الرسائل اليومية
تأمل: علمنا أن نصلي
لوقا ١١: ١-٢٨
عندما سمع التلاميذ المسيح يسوع وهو يصلي، طلب واحد منهم أن يعلمهم أن يصلوا. وهنا أعطانا الرب يسوع نموذجًا للصلاة، حيث يقول إننا نستطيع أن نناديه "يا أبانا" تمامًا كما كان يفعل هو (لوقا١٠: ٢١-٢٢). ثم يعلمنا أن نصلي أولًا من أجل الأمور التي تخص الله (ع ٢)، ثم بعد ذلك الأمور التي تخصنا (ع ٣، ٤).
إذا كان الرب يسوع، سيد الجميع، الملك، المسيا، ابن الله القدوس، يتكلم مع الله في الصلاة (ع ١)؛ فعلينا نحن المثقلين باحتياجاتنا المختلفة وسقطاتنا الكثيرة أن نتبع إثر خطاه.
لكن هل سيمل الله منا إذا طلبناه مرارًا وتكرارًا في الصلاة؟ لا، فإن أبانا يحبنا ويعتني بنا ويهتم لأمرنا، أكثر من أي صديق أو أب أرضي (ع ٥-١٣). وإذ لم يكن لدى أبينا الصالح أفضل أو أعظم من ابنه وروحه القدوس، جاد علينا بابنه (يوحنا ٣: ١٦)، ومنحنا روحه القدوس (ع ١٣). إنها عطايا لم نكن لنطلبها لأنفسنا قط أو نتخيل أن الجواد قد يهبنا إياها!
يا أبي، كيف أشكرك على عطاياك التي لا يعبر عنها! علمني كيف أصلي، وهبني قوة لكي أواظب على الصلاة. آمين.
تأمل: قوة الله
مزمور ٢١
يسبح كاتب المزمور الرب لأنه أعطى الملك النصرة على أعدائه في الحرب، وثبّت عرشه. ومن الأفكار الرئيسية البارزة في هذا المزمور هي "قوة الله" (ع ١) التي ظهرت في إنقاذه للملك. وتأتي هذه الفكرة بتعبيرات عدة، منها: "خلاصك" (ع ١)، "بركات خير" (ع ٣)، "حياة" (ع ٤)، "جلالًا وبهاءً" (ع ٥)، "نعمة العلي" (ع ٧)، "يدك" (ع ٨)، "يمينك" (ع ٨)، "نار" (ع ٩)، "السهام" (ع ١٣)، "جبروتك" (ع ١٣).
يسأل كاتب المزمور في العدد الأول سؤالًا بلاغيًا: "يَا رَبُّ، بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَبِخَلاَصِكَ كَيْفَ لاَ يَبْتَهِجُ جِدًّا!" فكيف لمن تكون قوة الله في صفه أن يخاف؟ ينبغي عليه أن يَفْرَحُ، بل ويَبْتَهِجُ جِدًّا. وبّخ السيد المسيح الصدوقين لأنهم لا يعرفون قوة الله (مرقس ١٢: ٢٤). لكننا رأينا ذروتها في صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يقول الرسول بولس: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله" (كورنثوس الأولى ١: ١٨)؛ و"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ االله لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ (رومية ١: ١٦).
أسبحك من كل قلبي يا قوتي. أعطني أن أفرح وأبتهج جدًا بخلاصك الذي صنعته لأجلي في المسيح يسوع. وأعطني أن أتكل عليك في كل ظروفي، واثقًا أنك تملأ حياتي بالخير والرحمة.
تأمل: لَجِئونُ
لوقا ٨: ٢٦-٥٦
في كورة الجدريين، التي تقع في الجنوب الشرقي من بحر الجليل، تقابل السيد المسيح مع إنسان فيه شياطين. هذا الإنسان كان فاقدًا للآدمية تمامًا؛ فلم يكن يلبس ثوبًا، وكان مكان إقامته هو القبور. ولم يستطع أحد السيطرة على هذا الإنسان، لا بسلاسل ولا بقيود ولا بحراسات. وقد ظهرت قوة هذه الشياطين والدمار الذي تُلحقه بمن تسكن فيه، عندما أمر الرب بأن تدخل الشياطين في الخنازير؛ فاندفع القطيع وأغرق نفسه في البحيرة.
لكننا نرى أيضًا قوة المسيح وجلال مجده، الذي يجعل لجئون من الشياطين يخرون أمام المسيح حالما يرونه (ع ٢٨). وعلى النقيض من قوة الشياطين المُدمِّرة التي تُفقِد الإنسان آدميته، بل وتجعله مصدر أذى ورعب لمن حوله؛ جعل الرب يسوع من هذا الإنسان لابسًا وعاقلًا وجالسًا عند قدميه (ع ٣٥) ومبشرًا (ع ٣٩).
تعقد هذه المعجزة مقابلة بين قوة الشياطين وتأثيرها المُدمِّر، وقوة المسيح الفائقة وتأثيرها المُحيي. ألا نأتي إليه مهما كانت حالتنا، ومهما كانت نجاستنا! هو الوحيد الذي يستطيع أن يخلصنا.
تأمل: تُرسٌ هو للمُحتَمينَ بهِ
مزمور ١٨
يبدأ كاتب المزمور بتسبيح الرب على إنقاذه (ع ١-٣). ثم يصف الظروف الصعبة التي أنقذه الرب منها (ع ٤-٦). ويقدم لنا صورًا كيف تدخل الرب بقوته وجلال مجده (ع ٧-١٥) لينقذه من أعدائه (ع ١٦-١٩). ثم يسرد لنا صفات كاتب المزمور التي دفعت الرب أن يستجيب له (ع ٢٠-٢٧). ويتبع ذلك وصف بليغ عن جود الرب ومعيته وإنقاذه للمحتمين به (ع ٢٨-٣٤).
يقول العدد ٣٠ إن "اللهُ طَريقُهُ كامِلٌ؛" أي أنه يتعامل معنا بنزاهة واستقامة. ثم يقول: "قَوْلُ الرَّبِّ نَقيٌّ؛" أي أن وعوده صادقة، نستطيع الثقة بها والاتكال عليها. ويصوّر لنا الله بالترس الذي يحمله المُحارب طوال الوقت، ليحتمي به من أعدائه، فيقول: "تُرسٌ هو لجميعِ المُحتَمينَ بهِ." وهنا يصف شعب الله المؤمنين بالمحتميين به. ويستنكر في العدد التالي وجود أي مصدر قوة أو حماية غير الرب إلهنا (ع ٣١).
أيها الرب إلهي، أشكرك لأنك حمايتي؛ من العالم بإغراءاته ومشاكله، ومن عدو الخير وحروبه، ومن شهوات الجسد. أعطني أن أثق في وعودك وقوتك. آمين.