الرسائل اليومية

تامل: تحرير من الانحناء

لوقا ١٣


تخبرنا قصة المرأة المنحنية بأن كان لها ١٨ سنة لا تستطيع أن تنتصب البتة، بسبب روح ضعف (عدد ١١). هذا ما صرّح به الرب يسوع عندما قال إن الشيطان قد ربطها ١٨ سنة (عدد ١٦). 
لعل هذا يعني أن ما يجعلنا نشعر بالانحناء والضعف والضيق، هو الخطية التي يربطنا بها الشيطان لوقت طويل، وهو عادة ما يركز أنظارنا على كوننا خطاة وضعفاء، ولا نستحق أن ننال نعمة مغفرة خطايانا، ولا أن نكون جزء من جسد المسيح. 
هذا ما يصوره لك الشيطان، ولكن الحقيقة أن الله يحبك ودائمًا ينتظر توبتك ورجوعك إليه. لقد دفع الرب يسوع ثمن خطيتك على الصليب وهو يقول لك إنك محلول من ضعفك مهما كانت خطيتك، ومهما طالت المدة التي ربطك بها الشيطان (عدد ١٢).

شارك الرسالة

تامل: إعلان – التماس - طلب

مزمور ٢٧


(عدد ١- ٣) يبدأ داود ترنيمته بإعلان مكانة الله بالنسبة له، فالرب نوره، خلاصه وحصن حياته. ويذكّر نفسه باختباراته الماضية، ليعلن سر ثقته من جهة المستقبل.
(عدد ٤- ٦) يلتمس داود أن يكون بالقرب من الرب كل أيام حياته، لكي يرى جماله ومجده. ويذكّر نفسه بفضل الله عليه (يخبئني، يسترني، يرفعني)، ليعلن أمام الجميع ثقته بالله وشكره له وفرحه به.
(عدد
٧- ١٤) يصلي داود طالبًا الحضور الإلهي في حياته. ويذكّر نفسه بأنه مهما تركه أقرب الناس إليه فالرب يضمه. ليعلن بذلك خبرته، ويقدم نصيحته للجميع: "انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب".

شارك الرسالة

تأمل: القدوس ملك المجد

مزمور ٢٤

يبدأ المزمور في أول عددين بتسبيح الرب خالق الكون وسيده. ثم يجيب عمن يمكنه أن يصعد إلى جبل الرب، ويدخل هيكله المقدس (ع ٣-٦). والصفة المُميِّزة لهذا المكان والإنسان الذي يدخله، هي القداسة. ثم يطالب في الجزء الأخير بدخول الرب نفسه (ع ٧-١٠). وقد يشير ذلك تاريخيًا إلى حادثة إصعاد تابوت العهد إلى أورشليم (صموئيل الثاني ٦). وأكثر صفة تُميِّز حضور الرب فيه، هي أنه ملك المجد. فلم تخلو آية في ذلك الجزء الأخير من تعبير "ملك المجد."

عندما ندرّب أنفسنا في طريق القداسة، بقوة ومعونة الروح القدس، سنتمتع بحضور الله، ونعاين مجده. يذكِّرنا هذا المزمور بما قاله السيد المسيح بفمه الطاهر: "طوبَى للأنقياءِ القَلبِ، لأنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ" (متى ٥: ٨).

يا خالقي وسيدي الحبيب، لك نفسي بجملتها. دربني في القداسة، وأعطني قلبًا نقيًا. فلا يوجد ما هو أحسن أو أجمل من التمتع بحضورك، يا ملك المجد. آمين.

شارك الرسالة

تأمل: الرب في قلب المشكلة

تكوين ٢٩: ٣١ – ٣٠: ٤٣

واجه يعقوب مشكلات مع زوجتيه ومع خاله لابان. فبين ليئة وراحيل كانت هناك الغيرة. فضلًا عن التمييز الواقع على ليئة، لأنها كانت مكروهة (تكوين ٢٩: ٣١). وأراد لابان أن يبقى يعقوب عنده ليخدمه، سالبًا لحقوقه المادية، ورافضًا أن يعطيه امرأتيه وأولاده ليرحل بهم. لكن من المؤكد أن الرب قصد أن يتعامل مع يعقوب من خلال هذه الظروف. فقد سبق واحتال على أبيه وأخيه، وسرق البركة؛ تمامًا كما يفعل لابان معه ويذله. ومثلما استغل تمييز أمه له ليسرق بركة أخيه، ها هو يرى راحيل التي يحبها عاقرًا، وليئة المكروهة قد فتح الرب رحمها وباركها.

إن كلمة الله توجز موقف الله من يعقوب، وتعلن لنا كيف يتعامل الرب معنا، إذ تقول: "... «يا ابني، لا تحتَقِرْ تأديبَ الرَّبِّ، ولا تخُرْ إذا وبَّخَكَ. لأنَّ الّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يؤَدِّبُهُ، ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ». لأنَّ أولئكَ أدَّبونا أيّامًا قَليلَةً حَسَبَ استِحسانِهِمْ، وأمّا هذا فلأجلِ المَنفَعَةِ، لكَيْ نَشتَرِكَ في قَداسَتِهِ... فأيُّ ابنٍ لا يؤَدِّبُهُ أبوهُ؟ ... أفَلا نَخضَعُ بالأولَى جِدًّا لأبي الأرواحِ، فنَحيا؟" (عبرانيين ١٢: ٥-١٠)

عندما يعطي الرب وعدًا بالبركة، فهو يلتزم بتنفيذه. وإذا كان يعقوب قد اعتقد أن كل شيء قد خرج من يده، فهو مخطئ. لكن لنعلم أن تأديب الرب إنما هو لنشترك في قداسته.

شارك الرسالة