لوقا ٢٣: ١ - ٢٥
لوقا ٢٣
أمام بيلاطس وهيرودس
١ فقامَ كُلُّ جُمهورِهِمْ وجاءوا بهِ إلَى بيلاطُسَ،
٢ وابتَدأوا يَشتَكونَ علَيهِ قائلينَ: «إنَّنا وجَدنا هذا يُفسِدُ الأُمَّةَ، ويَمنَعُ أنْ تُعطَى جِزيَةٌ لقَيصَرَ، قائلًا: إنَّهُ هو مَسيحٌ مَلِكٌ».
٣ فسألهُ بيلاطُسُ قائلًا: «أنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟». فأجابَهُ وقالَ: «أنتَ تقولُ».
٤ فقالَ بيلاطُسُ لرؤَساءِ الكهنةِ والجُموعِ: «إنّي لا أجِدُ عِلَّةً في هذا الإنسانِ».
٥ فكانوا يُشَدِّدونَ قائلينَ: «إنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعبَ وهو يُعَلِّمُ في كُلِّ اليَهوديَّةِ مُبتَدِئًا مِنَ الجَليلِ إلَى هنا».
٦ فلَمّا سمِعَ بيلاطُسُ ذِكرَ الجَليلِ، سألَ: «هل الرَّجُلُ جَليليٌّ؟»
٧ وحينَ عَلِمَ أنَّهُ مِنْ سلطَنَةِ هيرودُسَ، أرسَلهُ إلَى هيرودُسَ، إذ كانَ هو أيضًا تِلكَ الأيّامَ في أورُشَليمَ.
٨ وأمّا هيرودُسُ فلَمّا رأى يَسوعَ فرِحَ جِدًّا، لأنَّهُ كانَ يُريدُ مِنْ زَمانٍ طَويلٍ أنْ يَراهُ، لسَماعِهِ عنهُ أشياءَ كثيرَةً، وتَرَجَّى أنْ يَرَى آيَةً تُصنَعُ مِنهُ.
٩ وسألهُ بكلامٍ كثيرٍ فلم يُجِبهُ بشَيءٍ.
١٠ ووقَفَ رؤَساءُ الكهنةِ والكتبةُ يَشتَكونَ علَيهِ باشتِدادٍ،
١١ فاحتَقَرَهُ هيرودُسُ مع عَسكَرِهِ واستَهزأ بهِ، وألبَسَهُ لباسًا لامِعًا، ورَدَّهُ إلَى بيلاطُسَ.
١٢ فصارَ بيلاطُسُ وهيرودُسُ صَديقَينِ مع بَعضِهِما في ذلكَ اليومِ، لأنَّهُما كانا مِنْ قَبلُ في عَداوَةٍ بَينَهُما.
الحكم بالموت
١٣ فدَعا بيلاطُسُ رؤَساءَ الكهنةِ والعُظَماءَ والشَّعبَ،
١٤ وقالَ لهُمْ: «قد قَدَّمتُمْ إلَيَّ هذا الإنسانَ كمَنْ يُفسِدُ الشَّعبَ. وها أنا قد فحَصتُ قُدّامَكُمْ ولَمْ أجِدْ في هذا الإنسانِ عِلَّةً مِمّا تشتَكونَ بهِ علَيهِ.
١٥ ولا هيرودُسُ أيضًا، لأنّي أرسَلتُكُمْ إليهِ. وها لا شَيءَ يَستَحِقُّ الموتَ صُنِعَ مِنهُ.
١٦ فأنا أؤَدِّبُهُ وأُطلِقُهُ».
١٧ وكانَ مُضطَرًّا أنْ يُطلِقَ لهُمْ كُلَّ عيدٍ واحِدًا،
١٨ فصَرَخوا بجُملَتِهِمْ قائلينَ: «خُذْ هذا! وأطلِقْ لنا باراباسَ!».
١٩ وذاكَ كانَ قد طُرِحَ في السِّجنِ لأجلِ فِتنَةٍ حَدَثَتْ في المدينةِ وقَتلٍ.
٢٠ فناداهُمْ أيضًا بيلاطُسُ وهو يُريدُ أنْ يُطلِقَ يَسوعَ،
٢١ فصَرَخوا قائلينَ: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!».
٢٢ فقالَ لهُمْ ثالِثَةً: «فأيَّ شَرٍّ عَمِلَ هذا؟ إنّي لم أجِدْ فيهِ عِلَّةً للموتِ، فأنا أؤَدِّبُهُ وأُطلِقُهُ».
٢٣ فكانوا يَلِجّونَ بأصواتٍ عظيمَةٍ طالِبينَ أنْ يُصلَبَ. فقَويتْ أصواتُهُمْ وأصواتُ رؤَساءِ الكهنةِ.
٢٤ فحَكَمَ بيلاطُسُ أنْ تكونَ طِلبَتُهُمْ.
٢٥ فأطلَقَ لهُمُ الّذي طُرِحَ في السِّجنِ لأجلِ فِتنَةٍ وقَتلٍ، الّذي طَلَبوهُ، وأسلَمَ يَسوعَ لمَشيئَتِهِمْ.
الخروج ٥: ١ إلى ٦: ٢٧
الخروج ٥
مقابلة موسى وهارون لفرعون
١ وبَعدَ ذلكَ دَخَلَ موسى وهارونُ وقالا لفِرعَوْنَ: «هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ: أطلِقْ شَعبي ليُعَيِّدوا لي في البَرّيَّةِ».
٢ فقالَ فِرعَوْنُ: «مَنْ هو الرَّبُّ حتَّى أسمَعَ لقَوْلِهِ فأُطلِقَ إسرائيلَ؟ لا أعرِفُ الرَّبَّ، وإسرائيلَ لا أُطلِقُهُ».
٣ فقالا: «إلهُ العِبرانيّينَ قد التَقانا، فنَذهَبُ سفَرَ ثَلاثَةِ أيّامٍ في البَرّيَّةِ ونَذبَحُ للرَّبِّ إلهِنا، لئَلّا يُصيبَنا بالوَبإ أو بالسَّيفِ».
٤ فقالَ لهُما مَلِكُ مِصرَ: «لماذا يا موسى وهارونُ تُبَطِّلانِ الشَّعبَ مِنْ أعمالِهِ؟ اِذهَبا إلَى أثقالِكُما».
٥ وقالَ فِرعَوْنُ: «هوذا الآنَ شَعبُ الأرضِ كثيرٌ وأنتُما تُريحانِهِمْ مِنْ أثقالِهِمْ».
٦ فأمَرَ فِرعَوْنُ في ذلكَ اليومِ مُسَخِّري الشَّعبِ ومُدَبِّريهِ قائلًا:
٧ «لا تعودوا تُعطونَ الشَّعبَ تِبنًا لصُنعِ اللِّبنِ كأمسِ وأوَّلَ مِنْ أمسِ. ليَذهَبوا هُم ويَجمَعوا تِبنًا لأنفُسِهِمْ.
٨ ومِقدارَ اللِّبنِ الّذي كانوا يَصنَعونَهُ أمسِ، وأوَّلَ مِنْ أمسِ تجعَلونَ علَيهِمْ. لا تنقُصوا مِنهُ، فإنَّهُمْ مُتَكاسِلونَ، لذلكَ يَصرُخونَ قائلينَ: نَذهَبُ ونَذبَحُ لإلهِنا.
٩ ليُثَقَّلِ العَمَلُ علَى القَوْمِ حتَّى يَشتَغِلوا بهِ ولا يَلتَفِتوا إلَى كلامِ الكَذِبِ».
١٠ فخرجَ مُسَخِّرو الشَّعبِ ومُدَبِّروهُ وكلَّموا الشَّعبَ، قائلينَ: «هكذا يقولُ فِرعَوْنُ: لَستُ أُعطيكُمْ تِبنًا.
١١ اذهَبوا أنتُمْ وخُذوا لأنفُسِكُمْ تِبنًا مِنْ حَيثُ تجِدونَ. إنَّهُ لا يُنقَصُ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيءٌ».
١٢ فتفَرَّقَ الشَّعبُ في كُلِّ أرضِ مِصرَ ليَجمَعوا قَشًّا عِوَضًا عن التِّبنِ.
١٣ وكانَ المُسَخِّرونَ يُعَجِّلونَهُمْ قائلينَ: «كمِّلوا أعمالكُمْ، أمرَ كُلِّ يومٍ بيومِهِ، كما كانَ حينَما كانَ التِّبنُ».
١٤ فضُرِبَ مُدَبِّرو بَني إسرائيلَ الّذينَ أقامَهُمْ علَيهِمْ مُسَخِّرو فِرعَوْنَ، وقيلَ لهُمْ: «لماذا لم تُكَمِّلوا فريضَتَكُمْ مِنْ صُنعِ اللِّبنِ أمسِ واليومَ كالأمسِ وأوَّلَ مِنْ أمسِ؟».
١٥ فأتَى مُدَبِّرو بَني إسرائيلَ وصَرَخوا إلَى فِرعَوْنَ قائلينَ: «لماذا تفعَلُ هكذا بعَبيدِكَ؟
١٦ التِّبنُ ليس يُعطَى لعَبيدِكَ، واللِّبنُ يقولونَ لنا: اصنَعوهُ! وهوذا عَبيدُكَ مَضروبونَ، وقَدْ أخطأ شَعبُكَ».
١٧ فقالَ: «مُتَكاسِلونَ أنتُمْ، مُتَكاسِلونَ! لذلكَ تقولونَ: نَذهَبُ ونَذبَحُ للرَّبِّ.
١٨ فالآنَ اذهَبوا اعمَلوا. وتِبنٌ لا يُعطَى لكُمْ ومِقدارَ اللِّبنِ تُقَدِّمونَهُ».
١٩ فرأى مُدَبِّرو بَني إسرائيلَ أنفُسَهُمْ في بَليَّةٍ إذ قيلَ لهُمْ لا تُنَقِّصوا مِنْ لبنِكُمْ أمرَ كُلِّ يومٍ بيومِهِ.
٢٠ وصادَفوا موسى وهارونَ واقِفَينِ للِقائهِمْ حينَ خرجوا مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ.
٢١ فقالوا لهُما: «يَنظُرُ الرَّبُّ إلَيكُما ويَقضي، لأنَّكُما أنتَنتُما رائحَتَنا في عَينَيْ فِرعَوْنَ وفي عُيونِ عَبيدِهِ حتَّى تُعطيا سيفًا في أيديهِمْ ليَقتُلونا».
الله يعد بالخلاص
٢٢ فرَجَعَ موسى إلَى الرَّبِّ وقالَ: «يا سيِّدُ، لماذا أسأتَ إلَى هذا الشَّعبِ؟ لماذا أرسَلتَني؟
٢٣ فإنَّهُ منذُ دَخَلتُ إلَى فِرعَوْنَ لأتَكلَّمَ باسمِكَ، أساءَ إلَى هذا الشَّعبِ. وأنتَ لم تُخَلِّصْ شَعبَكَ».
الخروج ٦
١ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «الآنَ تنظُرُ ما أنا أفعَلُ بفِرعَوْنَ. فإنَّهُ بيَدٍ قَويَّةٍ يُطلِقُهُمْ، وبيَدٍ قَويَّةٍ يَطرُدُهُمْ مِنْ أرضِهِ».
٢ ثُمَّ كلَّمَ اللهُ موسى وقالَ لهُ: «أنا الرَّبُّ.
٣ وأنا ظَهَرتُ لإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ بأنّي الإلهُ القادِرُ علَى كُلِّ شَيءٍ. وأمّا باسمي «يَهوَهْ» فلم أُعرَفْ عِندَهُمْ.
٤ وأيضًا أقَمتُ معهُمْ عَهدي: أنْ أُعطيَهُمْ أرضَ كنعانَ أرضَ غُربَتِهِمِ الّتي تغَرَّبوا فيها.
٥ وأنا أيضًا قد سمِعتُ أنينَ بَني إسرائيلَ الّذينَ يَستَعبِدُهُمُ المِصريّونَ، وتَذَكَّرتُ عَهدي.
٦ لذلكَ قُلْ لبَني إسرائيلَ: أنا الرَّبُّ. وأنا أُخرِجُكُمْ مِنْ تحتِ أثقالِ المِصريّينَ وأُنقِذُكُمْ مِنْ عُبوديَّتِهِمْ وأُخَلِّصُكُمْ بذِراعٍ مَمدودَةٍ وبأحكامٍ عظيمَةٍ،
٧ وأتَّخِذُكُمْ لي شَعبًا، وأكونُ لكُمْ إلهًا. فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ إلهُكُمُ الّذي يُخرِجُكُمْ مِنْ تحتِ أثقالِ المِصريّينَ.
٨ وأُدخِلُكُمْ إلَى الأرضِ الّتي رَفَعتُ يَدي أنْ أُعطيَها لإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ. وأُعطيَكُمْ إيّاها ميراثًا. أنا الرَّبُّ».
٩ فكلَّمَ موسى هكذا بَني إسرائيلَ، ولكن لم يَسمَعوا لموسى مِنْ صِغَرِ النَّفسِ، ومِنَ العُبوديَّةِ القاسيَةِ.
١٠ ثُمَّ كلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
١١ «اُدخُلْ قُلْ لفِرعَوْنَ مَلِكِ مِصرَ أنْ يُطلِقَ بَني إسرائيلَ مِنْ أرضِهِ».
١٢ فتكلَّمَ موسى أمامَ الرَّبِّ قائلًا: «هوذا بَنو إسرائيلَ لم يَسمَعوا لي، فكيفَ يَسمَعُني فِرعَوْنُ وأنا أغلَفُ الشَّفَتَينِ؟»
١٣ فكلَّمَ الرَّبُّ موسى وهارونَ، وأوصَى معهُما إلَى بَني إسرائيلَ وإلَى فِرعَوْنَ مَلِكِ مِصرَ في إخراجِ بَني إسرائيلَ مِنْ أرضِ مِصرَ.
نسب موسى وهارون
١٤ هؤُلاءِ رؤَساءُ بُيوتِ آبائهِمْ: بَنو رأوبَينَ بكرِ إسرائيلَ: حَنوكُ وفَلّو وحَصرونُ وكرمي. هذِهِ عَشائرُ رأوبَينَ.
١٥ وبَنو شِمعونَ: يَموئيلُ ويامينُ وأوهَدُ وياكينُ وصوحَرُ وشأولُ ابنُ الكَنعانيَّةِ. هذِهِ عَشائرُ شِمعونَ.
١٦ وهذِهِ أسماءُ بَني لاوي بحَسَبِ مَواليدِهِمْ: جِرشونُ وقَهاتُ ومَراري. وكانتْ سِنو حياةِ لاوي مِئَةً وسَبعًا وثَلاثينَ سنَةً.
١٧ اِبنا جِرشونَ: لبني وشِمعي بحَسَبِ عَشائرِهِما.
١٨ وبَنو قَهاتَ: عَمرامُ ويِصهارُ وحَبرونُ وعُزّيئيلُ. وكانتْ سِنو حياةِ قَهاتَ مِئَةً وثَلاثًا وثَلاثينَ سنَةً.
١٩ وابنا مَراري: مَحلي وموشي. هذِهِ عَشائرُ اللاويّينَ بحَسَبِ مَواليدِهِمْ.
٢٠ وأخَذَ عَمرامُ يوكابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لهُ. فوَلَدَتْ لهُ هارونَ وموسى. وكانتْ سِنو حياةِ عَمرامَ مِئَةً وسَبعًا وثَلاثينَ سنَةً.
٢١ وبَنو يِصهارَ: قورَحُ ونافَجُ وذِكري.
٢٢ وبَنو عُزّيئيلَ: ميشائيلُ وألصافانُ وسِتري.
٢٣ وأخَذَ هارونُ أليشابَعَ بنتَ عَمّينادابَ أُختَ نَحشونَ زَوْجَةً لهُ، فوَلَدَتْ لهُ نادابَ وأبيهو وألِعازارَ وإيثامارَ.
٢٤ وبَنو قورَحَ: أسّيرُ وألقانَةُ وأبيأسافُ. هذِهِ عَشائرُ القورَحيّينَ.
٢٥ وألِعازارُ بنُ هارونَ أخَذَ لنَفسِهِ مِنْ بَناتِ فوطيئيلَ زَوْجَةً، فوَلَدَتْ لهُ فينَحاسَ. هؤُلاءِ هُم رؤَساءُ آباءِ اللاويّينَ بحَسَبِ عَشائرِهِمْ.
٢٦ هذانِ هُما هارونُ وموسى اللَّذانِ قالَ الرَّبُّ لهُما: «أخرِجا بَني إسرائيلَ مِنْ أرضِ مِصرَ» بحَسَبِ أجنادِهِمْ.
٢٧ هُما اللَّذانِ كلَّما فِرعَوْنَ مَلِكَ مِصرَ في إخراجِ بَني إسرائيلَ مِنْ مِصرَ. هذانِ هُما موسى وهارونُ.
الأمثال ١: ١ - ٣٣
الأمثال ١
غاية الأمثال
١ أمثالُ سُلَيمانَ بنِ داوُدَ مَلِكِ إسرائيلَ:
٢ لمَعرِفَةِ حِكمَةٍ وأدَبٍ. لإدراكِ أقوالِ الفَهمِ.
٣ لقُبول تأديبِ المَعرِفَةِ والعَدلِ والحَقِّ والِاستِقامَةِ.
٤ لتُعطيَ الجُهّالَ ذَكاءً، والشّابَّ مَعرِفَةً وتَدَبُّرًا.
٥ يَسمَعُها الحَكيمُ فيَزدادُ عِلمًا، والفَهيمُ يَكتَسِبُ تدبيرًا.
٦ لفَهمِ المَثَلِ واللُّغزِ، أقوالِ الحُكَماءِ وغَوامِضِهِمْ.
٧ مَخافَةُ الرَّبِّ رأسُ المَعرِفَةِ، أمّا الجاهِلونَ فيَحتَقِرونَ الحِكمَةَ والأدَبَ.
الحث على اقتناء الحكمة
٨ اِسمَعْ يا ابني تأديبَ أبيكَ، ولا ترفُضْ شَريعَةَ أُمِّكَ،
٩ لأنَّهُما إكليلُ نِعمَةٍ لرأسِكَ، وقَلائدُ لعُنُقِكَ.
١٠ يا ابني، إنْ تمَلَّقَكَ الخُطاةُ فلا ترضَ.
١١ إنْ قالوا: «هَلُمَّ معنا لنَكمُنْ للدَّمِ. لنَختَفِ للبَريءِ باطِلًا.
١٢ لنَبتَلِعهُمْ أحياءً كالهاويَةِ، وصِحاحًا كالهابِطينَ في الجُبِّ،
١٣ فنَجِدَ كُلَّ قِنيَةٍ فاخِرَةٍ، نَملأ بُيوتنا غَنيمَةً.
١٤ تُلقي قُرعَتَكَ وسطَنا. يكونُ لنا جميعًا كيسٌ واحِدٌ».
١٥ يا ابني، لا تسلُكْ في الطريقِ معهُمْ. اِمنَعْ رِجلكَ عن مَسالِكِهِمْ.
١٦ لأنَّ أرجُلهُمْ تجري إلَى الشَّرِّ وتُسرِعُ إلَى سفكِ الدَّمِ.
١٧ لأنَّهُ باطِلًا تُنصَبُ الشَّبَكَةُ في عَينَيْ كُلِّ ذي جَناحٍ.
١٨ أمّا هُم فيَكمُنونَ لدَمِ أنفُسِهِمْ. يَختَفونَ لأنفُسِهِمْ.
١٩ هكذا طُرُقُ كُلِّ مولَعٍ بكَسبٍ. يأخُذُ نَفسَ مُقتَنيهِ.
التحذير من رفض الحكمة
٢٠ الحِكمَةُ تُنادي في الخارِجِ. في الشَّوارِعِ تُعطي صوتَها.
٢١ تدعو في رؤوسِ الأسواقِ، في مَداخِلِ الأبوابِ. في المدينةِ تُبدي كلامَها
٢٢ قائلَةً: «إلَى مَتَى أيُّها الجُهّالُ تُحِبّونَ الجَهلَ، والمُستَهزِئونَ يُسَرّونَ بالِاستِهزاءِ، والحَمقَى يُبغِضونَ العِلمَ؟
٢٣ اِرجِعوا عِندَ توبيخي. هأنَذا أُفيضُ لكُمْ روحي. أُعَلِّمُكُمْ كلِماتي.
٢٤ «لأنّي دَعَوْتُ فأبَيتُمْ، ومَدَدتُ يَدي وليس مَنْ يُبالي،
٢٥ بل رَفَضتُمْ كُلَّ مَشورَتي، ولَمْ ترضَوْا توبيخي.
٢٦ فأنا أيضًا أضحَكُ عِندَ بَليَّتِكُمْ. أشمَتُ عِندَ مَجيءِ خَوْفِكُمْ.
٢٧ إذا جاءَ خَوْفُكُمْ كعاصِفَةٍ، وأتَتْ بَليَّتُكُمْ كالزَّوْبَعَةِ، إذا جاءَتْ علَيكُمْ شِدَّةٌ وضيقٌ.
٢٨ حينَئذٍ يَدعونَني فلا أستَجيبُ. يُبَكِّرونَ إلَيَّ فلا يَجِدونَني.
٢٩ لأنَّهُمْ أبغَضوا العِلمَ ولَمْ يَختاروا مَخافَةَ الرَّبِّ.
٣٠ لم يَرضَوْا مَشورَتي. رَذَلوا كُلَّ توبيخي.
٣١ فلذلكَ يأكُلونَ مِنْ ثَمَرِ طريقِهِمْ، ويَشبَعونَ مِنْ مؤامَراتِهِمْ.
٣٢ لأنَّ ارتِدادَ الحَمقَى يَقتُلُهُمْ، وراحَةَ الجُهّالِ تُبيدُهُمْ.
٣٣ أمّا المُستَمِعُ لي فيَسكُنُ آمِنًا، ويَستَريحُ مِنْ خَوْفِ الشَّرِّ».
تأمل: رأس الحكمة
أمثال ١
العديد من المفسرين يعتبرون العدد السابع من هذا الأصحاح شعارًا لكل السفر، أو الفكرة المحورية التي يدور حولها. وتعتبر الآية أول قول حكيم في السفر، حيث تتكون من شطرتين متقابلين، وهو البناء الشعري النموذجي في كل السفر للأقوال الحكيمة. وقد تكرر هذا العدد في أمثال ٩: ١٠ و١٥: ٣٣؛ وخارج السفر في أيوب ٢٨: ٢٨ ومزمور ١١١: ١٠.
هذا العدد يربط بين المعرفة والحكمة ومخافة الرب من جهة، وبين الجهل واحتقار الحكمة وعدم مخافة الرب من جهة أخرى. وعبارة "رأس المعرفة" تعني أمرين، إما بداية المعرفة أو أهم عنصر في المعرفة. فيكون معنى الآية: مخافة الرب هي بداية المعرفة والحكمة؛ أو إن أهم عنصر في المعرفة والحكمة هو مخافة الرب. وعلى النقيض من ذلك، فإن الجهلاء، الذين لا يخافون الرب، يحتقرون الحكمة والمعرفة.
يقول الرسول يعقوب في هذا الصدد:
وإنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الّذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيِّرُ، فسيُعطَى لهُ... ولكن إنْ كانَ لكُمْ غَيرَةٌ مُرَّةٌ وتَحَزُّبٌ في قُلوبكُمْ، فلا تفتَخِروا وتَكذِبوا علَى الحَقِّ. لَيسَتْ هذِهِ الحِكمَةُ نازِلَةً مِنْ فوقُ، بل هي أرضيَّةٌ نَفسانيَّةٌ شَيطانيَّةٌ. لأنَّهُ حَيثُ الغَيرَةُ والتَّحَزُّبُ، هناكَ التَّشويشُ وكُلُّ أمرٍ رَديءٍ. وأمّا الحِكمَةُ الّتي مِنْ فوقُ فهي أوَّلًا طاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذعِنَةٌ، مَملوَّةٌ رَحمَةً وأثمارًا صالِحَةً، عَديمَةُ الرَّيبِ والرّياءِ (يعقوب ١: ٥؛ ٣: ١٤-١٧).