متى ٢١: ٢٨ - ٤٦

متى ٢١

مَثَل الابنين

٢٨ «ماذا تظُنّونَ؟ كانَ لإنسانٍ ابنانِ، فجاءَ إلَى الأوَّلِ وقالَ: يا ابني، اذهَبِ اليومَ اعمَلْ في كرمي.

٢٩ فأجابَ وقالَ: ما أُريدُ. ولكنهُ نَدِمَ أخيرًا ومَضَى.

٣٠ وجاءَ إلَى الثّاني وقالَ كذلكَ. فأجابَ وقالَ: ها أنا يا سيِّدُ. ولَمْ يَمضِ.

٣١ فأيُّ الِاثنَينِ عَمِلَ إرادَةَ الأبِ؟». قالوا لهُ: «الأوَّلُ». قالَ لهُمْ يَسوعُ: «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ العَشّارينَ والزَّوانيَ يَسبِقونَكُمْ إلَى ملكوتِ اللهِ،

٣٢ لأنَّ يوحَنا جاءَكُمْ في طريقِ الحَقِّ فلم تؤمِنوا بهِ، وأمّا العَشّارونَ والزَّواني فآمَنوا بهِ. وأنتُمْ إذ رأيتُمْ لم تندَموا أخيرًا لتؤمِنوا بهِ.

مَثَل الكرامين

٣٣ «اِسمَعوا مَثَلًا آخَرَ: كانَ إنسانٌ رَبُّ بَيتٍ غَرَسَ كرمًا، وأحاطَهُ بسياجٍ، وحَفَرَ فيهِ مَعصَرَةً، وبَنَى بُرجًا، وسَلَّمَهُ إلَى كرّامينَ وسافَرَ.

٣٤ ولَمّا قَرُبَ وقتُ الأثمارِ أرسَلَ عَبيدَهُ إلَى الكَرّامينَ ليأخُذَ أثمارَهُ.

٣٥ فأخَذَ الكَرّامونَ عَبيدَهُ وجَلَدوا بَعضًا وقَتَلوا بَعضًا ورَجَموا بَعضًا.

٣٦ ثُمَّ أرسَلَ أيضًا عَبيدًا آخَرينَ أكثَرَ مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بهِمْ كذلكَ.

٣٧ فأخيرًا أرسَلَ إليهِمُ ابنَهُ قائلًا: يَهابونَ ابني!

٣٨ وأمّا الكَرّامونَ فلَمّا رأوا الِابنَ قالوا فيما بَينَهُمْ: هذا هو الوارِثُ! هَلُمّوا نَقتُلهُ ونأخُذْ ميراثَهُ!

٣٩ فأخَذوهُ وأخرَجوهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوهُ.

٤٠ فمَتَى جاءَ صاحِبُ الكَرمِ، ماذا يَفعَلُ بأولئكَ الكَرّامينَ؟».

٤١ قالوا لهُ: «أولئكَ الأردياءُ يُهلِكُهُمْ هَلاكًا رَديًّا، ويُسَلِّمُ الكَرمَ إلَى كرّامينَ آخَرينَ يُعطونَهُ الأثمارَ في أوقاتِها».

٤٢ قالَ لهُمْ يَسوعُ: «أما قَرأتُمْ قَطُّ في الكُتُبِ: الحَجَرُ الّذي رَفَضَهُ البَنّاؤونَ هو قد صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كانَ هذا وهو عَجيبٌ في أعيُنِنا!

٤٣ لذلكَ أقولُ لكُمْ: إنَّ ملكوتَ اللهِ يُنزَعُ مِنكُمْ ويُعطَى لأُمَّةٍ تعمَلُ أثمارَهُ.

٤٤ ومَنْ سقَطَ علَى هذا الحَجَرِ يتَرَضَّضُ، ومَنْ سقَطَ هو علَيهِ يَسحَقُهُ!».


٤٥ ولَمّا سمِعَ رؤَساءُ الكهنةِ والفَرّيسيّونَ أمثالهُ، عَرَفوا أنَّهُ تكلَّمَ علَيهِمْ.

٤٦ وإذ كانوا يَطلُبونَ أنْ يُمسِكوهُ، خافوا مِنَ الجُموعِ، لأنَّهُ كانَ عِندَهُمْ مِثلَ نَبيٍّ.

التثنية ١: ١ إلى ٢: ٣٧

التثنية ١

الأمر بمغادرة حوريب

١ هذا هو الكلامُ الّذي كلَّمَ بهِ موسى جميعَ إسرائيلَ في عَبرِ الأُردُنِّ، في البَرّيَّةِ في العَرَبَةِ، قُبالَةَ سوفَ، بَينَ فارانَ وتوفلَ ولابانَ وحَضَيروتَ وذي ذَهَبٍ.

٢ أحَدَ عشَرَ يومًا مِنْ حوريبَ علَى طريقِ جَبَلِ سِعيرَ إلَى قادَشَ بَرنيعَ.

٣ ففي السَّنَةِ الأربَعينَ، في الشَّهرِ الحادي عشَرَ في الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ، كلَّمَ موسى بَني إسرائيلَ حَسَبَ كُلِّ ما أوصاهُ الرَّبُّ إليهِمْ.

٤ بَعدَ ما ضَرَبَ سيحونَ مَلِكَ الأموريّينَ السّاكِنَ في حَشبونَ، وعوجَ مَلِكَ باشانَ السّاكِنَ في عَشتاروثَ في إذرَعي.

٥ في عَبرِ الأُردُنِّ، في أرضِ موآبَ، ابتَدأ موسى يَشرَحُ هذِهِ الشَّريعَةَ قائلًا:


٦ «الرَّبُّ إلهنا كلَّمَنا في حوريبَ قائلًا: كفاكُمْ قُعودٌ في هذا الجَبَلِ،

٧ تحَوَّلوا وارتَحِلوا وادخُلوا جَبَلَ الأموريّينَ وكُلَّ ما يَليهِ مِنَ العَرَبَةِ والجَبَلِ والسَّهلِ والجَنوبِ وساحِلِ البحرِ، أرضَ الكَنعانيِّ ولُبنانَ إلَى النَّهرِ الكَبيرِ، نهرِ الفُراتِ.

٨ اُنظُرْ. قد جَعَلتُ أمامَكُمُ الأرضَ. ادخُلوا وتَمَلَّكوا الأرضَ الّتي أقسَمَ الرَّبُّ لآبائكُمْ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ أنْ يُعطيَها لهُمْ ولِنَسلِهِمْ مِنْ بَعدِهِمْ.

تعيين قادة

٩ «وكلَّمتُكُمْ في ذلكَ الوقتِ قائلًا: لا أقدِرُ وحدي أنْ أحمِلكُمْ.

١٠ الرَّبُّ إلهُكُمْ قد كثَّرَكُمْ. وهوذا أنتُمُ اليومَ كنُجومِ السماءِ في الكَثرَةِ.

١١ الرَّبُّ إلهُ آبائكُمْ يَزيدُ علَيكُمْ مِثلكُمْ ألفَ مَرَّةٍ، ويُبارِكُكُمْ كما كلَّمَكُمْ.

١٢ كيفَ أحمِلُ وحدي ثِقلكُمْ وحِملكُمْ وخُصومَتَكُمْ؟

١٣ هاتوا مِنْ أسباطِكُمْ رِجالًا حُكَماءَ وعُقَلاءَ ومَعروفينَ، فأجعَلُهُمْ رؤوسكُمْ.

١٤ فأجَبتُموني وقُلتُمْ: حَسَنٌ الأمرُ الّذي تكلَّمتَ بهِ أنْ يُعمَلَ.

١٥ فأخَذتُ رؤوسَ أسباطِكُمْ رِجالًا حُكَماءَ ومَعروفينَ، وجَعَلتُهُمْ رؤوسًا علَيكُمْ، رؤَساءَ أُلوفٍ، ورؤَساءَ مِئاتٍ، ورؤَساءَ خَماسينَ، ورؤَساءَ عشَراتٍ، وعُرَفاءَ لأسباطِكُمْ.

١٦ وأمَرتُ قُضاتَكُمْ في ذلكَ الوقتِ قائلًا: اسمَعوا بَينَ إخوَتِكُمْ واقضوا بالحَقِّ بَينَ الإنسانِ وأخيهِ ونَزيلِهِ.

١٧ لا تنظُروا إلَى الوُجوهِ في القَضاءِ. للصَّغيرِ كالكَبيرِ تسمَعونَ. لا تهابوا وجهَ إنسانٍ لأنَّ القَضاءَ للهِ. والأمرُ الّذي يَعسُرُ علَيكُمْ تُقَدِّمونَهُ إلَيَّ لأسمَعَهُ.

١٨ وأمَرتُكُمْ في ذلكَ الوقتِ بكُلِّ الأُمورِ الّتي تعمَلونَها.

إرسال جواسيس

١٩ «ثُمَّ ارتَحَلنا مِنْ حوريبَ، وسَلكنا كُلَّ ذلكَ القَفرِ العظيمِ المَخوفِ الّذي رأيتُمْ في طريقِ جَبَلِ الأموريّينَ، كما أمَرَنا الرَّبُّ إلهنا. وجِئنا إلَى قادَشَ بَرنيعَ.

٢٠ فقُلتُ لكُمْ: قد جِئتُمْ إلَى جَبَلِ الأموريّينَ الّذي أعطانا الرَّبُّ إلهنا.

٢١ اُنظُرْ. قد جَعَلَ الرَّبُّ إلهُكَ الأرضَ أمامَكَ. اصعَدْ تمَلَّكْ كما كلَّمَكَ الرَّبُّ إلهُ آبائكَ. لا تخَفْ ولا ترتَعِبْ.

٢٢ فتقَدَّمتُمْ إلَيَّ جميعُكُمْ وقُلتُمْ: دَعنا نُرسِلْ رِجالًا قُدّامَنا ليَتَجَسَّسوا لنا الأرضَ، ويَرُدّوا إلَينا خَبَرًا عن الطريقِ الّتي نَصعَدُ فيها والمُدُنِ الّتي نأتي إليها.

٢٣ فحَسُنَ الكلامُ لَدَيَّ، فأخَذتُ مِنكُمُ اثنَيْ عشَرَ رَجُلًا. رَجُلًا واحِدًا مِنْ كُلِّ سِبطٍ.

٢٤ فانصَرَفوا وصَعِدوا إلَى الجَبَلِ وأتَوْا إلَى وادي أشكولَ وتَجَسَّسوهُ،

٢٥ وأخَذوا في أيديهِمْ مِنْ أثمارِ الأرضِ ونَزَلوا بهِ إلَينا، ورَدّوا لنا خَبَرًا وقالوا: جَيِّدَةٌ هي الأرضُ الّتي أعطانا الرَّبُّ إلهنا.

التمرد على الرب

٢٦ «لكنكُمْ لم تشاءوا أنْ تصعَدوا، وعَصَيتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إلهِكُمْ،

٢٧ وتَمَرمَرتُمْ في خيامِكُمْ وقُلتُمُ: الرَّبُّ بسَبَبِ بُغضَتِهِ لنا، قد أخرَجَنا مِنْ أرضِ مِصرَ ليَدفَعَنا إلَى أيدي الأموريّينَ لكَيْ يُهلِكَنا.

٢٨ إلَى أين نَحنُ صاعِدونَ؟ قد أذابَ إخوَتُنا قُلوبَنا قائلينَ: شَعبٌ أعظَمُ وأطوَلُ مِنّا. مُدُنٌ عظيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ إلَى السماءِ، وأيضًا قد رأينا بَني عَناقَ هناكَ.

٢٩ فقُلتُ لكُمْ: لا ترهَبوا ولا تخافوا مِنهُمُ.

٣٠ الرَّبُّ إلهُكُمُ السّائرُ أمامَكُمْ هو يُحارِبُ عنكُمْ حَسَبَ كُلِّ ما فعَلَ معكُمْ في مِصرَ أمامَ أعيُنِكُمْ

٣١ وفي البَرّيَّةِ، حَيثُ رأيتَ كيفَ حَمَلكَ الرَّبُّ إلهُكَ كما يَحمِلُ الإنسانُ ابنَهُ في كُلِّ الطريقِ الّتي سلكتُموها حتَّى جِئتُمْ إلَى هذا المَكانِ.

٣٢ ولكن في هذا الأمرِ لَستُمْ واثِقينَ بالرَّبِّ إلهِكُمُ

٣٣ السّائرِ أمامَكُمْ في الطريقِ، ليَلتَمِسَ لكُمْ مَكانًا لنُزولكُمْ، في نارٍ ليلًا ليُريَكُمُ الطريقَ الّتي تسيرونَ فيها، وفي سحابٍ نهارًا.

٣٤ وسَمِعَ الرَّبُّ صوتَ كلامِكُمْ فسخِطَ وأقسَمَ قائلًا:

٣٥ لن يَرَى إنسانٌ مِنْ هؤُلاءِ النّاسِ، مِنْ هذا الجيلِ الشِّرّيرِ، الأرضَ الجَيِّدَةَ الّتي أقسَمتُ أنْ أُعطيَها لآبائكُمْ،

٣٦ ما عَدا كالِبَ بنَ يَفُنَّةَ. هو يَراها، ولهُ أُعطي الأرضَ الّتي وطِئَها، ولِبَنيهِ، لأنَّهُ قد اتَّبَعَ الرَّبَّ تمامًا.

٣٧ وعلَيَّ أيضًا غَضِبَ الرَّبُّ بسَبَبِكُمْ قائلًا: وأنتَ أيضًا لا تدخُلُ إلَى هناكَ.

٣٨ يَشوعُ بنُ نونَ الواقِفُ أمامَكَ هو يَدخُلُ إلَى هناكَ. شَدِّدهُ لأنَّهُ هو يَقسِمُها لإسرائيلَ.

٣٩ وأمّا أطفالُكُمُ الّذينَ قُلتُمْ يكونونَ غَنيمَةً، وبَنوكُمُ الّذينَ لم يَعرِفوا اليومَ الخَيرَ والشَّرَّ فهُم يَدخُلونَ إلَى هناكَ، ولهُمْ أُعطيها وهُم يَملِكونَها.

٤٠ وأمّا أنتُمْ فتحَوَّلوا وارتَحِلوا إلَى البَرّيَّةِ علَى طريقِ بحرِ سوفَ.


٤١ «فأجَبتُمْ وقُلتُمْ لي: قد أخطأنا إلَى الرَّبِّ. نَحنُ نَصعَدُ ونُحارِبُ حَسَبَ كُلِّ ما أمَرَنا الرَّبُّ إلهنا. وتَنَطَّقتُمْ كُلُّ واحِدٍ بعُدَّةِ حَربِهِ، واستَخفَفتُمُ الصُّعودَ إلَى الجَبَلِ.

٤٢ فقالَ الرَّبُّ لي: قُلْ لهُمْ: لا تصعَدوا ولا تُحارِبوا، لأنّي لَستُ في وسَطِكُمْ لئَلّا تنكَسِروا أمامَ أعدائكُمْ.

٤٣ فكلَّمتُكُمْ ولَمْ تسمَعوا بل عَصَيتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ وطَغَيتُمْ، وصَعِدتُمْ إلَى الجَبَلِ.

٤٤ فخرجَ الأموريّونَ السّاكِنونَ في ذلكَ الجَبَلِ للِقائكُمْ وطَرَدوكُمْ كما يَفعَلُ النَّحلُ، وكسَروكُمْ في سِعيرَ إلَى حُرمَةَ.

٤٥ فرَجَعتُمْ وبَكَيتُمْ أمامَ الرَّبِّ، ولَمْ يَسمَعِ الرَّبُّ لصوتِكُمْ ولا أصغَى إلَيكُمْ.

٤٦ وقَعَدتُمْ في قادَشَ أيّامًا كثيرَةً كالأيّامِ الّتي قَعَدتُمْ فيها.


التثنية ٢

التيه في البرية

١ «ثُمَّ تحَوَّلنا وارتَحَلنا إلَى البَرّيَّةِ علَى طريقِ بحرِ سوفَ كما كلَّمَني الرَّبُّ، ودُرنا بجَبَلِ سِعيرَ أيّامًا كثيرَةً.

٢ ثُمَّ كلَّمَني الرَّبُّ قائلًا:

٣ كفاكُمْ دَوَرانٌ بهذا الجَبَلِ. تحَوَّلوا نَحوَ الشِّمالِ.

٤ وأوصِ الشَّعبَ قائلًا: أنتُمْ مارّونَ بتُخمِ إخوَتِكُمْ بَني عيسو السّاكِنينَ في سِعيرَ، فيَخافونَ مِنكُمْ فاحتَرِزوا جِدًّا.

٥ لا تهجِموا علَيهِمْ، لأنّي لا أُعطيكُمْ مِنْ أرضِهِمْ ولا وطأةَ قَدَمٍ، لأنّي لعيسو قد أعطَيتُ جَبَلَ سِعيرَ ميراثًا.

٦ طَعامًا تشتَرونَ مِنهُمْ بالفِضَّةِ لتأكُلوا، وماءً أيضًا تبتاعونَ مِنهُمْ بالفِضَّةِ لتَشرَبوا.

٧ لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ قد بارَكَكَ في كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، عارِفًا مَسيرَكَ في هذا القَفرِ العظيمِ. الآنَ أربَعونَ سنَةً للرَّبِّ إلهِكَ معكَ، لم يَنقُصْ عنكَ شَيءٌ.

٨ فعَبَرنا عن إخوَتِنا بَني عيسو السّاكِنينَ في سِعيرَ علَى طريقِ العَرَبَةِ، علَى أيلَةَ، وعلَى عِصيونِ جابِرَ، ثُمَّ تحَوَّلنا ومَرَرنا في طريقِ بَرّيَّةِ موآبَ.


٩ «فقالَ لي الرَّبُّ: لا تُعادِ موآبَ ولا تُثِرْ علَيهِمْ حَربًا، لأنّي لا أُعطيكَ مِنْ أرضِهِمْ ميراثًا، لأنّي لبَني لوطٍ قد أعطَيتُ «عارَ» ميراثًا.

١٠ الإيميّونَ سكَنوا فيها قَبلًا. شَعبٌ كبيرٌ وكثيرٌ وطَويلٌ كالعَناقيّينَ.

١١ هُم أيضًا يُحسَبونَ رَفائيّينَ كالعَناقيّينَ، لكن الموآبيّينَ يَدعونَهُمْ إيميّينَ.

١٢ وفي سِعيرَ سكَنَ قَبلًا الحوريّونَ، فطَرَدَهُمْ بَنو عيسو وأبادوهُم مِنْ قُدّامِهِمْ وسَكَنوا مَكانَهُمْ، كما فعَلَ إسرائيلُ بأرضِ ميراثِهِمِ الّتي أعطاهُمُ الرَّبُّ.

١٣ الآنَ قوموا واعبُروا واديَ زارَدَ. فعَبَرنا واديَ زارَدَ.

١٤ والأيّامُ الّتي سِرنا فيها مِنْ قادَشَ بَرنيعَ حتَّى عَبَرنا واديَ زارَدَ، كانتْ ثَمانيَ وثَلاثينَ سنَةً، حتَّى فنيَ كُلُّ الجيلِ، رِجالُ الحَربِ مِنْ وسَطِ المَحَلَّةِ، كما أقسَمَ الرَّبُّ لهُمْ.

١٥ ويَدُ الرَّبِّ أيضًا كانتْ علَيهِمْ لإبادَتِهِمْ مِنْ وسَطِ المَحَلَّةِ حتَّى فنوا.


١٦ «فعندما فنيَ جميعُ رِجالِ الحَربِ بالموتِ مِنْ وسَطِ الشَّعبِ،

١٧ كلَّمَني الرَّبُّ قائلًا:

١٨ أنتَ مارٌّ اليومَ بتُخمِ موآبَ، بعارَ.

١٩ فمَتَى قَرُبتَ إلَى تُجاهِ بَني عَمّونَ، لا تُعادِهِمْ ولا تهجِموا علَيهِمْ، لأنّي لا أُعطيكَ مِنْ أرضِ بَني عَمّونَ ميراثًا، لأنّي لبَني لوطٍ قد أعطَيتُها ميراثًا.

٢٠ هي أيضًا تُحسَبُ أرضَ رَفائيّينَ. سكَنَ الرَّفائيّونَ فيها قَبلًا، لكن العَمّونيّينَ يَدعونَهُمْ زَمزُميّينَ.

٢١ شَعبٌ كبيرٌ وكثيرٌ وطَويلٌ كالعَناقيّينَ، أبادَهُمُ الرَّبُّ مِنْ قُدّامِهِمْ، فطَرَدوهُم وسَكَنوا مَكانَهُمْ.

٢٢ كما فعَلَ لبَني عيسو السّاكِنينَ في سِعيرَ الّذينَ أتلَفَ الحوريّينَ مِنْ قُدّامِهِمْ، فطَرَدوهُم وسَكَنوا مَكانَهُمْ إلَى هذا اليومِ.

٢٣ والعوّيّونَ السّاكِنونَ في القرَى إلَى غَزَّةَ، أبادَهُمُ الكَفتوريّونَ الّذينَ خرجوا مِنْ كفتورَ وسَكَنوا مَكانَهُمْ.

هزيمة سيحون ملك حشبون

٢٤ «قوموا ارتَحِلوا واعبُروا واديَ أرنونَ. اُنظُرْ. قد دَفَعتُ إلَى يَدِكَ سيحونَ مَلِكَ حَشبونَ الأموريَّ وأرضَهُ. ابتَدِئْ تمَلَّكْ وأثِرْ علَيهِ حَربًا.

٢٥ في هذا اليومِ أبتَدِئُ أجعَلُ خَشيَتَكَ وخَوْفَكَ أمامَ وُجوهِ الشُّعوبِ تحتَ كُلِّ السماءِ. الّذينَ يَسمَعونَ خَبَرَكَ يَرتَعِدونَ ويَجزَعونَ أمامَكَ.


٢٦ «فأرسَلتُ رُسُلًا مِنْ بَرّيَّةِ قَديموتَ إلَى سيحونَ مَلِكِ حَشبونَ بكلامِ سلامٍ قائلًا:

٢٧ أمُرُّ في أرضِكَ. أسلُكُ الطريقَ الطريقَ، لا أميلُ يَمينًا ولا شِمالًا.

٢٨ طَعامًا بالفِضَّةِ تبيعُني لآكُلَ، وماءً بالفِضَّةِ تُعطيني لأشرَبَ. أمُرُّ برِجلَيَّ فقط.

٢٩ كما فعَلَ بي بَنو عيسو السّاكِنونَ في سِعيرَ، والموآبيّونَ السّاكِنونَ في عارَ، إلَى أنْ أعبُرَ الأُردُنَّ إلَى الأرضِ الّتي أعطانا الرَّبُّ إلهنا.

٣٠ لكن لم يَشأْ سيحونُ مَلِكُ حَشبونَ أنْ يَدَعَنا نَمُرَّ بهِ، لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ قَسَّى روحَهُ، وقَوَّى قَلبَهُ لكَيْ يَدفَعَهُ إلَى يَدِكَ كما في هذا اليومِ.

٣١ وقالَ الرَّبُّ لي: اُنظُرْ. قد ابتَدأتُ أدفَعُ أمامَكَ سيحونَ وأرضَهُ. ابتَدِئْ تمَلَّكْ حتَّى تمتَلِكَ أرضَهُ.

٣٢ فخرجَ سيحونُ للِقائنا هو وجميعُ قَوْمِهِ للحَربِ إلَى ياهَصَ،

٣٣ فدَفَعَهُ الرَّبُّ إلهنا أمامَنا، فضَرَبناهُ وبَنيهِ وجميعَ قَوْمِهِ.

٣٤ وأخَذنا كُلَّ مُدُنِهِ في ذلكَ الوقتِ، وحَرَّمنا مِنْ كُلِّ مدينةٍ: الرِّجالَ والنِّساءَ والأطفالَ. لم نُبقِ شارِدًا.

٣٥ لكن البَهائمَ نَهَبناها لأنفُسِنا، وغَنيمَةَ المُدُنِ الّتي أخَذنا،

٣٦ مِنْ عَروعيرَ الّتي علَى حافَةِ وادي أرنونَ والمدينةِ الّتي في الوادي، إلَى جِلعادَ، لم تكُنْ قريةٌ قد امتَنَعَتْ علَينا. الجميعُ دَفَعَهُ الرَّبُّ إلهنا أمامَنا.

٣٧ ولكن أرضَ بَني عَمّونَ لم نَقرَبها. كُلَّ ناحيَةِ وادي يَبّوقَ ومُدُنَ الجَبَلِ وكُلَّ ما أوصَى الرَّبُّ إلهنا.

أيوب ٤: ١ - ٢١

أيوب ٤

أليفاز التيماني

١ فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقالَ:

٢ «إنِ امتَحَنَ أحَدٌ كلِمَةً معكَ، فهل تستاءُ؟ ولكن مَنْ يستطيعُ الِامتِناعَ عن الكلامِ؟

٣ ها أنتَ قد أرشَدتَ كثيرينَ، وشَدَّدتَ أياديَ مُرتَخيَةً.

٤ قد أقامَ كلامُكَ العاثِرَ، وثَبَّتَّ الرُّكَبَ المُرتَعِشَةَ!

٥ والآنَ إذ جاءَ علَيكَ ضَجِرتَ، إذ مَسَّكَ ارتَعتَ.

٦ أليستْ تقواكَ هي مُعتَمَدَكَ، ورَجاؤُكَ كمالَ طُرُقِكَ؟

٧ اُذكُرْ: مَنْ هَلكَ وهو بَريءٌ، وأين أُبيدَ المُستَقيمونَ؟

٨ كما قد رأيتَ: أنَّ الحارِثينَ إثمًا، والزّارِعينَ شَقاوَةً يَحصُدونَها.

٩ بنَسَمَةِ اللهِ يَبيدونَ، وبريحِ أنفِهِ يَفنَوْنَ.

١٠ زَمجَرَةُ الأسَدِ وصوتُ الزَّئيرِ وأنيابُ الأشبالِ تكسَّرَتْ.

١١ اللَّيثُ هالِكٌ لعَدَمِ الفَريسَةِ، وأشبالُ اللَّبوَةِ تبَدَّدَتْ.


١٢ «ثُمَّ إلَيَّ تسَلَّلَتْ كلِمَةٌ، فقَبِلَتْ أُذُني مِنها رِكزًا.

١٣ في الهَواجِسِ مِنْ رؤَى اللَّيلِ، عِندَ وُقوعِ سُباتٍ علَى النّاسِ،

١٤ أصابَني رُعبٌ ورِعدَةٌ، فرَجَفَتْ كُلَّ عِظامي.

١٥ فمَرَّتْ روحٌ علَى وجهي، اقشَعَرَّ شَعرُ جَسَدي.

١٦ وقَفَتْ ولكني لم أعرِفْ مَنظَرَها، شِبهٌ قُدّامَ عَينَيَّ. سمِعتُ صوتًا مُنخَفِضًا:

١٧ أالإنسانُ أبَرُّ مِنَ اللهِ؟ أمِ الرَّجُلُ أطهَرُ مِنْ خالِقِهِ؟

١٨ هوذا عَبيدُهُ لا يأتَمِنُهُمْ، وإلَى مَلائكَتِهِ يَنسِبُ حَماقَةً،

١٩ فكمْ بالحَريِّ سُكّانُ بُيوتٍ مِنْ طينٍ، الّذينَ أساسُهُمْ في التُّرابِ، ويُسحَقونَ مِثلَ العُثِّ؟

٢٠ بَينَ الصّباحِ والمساءِ يُحَطَّمونَ. بدونِ مُنتَبِهٍ إليهِمْ إلَى الأبدِ يَبيدونَ.

٢١ أما انتُزِعَتْ مِنهُمْ طُنُبُهُمْ؟ يَموتونَ بلا حِكمَةٍ.

تأمل: أليفاز التيماني والمعزون المتعبون
أيوب ٤


حقًا يُطلق على كلمات أليفاز التيماني وهو أحد أصحاب أيوب "المعزين المتعبين،" فلقد أراد أن يواسي أيوب في ألمه من خلال تطبيق خبراته واختباراته الشخصية على أيوب بالقول: "قد رأيت" (أيوب ٤: ٨). وتناسى أن اختبارات شخص لا تصلح لشخص آخر، فالرب له معاملات تختلف من شخص لآخر.
وأخطأ أليفاز عندما طبّق على أيوب أن ما يمر به هو حصاد لزرع زرعه (أيوب ٤: ٨). وهذا أقصى ما يوجع المؤمن المُجرَّب، ربما أكثر من التجربة ذاتها، عندما يهمس له الشيطان أن آلامه بسبب تقصير واضح في حق الرب، أو خطية معينة في حياته والرب يأخذ القصاص منه لأجلها. مع أن تجربة أيوب لم تكن حصادًا، إنما للتزكية (يعقوب ٥: ٩-١١).
وأخيرًا أوجعه التلميح على موت أبنائه مثلما تتشتت أبناء اللبوة (أيوب ٤: ١١). وفي هذا يلمس نقطة وجع أيوب الكبرى، وهي أكبر من مرضه الجسدي، ألا وهي موت أبنائه كلهم مرة واحدة. فلم تكن كلماته معزية، بل كلمات موجعة. لم يفرط أيوب بشفتيه إلا بعد سماع أقوال أصحابه واحد تلو الآخر، ومنهم أليفاز التيماني. ليتنا نتجنب هذا عندما يستخدمنا الرب مع إخوتنا المتألمين.

شارك الرسالة
نهاية قراءات يوم 95
شارك قراءات اليوم


رسائل اليوم

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة

شارك الرسالة
الرسائل السابقة