غلاطية ٣: ٢١ إلى ٤: ٢٠

غلاطية ٣

٢١ فهل النّاموسُ ضِدُّ مَواعيدِ اللهِ؟ حاشا! لأنَّهُ لو أُعطيَ ناموسٌ قادِرٌ أنْ يُحييَ، لكانَ بالحَقيقَةِ البِرُّ بالنّاموسِ.

٢٢ لكن الكِتابَ أغلَقَ علَى الكُلِّ تحتَ الخَطيَّةِ، ليُعطَى المَوْعِدُ مِنْ إيمانِ يَسوعَ المَسيحِ للّذينَ يؤمِنونَ.

٢٣ ولكن قَبلَما جاءَ الإيمانُ كُنّا مَحروسينَ تحتَ النّاموسِ، مُغلَقًا علَينا إلَى الإيمانِ العَتيدِ أنْ يُعلَنَ.

٢٤ إذًا قد كانَ النّاموسُ مؤَدِّبَنا إلَى المَسيحِ، لكَيْ نَتَبَرَّرَ بالإيمانِ.

٢٥ ولكن بَعدَ ما جاءَ الإيمانُ، لَسنا بَعدُ تحتَ مؤَدِّبٍ.

أبناء الله

٢٦ لأنَّكُمْ جميعًا أبناءُ اللهِ بالإيمانِ بالمَسيحِ يَسوعَ.

٢٧ لأنَّ كُلَّكُمُ الّذينَ اعتَمَدتُمْ بالمَسيحِ قد لَبِستُمُ المَسيحَ:

٢٨ ليس يَهوديٌّ ولا يونانيٌّ. ليس عَبدٌ ولا حُرٌّ. ليس ذَكَرٌ وأُنثَى، لأنَّكُمْ جميعًا واحِدٌ في المَسيحِ يَسوعَ.

٢٩ فإنْ كنتُم للمَسيحِ، فأنتُمْ إذًا نَسلُ إبراهيمَ، وحَسَبَ المَوْعِدِ ورَثَةٌ.


غلاطية ٤


١ وإنَّما أقولُ: ما دامَ الوارِثُ قاصِرًا لا يَفرِقُ شَيئًا عن العَبدِ، مع كونِهِ صاحِبَ الجميعِ.

٢ بل هو تحتَ أوصياءَ ووُكلاءَ إلَى الوقتِ المؤَجَّلِ مِنْ أبيهِ.

٣ هكذا نَحنُ أيضًا: لَمّا كُنّا قاصِرينَ، كُنّا مُستَعبَدينَ تحتَ أركانِ العالَمِ.

٤ ولكن لَمّا جاءَ مِلءُ الزَّمانِ، أرسَلَ اللهُ ابنَهُ مَوْلودًا مِنِ امرأةٍ، مَوْلودًا تحتَ النّاموسِ،

٥ ليَفتَديَ الّذينَ تحتَ النّاموسِ، لنَنالَ التَّبَنّيَ.

٦ ثُمَّ بما أنَّكُمْ أبناءٌ، أرسَلَ اللهُ روحَ ابنِهِ إلَى قُلوبكُمْ صارِخًا: «يا أبا الآبُ».

٧ إذًا لَستَ بَعدُ عَبدًا بل ابنًا، وإنْ كُنتَ ابنًا فوارِثٌ للهِ بالمَسيحِ.

قلق بولس على أهل غلاطية

٨ لكن حينَئذٍ إذ كنتُم لا تعرِفونَ اللهَ، استُعبِدتُمْ للّذينَ لَيسوا بالطَّبيعَةِ آلِهَةً.

٩ وأمّا الآنَ إذ عَرَفتُمُ اللهَ، بل بالحَريِّ عُرِفتُمْ مِنَ اللهِ، فكيفَ ترجِعونَ أيضًا إلَى الأركانِ الضَّعيفَةِ الفَقيرَةِ الّتي تُريدونَ أنْ تُستَعبَدوا لها مِنْ جديدٍ؟

١٠ أتَحفَظونَ أيّامًا وشُهورًا وأوقاتًا وسِنينَ؟

١١ أخافُ علَيكُمْ أنْ أكونَ قد تعِبتُ فيكُم عَبَثًا!


١٢ أتَضَرَّعُ إلَيكُمْ أيُّها الإخوَةُ، كونوا كما أنا، لأنّي أنا أيضًا كما أنتُمْ. لم تظلِموني شَيئًا.

١٣ ولكنكُمْ تعلَمونَ أنّي بضَعفِ الجَسَدِ بَشَّرتُكُمْ في الأوَّلِ.

١٤ وتَجرِبَتي الّتي في جَسَدي لم تزدَروا بها ولا كرِهتُموها، بل كمَلاكٍ مِنَ اللهِ قَبِلتُموني، كالمَسيحِ يَسوعَ.

١٥ فماذا كانَ إذًا تطويبُكُم؟ لأنّي أشهَدُ لكُمْ أنَّهُ لو أمكَنَ لَقَلَعتُمْ عُيونَكُمْ وأعطَيتُموني.

١٦ أفَقَدْ صِرتُ إذًا عَدوًّا لكُمْ لأنّي أصدُقُ لكُمْ؟

١٧ يَغارونَ لكُمْ ليس حَسَنًا، بل يُريدونَ أنْ يَصُدّوكُمْ لكَيْ تغاروا لهُمْ.

١٨ حَسَنَةٌ هي الغَيرَةُ في الحُسنَى كُلَّ حينٍ، وليس حينَ حُضوري عِندَكُمْ فقط.

١٩ يا أولادي الّذينَ أتَمَخَّضُ بكُمْ أيضًا إلَى أنْ يتَصَوَّرَ المَسيحُ فيكُم.

٢٠ ولكني كُنتُ أُريدُ أنْ أكونَ حاضِرًا عِندَكُمُ الآنَ وأُغَيِّرَ صوتي، لأنّي مُتَحَيِّرٌ فيكُم!

حزقيال ١٤: ١ إلى ١٥: ٨

حزقيال ١٤

إدانة عبدة الأصنام

١ فجاءَ إلَيَّ رِجالٌ مِنْ شُيوخِ إسرائيلَ وجَلَسوا أمامي.

٢ فصارَتْ إلَيَّ كلِمَةُ الرَّبِّ قائلَةً:

٣ «يا ابنَ آدَمَ، هؤُلاءِ الرِّجالُ قد أصعَدوا أصنامَهُمْ إلَى قُلوبهِمْ، ووضَعوا مَعثَرَةَ إثمِهِمْ تِلقاءَ أوجُهِهِمْ. فهل أُسألُ مِنهُمْ سؤالًا؟

٤ لأجلِ ذلكَ كلِّمهُمْ وقُلْ لهُمْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كُلُّ إنسانٍ مِنْ بَيتِ إسرائيلَ الّذي يُصعِدُ أصنامَهُ إلَى قَلبِهِ، ويَضَعُ مَعثَرَةَ إثمِهِ تِلقاءَ وجهِهِ، ثُمَّ يأتي إلَى النَّبيِّ، فإنّي أنا الرَّبُّ أُجيبُهُ حَسَبَ كثرَةِ أصنامِهِ،

٥ لكَيْ آخُذَ بَيتَ إسرائيلَ بقُلوبهِمْ، لأنَّهُمْ كُلَّهُمْ قد ارتَدّوا عَنّي بأصنامِهِمْ.

٦ لذلكَ قُلْ لبَيتِ إسرائيلَ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: توبوا وارجِعوا عن أصنامِكُمْ، وعَنْ كُلِّ رَجاساتِكُمُ اصرِفوا وُجوهَكُمْ.

٧ لأنَّ كُلَّ إنسانٍ مِنْ بَيتِ إسرائيلَ أو مِنَ الغُرَباءِ المُتَغَرِّبينَ في إسرائيلَ، إذا ارتَدَّ عَنّي وأصعَدَ أصنامَهُ إلَى قَلبِهِ، ووضَعَ مَعثَرَةَ إثمِهِ تِلقاءَ وجهِهِ، ثُمَّ جاءَ إلَى النَّبيِّ ليَسألهُ عَنّي، فإنّي أنا الرَّبُّ أُجيبُهُ بنَفسي.

٨ وأجعَلُ وجهي ضِدَّ ذلكَ الإنسانِ وأجعَلُهُ آيَةً ومَثَلًا، وأستأصِلُهُ مِنْ وسطِ شَعبي، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ.

٩ فإذا ضَلَّ النَّبيُّ وتَكلَّمَ كلامًا، فأنا الرَّبَّ قد أضلَلتُ ذلكَ النَّبيَّ، وسأمُدُّ يَدي علَيهِ وأُبيدُهُ مِنْ وسطِ شَعبي إسرائيلَ.

١٠ ويَحمِلونَ إثمَهُمْ. كإثمِ السّائلِ يكونُ إثمُ النَّبيِّ.

١١ لكَيْ لا يَعودَ يَضِلُّ عَنّي بَيتُ إسرائيلَ، ولكي لا يَعودوا يتَنَجَّسونَ بكُلِّ مَعاصيهِمْ، بل ليكونوا لي شَعبًا وأنا أكونُ لهُمْ إلهًا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

لا مفر من القصاص

١٢ وكانتْ إلَيَّ كلِمَةُ الرَّبِّ قائلَةً:

١٣ «يا ابنَ آدَمَ، إنْ أخطأتْ إلَيَّ أرضٌ وخانَتْ خيانَةً، فمَدَدتُ يَدي علَيها وكسَرتُ لها قِوامَ الخُبزِ، وأرسَلتُ علَيها الجوعَ، وقَطَعتُ مِنها الإنسانَ والحَيَوانَ،

١٤ وكانَ فيها هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ: نوحٌ ودانيآلُ وأيّوبُ، فإنَّهُمْ إنَّما يُخَلِّصونَ أنفُسَهُمْ ببِرِّهِمْ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

١٥ إنْ عَبَّرتُ في الأرضِ وُحوشًا رَديئَةً فأثكلوها وصارَتْ خَرابًا بلا عابِرٍ بسَبَبِ الوُحوشِ،

١٦ وفي وسطِها هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ، فحَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إنهُم لا يُخَلِّصونَ بَنينَ ولا بَناتٍ. هُم وحدَهُمْ يَخلُصونَ والأرضُ تصيرُ خَرِبَةً.

١٧ أو إنْ جَلَبتُ سيفًا علَى تِلكَ الأرضِ وقُلتُ: يا سيفُ اعبُرْ في الأرضِ، وقَطَعتُ مِنها الإنسانَ والحَيَوانَ،

١٨ وفي وسطِها هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ، فحَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إنهُم لا يُخَلِّصونَ بَنينَ ولا بَناتٍ، بل هُم وحدَهُمْ يَخلُصونَ.

١٩ أو إنْ أرسَلتُ وبأً علَى تِلكَ الأرضِ، وسَكَبتُ غَضَبي علَيها بالدَّمِ لأقطَعَ مِنها الإنسانَ والحَيَوانَ،

٢٠ وفي وسطِها نوحٌ ودانيآلُ وأيّوبُ، فحَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إنهُم لا يُخَلِّصونَ ابنًا ولا ابنَةً. إنَّما يُخَلِّصونَ أنفُسَهُمْ ببِرِّهِمْ.


٢١ «لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كمْ بالحَريِّ إنْ أرسَلتُ أحكامي الرَّديئَةَ علَى أورُشَليمَ: سيفًا وجوعًا ووحشًا رَديئًا ووبأً، لأقطَعَ مِنها الإنسانَ والحَيَوانَ!

٢٢ فهوذا بَقيَّةٌ فيها ناجيَةٌ تُخرَجُ بَنونَ وبَناتٌ. هوذا يَخرُجونَ إلَيكُمْ فتنظُرونَ طريقَهُمْ وأعمالهُمْ، وتَتَعَزَّوْنَ عن الشَّرِّ الّذي جَلَبتُهُ علَى أورُشَليمَ عن كُلِّ ما جَلَبتُهُ علَيها.

٢٣ ويُعَزّونَكُمْ إذ ترَوْنَ طريقَهُمْ وأعمالهُمْ، فتعلَمونَ أنّي لم أصنَعْ بلا سبَبٍ كُلَّ ما صَنَعتُهُ فيها، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».


حزقيال ١٥

أورشليم كرمة غير صالحة

١ وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:

٢ «يا ابنَ آدَمَ، ماذا يكونُ عودُ الكَرمِ فوقَ كُلِّ عودٍ أو فوقَ القَضيبِ الّذي مِنْ شَجَرِ الوَعرِ؟

٣ هل يؤخَذُ مِنهُ عودٌ لاصطِناعِ عَمَلٍ مّا، أو يأخُذونَ مِنهُ وتَدًا ليُعَلَّقَ علَيهِ إناءٌ مّا؟

٤ هوذا يُطرَحُ أكلًا للنّارِ. تأكُلُ النّارُ طَرَفَيهِ ويُحرَقُ وسَطُهُ. فهل يَصلُحُ لعَمَلٍ؟

٥ هوذا حينَ كانَ صَحيحًا لم يَكُنْ يَصلُحُ لعَمَلٍ مّا، فكمْ بالحَريِّ لا يَصلُحُ بَعدُ لعَمَلٍ إذ أكلَتهُ النّارُ فاحتَرَقَ؟


٦ «لذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِثلَ عودِ الكَرمِ بَينَ عيدانِ الوَعرِ الّتي بَذَلتُها أكلًا للنّارِ، كذلكَ أبذُلُ سُكّانَ أورُشَليمَ.

٧ وأجعَلُ وجهي ضِدَّهُمْ. يَخرُجونَ مِنْ نارٍ فتأكُلُهُمْ نارٌ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ حينَ أجعَلُ وجهي ضِدَّهُمْ.

٨ وأجعَلُ الأرضَ خَرابًا لأنَّهُمْ خانوا خيانَةً، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

إشعياء ٤٤: ١ - ٢٨

إشعياء ٤٤

بركات الرب لشعبه

١ «والآنَ اسمَعْ يا يعقوبُ عَبدي، وإسرائيلُ الّذي اختَرتُهُ.

٢ هكذا يقولُ الرَّبُّ صانِعُكَ وجابِلُكَ مِنَ الرَّحِمِ، مُعينُكَ: لا تخَفْ يا عَبدي يعقوبُ، ويا يَشورونُ الّذي اختَرتُهُ.

٣ لأنّي أسكُبُ ماءً علَى العَطشانِ، وسُيولًا علَى اليابِسَةِ. أسكُبُ روحي علَى نَسلِكَ وبَرَكَتي علَى ذُرّيَّتِكَ.

٤ فيَنبُتونَ بَينَ العُشبِ مِثلَ الصَّفصافِ علَى مَجاري المياهِ.

٥ هذا يقولُ: أنا للرَّبِّ، وهذا يُكَنّي باسمِ يعقوبَ، وهذا يَكتُبُ بيَدِهِ: للرَّبِّ، وباسمِ إسرائيلَ يُلَقِّبُ».


٦ هكذا يقولُ الرَّبُّ مَلِكُ إسرائيلَ وفاديهِ، رَبُّ الجُنودِ: «أنا الأوَّلُ وأنا الآخِرُ، ولا إلهَ غَيري.

٧ ومَنْ مِثلي؟ يُنادي، فليُخبِرْ بهِ ويَعرِضهُ لي منذُ وضَعتُ الشَّعبَ القَديمَ. والمُستَقبِلاتُ وما سيأتي ليُخبِروهُم بها.

٨ لا ترتَعِبوا ولا ترتاعوا. أما أعلَمتُكَ منذُ القَديمِ وأخبَرتُكَ؟ فأنتُمْ شُهودي. هل يوجَدُ إلهٌ غَيري؟ ولا صَخرَةَ لا أعلَمُ بها؟»

٩ الّذينَ يُصَوِّرونَ صَنَمًا كُلُّهُمْ باطِلٌ، ومُشتَهَياتُهُمْ لا تنفَعُ، وشُهودُهُمْ هي. لا تُبصِرُ ولا تعرِفُ حتَّى تخزَى.

١٠ مَنْ صَوَّرَ إلهًا وسَبَكَ صَنَمًا لغَيرِ نَفعٍ؟

١١ ها كُلُّ أصحابِهِ يَخزَوْنَ والصُّنّاعُ هُم مِنَ النّاسِ. يَجتَمِعونَ كُلُّهُمْ، يَقِفونَ يَرتَعِبونَ ويَخزَوْنَ مَعًا.


١٢ طَبَعَ الحَديدَ قَدومًا، وعَمِلَ في الفَحمِ، وبالمَطارِقِ يُصَوِّرُهُ فيَصنَعُهُ بذِراعِ قوَّتِهِ. يَجوعُ أيضًا فليس لهُ قوَّةٌ. لم يَشرَبْ ماءً وقَدْ تعِبَ.

١٣ نَجَّرَ خَشَبًا. مَدَّ الخَيطَ. بالمِخرَزِ يُعَلِّمُهُ، يَصنَعُهُ بالأزاميلِ، وبالدَّوّارَةِ يَرسُمُهُ. فيَصنَعُهُ كشَبَهِ رَجُلٍ، كجَمالِ إنسانٍ، ليَسكُنَ في البَيتِ!

١٤ قَطَعَ لنَفسِهِ أرزًا وأخَذَ سِنديانًا وبَلّوطًا، واختارَ لنَفسِهِ مِنْ أشجارِ الوَعرِ. غَرَسَ سنوبَرًا والمَطَرُ يُنميهِ.

١٥ فيَصيرُ للنّاسِ للإيقادِ. ويأخُذُ مِنهُ ويَتَدَفّأُ. يُشعِلُ أيضًا ويَخبِزُ خُبزًا، ثُمَّ يَصنَعُ إلهًا فيَسجُدُ! قد صَنَعَهُ صَنَمًا وخَرَّ لهُ.

١٦ نِصفُهُ أحرَقَهُ بالنّارِ. علَى نِصفِهِ يأكُلُ لَحمًا. يَشوي مَشويًّا ويَشبَعُ! يتَدَفّأُ أيضًا ويقولُ: «بَخْ! قد تدَفّأتُ. رأيتُ نارًا».

١٧ وبَقيَّتُهُ قد صَنَعَها إلهًا، صَنَمًا لنَفسِهِ! يَخُرُّ لهُ ويَسجُدُ، ويُصَلّي إليهِ ويقولُ: «نَجِّني لأنَّكَ أنتَ إلهي».


١٨ لا يَعرِفونَ ولا يَفهَمونَ لأنَّهُ قد طَمَسَتْ عُيونُهُمْ عن الإبصارِ، وقُلوبُهُمْ عن التَّعَقُّلِ.

١٩ ولا يُرَدِّدُ في قَلبِهِ وليس لهُ مَعرِفَةٌ ولا فهمٌ حتَّى يقولَ: «نِصفَهُ قد أحرَقتُ بالنّارِ، وخَبَزتُ أيضًا علَى جَمرِهِ خُبزًا، شَوَيتُ لَحمًا وأكلتُ. أفأصنَعُ بَقيَّتَهُ رِجسًا، ولِساقِ شَجَرَةٍ أخُرُّ؟»

٢٠ يَرعَى رَمادًا. قَلبٌ مَخدوعٌ قد أضَلَّهُ فلا يُنَجّي نَفسَهُ ولا يقولُ: «أليس كذِبٌ في يَميني؟».


٢١ «اُذكُرْ هذِهِ يا يعقوبُ، يا إسرائيلُ، فإنَّكَ أنتَ عَبدي. قد جَبَلتُكَ. عَبدٌ لي أنتَ. يا إسرائيلُ لا تُنسَيِ مِنّي.

٢٢ قد مَحَوْتُ كغَيمٍ ذُنوبَكَ وكسَحابَةٍ خطاياكَ. اِرجِعْ إلَيَّ لأنّي فدَيتُكَ».

٢٣ ترَنَّمي أيَّتُها السماواتُ لأنَّ الرَّبَّ قد فعَلَ. اِهتِفي يا أسافِلَ الأرضِ. أشيدي أيَّتُها الجِبالُ ترَنُّمًا، الوَعرُ وكُلُّ شَجَرَةٍ فيهِ، لأنَّ الرَّبَّ قد فدَى يعقوبَ، وفي إسرائيلَ تمَجَّدَ.

أورشليم ستعمر

٢٤ هكذا يقولُ الرَّبُّ فاديكَ وجابِلُكَ مِنَ البَطنِ: «أنا الرَّبُّ صانِعٌ كُلَّ شَيءٍ، ناشِرٌ السماواتِ وحدي، باسِطٌ الأرضَ. مَنْ مَعي؟

٢٥ مُبَطِّلٌ آياتِ المُخادِعينَ ومُحَمِّقٌ العَرّافينَ. مُرَجِّعٌ الحُكَماءَ إلَى الوَراءِ، ومُجَهِّلٌ مَعرِفَتَهُمْ.

٢٦ مُقيمٌ كلِمَةَ عَبدِهِ، ومُتَمِّمٌ رأيَ رُسُلِهِ. القائلُ عن أورُشَليمَ: ستُعمَرُ، ولِمُدُنِ يَهوذا: ستُبنَينَ، وخِرَبَها أُقيمُ.

٢٧ القائلُ للُّجَّةِ: انشَفي، وأنهارَكِ أُجَفِّفُ.

٢٨ القائلُ عن كورَشَ: راعيَّ، فكُلَّ مَسَرَّتي يُتَمِّمُ. ويقولُ عن أورُشَليمَ: ستُبنَى، ولِلهَيكلِ: ستؤَسَّسُ».

تأمل: لا ترتَعِبوا ولا ترتاعوا

إشعياء ٤٤

في هذه الأيام يعيش الكثيرون في حالة من الخوف ربما تصل إلى الرعب، وأصبح القلق هو سمة العصر في العالم أجمع. وتتنوع أسباب الخوف في حياة الناس، فكثير من الناس، على سبيل المثال، يخشون الأوبئة والأمراض المنتشرة، ويخافون من أن ينقطع رزقهم أو ألا تُسدد احتياجاتهم. ومن منا لا يواجه مثل هذه المخاوف من حين إلى آخر؟! لكننا نجد هذه الكلمات المشجعة والمعزية: "لا ترتَعِبوا ولا ترتاعوا". وأسباب عدم الخوف لا ترتبط بوجود الأخطار حولنا من عدمه لكنه مرتبط بأسباب واضحة وهي أن الله:

  • هو الخالق المعين (ع ٢)
  • هو الواهب والمعطي (ع ٣)
  • هو الأول و الآخر، لا إله غيره ولا مثل له. (ع ٧،٦)
  • لا ينسانا (ع ٢١)
  • هو الماحي الذنوب وغافر الخطايا (ع ٢٢)

نعم نحن نعيش في عالم مضطرب وغير مستقر، وتتلاحق الأحداث المؤلمة والأخبار المقلقة كل يوم؛ لكننا ينبغي أن نتذكر أننا نعبد إله عظيم لا مثل له. لذلك، فلنتمسك بوعده لنا: " سلامًا أترُكُ لكُمْ. سلامي أُعطيكُمْ. ليس كما يُعطي العالَمُ أُعطيكُمْ أنا. لا تضطَرِبْ قُلوبُكُمْ ولا ترهَبْ." (يوحنا ٢٧:١٤)

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 344
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة