و "لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ" (رو ٢٣:٦) صار حكم الموت على كل انسان لأن "الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ" (رو ١٢:٣). لذا نجد في العهد القديم فريضة الذبائح التي من خلالها يحصل الإنسان على الغفران ولكنها لم تكن تكفي لكنها كانت مجرد ظل ورمز للذبيح الأعظم "حَمَلُ اللهِ الّذي يَرفَعُ خَطيَّةَ العالَمِ" (يو ٢٩:١)، "وليس بدَمِ تُيوسٍ وعُجولٍ، بل بدَمِ نَفسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً واحِدَةً إلَى الأقداسِ، فوَجَدَ فِداءً أبديًّا" (ع ١٢) الفادي العظيم "الّذي فيهِ لنا الفِداءُ بدَمِهِ، غُفرانُ الخطايا، حَسَبَ غِنَى نِعمَتِهِ" (أف ٧:١). وبواسطة دم المسيح:
نجد فداءً أبديًا (ع ١٢)
يطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي (ع ١٤)
ننال وعد الميراث الأبدي (ع ١٥)
نحصل على المغفرة (ع ٢٢)
كيف أشكرك يا إلهي؟ وكيف أوفيك حقك؟ لقد سفكت دمك الطاهر على الصليب لكي تفغر خطيتي ولتطهرني من إثمي. ما أعظم حبك لي. آمين.