متى ٢٦: ٤٧ - ٧٥
متى ٢٦
القبض على يسوع
٤٧ وفيما هو يتَكلَّمُ، إذا يَهوذا أحَدُ الِاثنَيْ عشَرَ قد جاءَ ومَعَهُ جَمعٌ كثيرٌ بسُيوفٍ وعِصيٍّ مِنْ عِندِ رؤَساءِ الكهنةِ وشُيوخِ الشَّعبِ.
٤٨ والّذي أسلَمَهُ أعطاهُمْ عَلامَةً قائلًا: «الّذي أُقَبِّلُهُ هو هو. أمسِكوهُ».
٤٩ فللوقتِ تقَدَّمَ إلَى يَسوعَ وقالَ: «السَّلامُ يا سيِّدي!» وقَبَّلهُ.
٥٠ فقالَ لهُ يَسوعُ: «يا صاحِبُ، لماذا جِئتَ؟». حينَئذٍ تقَدَّموا وألقَوْا الأياديَ علَى يَسوعَ وأمسَكوهُ.
٥١ وإذا واحِدٌ مِنَ الّذينَ مع يَسوعَ مَدَّ يَدَهُ واستَلَّ سيفَهُ وضَرَبَ عَبدَ رَئيسِ الكهنةِ، فقَطَعَ أُذنَهُ.
٥٢ فقالَ لهُ يَسوعُ: «رُدَّ سيفَكَ إلَى مَكانِهِ. لأنَّ كُلَّ الّذينَ يأخُذونَ السَّيفَ بالسَّيفِ يَهلِكونَ!
٥٣ أتَظُنُّ أنّي لا أستَطيعُ الآنَ أنْ أطلُبَ إلَى أبي فيُقَدِّمَ لي أكثَرَ مِنِ اثنَيْ عشَرَ جَيشًا مِنَ المَلائكَةِ؟
٥٤ فكيفَ تُكَمَّلُ الكُتُبُ: أنَّهُ هكذا يَنبَغي أنْ يكونَ؟».
٥٥ في تِلكَ السّاعَةِ قالَ يَسوعُ للجُموعِ: «كأنَّهُ علَى لصٍّ خرجتُمْ بسُيوفٍ وعِصيٍّ لتأخُذوني! كُلَّ يومٍ كُنتُ أجلِسُ معكُمْ أُعَلِّمُ في الهَيكلِ ولَمْ تُمسِكوني.
٥٦ وأمّا هذا كُلُّهُ فقد كانَ لكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأنبياءِ». حينَئذٍ ترَكَهُ التلاميذُ كُلُّهُمْ وهَرَبوا.
أمام مجمع اليهود
٥٧ والّذينَ أمسَكوا يَسوعَ مَضَوْا بهِ إلَى قَيافا رَئيسِ الكهنةِ، حَيثُ اجتَمَعَ الكتبةُ والشُّيوخُ.
٥٨ وأمّا بُطرُسُ فتبِعَهُ مِنْ بَعيدٍ إلَى دارِ رَئيسِ الكهنةِ، فدَخَلَ إلَى داخِلٍ وجَلَسَ بَينَ الخُدّامِ ليَنظُرَ النِّهايَةَ.
٥٩ وكانَ رؤَساءُ الكهنةِ والشُّيوخُ والمَجمَعُ كُلُّهُ يَطلُبونَ شَهادَةَ زورٍ علَى يَسوعَ لكَيْ يَقتُلوهُ،
٦٠ فلم يَجِدوا. ومَعَ أنَّهُ جاءَ شُهودُ زورٍ كثيرونَ، لم يَجِدوا. ولكن أخيرًا تقَدَّمَ شاهِدا زورٍ
٦١ وقالا: «هذا قالَ: إنّي أقدِرُ أنْ أنقُضَ هَيكلَ اللهِ، وفي ثَلاثَةِ أيّامٍ أبنيهِ».
٦٢ فقامَ رَئيسُ الكهنةِ وقالَ لهُ: «أما تُجيبُ بشَيءٍ؟ ماذا يَشهَدُ بهِ هذانِ علَيكَ؟».
٦٣ وأمّا يَسوعُ فكانَ ساكِتًا. فأجابَ رَئيسُ الكهنةِ وقالَ لهُ: «أستَحلِفُكَ باللهِ الحَيِّ أنْ تقولَ لنا: هل أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ؟».
٦٤ قالَ لهُ يَسوعُ: «أنتَ قُلتَ! وأيضًا أقولُ لكُمْ: مِنَ الآنَ تُبصِرونَ ابنَ الإنسانِ جالِسًا عن يَمينِ القوَّةِ، وآتيًا علَى سحابِ السماءِ».
٦٥ فمَزَّقَ رَئيسُ الكهنةِ حينَئذٍ ثيابَهُ قائلًا: «قد جَدَّفَ! ما حاجَتُنا بَعدُ إلَى شُهودٍ؟ ها قد سمِعتُمْ تجديفَهُ!
٦٦ ماذا ترَوْنَ؟». فأجابوا وقالوا: «إنَّهُ مُستَوْجِبُ الموتِ».
٦٧ حينَئذٍ بَصَقوا في وجهِهِ ولكَموهُ، وآخَرونَ لَطَموهُ
٦٨ قائلينَ: «تنَبّأْ لنا أيُّها المَسيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».
إنكار بطرس
٦٩ أمّا بُطرُسُ فكانَ جالِسًا خارِجًا في الدّارِ، فجاءَتْ إليهِ جاريَةٌ قائلَةً: «وأنتَ كُنتَ مع يَسوعَ الجَليليِّ!».
٧٠ فأنكَرَ قُدّامَ الجميعِ قائلًا: «لَستُ أدري ما تقولينَ!».
٧١ ثُمَّ إذ خرجَ إلَى الدِّهليزِ رأتهُ أُخرَى، فقالَتْ للّذينَ هناكَ: «وهذا كانَ مع يَسوعَ النّاصِريِّ!».
٧٢ فأنكَرَ أيضًا بقَسَمٍ: «إنّي لَستُ أعرِفُ الرَّجُلَ!».
٧٣ وبَعدَ قَليلٍ جاءَ القيامُ وقالوا لبُطرُسَ: «حَقًّا أنتَ أيضًا مِنهُمْ، فإنَّ لُغَتَكَ تُظهِرُكَ!».
٧٤ فابتَدأ حينَئذٍ يَلعَنُ ويَحلِفُ: «إنّي لا أعرِفُ الرَّجُلَ!». ولِلوقتِ صاحَ الدّيكُ.
٧٥ فتذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الّذي قالَ لهُ: «إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ». فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا.
تأمل: ألم الخيانة والإنكار
متى ٢٦: ٤٧-٧٥
كانت خيانة يهوذا وإنكار بطرس بمثابة طعنات تخترق الرب أكثر وجعًا من الجلدات الرومانية. اضطرب يسوع عندما أعلن للتلاميذ عن تعرضه للخيانة من أحد تابعيه، من يأكل خبزه ويسمع تعاليمه. فكم وكم كان وقع ذلك عندما اقترب يهوذا من الرب بقبلة غاشة لتسليمه. القبلة التي هي علامة المحبة، كانت عند يهوذا علامة الخيانة، مع أن الرب قدَّم له المحبة طوال المشوار. فقد ستر عليه رغم أنه كان سارقًا لصندوق خدمة الفقراء. وقدّم له اللقمة في عشاء الفصح، التي كانت تقدم وقتها للعزيز كعلامة حب وتقدير وإكرام. وعندما أتى ليسلمه، لم يقل له الرب: يا خائن، لماذا جئت؟ مع أنه كان يستحق ذلك، إنما قال له: "يا صاحِبُ، لماذا جِئتَ؟" (ع ٥٠). فما أروع الرب في رد فعله رغم جرح خيانة يهوذا!
أما إنكار بطرس وكلماته التي تفوه بها فكانت أصعب على الرب من كل الكلمات الصعبة التي قيلت في ذلك اليوم من أشرار فجَّار. مع أن الرب حذّره مسبقًا (متى ٢٦: ٣٤، ٤١)، لكنه أنكر أنه يعرف الرب حتى مع وضوح لغته (ع ٧٣)، وحتى مع تأكيد نسيب ملخس الذي قطع بطرس أذنه (يوحنا ١٨: ٢٦). وعندما وقعت عينا الرب على بطرس، اكتفى الرب بالنظرة التي أذابت قلب بطرس. فلم يفرِّط الرب في تلميذه الذي أنكره ثلاث مرات، فما أروعه شخصًا نتعلم منه أفضل ردود الأفعال في أصعب المواقف!
التثنية ٢٣: ١ إلى ٢٤: ٢٢
التثنية ٢٣
المحظور انضمامهم إلى جماعة الرب
١ «لا يَدخُلْ مَخصيٌّ بالرَّضِّ أو مَجبوبٌ في جَماعَةِ الرَّبِّ.
٢ لا يَدخُلِ ابنُ زِنًى في جَماعَةِ الرَّبِّ. حتَّى الجيلِ العاشِرِ لا يَدخُلْ مِنهُ أحَدٌ في جَماعَةِ الرَّبِّ.
٣ لا يَدخُلْ عَمّونيٌّ ولا موآبيٌّ في جَماعَةِ الرَّبِّ. حتَّى الجيلِ العاشِرِ لا يَدخُلْ مِنهُمْ أحَدٌ في جَماعَةِ الرَّبِّ إلَى الأبدِ،
٤ مِنْ أجلِ أنهُم لم يُلاقوكُمْ بالخُبزِ والماءِ في الطريقِ عِندَ خُروجِكُمْ مِنْ مِصرَ، ولأنَّهُمُ استأجَروا علَيكَ بلعامَ بنَ بَعورَ مِنْ فتورِ أرامِ النَّهرَينِ لكَيْ يَلعَنَكَ.
٥ ولكن لم يَشإ الرَّبُّ إلهُكَ أنْ يَسمَعَ لبَلعامَ، فحَوَّلَ لأجلِكَ الرَّبُّ إلهُكَ اللَّعنَةَ إلَى بَرَكَةٍ، لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ قد أحَبَّكَ.
٦ لا تلتَمِسْ سلامَهُمْ ولا خَيرَهُمْ كُلَّ أيّامِكَ إلَى الأبدِ.
٧ لا تكرَهْ أدوميًّا لأنَّهُ أخوكَ. لا تكرَهْ مِصريًّا لأنَّكَ كُنتَ نَزيلًا في أرضِهِ.
٨ الأولادُ الّذينَ يولَدونَ لهُمْ في الجيلِ الثّالِثِ يَدخُلونَ مِنهُمْ في جَماعَةِ الرَّبِّ.
وجود رجاسات بالمحلة
٩ «إذا خرجتَ في جَيشٍ علَى أعدائكَ فاحتَرِزْ مِنْ كُلِّ شَيءٍ رَديءٍ.
١٠ إنْ كانَ فيكَ رَجُلٌ غَيرَ طاهِرٍ مِنْ عارِضِ اللَّيلِ، يَخرُجُ إلَى خارِجِ المَحَلَّةِ. لا يَدخُلْ إلَى داخِلِ المَحَلَّةِ.
١١ ونَحوَ إقبالِ المساءِ يَغتَسِلُ بماءٍ، وعِندَ غُروبِ الشَّمسِ يَدخُلُ إلَى داخِلِ المَحَلَّةِ.
١٢ ويكونُ لكَ مَوْضِعٌ خارِجَ المَحَلَّةِ لتَخرُجَ إليهِ خارِجًا.
١٣ ويكونُ لكَ وتَدٌ مع عُدَّتِكَ لتَحفِرَ بهِ عندما تجلِسُ خارِجًا وتَرجِعُ وتُغَطّي برازَكَ.
١٤ لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ سائرٌ في وسَطِ مَحَلَّتِكَ، لكَيْ يُنقِذَكَ ويَدفَعَ أعداءَكَ أمامَكَ. فلتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً، لئَلّا يَرَى فيكَ قَذَرَ شَيءٍ فيَرجِعَ عنكَ.
شرائع متنوعة
١٥ «عَبدًا أبَقَ إلَيكَ مِنْ مَوْلاهُ لا تُسَلِّمْ إلَى مَوْلاهُ.
١٦ عِندَكَ يُقيمُ في وسَطِكَ، في المَكانِ الّذي يَختارُهُ في أحَدِ أبوابِكَ حَيثُ يَطيبُ لهُ. لا تظلِمهُ.
١٧ «لا تكُنْ زانيَةٌ مِنْ بَناتِ إسرائيلَ، ولا يَكُنْ مأبونٌ مِنْ بَني إسرائيلَ.
١٨ لا تُدخِلْ أُجرَةَ زانيَةٍ ولا ثَمَنَ كلبٍ إلَى بَيتِ الرَّبِّ إلهِكَ عن نَذرٍ مّا، لأنَّهُما كِلَيهِما رِجسٌ لَدَى الرَّبِّ إلهِكَ.
١٩ «لا تُقرِضْ أخاكَ برِبًا، رِبا فِضَّةٍ، أو رِبا طَعامٍ، أو رِبا شَيءٍ مّا مِمّا يُقرَضُ برِبًا،
٢٠ للأجنَبيِّ تُقرِضُ برِبًا، ولكن لأخيكَ لا تُقرِضْ برِبًا، لكَيْ يُبارِكَكَ الرَّبُّ إلهُكَ في كُلِّ ما تمتَدُّ إليهِ يَدُكَ في الأرضِ الّتي أنتَ داخِلٌ إليها لتَمتَلِكَها.
٢١ «إذا نَذَرتَ نَذرًا للرَّبِّ إلهِكَ فلا تؤَخِّرْ وفاءَهُ، لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ يَطلُبُهُ مِنكَ فتكونُ علَيكَ خَطيَّةٌ.
٢٢ ولكن إذا امتَنَعتَ أنْ تنذُرَ لا تكونُ علَيكَ خَطيَّةٌ.
٢٣ ما خرجَ مِنْ شَفَتَيكَ احفَظْ واعمَلْ، كما نَذَرتَ للرَّبِّ إلهِكَ تبَرُّعًا، كما تكلَّمَ فمُكَ.
٢٤ «إذا دَخَلتَ كرمَ صاحِبِكَ فكُلْ عِنَبًا حَسَبَ شَهوَةِ نَفسِكَ، شَبعَتَكَ. ولكن في وِعائكَ لا تجعَلْ.
٢٥ إذا دَخَلتَ زَرعَ صاحِبِكَ فاقطِفْ سنابِلَ بيَدِكَ، ولكن مِنجَلًا لا ترفَعْ علَى زَرعِ صاحِبِكَ.
التثنية ٢٤
١ «إذا أخَذَ رَجُلٌ امرأةً وتَزَوَّجَ بها، فإنْ لم تجِدْ نِعمَةً في عَينَيهِ لأنَّهُ وجَدَ فيها عَيبَ شَيءٍ، وكتَبَ لها كِتابَ طَلاقٍ ودَفَعَهُ إلَى يَدِها وأطلَقَها مِنْ بَيتِهِ،
٢ ومَتَى خرجَتْ مِنْ بَيتِهِ ذَهَبَتْ وصارَتْ لرَجُلٍ آخَرَ،
٣ فإنْ أبغَضَها الرَّجُلُ الأخيرُ وكتَبَ لها كِتابَ طَلاقٍ ودَفَعَهُ إلَى يَدِها وأطلَقَها مِنْ بَيتِهِ، أو إذا ماتَ الرَّجُلُ الأخيرُ الّذي اتَّخَذَها لهُ زَوْجَةً،
٤ لا يَقدِرُ زَوْجُها الأوَّلُ الّذي طَلَّقَها أنْ يَعودَ يأخُذُها لتَصيرَ لهُ زَوْجَةً بَعدَ أنْ تنَجَّسَتْ. لأنَّ ذلكَ رِجسٌ لَدَى الرَّبِّ. فلا تجلِبْ خَطيَّةً علَى الأرضِ الّتي يُعطيكَ الرَّبُّ إلهُكَ نَصيبًا.
٥ «إذا اتَّخَذَ رَجُلٌ امرأةً جديدَةً، فلا يَخرُجْ في الجُندِ، ولا يُحمَلْ علَيهِ أمرٌ مّا. حُرًّا يكونُ في بَيتِهِ سنَةً واحِدَةً، ويَسُرُّ امرأتَهُ الّتي أخَذَها.
٦ «لا يَستَرهِنْ أحَدٌ رَحًى أو مِرداتَها، لأنَّهُ إنَّما يَستَرهِنُ حياةً.
٧ «إذا وُجِدَ رَجُلٌ قد سرَقَ نَفسًا مِنْ إخوَتِهِ بَني إسرائيلَ واستَرَقَّهُ وباعَهُ، يَموتُ ذلكَ السّارِقُ، فتنزِعُ الشَّرَّ مِنْ وسَطِكَ.
٨ «اِحرِصْ في ضَربَةِ البَرَصِ لتَحفَظَ جِدًّا وتَعمَلَ حَسَبَ كُلِّ ما يُعَلِّمُكَ الكهنةُ اللاويّونَ. كما أمَرتُهُمْ تحرِصونَ أنْ تعمَلوا.
٩ اُذكُرْ ما صَنَعَ الرَّبُّ إلهُكَ بمَريَمَ في الطريقِ عِندَ خُروجِكُمْ مِنْ مِصرَ.
١٠ «إذا أقرَضتَ صاحِبَكَ قَرضًا مّا، فلا تدخُلْ بَيتَهُ لكَيْ ترتَهِنَ رَهنًا مِنهُ.
١١ في الخارِجِ تقِفُ، والرَّجُلُ الّذي تُقرِضُهُ يُخرِجُ إلَيكَ الرَّهنَ إلَى الخارِجِ.
١٢ وإنْ كانَ رَجُلًا فقيرًا فلا تنَمْ في رَهنِهِ.
١٣ رُدَّ إليهِ الرَّهنَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ، لكَيْ يَنامَ في ثَوْبِهِ ويُبارِكَكَ، فيكونَ لكَ برٌّ لَدَى الرَّبِّ إلهِكَ.
١٤ «لا تظلِمْ أجيرًا مِسكينًا وفَقيرًا مِنْ إخوَتِكَ أو مِنَ الغُرَباءِ الّذينَ في أرضِكَ، في أبوابِكَ.
١٥ في يومِهِ تُعطيهِ أُجرَتَهُ، ولا تغرُبْ علَيها الشَّمسُ، لأنَّهُ فقيرٌ وإليها حامِلٌ نَفسَهُ، لئَلّا يَصرُخَ علَيكَ إلَى الرَّبِّ فتكونَ علَيكَ خَطيَّةٌ.
١٦ «لا يُقتَلُ الآباءُ عن الأولادِ، ولا يُقتَلُ الأولادُ عن الآباءِ. كُلُّ إنسانٍ بخَطيَّتِهِ يُقتَلُ.
١٧ «لا تُعَوِّجْ حُكمَ الغَريبِ واليَتيمِ، ولا تستَرهِنْ ثَوْبَ الأرمَلَةِ.
١٨ واذكُرْ أنَّكَ كُنتَ عَبدًا في مِصرَ ففَداكَ الرَّبُّ إلهُكَ مِنْ هناكَ. لذلكَ أنا أوصيكَ أنْ تعمَلَ هذا الأمرَ.
١٩ «إذا حَصَدتَ حَصيدَكَ في حَقلِكَ ونَسيتَ حُزمَةً في الحَقلِ، فلا ترجِعْ لتأخُذَها، للغَريبِ واليَتيمِ والأرمَلَةِ تكونُ، لكَيْ يُبارِكَكَ الرَّبُّ إلهُكَ في كُلِّ عَمَلِ يَدَيكَ.
٢٠ وإذا خَبَطتَ زَيتونَكَ فلا تُراجِعِ الأغصانَ وراءَكَ، للغَريبِ واليَتيمِ والأرمَلَةِ يكونُ.
٢١ إذا قَطَفتَ كرمَكَ فلا تُعَلِّلهُ وراءَكَ. للغَريبِ واليَتيمِ والأرمَلَةِ يكونُ.
٢٢ واذكُرْ أنَّكَ كُنتَ عَبدًا في أرضِ مِصرَ. لذلكَ أنا أوصيكَ أنْ تعمَلَ هذا الأمرَ.
أيوب ١٥: ١ - ٣٥
أيوب ١٥
أليفاز التيماني
١ فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقالَ:
٢ «ألَعَلَّ الحَكيمَ يُجيبُ عن مَعرِفَةٍ باطِلَةٍ، ويَملأُ بَطنَهُ مِنْ ريحٍ شَرقيَّةٍ،
٣ فيَحتَجَّ بكلامٍ لا يُفيدُ، وبأحاديثَ لا يَنتَفِعُ بها؟
٤ أمّا أنتَ فتُنافي المَخافَةَ، وتُناقِضُ التَّقوَى لَدَى اللهِ.
٥ لأنَّ فمَكَ يُذيعُ إثمَكَ، وتَختارُ لسانَ المُحتالينَ.
٦ إنَّ فمَكَ يَستَذنِبُكَ، لا أنا، وشَفَتاكَ تشهَدانِ علَيكَ.
٧ «أصوِّرتَ أوَّلَ النّاسِ أم أُبدِئتَ قَبلَ التِّلالِ؟
٨ هل تنَصَّتَّ في مَجلِسِ اللهِ، أو قَصَرتَ الحِكمَةَ علَى نَفسِكَ؟
٩ ماذا تعرِفُهُ ولا نَعرِفُهُ نَحنُ؟ وماذا تفهَمُ وليس هو عِندَنا؟
١٠ عِندَنا الشَّيخُ والأشيَبُ، أكبَرُ أيّامًا مِنْ أبيكَ.
١١ أقَليلَةٌ عِندَكَ تعزياتُ اللهِ، والكلامُ معكَ بالرِّفقِ؟
١٢ «لماذا يأخُذُكَ قَلبُكَ؟ ولِماذا تختَلِجُ عَيناكَ
١٣ حتَّى ترُدَّ علَى اللهِ وتُخرِجَ مِنْ فيكَ أقوالًا؟
١٤ مَنْ هو الإنسانُ حتَّى يَزكوَ، أو مَوْلودُ المَرأةِ حتَّى يتَبَرَّرَ؟
١٥ هوذا قِدّيسوهُ لا يأتَمِنُهُمْ، والسماواتُ غَيرُ طاهِرَةٍ بعَينَيهِ،
١٦ فبالحَريِّ مَكروهٌ وفاسِدٌ الإنسانُ الشّارِبُ الإثمَ كالماءِ!
١٧ «أوحي إلَيكَ، اسمَعْ لي فأُحَدِّثَ بما رأيتُهُ،
١٨ ما أخبَرَ بهِ حُكَماءُ عن آبائهِمْ فلم يَكتُموهُ.
١٩ الّذينَ لهُمْ وحدَهُمْ أُعطيَتِ الأرضُ، ولَمْ يَعبُرْ بَينَهُمْ غَريبٌ.
٢٠ الشِّرّيرُ هو يتَلَوَّى كُلَّ أيّامِهِ، وكُلَّ عَدَدِ السِّنينَ المَعدودَةِ للعاتي.
٢١ صوتُ رُعوبٍ في أُذُنَيهِ. في ساعَةِ سلامٍ يأتيهِ المُخَرِّبُ.
٢٢ لا يأمُلُ الرُّجوعَ مِنَ الظُّلمَةِ، وهو مُرتَقَبٌ للسَّيفِ.
٢٣ تائهٌ هو لأجلِ الخُبزِ حَيثُما يَجِدهُ، ويَعلَمُ أنَّ يومَ الظُّلمَةِ مُهَيّأٌ بَينَ يَدَيهِ.
٢٤ يُرهِبُهُ الضُّرُّ والضَّيقُ. يتَجَبَّرانِ علَيهِ كمَلِكٍ مُستَعِدٍّ للوَغَى.
٢٥ لأنَّهُ مَدَّ علَى اللهِ يَدَهُ، وعلَى القديرِ تجَبَّرَ
٢٦ عاديًا علَيهِ، مُتَصَلِّبُ العُنُقِ بأوقافِ مَجانِّهِ مُعَبّأةً.
٢٧ لأنَّهُ قد كسا وجهَهُ سمنًا، ورَبَّى شَحمًا علَى كِليَتَيهِ،
٢٨ فيَسكُنُ مُدُنًا خَرِبَةً، بُيوتًا غَيرَ مَسكونَةٍ عَتيدَةً أنْ تصيرَ رُجَمًا.
٢٩ لا يَستَغني، ولا تثبُتُ ثَروَتُهُ، ولا يَمتَدُّ في الأرضِ مُقتَناهُ.
٣٠ لا تزولُ عنهُ الظُّلمَةُ. خَراعيبُهُ تُيَبِّسُها السُّمومُ، وبنَفخَةِ فمِهِ يَزولُ.
٣١ لا يتَّكِلْ علَى السّوءِ. يَضِلُّ. لأنَّ السّوءَ يكونُ أُجرَتَهُ.
٣٢ قَبلَ يومِهِ يُتَوَفَّى، وسَعَفُهُ لا يَخضَرُّ.
٣٣ يُساقِطُ كالجَفنَةِ حِصرِمَهُ، ويَنثُرُ كالزَّيتونِ زَهرُهُ.
٣٤ لأنَّ جَماعَةَ الفُجّارِ عاقِرٌ، والنّارُ تأكُلُ خيامَ الرَّشوَةِ.