العبرانيين ٣: ١ إلى ٤: ١٣
العبرانيين ٣
المسيح يسوع أعظم من موسى
١ مِنْ ثَمَّ أيُّها الإخوَةُ القِدّيسونَ، شُرَكاءُ الدَّعوَةِ السماويَّةِ، لاحِظوا رَسولَ اعتِرافِنا ورَئيسَ كهَنَتِهِ المَسيحَ يَسوعَ،
٢ حالَ كونِهِ أمينًا للّذي أقامَهُ، كما كانَ موسى أيضًا في كُلِّ بَيتِهِ.
٣ فإنَّ هذا قد حُسِبَ أهلًا لمَجدٍ أكثَرَ مِنْ موسى، بمِقدارِ ما لباني البَيتِ مِنْ كرامَةٍ أكثَرَ مِنَ البَيتِ.
٤ لأنَّ كُلَّ بَيتٍ يَبنيهِ إنسانٌ ما، ولكن بانيَ الكُلِّ هو اللهُ.
٥ وموسى كانَ أمينًا في كُلِّ بَيتِهِ كخادِمٍ، شَهادَةً للعَتيدِ أنْ يُتَكلَّمَ بهِ.
٦ وأمّا المَسيحُ فكابنٍ علَى بَيتِهِ. وبَيتُهُ نَحنُ إنْ تمَسَّكنا بثِقَةِ الرَّجاءِ وافتِخارِهِ ثابِتَةً إلَى النِّهايَةِ.
التحذير من عدم الإيمان
٧ لذلكَ كما يقولُ الرّوحُ القُدُسُ: «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ،
٨ فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ، كما في الإسخاطِ، يومَ التَّجرِبَةِ في القَفرِ
٩ حَيثُ جَرَّبَني آباؤُكُمُ. اختَبَروني وأبصَروا أعمالي أربَعينَ سنَةً.
١٠ لذلكَ مَقَتُّ ذلكَ الجيلَ، وقُلتُ: إنهُم دائمًا يَضِلّونَ في قُلوبهِمْ، ولكنهُمْ لم يَعرِفوا سُبُلي.
١١ حتَّى أقسَمتُ في غَضَبي: لن يَدخُلوا راحَتي».
١٢ اُنظُروا أيُّها الإخوَةُ، أنْ لا يكونَ في أحَدِكُمْ قَلبٌ شِرّيرٌ بعَدَمِ إيمانٍ في الِارتِدادِ عن اللهِ الحَيِّ.
١٣ بل عِظوا أنفُسَكُمْ كُلَّ يومٍ، ما دامَ الوقتُ يُدعَى اليومَ، لكَيْ لا يُقَسَّى أحَدٌ مِنكُمْ بغُرورِ الخَطيَّةِ.
١٤ لأنَّنا قد صِرنا شُرَكاءَ المَسيحِ، إنْ تمَسَّكنا ببَداءَةِ الثِّقَةِ ثابِتَةً إلَى النِّهايَةِ،
١٥ إذ قيلَ: «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ، فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ، كما في الإسخاطِ».
١٦ فمَنْ هُمُ الّذينَ إذ سمِعوا أسخَطوا؟ أليس جميعُ الّذينَ خرجوا مِنْ مِصرَ بواسِطَةِ موسى؟
١٧ ومَنْ مَقَتَ أربَعينَ سنَةً؟ أليس الّذينَ أخطأوا، الّذينَ جُثَثُهُمْ سقَطَتْ في القَفرِ؟
١٨ ولِمَنْ أقسَمَ: «لن يَدخُلوا راحَتَهُ»، إلّا للّذينَ لم يُطيعوا؟
١٩ فنَرَى أنهُم لم يَقدِروا أنْ يَدخُلوا لعَدَمِ الإيمانِ.
العبرانيين ٤
راحة لشعب الله
١ فلنَخَفْ، أنَّهُ مع بَقاءِ وعدٍ بالدُّخول إلَى راحَتِهِ، يُرَى أحَدٌ مِنكُمْ أنَّهُ قد خابَ مِنهُ!
٢ لأنَّنا نَحنُ أيضًا قد بُشِّرنا كما أولئكَ، لكن لم تنفَعْ كلِمَةُ الخَبَرِ أولئكَ. إذ لم تكُنْ مُمتَزِجَةً بالإيمانِ في الّذينَ سمِعوا.
٣ لأنَّنا نَحنُ المؤمِنينَ نَدخُلُ الرّاحَةَ، كما قالَ: «حتَّى أقسَمتُ في غَضَبي: لن يَدخُلوا راحَتي» مع كونِ الأعمالِ قد أُكمِلَتْ منذُ تأسيسِ العالَمِ.
٤ لأنَّهُ قالَ في مَوْضِعٍ عن السّابِعِ هكذا: «واستَراحَ اللهُ في اليومِ السّابِعِ مِنْ جميعِ أعمالِهِ».
٥ وفي هذا أيضًا: «لن يَدخُلوا راحَتي».
٦ فإذْ بَقيَ أنَّ قَوْمًا يَدخُلونَها، والّذينَ بُشِّروا أوَّلًا لم يَدخُلوا لسَبَبِ العِصيانِ،
٧ يُعَيِّنُ أيضًا يومًا قائلًا في داوُدَ: «اليومَ» بَعدَ زَمانٍ هذا مِقدارُهُ، كما قيلَ: «اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ، فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ».
٨ لأنَّهُ لو كانَ يَشوعُ قد أراحَهُمْ لَما تكلَّمَ بَعدَ ذلكَ عن يومٍ آخَرَ.
٩ إذًا بَقيَتْ راحَةٌ لشَعبِ اللهِ!
١٠ لأنَّ الّذي دَخَلَ راحَتَهُ استَراحَ هو أيضًا مِنْ أعمالِهِ، كما اللهُ مِنْ أعمالِهِ.
١١ فلنَجتَهِدْ أنْ نَدخُلَ تِلكَ الرّاحَةَ، لئَلّا يَسقُطَ أحَدٌ في عِبرَةِ العِصيانِ هذِهِ عَينِها.
١٢ لأنَّ كلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وفَعّالَةٌ وأمضَى مِنْ كُلِّ سيفٍ ذي حَدَّينِ، وخارِقَةٌ إلَى مَفرَقِ النَّفسِ والرّوحِ والمَفاصِلِ والمِخاخِ، ومُمَيِّزَةٌ أفكارَ القَلبِ ونيّاتِهِ.
١٣ ولَيسَتْ خَليقَةٌ غَيرَ ظاهِرَةٍ قُدّامَهُ، بل كُلُّ شَيءٍ عُريانٌ ومَكشوفٌ لعَينَيْ ذلكَ الّذي معهُ أمرُنا.
الخروج ١٦: ١ إلى ١٧: ١٦
الخروج ١٦
المن والسلوى
١ ثُمَّ ارتَحَلوا مِنْ إيليمَ. وأتَى كُلُّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ إلَى بَرّيَّةِ سينٍ، الّتي بَينَ إيليمَ وسيناءَ في اليومِ الخامِسَ عشَرَ مِنَ الشَّهرِ الثّاني بَعدَ خُروجِهِمْ مِنْ أرضِ مِصرَ.
٢ فتذَمَّرَ كُلُّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ علَى موسى وهارونَ في البَرّيَّةِ.
٣ وقالَ لهُما بَنو إسرائيلَ: «لَيتَنا مُتنا بيَدِ الرَّبِّ في أرضِ مِصرَ، إذ كُنّا جالِسينَ عِندَ قُدورِ اللَّحمِ نأكُلُ خُبزًا للشَّبَعِ. فإنَّكُما أخرَجتُمانا إلَى هذا القَفرِ لكَيْ تُميتا كُلَّ هذا الجُمهورِ بالجوعِ».
٤ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «ها أنا أُمطِرُ لكُمْ خُبزًا مِنَ السماءِ. فيَخرُجُ الشَّعبُ ويَلتَقِطونَ حاجَةَ اليومِ بيومِها. لكَيْ أمتَحِنَهُمْ، أيَسلُكونَ في ناموسي أم لا.
٥ ويكونُ في اليومِ السّادِسِ أنهُم يُهَيِّئونَ ما يَجيئونَ بهِ فيكونُ ضِعفَ ما يَلتَقِطونَهُ يومًا فيومًا».
٦ فقالَ موسى وهارونُ لجميعِ بَني إسرائيلَ: «في المساءِ تعلَمونَ أنَّ الرَّبَّ أخرَجَكُمْ مِنْ أرضِ مِصرَ.
٧ وفي الصّباحِ ترَوْنَ مَجدَ الرَّبِّ لاستِماعِهِ تذَمُّرَكُمْ علَى الرَّبِّ. وأمّا نَحنُ فماذا حتَّى تتَذَمَّروا علَينا؟».
٨ وقالَ موسى: «ذلكَ بأنَّ الرَّبَّ يُعطيكُمْ في المساءِ لَحمًا لتأكُلوا، وفي الصّباحِ خُبزًا لتَشبَعوا، لاستِماعِ الرَّبِّ تذَمُّرَكُمُ الّذي تتَذَمَّرونَ علَيهِ. وأمّا نَحنُ فماذا؟ ليس علَينا تذَمُّرُكُمْ بل علَى الرَّبِّ».
٩ وقالَ موسى لهارونَ: «قُلْ لكُلِّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ: اقتَرِبوا إلَى أمامِ الرَّبِّ لأنَّهُ قد سمِعَ تذَمُّرَكُمْ».
١٠ فحَدَثَ إذ كانَ هارونُ يُكلِّمُ كُلَّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ أنَّهُمُ التَفَتوا نَحوَ البَرّيَّةِ، وإذا مَجدُ الرَّبِّ قد ظَهَرَ في السَّحابِ.
١١ فكلَّمَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
١٢ «سمِعتُ تذَمُّرَ بَني إسرائيلَ. كلِّمهُمْ قائلًا: في العَشيَّةِ تأكُلونَ لَحمًا، وفي الصّباحِ تشبَعونَ خُبزًا، وتَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ إلهُكُمْ».
١٣ فكانَ في المساءِ أنَّ السَّلوَى صَعِدَتْ وغَطَّتِ المَحَلَّةَ. وفي الصّباحِ كانَ سقيطُ النَّدَى حَوالَيِ المَحَلَّةِ.
١٤ ولَمّا ارتَفَعَ سقيطُ النَّدَى إذا علَى وجهِ البَرّيَّةِ شَيءٌ دَقيقٌ مِثلُ قُشورٍ. دَقيقٌ كالجَليدِ علَى الأرضِ.
١٥ فلَمّا رأى بَنو إسرائيلَ قالوا بَعضُهُمْ لبَعضٍ: «مَنْ هو؟» لأنَّهُمْ لم يَعرِفوا ما هو. فقالَ لهُمْ موسى: «هو الخُبزُ الّذي أعطاكُمُ الرَّبُّ لتأكُلوا.
١٦ هذا هو الشَّيءُ الّذي أمَرَ بهِ الرَّبُّ. اِلتَقِطوا مِنهُ كُلُّ واحِدٍ علَى حَسَبِ أُكلِهِ. عُمِرًا للرّأسِ علَى عَدَدِ نُفوسِكُمْ تأخُذونَ، كُلُّ واحِدٍ للّذينَ في خَيمَتِهِ».
١٧ ففَعَلَ بَنو إسرائيلَ هكذا، والتَقَطوا بَينَ مُكَثِّرٍ ومُقَلِّلٍ.
١٨ ولَمّا كالوا بالعُمِرِ، لم يُفضِلِ المُكَثِّرُ والمُقَلِّلُ لم يُنقِصْ. كانوا قد التَقَطوا كُلُّ واحِدٍ علَى حَسَبِ أُكلِهِ.
١٩ وقالَ لهُمْ موسى: «لا يُبقِ أحَدٌ مِنهُ إلَى الصّباحِ».
٢٠ لكنهُمْ لم يَسمَعوا لموسى، بل أبقَى مِنهُ أُناسٌ إلَى الصّباحِ، فتوَلَّدَ فيهِ دودٌ وأنتَنَ. فسخَطَ علَيهِمْ موسى.
٢١ وكانوا يَلتَقِطونَهُ صباحًا فصباحًا كُلُّ واحِدٍ علَى حَسَبِ أُكلِهِ. وإذا حَميَتِ الشَّمسُ كانَ يَذوبُ.
٢٢ ثُمَّ كانَ في اليومِ السّادِسِ أنَّهُمُ التَقَطوا خُبزًا مُضاعَفًا، عُمِرَينِ للواحِدِ. فجاءَ كُلُّ رؤَساءِ الجَماعَةِ وأخبَروا موسى.
٢٣ فقالَ لهُمْ: «هذا ما قالَ الرَّبُّ: غَدًا عُطلَةٌ، سبتٌ مُقَدَّسٌ للرَّبِّ. اخبِزوا ما تخبِزونَ واطبُخوا ما تطبُخونَ. وكُلُّ ما فضِلَ ضَعوهُ عِندَكُمْ ليُحفَظَ إلَى الغَدِ».
٢٤ فوَضَعوهُ إلَى الغَدِ كما أمَرَ موسى، فلم يُنتِنْ ولا صارَ فيهِ دودٌ.
٢٥ فقالَ موسى: «كُلوهُ اليومَ، لأنَّ للرَّبِّ اليومَ سبتًا. اليومَ لا تجِدونَهُ في الحَقلِ.
٢٦ سِتَّةَ أيّامٍ تلتَقِطونَهُ، وأمّا اليومُ السّابِعُ ففيهِ سبتٌ، لا يوجَدُ فيهِ».
٢٧ وحَدَثَ في اليومِ السّابِعِ أنَّ بَعضَ الشَّعبِ خرجوا ليَلتَقِطوا فلم يَجِدوا.
٢٨ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «إلَى مَتَى تأبَوْنَ أنْ تحفَظوا وصايايَ وشَرائعي؟
٢٩ اُنظُروا! إنَّ الرَّبَّ أعطاكُمُ السَّبتَ. لذلكَ هو يُعطيكُمْ في اليومِ السّادِسِ خُبزَ يومَينِ. اجلِسوا كُلُّ واحِدٍ في مَكانِهِ. لا يَخرُجْ أحَدٌ مِنْ مَكانِهِ في اليومِ السّابِعِ».
٣٠ فاستَراحَ الشَّعبُ في اليومِ السّابِعِ.
٣١ ودَعا بَيتُ إسرائيلَ اسمَهُ «مَنًّا». وهو كبِزرِ الكُزبَرَةِ، أبيَضُ، وطَعمُهُ كرِقاقٍ بعَسَلٍ.
٣٢ وقالَ موسى: «هذا هو الشَّيءُ الّذي أمَرَ بهِ الرَّبُّ. مِلءُ العُمِرِ مِنهُ يكونُ للحِفظِ في أجيالِكُمْ. لكَيْ يَرَوْا الخُبزَ الّذي أطعَمتُكُمْ في البَرّيَّةِ حينَ أخرَجتُكُمْ مِنْ أرضِ مِصرَ».
٣٣ وقالَ موسى لهارونَ: «خُذْ قِسطًا واحِدًا واجعَلْ فيهِ مِلءَ العُمِرِ مَنًّا، وضَعهُ أمامَ الرَّبِّ للحِفظِ في أجيالِكُمْ».
٣٤ كما أمَرَ الرَّبُّ موسى وضَعَهُ هارونُ أمامَ الشَّهادَةِ للحِفظِ.
٣٥ وأكلَ بَنو إسرائيلَ المَنَّ أربَعينَ سنَةً حتَّى جاءوا إلَى أرضٍ عامِرَةٍ. أكلوا المَنَّ حتَّى جاءوا إلَى طَرَفِ أرضِ كنعانَ.
٣٦ وأمّا العُمِرُ فهو عُشرُ الإيفَةِ.
الخروج ١٧
ماء من الصخرة
١ ثُمَّ ارتَحَلَ كُلُّ جَماعَةِ بَني إسرائيلَ مِنْ بَرّيَّةِ سينٍ بحَسَبِ مَراحِلِهِمْ علَى موجِبِ أمرِ الرَّبِّ، ونَزَلوا في رَفيديمَ. ولَمْ يَكُنْ ماءٌ ليَشرَبَ الشَّعبُ.
٢ فخاصَمَ الشَّعبُ موسى وقالوا: «أعطونا ماءً لنَشرَبَ». فقالَ لهُمْ موسى: «لماذا تُخاصِمونَني؟ لماذا تُجَرِّبونَ الرَّبَّ؟»
٣ وعَطِشَ هناكَ الشَّعبُ إلَى الماءِ، وتَذَمَّرَ الشَّعبُ علَى موسى وقالوا: «لماذا أصعَدتَنا مِنْ مِصرَ لتُميتَنا وأولادَنا ومَواشيَنا بالعَطَشِ؟»
٤ فصَرَخَ موسى إلَى الرَّبِّ قائلًا: «ماذا أفعَلُ بهذا الشَّعبِ؟ بَعدَ قَليلٍ يَرجُمونَني».
٥ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «مُرَّ قُدّامَ الشَّعبِ، وخُذْ معكَ مِنْ شُيوخِ إسرائيلَ. وعَصاكَ الّتي ضَرَبتَ بها النَّهرَ خُذها في يَدِكَ واذهَبْ.
٦ ها أنا أقِفُ أمامَكَ هناكَ علَى الصَّخرَةِ في حوريبَ، فتضرِبُ الصَّخرَةَ فيَخرُجُ مِنها ماءٌ ليَشرَبَ الشَّعبُ». ففَعَلَ موسى هكذا أمامَ عُيونِ شُيوخِ إسرائيلَ.
٧ ودَعا اسمَ المَوْضِعِ «مَسَّةَ ومَريبَةَ» مِنْ أجلِ مُخاصَمَةِ بَني إسرائيلَ، ومِنْ أجلِ تجرِبَتِهِمْ للرَّبِّ قائلينَ: «أفي وسَطِنا الرَّبُّ أم لا؟».
هزيمة عماليق
٨ وأتَى عَماليقُ وحارَبَ إسرائيلَ في رَفيديمَ.
٩ فقالَ موسى ليَشوعَ: «انتَخِبْ لنا رِجالًا واخرُجْ حارِبْ عَماليقَ. وغَدًا أقِفُ أنا علَى رأسِ التَّلَّةِ وعَصا اللهِ في يَدي».
١٠ ففَعَلَ يَشوعُ كما قالَ لهُ موسى ليُحارِبَ عَماليقَ. وأمّا موسى وهارونُ وحورُ فصَعِدوا علَى رأسِ التَّلَّةِ.
١١ وكانَ إذا رَفَعَ موسى يَدَهُ أنَّ إسرائيلَ يَغلِبُ، وإذا خَفَضَ يَدَهُ أنَّ عَماليقَ يَغلِبُ.
١٢ فلَمّا صارَتْ يَدا موسى ثَقيلَتَينِ، أخَذا حَجَرًا ووضَعاهُ تحتَهُ فجَلَسَ علَيهِ. ودَعَمَ هارونُ وحورُ يَدَيهِ، الواحِدُ مِنْ هنا والآخَرُ مِنْ هناكَ. فكانتْ يَداهُ ثابِتَتَينِ إلَى غُروبِ الشَّمسِ.
١٣ فهَزَمَ يَشوعُ عَماليقَ وقَوْمَهُ بحَدِّ السَّيفِ.
١٤ فقالَ الرَّبُّ لموسى: «اكتُبْ هذا تذكارًا في الكِتابِ، وضَعهُ في مَسامِعِ يَشوعَ. فإنّي سوفَ أمحو ذِكرَ عَماليقَ مِنْ تحتِ السماءِ».
١٥ فبَنَى موسى مَذبَحًا ودَعا اسمَهُ «يَهوَهْ نِسّي».
١٦ وقالَ: «إنَّ اليَدَ علَى كُرسيِّ الرَّبِّ. للرَّبِّ حَربٌ مع عَماليقَ مِنْ دَوْرٍ إلَى دَوْرٍ».
تأمل: خُبزًا مِنَ السماءِ
خروج ١٦و١٧
نستطيع بسهولة أن ندرك طبيعة الصحراء لأنها تشكل أكثر من ٩٥% من مساحة مصر، فهي كما تعلمنا منذ الصغر توصف بأنها "صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء". في هذه الطبيعة الصحراوية الصعبة يرتحل شعب بأكمله، عدد المشاة فيه (فوق ٢٠ سنة) يزيد عن ٦٠٠ ألف (٣٧:١٢).
فكيف يستطيع موسى أن يوفر طعام وشراب لهذا الشعب؟ نرى هنا التدخل الإلهي العظيم لإشباع جوعهم وإرواء عطشهم بطرق معجزيه تفوق الوصف.
لكننا نجد أيضًا كيف يطلب الله من الشعب أن يقوم بدوره بكل طاعة وخضوع، فبينما يوفر الله المن والسلوى بغزارة ليكفي جميع الشعب، فإنه يطلب من الشعب أن يجمع قدر حاجاته فلا يقلل أو يكثر فلا مجال للكسل أو الطمع، كذلك بينما يعطي الله النصرة لشعبه في حربه مع عماليق من خلال رفع موسى ليديه، لكنه يطلب من الشعب أن يجاهد ويحارب بكل قوته. نتعلم من خلال كلمة الله أننا لابد أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، واثقين أن الله يتدخل بنعمته، ويفعل بقدرته ما لا نستطيع أن نفعله. "إنَّ إلهَ السماءِ يُعطينا النَّجاحَ، ونَحنُ عَبيدُهُ نَقومُ ونَبني" (نحميا ٢٠:٢)
الأمثال ٧: ٦ - ٢٧
الأمثال ٧
٦ لأنّي مِنْ كوَّةِ بَيتي، مِنْ وراءِ شُبّاكي تطَلَّعتُ،
٧ فرأيتُ بَينَ الجُهّالِ، لاحَظتُ بَينَ البَنينَ غُلامًا عَديمَ الفَهمِ،
٨ عابِرًا في الشّارِعِ عِندَ زاويتِها، وصاعِدًا في طريقِ بَيتِها.
٩ في العِشاءِ، في مساءِ اليومِ، في حَدَقَةِ اللَّيلِ والظَّلامِ.
١٠ وإذا بامرأةٍ استَقبَلَتهُ في زيِّ زانيَةٍ، وخَبيثَةِ القَلبِ.
١١ صَخّابَةٌ هي وجامِحَةٌ. في بَيتِها لا تستَقِرُّ قَدَماها.
١٢ تارَةً في الخارِجِ، وأُخرَى في الشَّوارِعِ، وعِندَ كُلِّ زاويَةٍ تكمُنُ.
١٣ فأمسَكَتهُ وقَبَّلَتهُ. أوقَحَتْ وجهَها وقالَتْ لهُ:
١٤ «علَيَّ ذَبائحُ السَّلامَةِ. اليومَ أوفَيتُ نُذوري.
١٥ فلذلكَ خرجتُ للِقائكَ، لأطلُبَ وجهَكَ حتَّى أجِدَكَ.
١٦ بالدّيباجِ فرَشتُ سريري، بموَشَّى كتّانٍ مِنْ مِصرَ.
١٧ عَطَّرتُ فِراشي بمُرٍّ وعودٍ وقِرفَةٍ.
١٨ هَلُمَّ نَرتَوِ وُدًّا إلَى الصّباحِ. نَتَلَذَّذُ بالحُبِّ.
١٩ لأنَّ الرَّجُلَ ليس في البَيتِ. ذَهَبَ في طَريقٍ بَعيدَةٍ.
٢٠ أخَذَ صُرَّةَ الفِضَّةِ بيَدِهِ. يومَ الهِلالِ يأتي إلَى بَيتِهِ».
٢١ أغوَتهُ بكَثرَةِ فُنونِها، بمَلثِ شَفَتَيها طَوَّحَتهُ.
٢٢ ذَهَبَ وراءَها لوقتِهِ، كثَوْرٍ يَذهَبُ إلَى الذَّبحِ، أو كالغَبيِّ إلَى قَيدِ القِصاصِ،
٢٣ حتَّى يَشُقَّ سهمٌ كبِدَهُ. كطَيرٍ يُسرِعُ إلَى الفَخِّ ولا يَدري أنَّهُ لنَفسِهِ.
٢٤ والآنَ أيُّها الأبناءُ اسمَعوا لي وأصغوا لكلِماتِ فمي:
٢٥ لا يَمِلْ قَلبُكَ إلَى طُرُقِها، ولا تشرُدْ في مَسالِكِها.