مرقس ١: ١ - ٢٠
مرقس ١
يوحنا المعمدان يمهد الطريق
١ بَدءُ إنجيلِ يَسوعَ المَسيحِ ابنِ اللهِ،
٢ كما هو مَكتوبٌ في الأنبياءِ: «ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي، الّذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ.
٣ صوتُ صارِخٍ في البَرّيَّةِ: أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ، اصنَعوا سُبُلهُ مُستَقيمَةً».
٤ كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا.
٥ وخرجَ إليهِ جميعُ كورَةِ اليَهوديَّةِ وأهلُ أورُشَليمَ واعتَمَدوا جميعُهُمْ مِنهُ في نهرِ الأُردُنِّ، مُعتَرِفينَ بخطاياهُمْ.
٦ وكانَ يوحَنا يَلبَسُ وبَرَ الإبِلِ، ومِنطَقَةً مِنْ جِلدٍ علَى حَقوَيهِ، ويأكُلُ جَرادًا وعَسَلًا بَرّيًّا.
٧ وكانَ يَكرِزُ قائلًا: «يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى مِنّي، الّذي لَستُ أهلًا أنْ أنحَنيَ وأحُلَّ سُيورَ حِذائهِ.
٨ أنا عَمَّدتُكُمْ بالماءِ، وأمّا هو فسيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ».
معمودية يسوع المسيح وتجربته
٩ وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنْ ناصِرَةِ الجَليلِ واعتَمَدَ مِنْ يوحَنا في الأُردُنِّ.
١٠ ولِلوقتِ وهو صاعِدٌ مِنَ الماءِ رأى السماواتِ قد انشَقَّتْ، والرّوحَ مِثلَ حَمامَةٍ نازِلًا علَيهِ.
١١ وكانَ صوتٌ مِنَ السماواتِ: «أنتَ ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ».
١٢ ولِلوقتِ أخرَجَهُ الرّوحُ إلَى البَرّيَّةِ،
١٣ وكانَ هناكَ في البَرّيَّةِ أربَعينَ يومًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيطانِ. وكانَ مع الوُحوشِ. وصارَتِ المَلائكَةُ تخدِمُهُ.
دعوة التلاميذ الأولين
١٤ وبَعدَما أُسلِمَ يوحَنا جاءَ يَسوعُ إلَى الجَليلِ يَكرِزُ ببِشارَةِ ملكوتِ اللهِ
١٥ ويقولُ: «قد كمَلَ الزَّمانُ واقتَرَبَ ملكوتُ اللهِ، فتوبوا وآمِنوا بالإنجيلِ».
١٦ وفيما هو يَمشي عِندَ بحرِ الجَليلِ أبصَرَ سِمعانَ وأندَراوُسَ أخاهُ يُلقيانِ شَبَكَةً في البحرِ، فإنَّهُما كانا صَيّادَينِ.
١٧ فقالَ لهُما يَسوعُ: «هَلُمَّ ورائي فأجعَلُكُما تصيرانِ صَيّادَيِ النّاسِ».
١٨ فللوقتِ ترَكا شِباكَهُما وتَبِعاهُ.
١٩ ثُمَّ اجتازَ مِنْ هناكَ قَليلًا فرأى يعقوبَ بنَ زَبدي ويوحَنا أخاهُ، وهُما في السَّفينَةِ يُصلِحانِ الشِّباكَ.
٢٠ فدَعاهُما للوقتِ. فترَكا أباهُما زَبدي في السَّفينَةِ مع الأجرَى وذَهَبا وراءَهُ.
تأمل: أعدوا طريق الرب
مرقس ١ : ١-٢٠
يريد مرقس الرسول في بشارته أن يؤكد شخصية ربنا يسوع المسيح فبدأ بالنبوة عن يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيء الطريق أمامه (ع٢). وشهادته عنه وكرازته قائلًا: يأتي بعدي من هو أقوى مني .. (ع٧).
كان هذا هو الاستعداد لقدوم ربنا يسوع المسيح ، ولكنه ماذا يعني لنا اليوم؟ يوحنا المعمدان لخصه في عبارة بسيطة: "فاصنَعوا أثمارًا تليقُ بالتَّوْبَةِ" (لو ٨:٣)، وهنا يقول مرقس الرسول "كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا." (ع٤).
عندما يدخل الرب يسوع إلى حياتنا، هناك أمور كثيرة ينبغي أن تتغير وتتخذ مسلكًا جديدًا. الأمور القديمة ينبغي أن تفسح مكانًا للجديد.
يعوزنا أن نكون مثل الآنية الجديدة المعدة لاستقبال ربنا يسوع المسيح تاركين أعمال الماضي وظلمته.
أشكرك ربي يا من أتيت إلى حياتي وقلبي. منحتني نورًا وغفرانًا لخطاياي. أجعلني أهلًا لهذه الحياة الجديدة التي فيك، لأحيا كلمتك: "إذًا إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتِيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا." (٢كو٥: ١٧)