متى ٢٧: ٣٢ - ٦٦
متى ٢٧
الصلب
٣٢ وفيما هُم خارِجونَ وجَدوا إنسانًا قَيرَوانيًّا اسمُهُ سِمعانُ، فسخَّروهُ ليَحمِلَ صَليبَهُ.
٣٣ ولَمّا أتَوْا إلَى مَوْضِعٍ يُقالُ لهُ جُلجُثَةُ، وهو المُسَمَّى «مَوْضِعَ الجُمجُمَةِ»
٣٤ أعطَوْهُ خَلًّا مَمزوجًا بمَرارَةٍ ليَشرَبَ. ولَمّا ذاقَ لم يُرِدْ أنْ يَشرَبَ.
٣٥ ولَمّا صَلَبوهُ اقتَسَموا ثيابَهُ مُقتَرِعينَ علَيها، لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ بالنَّبيِّ: «اقتَسَموا ثيابي بَينَهُمْ، وعلَى لباسي ألقَوْا قُرعَةً».
٣٦ ثُمَّ جَلَسوا يَحرُسونَهُ هناكَ.
٣٧ وجَعَلوا فوقَ رأسِهِ عِلَّتَهُ مَكتوبَةً: «هذا هو يَسوعُ مَلِكُ اليَهودِ».
٣٨ حينَئذٍ صُلِبَ معهُ لصّانِ، واحِدٌ عن اليَمينِ وواحِدٌ عن اليَسارِ.
٣٩ وكانَ المُجتازونَ يُجَدِّفونَ علَيهِ وهُم يَهُزّونَ رؤوسهُمْ
٤٠ قائلينَ: «يا ناقِضَ الهَيكلِ وبانيَهُ في ثَلاثَةِ أيّامٍ، خَلِّصْ نَفسَكَ! إنْ كُنتَ ابنَ اللهِ فانزِلْ عن الصَّليبِ!».
٤١ وكذلكَ رؤَساءُ الكهنةِ أيضًا وهُم يَستَهزِئونَ مع الكتبةِ والشُّيوخِ قالوا:
٤٢ «خَلَّصَ آخَرينَ وأمّا نَفسُهُ فما يَقدِرُ أنْ يُخَلِّصَها! إنْ كانَ هو مَلِكَ إسرائيلَ فليَنزِلِ الآنَ عن الصَّليبِ فنؤمِنَ بهِ!
٤٣ قد اتَّكلَ علَى اللهِ، فليُنقِذهُ الآنَ إنْ أرادَهُ! لأنَّهُ قالَ: أنا ابنُ اللهِ!».
٤٤ وبذلكَ أيضًا كانَ اللِّصّانِ اللَّذانِ صُلِبا معهُ يُعَيِّرانِهِ.
الموت
٤٥ ومِنَ السّاعَةِ السّادِسَةِ كانتْ ظُلمَةٌ علَى كُلِّ الأرضِ إلَى السّاعَةِ التّاسِعَةِ.
٤٦ ونَحوَ السّاعَةِ التّاسِعَةِ صَرَخَ يَسوعُ بصوتٍ عظيمٍ قائلًا: «إيلي، إيلي، لَما شَبَقتَني؟» أيْ: إلهي، إلهي، لماذا ترَكتَني؟
٤٧ فقَوْمٌ مِنَ الواقِفينَ هناكَ لَمّا سمِعوا قالوا: «إنَّهُ يُنادي إيليّا».
٤٨ ولِلوقتِ رَكَضَ واحِدٌ مِنهُمْ وأخَذَ إسفِنجَةً ومَلأها خَلًّا وجَعَلها علَى قَصَبَةٍ وسَقاهُ.
٤٩ وأمّا الباقونَ فقالوا: «اترُكْ. لنَرَى هل يأتي إيليّا يُخَلِّصُهُ!».
٥٠ فصَرَخَ يَسوعُ أيضًا بصوتٍ عظيمٍ، وأسلَمَ الرّوحَ.
٥١ وإذا حِجابُ الهَيكلِ قد انشَقَّ إلَى اثنَينِ، مِنْ فوقُ إلَى أسفَلُ. والأرضُ تزَلزَلَتْ، والصُّخورُ تشَقَّقَتْ،
٥٢ والقُبورُ تفَتَّحَتْ، وقامَ كثيرٌ مِنْ أجسادِ القِدّيسينَ الرّاقِدينَ
٥٣ وخرجوا مِنَ القُبورِ بَعدَ قيامَتِهِ، ودَخَلوا المدينةَ المُقَدَّسَةَ، وظَهَروا لكَثيرينَ.
٥٤ وأمّا قائدُ المِئَةِ والّذينَ معهُ يَحرُسونَ يَسوعَ فلَمّا رأوا الزَّلزَلَةَ وما كانَ، خافوا جِدًّا وقالوا: «حَقًّا كانَ هذا ابنَ اللهِ!».
٥٥ وكانتْ هناكَ نِساءٌ كثيراتٌ يَنظُرنَ مِنْ بَعيدٍ، وهُنَّ كُنَّ قد تبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ يَخدِمنَهُ،
٥٦ وبَينَهُنَّ مَريَمُ المَجدَليَّةُ، ومَريَمُ أُمُّ يعقوبَ ويوسي، وأُمُّ ابنَيْ زَبدي.
الدفن
٥٧ ولَمّا كانَ المساءُ، جاءَ رَجُلٌ غَنيٌّ مِنَ الرّامَةِ اسمُهُ يوسُفُ، وكانَ هو أيضًا تِلميذًا ليَسوعَ.
٥٨ فهذا تقَدَّمَ إلَى بيلاطُسَ وطَلَبَ جَسَدَ يَسوعَ. فأمَرَ بيلاطُسُ حينَئذٍ أنْ يُعطَى الجَسَدُ.
٥٩ فأخَذَ يوسُفُ الجَسَدَ ولَفَّهُ بكَتّانٍ نَقيٍّ،
٦٠ ووضَعَهُ في قَبرِهِ الجديدِ الّذي كانَ قد نَحَتَهُ في الصَّخرَةِ، ثُمَّ دَحرَجَ حَجَرًا كبيرًا علَى بابِ القَبرِ ومَضَى.
٦١ وكانتْ هناكَ مَريَمُ المَجدَليَّةُ ومَريَمُ الأُخرَى جالِسَتَينِ تُجاهَ القَبرِ.
الحراس عند القبر
٦٢ وفي الغَدِ الّذي بَعدَ الِاستِعدادِ اجتَمَعَ رؤَساءُ الكهنةِ والفَرّيسيّونَ إلَى بيلاطُسَ
٦٣ قائلينَ: «يا سيِّدُ، قد تذَكَّرنا أنَّ ذلكَ المُضِلَّ قالَ وهو حَيٌّ: إنّي بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ أقومُ.
٦٤ فمُرْ بضَبطِ القَبرِ إلَى اليومِ الثّالِثِ، لئَلّا يأتيَ تلاميذُهُ ليلًا ويَسرِقوهُ، ويقولوا للشَّعبِ: إنَّهُ قامَ مِنَ الأمواتِ، فتكونَ الضَّلالَةُ الأخيرَةُ أشَرَّ مِنَ الأولَى!».
٦٥ فقالَ لهُمْ بيلاطُسُ: «عِندَكُمْ حُرّاسٌ. اِذهَبوا واضبُطوهُ كما تعلَمونَ».
تأمل: يوسف الرامي
متى ٢٧: ٣٢-٦٦
يسجل الوحي في يوحنا ١٢: ٣٧-٤٣ ردود فعل من يسمعون كلام المسيح ويرون معجزاته وأفعاله. وهؤلاء ينقسمون إلى فئتين: فئة لم تؤمن به، وأخرى، وهم كثيرون من الرؤساء، آمنت به، لكن لم يعترفوا بذلك علانية خوفًا من الفريسيين، لئلا يُخرجوهم من المجمع. وقد كان يوسف الرامي أحد هؤلاء الرؤساء. لكنه لم يستمر في خوفه للنهاية، بل ظهر هو ونيقوديموس في الوقت الذي خاف فيه التلاميذ وهربوا (يوحنا ١٩: ٣٨-٤٢).
أنزل يوسف ونيقوديموس جسد المسيح، وكفّناه بالطريقة اليهودية، ووضعا خليطًا من المر والعود نحو مائة منًا. ووضعاه في قبر مِلك يوسف، قد نحته في الصخرة ولم يكن قد وُضع فيه أحد. وكان ذلك تتميمًا للنبوة: "وجُعِلَ مع الأشرارِ قَبرُهُ، ومَعَ غَنيٍّ عِندَ موتِهِ" (إشعياء ٥٣: ٩).
يوسف الرامي كان تلميذًا للرب (ع ٥٧)، ويا له من لقب مبارك! وكان غنيًا، والرب استخدمه بوزنته وإمكانياته هذه في تتميم نبوة دفنه مع غني. وظهر في مشهد اختفاء الكل ليجبر نقصان خدمة التلاميذ. قصة يوسف الرامي مشجعة لمن هم ليسوا كثيري الخدمة والتجوال والحركة. فقد يستخدمنا الرب في موقف واحد، ويكون هذا الموقف هو غرض الله من وجودنا في الحياة.
التثنية ٢٨: ١ - ٦٨
التثنية ٢٨
بركات الطاعة
١ «وإنْ سمِعتَ سمعًا لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ لتَحرِصَ أنْ تعمَلَ بجميعِ وصاياهُ الّتي أنا أوصيكَ بها اليومَ، يَجعَلُكَ الرَّبُّ إلهُكَ مُستَعليًا علَى جميعِ قَبائلِ الأرضِ،
٢ وتأتي علَيكَ جميعُ هذِهِ البَرَكاتِ وتُدرِكُكَ، إذا سمِعتَ لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ.
٣ مُبارَكًا تكونُ في المدينةِ، ومُبارَكًا تكونُ في الحَقلِ.
٤ ومُبارَكَةً تكونُ ثَمَرَةُ بَطنِكَ وثَمَرَةُ أرضِكَ وثَمَرَةُ بَهائمِكَ، نِتاجُ بَقَرِكَ وإناثُ غَنَمِكَ.
٥ مُبارَكَةً تكونُ سلَّتُكَ ومِعجَنُكَ.
٦ مُبارَكًا تكونُ في دُخولكَ، ومُبارَكًا تكونُ في خُروجِكَ.
٧ يَجعَلُ الرَّبُّ أعداءَكَ القائمينَ علَيكَ مُنهَزِمينَ أمامَكَ. في طَريقٍ واحِدَةٍ يَخرُجونَ علَيكَ، وفي سبعِ طُرُقٍ يَهرُبونَ أمامَكَ.
٨ يأمُرُ لكَ الرَّبُّ بالبَرَكَةِ في خَزائنِكَ وفي كُلِّ ما تمتَدُّ إليهِ يَدُكَ، ويُبارِكُكَ في الأرضِ الّتي يُعطيكَ الرَّبُّ إلهُكَ.
٩ يُقيمُكَ الرَّبُّ لنَفسِهِ شَعبًا مُقَدَّسًا كما حَلَفَ لكَ، إذا حَفِظتَ وصايا الرَّبِّ إلهِكَ وسَلكتَ في طُرُقِهِ.
١٠ فيَرَى جميعُ شُعوبِ الأرضِ أنَّ اسمَ الرَّبِّ قد سُمّيَ علَيكَ ويَخافونَ مِنكَ.
١١ ويَزيدُكَ الرَّبُّ خَيرًا في ثَمَرَةِ بَطنِكَ وثَمَرَةِ بَهائمِكَ وثَمَرَةِ أرضِكَ علَى الأرضِ الّتي حَلَفَ الرَّبُّ لآبائكَ أنْ يُعطيَكَ.
١٢ يَفتَحُ لكَ الرَّبُّ كنزَهُ الصّالِحَ، السماءَ، ليُعطيَ مَطَرَ أرضِكَ في حينِهِ، وليُبارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فتُقرِضُ أُمَمًا كثيرَةً وأنتَ لا تقتَرِضُ.
١٣ ويَجعَلُكَ الرَّبُّ رأسًا لا ذَنَبًا، وتَكونُ في الِارتِفاعِ فقط ولا تكونُ في الِانحِطاطِ، إذا سمِعتَ لوَصايا الرَّبِّ إلهِكَ الّتي أنا أوصيكَ بها اليومَ، لتَحفَظَ وتَعمَلَ
١٤ ولا تزيغَ عن جميعِ الكلِماتِ الّتي أنا أوصيكَ بها اليومَ يَمينًا أو شِمالًا، لكَيْ تذهَبَ وراءَ آلِهَةٍ أُخرَى لتَعبُدَها.
لعنات العصيان
١٥ «ولكن إنْ لم تسمَعْ لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ لتَحرِصَ أنْ تعمَلَ بجميعِ وصاياهُ وفَرائضِهِ الّتي أنا أوصيكَ بها اليومَ، تأتي علَيكَ جميعُ هذِهِ اللَّعَناتِ وتُدرِكُكَ:
١٦ مَلعونًا تكونُ في المدينةِ ومَلعونًا تكونُ في الحَقلِ.
١٧ مَلعونَةً تكونُ سلَّتُكَ ومِعجَنُكَ.
١٨ مَلعونَةً تكونُ ثَمَرَةُ بَطنِكَ وثَمَرَةُ أرضِكَ، نِتاجُ بَقَرِكَ وإناثُ غَنَمِكَ.
١٩ مَلعونًا تكونُ في دُخولكَ، ومَلعونًا تكونُ في خُروجِكَ.
٢٠ يُرسِلُ الرَّبُّ علَيكَ اللَّعنَ والِاضطِرابَ والزَّجرَ في كُلِّ ما تمتَدُّ إليهِ يَدُكَ لتَعمَلهُ، حتَّى تهلِكَ وتَفنَى سريعًا مِنْ أجلِ سوءِ أفعالِكَ إذ ترَكتَني.
٢١ يُلصِقُ بكَ الرَّبُّ الوَبأ حتَّى يُبيدَكَ عن الأرضِ الّتي أنتَ داخِلٌ إليها لكَيْ تمتَلِكَها.
٢٢ يَضرِبُكَ الرَّبُّ بالسِّلِّ والحُمَّى والبُرَداءِ والِالتِهابِ والجَفافِ واللَّفحِ والذُّبول، فتتَّبِعُكَ حتَّى تُفنيَكَ.
٢٣ وتَكونُ سماؤُكَ الّتي فوقَ رأسِكَ نُحاسًا، والأرضُ الّتي تحتَكَ حَديدًا.
٢٤ ويَجعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أرضِكَ غُبارًا، وتُرابًا يُنَزِّلُ علَيكَ مِنَ السماءِ حتَّى تهلِكَ.
٢٥ يَجعَلُكَ الرَّبُّ مُنهَزِمًا أمامَ أعدائكَ. في طَريقٍ واحِدَةٍ تخرُجُ علَيهِمْ، وفي سبعِ طُرُقٍ تهرُبُ أمامَهُمْ، وتَكونُ قَلِقًا في جميعِ مَمالِكِ الأرضِ.
٢٦ وتَكونُ جُثَّتُكَ طَعامًا لجميعِ طُيورِ السماءِ ووُحوشِ الأرضِ وليس مَنْ يُزعِجُها.
٢٧ يَضرِبُكَ الرَّبُّ بقُرحَةِ مِصرَ وبالبَواسيرِ والجَرَبِ والحِكَّةِ حتَّى لا تستَطيعَ الشِّفاءَ.
٢٨ يَضرِبُكَ الرَّبُّ بجُنونٍ وعَمًى وحَيرَةِ قَلبٍ،
٢٩ فتتَلَمَّسُ في الظُّهرِ كما يتَلَمَّسُ الأعمَى في الظَّلامِ، ولا تنجَحُ في طُرُقِكَ بل لا تكونُ إلّا مَظلومًا مَغصوبًا كُلَّ الأيّامِ وليس مُخَلِّصٌ.
٣٠ تخطُبُ امرأةً ورَجُلٌ آخَرُ يَضطَجِعُ معها. تبني بَيتًا ولا تسكُنُ فيهِ. تغرِسُ كرمًا ولا تستَغِلُّهُ.
٣١ يُذبَحُ ثَوْرُكَ أمامَ عَينَيكَ ولا تأكُلُ مِنهُ. يُغتَصَبُ حِمارُكَ مِنْ أمامِ وجهِكَ ولا يَرجِعُ إلَيكَ. تُدفَعُ غَنَمُكَ إلَى أعدائكَ وليس لكَ مُخَلِّصٌ.
٣٢ يُسَلَّمُ بَنوكَ وبَناتُكَ لشَعبٍ آخَرَ وعَيناكَ تنظُرانِ إليهِمْ طولَ النَّهارِ، فتكِلّانِ وليس في يَدِكَ طائلَةٌ.
٣٣ ثَمَرُ أرضِكَ وكُلُّ تعَبِكَ يأكُلُهُ شَعبٌ لا تعرِفُهُ، فلا تكونُ إلّا مَظلومًا ومَسحوقًا كُلَّ الأيّامِ.
٣٤ وتَكونُ مَجنونًا مِنْ مَنظَرِ عَينَيكَ الّذي تنظُرُ.
٣٥ يَضرِبُكَ الرَّبُّ بقَرحٍ خَبيثٍ علَى الرُّكبَتَينِ وعلَى السّاقَينِ، حتَّى لا تستَطيعَ الشِّفاءَ مِنْ أسفَلِ قَدَمِكَ إلَى قِمَّةِ رأسِكَ.
٣٦ يَذهَبُ بكَ الرَّبُّ وبمَلِكِكَ الّذي تُقيمُهُ علَيكَ إلَى أُمَّةٍ لم تعرِفها أنتَ ولا آباؤُكَ، وتَعبُدُ هناكَ آلِهَةً أُخرَى مِنْ خَشَبٍ وحَجَرٍ،
٣٧ وتَكونُ دَهَشًا ومَثَلًا وهُزأةً في جميعِ الشُّعوبِ الّذينَ يَسوقُكَ الرَّبُّ إليهِمْ.
٣٨ بذارًا كثيرًا تُخرِجُ إلَى الحَقلِ، وقَليلًا تجمَعُ، لأنَّ الجَرادَ يأكُلُهُ.
٣٩ كُرومًا تغرِسُ وتَشتَغِلُ، وخمرًا لا تشرَبُ ولا تجني، لأنَّ الدّودَ يأكُلُها.
٤٠ يكونُ لكَ زَيتونٌ في جميعِ تُخومِكَ، وبزَيتٍ لا تدَّهِنُ، لأنَّ زَيتونَكَ يَنتَثِرُ.
٤١ بَنينَ وبَناتٍ تلِدُ ولا يكونونَ لكَ، لأنَّهُمْ إلَى السَّبيِ يَذهَبونَ.
٤٢ جميعُ أشجارِكَ وأثمارِ أرضِكَ يتَوَلّاهُ الصَّرصَرُ.
٤٣ الغَريبُ الّذي في وسَطِكَ يَستَعلي علَيكَ مُتَصاعِدًا، وأنتَ تنحَطُّ مُتَنازِلًا.
٤٤ هو يُقرِضُكَ وأنتَ لا تُقرِضُهُ. هو يكونُ رأسًا وأنتَ تكونُ ذَنَبًا.
٤٥ وتأتي علَيكَ جميعُ هذِهِ اللَّعَناتِ وتَتَّبِعُكَ وتُدرِكُكَ حتَّى تهلِكَ، لأنَّكَ لم تسمَعْ لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ لتَحفَظَ وصاياهُ وفَرائضَهُ الّتي أوصاكَ بها.
٤٦ فتكونُ فيكَ آيَةً وأُعجوبَةً وفي نَسلِكَ إلَى الأبدِ.
٤٧ مِنْ أجلِ أنَّكَ لم تعبُدِ الرَّبَّ إلهَكَ بفَرَحٍ وبطيبَةِ قَلبٍ لكَثرَةِ كُلِّ شَيءٍ.
٤٨ تُستَعبَدُ لأعدائكَ الّذينَ يُرسِلُهُمُ الرَّبُّ علَيكَ في جوعٍ وعَطَشٍ وعُريٍ وعَوَزِ كُلِّ شَيءٍ. فيَجعَلُ نيرَ حَديدٍ علَى عُنُقِكَ حتَّى يُهلِكَكَ.
٤٩ يَجلِبُ الرَّبُّ علَيكَ أُمَّةً مِنْ بَعيدٍ، مِنْ أقصاءِ الأرضِ كما يَطيرُ النَّسرُ، أُمَّةً لا تفهَمُ لسانَها،
٥٠ أُمَّةً جافيَةَ الوَجهِ لا تهابُ الشَّيخَ ولا تحِنُّ إلَى الوَلَدِ،
٥١ فتأكُلُ ثَمَرَةَ بَهائمِكَ وثَمَرَةَ أرضِكَ حتَّى تهلِكَ، ولا تُبقي لكَ قمحًا ولا خمرًا ولا زَيتًا، ولا نِتاجَ بَقَرِكَ ولا إناثَ غَنَمِكَ، حتَّى تُفنيَكَ.
٥٢ وتُحاصِرُكَ في جميعِ أبوابِكَ حتَّى تهبِطَ أسوارُكَ الشّامِخَةُ الحَصينَةُ الّتي أنتَ تثِقُ بها في كُلِّ أرضِكَ. تُحاصِرُكَ في جميعِ أبوابِكَ، في كُلِّ أرضِكَ الّتي يُعطيكَ الرَّبُّ إلهُكَ.
٥٣ فتأكُلُ ثَمَرَةَ بَطنِكَ، لَحمَ بَنيكَ وبَناتِكَ الّذينَ أعطاكَ الرَّبُّ إلهُكَ في الحِصارِ والضّيقَةِ الّتي يُضايِقُكَ بها عَدوُّكَ.
٥٤ الرَّجُلُ المُتَنَعِّمُ فيكَ والمُتَرَفِّهُ جِدًّا، تبخُلُ عَينُهُ علَى أخيهِ وامرأةِ حِضنِهِ وبَقيَّةِ أولادِهِ الّذينَ يُبقيهِمْ،
٥٥ بأنْ يُعطيَ أحَدَهُمْ مِنْ لَحمِ بَنيهِ الّذي يأكُلُهُ، لأنَّهُ لم يُبقَ لهُ شَيءٌ في الحِصارِ والضّيقَةِ الّتي يُضايِقُكَ بها عَدوُّكَ في جميعِ أبوابِكَ.
٥٦ والمَرأةُ المُتَنَعِّمَةُ فيكَ والمُتَرَفِّهَةُ الّتي لم تُجَرِّبْ أنْ تضَعَ أسفَلَ قَدَمِها علَى الأرضِ للتَّنَعُّمِ والتَّرَفُّهِ، تبخَلُ عَينُها علَى رَجُلِ حِضنِها وعلَى ابنِها وبنتِها
٥٧ بمَشيمَتِها الخارِجَةِ مِنْ بَينِ رِجلَيها وبأولادِها الّذينَ تلِدُهُمْ، لأنَّها تأكُلُهُمْ سِرًّا في عَوَزِ كُلِّ شَيءٍ، في الحِصارِ والضّيقَةِ الّتي يُضايِقُكَ بها عَدوُّكَ في أبوابِكَ.
٥٨ إنْ لم تحرِصْ لتَعمَلَ بجميعِ كلِماتِ هذا النّاموسِ المَكتوبَةِ في هذا السِّفرِ، لتَهابَ هذا الِاسمَ الجَليلَ المَرهوبَ، الرَّبَّ إلهَكَ،
٥٩ يَجعَلُ الرَّبُّ ضَرَباتِكَ وضَرَباتِ نَسلِكَ عَجيبَةً. ضَرَباتٍ عظيمَةً راسِخَةً، وأمراضًا رَديَّةً ثابِتَةً.
٦٠ ويَرُدُّ علَيكَ جميعَ أدواءِ مِصرَ الّتي فزِعتَ مِنها، فتلتَصِقُ بكَ.
٦١ أيضًا كُلُّ مَرَضٍ وكُلُّ ضَربَةٍ لم تُكتَبْ في سِفرِ النّاموسِ هذا، يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ علَيكَ حتَّى تهلِكَ.
٦٢ فتبقَوْنَ نَفَرًا قَليلًا عِوَضَ ما كنتُم كنُجومِ السماءِ في الكَثرَةِ، لأنَّكَ لم تسمَعْ لصوتِ الرَّبِّ إلهِكَ.
٦٣ وكما فرِحَ الرَّبُّ لكُمْ ليُحسِنَ إلَيكُمْ ويُكَثِّرَكُمْ، كذلكَ يَفرَحُ الرَّبُّ لكُمْ ليُفنيَكُمْ ويُهلِكَكُمْ، فتُستأصَلونَ مِنَ الأرضِ الّتي أنتَ داخِلٌ إليها لتَمتَلِكَها.
٦٤ ويُبَدِّدُكَ الرَّبُّ في جميعِ الشُّعوبِ مِنْ أقصاءِ الأرضِ إلَى أقصائها، وتَعبُدُ هناكَ آلِهَةً أُخرَى لم تعرِفها أنتَ ولا آباؤُكَ، مِنْ خَشَبٍ وحَجَرٍ.
٦٥ وفي تِلكَ الأُمَمِ لا تطمَئنُّ ولا يكونُ قَرارٌ لقَدَمِكَ، بل يُعطيكَ الرَّبُّ هناكَ قَلبًا مُرتَجِفًا وكلالَ العَينَينِ وذُبولَ النَّفسِ.
٦٦ وتَكونُ حَياتُكَ مُعَلَّقَةً قُدّامَكَ، وتَرتَعِبُ ليلًا ونهارًا ولا تأمَنُ علَى حَياتِكَ.
٦٧ في الصّباحِ تقولُ: يا لَيتَهُ المساءُ، وفي المساءِ تقولُ: يا لَيتَهُ الصّباحُ، مِنِ ارتِعابِ قَلبِكَ الّذي ترتَعِبُ، ومِنْ مَنظَرِ عَينَيكَ الّذي تنظُرُ.
٦٨ ويَرُدُّكَ الرَّبُّ إلَى مِصرَ في سُفُنٍ في الطريقِ الّتي قُلتُ لكَ لا تعُدْ تراها، فتُباعونَ هناكَ لأعدائكَ عَبيدًا وإماءً، وليس مَنْ يَشتَري».
أيوب ١٧: ١ - ١٦
أيوب ١٧
١ «روحي تلِفَتْ. أيّامي انطَفأتْ. إنَّما القُبورُ لي.
٢ «لولا المُخاتِلونَ عِندي، وعَيني تبيتُ علَى مُشاجَراتِهِمْ.
٣ كُنْ ضامِني عِندَ نَفسِكَ. مَنْ هو الّذي يُصَفِّقُ يَدي؟
٤ لأنَّكَ مَنَعتَ قَلبَهُمْ عن الفِطنَةِ، لأجلِ ذلكَ لا ترفَعُهُمُ.
٥ الّذي يُسَلِّمُ الأصحابَ للسَّلبِ، تتلَفُ عُيونُ بَنيهِ.
٦ أوقَفَني مَثَلًا للشُّعوبِ، وصِرتُ للبَصقِ في الوَجهِ.
٧ كلَّتْ عَيني مِنَ الحُزنِ، وأعضائي كُلُّها كالظِّلِّ.
٨ يتَعَجَّبُ المُستَقيمونَ مِنْ هذا، والبَرِئُ يَنتَهِضُ علَى الفاجِرِ.
٩ أمّا الصِّدّيقُ فيَستَمسِكُ بطريقِهِ، والطّاهِرُ اليَدَينِ يَزدادُ قوَّةً.
١٠ «ولكن ارجِعوا كُلُّكُمْ وتَعالَوْا، فلا أجِدُ فيكُم حَكيمًا.
١١ أيّامي قد عَبَرَتْ. مَقاصِدي، إرثُ قَلبي، قد انتَزَعَتْ.
١٢ يَجعَلونَ اللَّيلَ نهارًا، نورًا قريبًا للظُّلمَةِ.
١٣ إذا رَجَوْتُ الهاويَةَ بَيتًا لي، وفي الظَّلامِ مَهَّدتُ فِراشي،
١٤ وقُلتُ للقَبرِ: أنتَ أبي، ولِلدّودِ: أنتَ أُمّي وأُختي،
١٥ فأين إذًا آمالي؟ آمالي، مَنْ يُعايِنُها؟
١٦ تهبِطُ إلَى مَغاليقِ الهاويَةِ إذ ترتاحُ مَعًا في التُّرابِ».