الرسائل اليومية
تامل: الله عادل
مزمور ٣٧
كثيرًا ما نعثر عندما ننظر إلى نجاح البعض من حولنا، لأننا نعلم أن هذا النجاح عن طريق غير شريف! أو دون وجه حق! أيًا كان الموقف والطريقة، وأيًا كان المجال أو المكان، لكن معظمنا قد يتعرّض لمثل هذا الموقف. مما يجعلنا نغار، أو نغتاظ من هؤلاء الأشخاص (عدد ١)، فلماذا يعيش الأشرار في نجاح وسعادة؟! ولماذا نتعب نحن جدًا حتى نصل لبداية النجاح؟!
الإجابة واضحة في هذا المزمور، فهو يخبرنا أن نجاح الأشرار السريع هذا لن يدوم (عدد ٢). بينما الإنسان الذي يعمل الخير، والمُتكل على الرب، سينعم بعطايا الله وإحساناته وسلامه وعدله ( أعداد ٣- ٦، ١١، ٢٨، ٢٩).
لذلك أعمل الخير واصبر، انتظر عدل الله وخلاصه، ولا تنظر لنجاح الأشرار ( عدد ٧، ٨).
"أمّا خَلاصُ الصِّدّيقينَ فمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، حِصنِهمْ في زَمانِ الضّيقِ. ويُعينُهُمُ الرَّبُّ ويُنَجّيهِمْ. يُنقِذُهُمْ مِنَ الأشرارِ ويُخَلِّصُهُمْ، لأنَّهُمُ احتَمَوْا بهِ " ( عدد ٣٩، ٤٠)
تامل: إلى أين تنظر عينيك؟
تكوين ٤٥: ٤- ٨
في الوقت الذي أراد فيه يوسف أن يكشف عن شخصيته لإخوته، قال لهم كلمات يصعب على من يعرف ما حدث له استيعاب كيف صدر هذا الكلام منه، وأيضًا لمن قال هذه الكلمات!
عندما قال لهم: «أنا يوسُفُ أخوكُمُ الّذي بعتُموهُ إلَى مِصرَ. والآنَ لا تتأسَّفوا ولا تغتاظوا لأنَّكُمْ بعتُموني إلَى هنا، لأنَّهُ لاستِبقاءِ حياةٍ أرسَلَنيَ اللهُ قُدّامَكُمْ... فالآنَ ليس أنتُمْ أرسَلتُموني إلَى هنا بل اللهُ».
أي قلب هذا الذي لا يحتمل أن يتسبب في إثارة الغيظ والخجل أو أن يوجه اللوم لمن ظلموه وأساءوا إليه؟! يوسف لم يتحمل أن يعتذر له إخوته على ظلمهم له وكرههم إياه. ليس هذا فقط بل نجده يحاول أن يبرر لهم القصد من وراء ما حدث، حتى يرفع عنهم الحرج! فأي قدر من المحبة والغفران هذا؟! هذا هو القلب الذي يعيش بحسب وصايا الله لإرضائه
إذا نظرنا لما فعله إخوة يوسف معه، وما عاشه يوسف من حياة قاسية ظالمة، ربما لن نستطيع أن نغفر، مثلما غفر يوسف بكل محبة.
لكن يوسف لا ينظر لشيء ولا لأحد غير الله، الذي يقبل من يده كل شيء، فها هو يترك حياته لله واثقًا أنه سيقضي له بالخير دائمًا.
تامل: لا تدينوا
لوقا ١٩: ١- ١١
أراد زكا أن يرى الرب يسوع، لهذا حاول أن يتصرف ليحل مشكلته (عدد ٤). الرب يسوع عندما رآه دعاه ليذهب معه إلى بيته معبرًا له عن استعداده للقبول والغفران (عدد ٥، ٩، ١٠). فرح زكا وعبّر عن فرحه، مُعلنًا أنه ينوي أن يتغير ويبدأ بداية جديدة (عدد ٦، ٨)، لكن الناس الواقفين في هذا المشهد لم يروا أو يشعروا بشيء، إلا أن يسوع يدخل بيت راجل خاطئ (عدد ٧) ولهذا تضايقوا. حيث أنهم لم يهتموا بهذا الرجل وما هو حاله.
الحقيقة أن هذا ما نفعله نحن مع غيرنا، فنقيم أنفسنا قضاة لغيرنا لندين وننتقد أفعال وتصرفات من حولنا، دون أن نفهم أسبابهم ودوافعهم وراء هذا التصرف، حتى إذا كانوا مُخطئين، أفلا نخطئ نحن؟! فهل نقبل أن يحاسبنا أحد أو يُقيّم تصرفاتنا؟
الحقيقة أن الله وحده هو الذي يحكم ويدين الكل، لأنه عالم بالنفوس والقلوب والظروف والاحتياجات.
«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا" (متى ٧: ١)
تامل: هو يقدر
لوقا ١٨: ١٨- ٤٣
كثيرًا عندما ننظر إلى ضعفاتنا الروحية وخطايانا المتكررة، بل وأحيانًا اهتماماتنا الحياتية، نجد أنه من الصعب أن يكون الله راضٍ عن طريقة حياتنا، وربما في غاية الصعوبة أن نقدر على تغيير اهتماماتنا وشغلنا الشاغل، مثل محبة المال والاهتمام بجمعه وأيضًا الحفاظ عليه، مثلما حدث مع الشاب الغني (عدد ٢٢- ٢٤)، وربما تكون المشكلة في خطية معينة دائمًا ما تغلبني ولا أستطيع التغلب عليها والابتعاد عنها، مثل الطمع، أو الكبرياء وغيرها الكثير.
لكن دعونا ندرك من هذه الأعداد أن الموضوع يتوقف فقط على أن تخبره، ماذا تريد؟ (عدد ٤٢)، وعندما تطلب (عدد ٤١)، بكلمة منه يتغير كل شيء وتتحقق طلبتك (عدد ٤٣). حقًا كلنا ضعفاء ولا نستطيع أن نتغير لنصبح حسب قلب الله، إلا عندما نطلب منه ونثق أنه يستطيع، ما لا نستطيع نحن أن نفعله. لأن الرب هو من قَالَ: «غَيْرُ المُستَطاعِ عِندَ النّاسِ مُسْتَطاعٌ عِندَ اللهِ». (عدد ٢٧)