الرسائل اليومية
تأمل: من هو الإنسان؟
مزمور ٨
يتحدث المزمور عن مجد الله الخالق، الذي صنع السماوات والأرض وكل ما فيها. وجعل الإنسان متسلطًا على أعمال يديه: بهائم البر وطيور السماء وسمك البحر. وعندما يرى كاتب المزمور عظمة السماوات بما فيها من قمر ونجوم (ع ٣)، يتعجب كيف جعل الله الإنسان الضئيل المحدود متسلطًا على أعمال يديه؟
لكن يتحدث العهد الجديد عن عدد ٢ في متى ١٦:٢١، في حادثة دخول المسيح إلى أورشليم. فكما يستطيع الأطفال تمييز عظمة الله في الكون، فيحمدوه، استطاعوا أن يصدقوا أن يسوع هو المسيح الآتِ من عند الله ليخلِّصهم، فهتفوا له: "أوصنا لابن داود!" وتحدثت رسالة العبرانيين ٦:٢-٩ عن الأعداد ٤-٦، حيث رأى كاتب الرسالة فيها نبوة عن المسيح الذي أُنقص قليلًا عن الملائكة باتضاعه عندما صار إنسانًا، وتكلل بالكرامة والمجد عندما ذاق الموت لأجلنا وقام وجلس عن يمين الآب. فقد أرجع ابن الإنسان، يسوع المسيح، كل المجد والكرامة للمؤمنين به، بعدما خسروها بسبب الخطية. وذلك عندما ذكر الله الكلمة الإنسان وافتقده في يسوع المسيح (ع ٤).
تأمل: انتظر الرب
تكوين ١٦
كانت العادات في ذلك الوقت تسمح بما فعلته سارة؛ فإن كانت الزوجة لا تستطيع أن تنجب، فيمكنها أن تهب جاريتها لزوجها لينجب منها، ويُنسب المولود للزوجة العاقر. لكن ما فعله إبراهيم وسارة كان تدخلًا في عمل الله، وكأنهما يريدان مساعدة الله في تحقيق وعده لهما بإنجاب ابن من صلب إبراهيم (تكوين ٤:١٥). ولقد لجأ إبراهيم وسارة إلى ذلك بسبب أنهما متقدمان في العمر، فعمر إبراهيم وقتها كان حوالي ٨٦ سنة (ع ١٦)، وعمر سارة حوالي ٧٥ سنة. لكن الرب قال لإبراهيم في الإصحاح التالي أن امرأته سارة هي من ستنجب له ابنًا (تكوين ١٩:١٧).
كثيرًا ما نطلب من الرب أمورًا ونشعر بتأكيد في داخلنا أنه سيسمع لنا فيما طلبناه؛ لكن عندما تتأخر الاستجابة، نحاول مثل إبراهيم وسارة مساعدة الرب في إتمامها. وأحيانًا كثيرة تكون هذه الوسائل التي نلجأ إليها شرعية وليست خاطئة بالنسبة لثقافة المجتمع حولنا. لكن علينا أن نثق في الرب أنه دائمًا يستجيب في الوقت المناسب، وأنه لا يحتاج إلى مساعدة منا؛ فهو القادر على كل شيء. "انتَظِرِ الرَّبَّ واصبِرْ له" (المَزاميرُ ٧:٣٧).
تأمل: تعبنا الليل كله
لوقا ١:٥-٢٦
أن يسمح سمعان للرب يسوع أن يستخدم سفينة صيده كمنبر عائم شيء، وأن يعلّمه كيف يصطاد شيء آخر مختلف تمامًا. لكن على أي حال، تنفيذ ما قاله يسوع عمليًا قاده إلى نتيجة مذهلة: "ولَمّا فعَلوا ذلكَ أمسَكوا سمَكًا كثيرًا جِدًّا، فصارَتْ شَبَكَتُهُمْ تتَخَرَّقُ. فأشاروا إلَى شُرَكائهِمُ الّذينَ في السَّفينَةِ الأُخرَى أنْ يأتوا ويُساعِدوهُم. فأتَوْا ومَلأوا السَّفينَتَينِ حتَّى أخَذَتا في الغَرَقِ" (ع ٦-٧).
إن الاستماع إلى كلمات الرب يسوع في الكنيسة أو أثناء الصلاة وقراءة الكتاب المقدس في الفرص الروحية، أمر يختلف عن سماعه وهو يحدثنا ونحن في أعمالنا اليومية أو في بيوتنا أو في أوقات راحتنا. إنه ليس إله الكنيسة فقط، أو يوم الأحد فقط؛ لكنه إله كل مكان، وكل أيام الأسبوع. وهو مستعد أن يتحدث إلينا في كل وقت، وأن يعطينا الحكمة في مختلف المواقف التي نمر بها، وأن يتدخل في الوقت المناسب لخيرنا بطرقه الخاصة. فهو الذي قال: "وها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلَى انقِضاءِ الدَّهرِ" (مَتَّى ٢٠:٢٨)
تأمل: المُستَقيمُ يُبصِرُ وجهَهُ
مزمور ١١
هذا المزمور هو أغنية لشخص يثق ويتكل على الرب. فيصف الرب بأنه: يسمع الصلاة، ويكافئ الصديقين، ويجازي الأشرار. لذلك، يوبخ كاتب المزمور أصدقاءه الذين ينصحونه بالهروب من الأشرار (ع ١-٢)، فكيف يخاف منهم وهو يثق في الرب!
ثم يُختم المزمور بـ: "المُستَقيمُ يُبصِرُ وجهَهُ." فإن رؤية وجه الرب هي أروع مكافآت الرب للمستقيمين. يقول السيد المسيح: "طوبَى للأنقياءِ القَلبِ، لأنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ" (متى ٥: ٨). كما أن رؤية وجه الرب تعطي تعزية للمتألمين، وقوة للمُضطهدين، وطمأنينة للمنزعجين. رؤية وجه الرب تعطي سلامًا وسرورًا "كثيرونَ يقولونَ: «مَنْ يُرينا خَيرًا؟». ارفَعْ علَينا نورَ وجهِكَ يا رَبُّ. جَعَلتَ سُرورًا في قَلبي أعظَمَ مِنْ سُرورِهِمْ إذ كثُرَتْ حِنطَتُهُمْ وخمرُهُمْ." (مزمور ٤: ٦-٧)
أحيانًا كثيرة نشعر بالمعاناة لأسباب مختلفة، لذلك ينبغي أن نتذكر دائمًا أن محضر الله مفتوح لنا في كل وقت، لنرى وجهه، وننال منه نعمة وعونًا: "فلنَتَقَدَّمْ بثِقَةٍ إلَى عَرشِ النِّعمَةِ لكَيْ نَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً عَوْنًا في حينِهِ" (عبرانيين ٤: ١٦)