الرسائل اليومية
تأمل: القدوس ملك المجد
مزمور ٢٤
يبدأ المزمور في أول عددين بتسبيح الرب خالق الكون وسيده. ثم يجيب عمن يمكنه أن يصعد إلى جبل الرب، ويدخل هيكله المقدس (ع ٣-٦). والصفة المُميِّزة لهذا المكان والإنسان الذي يدخله، هي القداسة. ثم يطالب في الجزء الأخير بدخول الرب نفسه (ع ٧-١٠). وقد يشير ذلك تاريخيًا إلى حادثة إصعاد تابوت العهد إلى أورشليم (صموئيل الثاني ٦). وأكثر صفة تُميِّز حضور الرب فيه، هي أنه ملك المجد. فلم تخلو آية في ذلك الجزء الأخير من تعبير "ملك المجد."
عندما ندرّب أنفسنا في طريق القداسة، بقوة ومعونة الروح القدس، سنتمتع بحضور الله، ونعاين مجده. يذكِّرنا هذا المزمور بما قاله السيد المسيح بفمه الطاهر: "طوبَى للأنقياءِ القَلبِ، لأنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ" (متى ٥: ٨).
يا خالقي وسيدي الحبيب، لك نفسي بجملتها. دربني في القداسة، وأعطني قلبًا نقيًا. فلا يوجد ما هو أحسن أو أجمل من التمتع بحضورك، يا ملك المجد. آمين.
تأمل: الرب في قلب المشكلة
تكوين ٢٩: ٣١ – ٣٠: ٤٣
واجه يعقوب مشكلات مع زوجتيه ومع خاله لابان. فبين ليئة وراحيل كانت هناك الغيرة. فضلًا عن التمييز الواقع على ليئة، لأنها كانت مكروهة (تكوين ٢٩: ٣١). وأراد لابان أن يبقى يعقوب عنده ليخدمه، سالبًا لحقوقه المادية، ورافضًا أن يعطيه امرأتيه وأولاده ليرحل بهم. لكن من المؤكد أن الرب قصد أن يتعامل مع يعقوب من خلال هذه الظروف. فقد سبق واحتال على أبيه وأخيه، وسرق البركة؛ تمامًا كما يفعل لابان معه ويذله. ومثلما استغل تمييز أمه له ليسرق بركة أخيه، ها هو يرى راحيل التي يحبها عاقرًا، وليئة المكروهة قد فتح الرب رحمها وباركها.
إن كلمة الله توجز موقف الله من يعقوب، وتعلن لنا كيف يتعامل الرب معنا، إذ تقول: "... «يا ابني، لا تحتَقِرْ تأديبَ الرَّبِّ، ولا تخُرْ إذا وبَّخَكَ. لأنَّ الّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يؤَدِّبُهُ، ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ». لأنَّ أولئكَ أدَّبونا أيّامًا قَليلَةً حَسَبَ استِحسانِهِمْ، وأمّا هذا فلأجلِ المَنفَعَةِ، لكَيْ نَشتَرِكَ في قَداسَتِهِ... فأيُّ ابنٍ لا يؤَدِّبُهُ أبوهُ؟ ... أفَلا نَخضَعُ بالأولَى جِدًّا لأبي الأرواحِ، فنَحيا؟" (عبرانيين ١٢: ٥-١٠)
عندما يعطي الرب وعدًا بالبركة، فهو يلتزم بتنفيذه. وإذا كان يعقوب قد اعتقد أن كل شيء قد خرج من يده، فهو مخطئ. لكن لنعلم أن تأديب الرب إنما هو لنشترك في قداسته.
تأمل: علمنا أن نصلي
لوقا ١١: ١-٢٨
عندما سمع التلاميذ المسيح يسوع وهو يصلي، طلب واحد منهم أن يعلمهم أن يصلوا. وهنا أعطانا الرب يسوع نموذجًا للصلاة، حيث يقول إننا نستطيع أن نناديه "يا أبانا" تمامًا كما كان يفعل هو (لوقا١٠: ٢١-٢٢). ثم يعلمنا أن نصلي أولًا من أجل الأمور التي تخص الله (ع ٢)، ثم بعد ذلك الأمور التي تخصنا (ع ٣، ٤).
إذا كان الرب يسوع، سيد الجميع، الملك، المسيا، ابن الله القدوس، يتكلم مع الله في الصلاة (ع ١)؛ فعلينا نحن المثقلين باحتياجاتنا المختلفة وسقطاتنا الكثيرة أن نتبع إثر خطاه.
لكن هل سيمل الله منا إذا طلبناه مرارًا وتكرارًا في الصلاة؟ لا، فإن أبانا يحبنا ويعتني بنا ويهتم لأمرنا، أكثر من أي صديق أو أب أرضي (ع ٥-١٣). وإذ لم يكن لدى أبينا الصالح أفضل أو أعظم من ابنه وروحه القدوس، جاد علينا بابنه (يوحنا ٣: ١٦)، ومنحنا روحه القدوس (ع ١٣). إنها عطايا لم نكن لنطلبها لأنفسنا قط أو نتخيل أن الجواد قد يهبنا إياها!
يا أبي، كيف أشكرك على عطاياك التي لا يعبر عنها! علمني كيف أصلي، وهبني قوة لكي أواظب على الصلاة. آمين.
تأمل: قوة الله
مزمور ٢١
يسبح كاتب المزمور الرب لأنه أعطى الملك النصرة على أعدائه في الحرب، وثبّت عرشه. ومن الأفكار الرئيسية البارزة في هذا المزمور هي "قوة الله" (ع ١) التي ظهرت في إنقاذه للملك. وتأتي هذه الفكرة بتعبيرات عدة، منها: "خلاصك" (ع ١)، "بركات خير" (ع ٣)، "حياة" (ع ٤)، "جلالًا وبهاءً" (ع ٥)، "نعمة العلي" (ع ٧)، "يدك" (ع ٨)، "يمينك" (ع ٨)، "نار" (ع ٩)، "السهام" (ع ١٣)، "جبروتك" (ع ١٣).
يسأل كاتب المزمور في العدد الأول سؤالًا بلاغيًا: "يَا رَبُّ، بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَبِخَلاَصِكَ كَيْفَ لاَ يَبْتَهِجُ جِدًّا!" فكيف لمن تكون قوة الله في صفه أن يخاف؟ ينبغي عليه أن يَفْرَحُ، بل ويَبْتَهِجُ جِدًّا. وبّخ السيد المسيح الصدوقين لأنهم لا يعرفون قوة الله (مرقس ١٢: ٢٤). لكننا رأينا ذروتها في صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يقول الرسول بولس: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله" (كورنثوس الأولى ١: ١٨)؛ و"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ االله لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ (رومية ١: ١٦).
أسبحك من كل قلبي يا قوتي. أعطني أن أفرح وأبتهج جدًا بخلاصك الذي صنعته لأجلي في المسيح يسوع. وأعطني أن أتكل عليك في كل ظروفي، واثقًا أنك تملأ حياتي بالخير والرحمة.